مصر والعراق عودة قوية للتعاون السياسي الاقتصادي والتجاري ..فهل تعود العمالة المصريه الي العراق كما كانت في ثمانينيات القرن الماضي
كتب : محمد علي
في زيارة تاريخية ووسط مراسم استقبال غير مسبوقه حل الرئيس عبد الفتاح السيسي ضيفا كبيرا علي دولة العراق الشقيق في اول زيارة من نوعها لرئيس مصري منذ ٣٠ عاما …الزيارة استبقتها اتصالات ومشاورات ولقاءات مكثفة وعلي مدار السنوات الثلاث الاخيره ايذانا ببدء عهد جديد من الانفتاح والتعاون والتنسيق بين البلدين الكبيرين في الوطن العربي وقد دخل الاردن علي خط التعاون لتشكل الدول الثلاث الية تنسيق وتشاور علي مستوي قادة الدول وعقدت هذه الالية عدة لقاءات في القاهره وعمان واخيرا في العراق
القاهره تسعي بخطي حثيثه الي مليء الفراغ ومد جسور الثقة والتعاون بينها وبين اشقائها خاصة الدول التي مرت بصرعات وحروب ودمار حدث ذلك في ليبيا المجاورة وها هو الان يتحقق في العراق التي ترنوا الي الاستفادة من التجربة المصرية في البناء والتشيد واعادة اعمار الدولة التي مزقتها الصراعات والهجمات الارهابية علي مدار سنوات مضت لكن الاتفاق الاكثر وضوحا كان هو مد انبوب النفط من البصرة حتي مصر مرورا بالاردن علي ان ينقل هذا الانبوب النفط العراقي الخام لاعادة تكريره في مصر ثم تصديرة مرة اخري الي اوروبا وفق الية تحقق مصالح مصر والاردن والعراق علي ان تقوم مصر بتصدير الكهرباء الي العراق باسعار تفضيلية عبر شبكة الربط الكهربائي العربي مرورا بالاردن
الي جانب العديد من الاتفاقيات التي تم توقيعها بين مصر والعراق والتي تغطي مختلف المجالات وجاءت زيارة وزيرة التجارة والصناعة نفين جامع الي العراق لتبدا مرحلة التنفيذ الفعلي علي ارض الواقع مما يعطي موشرات ايجابية حول امكانية ان يعود العراق مرة اخري وكما كان من قبل قبلة للعمالة المصرية في العراق التي لطالما بنت وشيدت وكانت جزء من نهضة العراق قبل الغزو العراقي للكويت وما صحبة من تداعيات كارثة كانت سببا في تدمير بوابة العالم العربي الشرقيه بلاد الرافدين بعد سنوات من الحصار الاقتصادي تم الغزو الامريكي للعراق وما تبعة من احداث كانت سببا في تراجع قوة وتاثير هذا البلد العربي الكبير اقتصاديا وسياسيا .
وفي تحرك عاجل لتنفيذ قرارات القمة الرئاسية المصرية العراقية ، اعلنت السيدة / نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة انه تم الاتفاق مع الجانب العراقى على تنفيذ خطة شاملة لتعزيز التعاون الصناعى المشترك بين البلدين ، والمساهمة فى إعادة تأهيل المصانع العراقية وكذا نقل التكنولوجيات الصناعية المصرية المتطورة للصناعات العراقية.
جاء ذلك خلال زيارتها للعاصمة بغداد على رأس وفد رفيع المستوى ، حيث تناولت المباحثات سبل تعزيز التعاون الصناعي المشترك بين البلدين وامكانيات الاستفادة من الخبرات الصناعية المصرية في مختلف القطاعات الانتاجية لتأهيل المصانع العراقية وذلك من خلال تعزيز الشراكة بين القطاع الخاص فى البلدين ،كما استعرض اللقاء فرص الاستثمار الصناعي المشترك بين البلدين في القطاعات ذات الأولوية لدولة العراق الشقيق خلال المرحلة الحالية وبصفة خاصة فى مجال انشاء وادارة المجمعات والمدن الصناعية المتخصصة .
وقالت الوزيرة ان مصر قيادةً وحكومةً وشعباً حريصين على استعادة العراق لدوره المحورى على المستويبن الاقليمى والعالمى ، خاصة فى ظل العلاقات الوطيدة التى تربط شعبا البلدين الشقيقين ، مؤكدة ان الزيارة التاريخية للرئيس السيسى للعاصمة بغداد خلال الاسبوع الماضى تمثل نقطة انطلاق حقيقية لبدء مرحلة جديدة فى مستوى العلاقات المشتركة مع دولة العراق فى مختلف المجالات وعلى كافة الأصعدة .
وأوضحت جامع ان اللقاء استعرض امكانيات التعاون بين مصر والعراق في مجال تطوير المصانع العراقية المملوكه للدولة والتي تطرحها الحكومة العراقية لإعادة التأهيل بنظام المشاركة ،مشيرة الى ان هناك فرصة كبيره للتعاون المشترك بين القطاع الخاص فى البلدين في هذا الصدد خاصة في ظل الخبرات الكبيرة التى تمتلكها مصر في عدد كبير من القطاعات الصناعية والانتاجية .
واشارت الوزيرة الى ان فرص التعاون المشترك تشمل قطاعات صناعة الجلود والادوية والغزل والنسيج والملابس الجاهزة والاطارات والصناعات الكهربائية والالكترونية والصناعات الإنشائية والصناعات الكيماوية والصناعات التعدينية بالاضافة الى قطاعات الزجاج والحراريات والمنتجات الغذائية والبتروكيماويات و معدات الاتصالات .
ولفتت جامع الى ان اللقاء تناول ايضا متابعة نتائج سلسلة المباحثات التي عقدت الفترة الماضية بين وزراء الصناعة بمصر والعراق والاردن واستهدفت تعزيز التكامل والتعاون الاقتصادي والتجاري والاستثماري وبما يسهم في الارتقاء بمنظومة التنمية الصناعية بالدول الثلاث وتوفير احتياجات أسواقها من المنتجات الصناعية، مشيرةً الى انه تم التأكيد على اهمية تفعيل العمل المشترك لتدشين شركات صناعية على المستويين الثنائي والإقليمي بين مصر والعراق والاردن خاصة في ظل الدعم غير المسبوق من القيادة السياسية بالدول الثلاث لتحقيق التكامل الاقتصادي وبصفة خاصة في القطاعات الصناعية والتجارية والاستثمارية.
وفى هذا الاطار اتفق وزيرا الصناعة بمصر والعراق على اهمية الدعوة لعقد اجتماع موسع لوزراء الصناعة العرب وذلك تحت مظلة الجامعة العربية لتنسيق الرؤى وتحقيق مزيد من التفاهمات بهدف تحقيق التكامل الصناعى بين الدول العربية وبصفة خاصة فى ظل تداعيات ازمة فيروس كورونا واثارها السلبية على كافة دول العالم .
ومن جانبه أكد السيد / منهل عزيز الخباز وزير الصناعة والمعادن العراقى ان هذا التحرك السريع من جانب وزيرة التجارة والصناعة يعكس الاهتمام الكبير الذى توليه الحكومة المصرية لدولة العراق ، معرباً عن أمله فى ان تشهد المرحلة المقبلة طفرة فى العلاقات الاقتصادية المشتركة بين البلدين الشقيقين .
وقال ان المباحثات شهدت توافقاً كبيراً فى الرؤى بين الجانبين خاصة وان المرحلة الماضية شهدت العديد من الاجتماعات المشتركة مع السيدة نيفين جامع وزيرة التجارة والصناعة والتى تم خلالها بلورة رؤية واضحة لمستقبل العلاقات الاقتصادية المشتركة وبصفة خاصة فى المجال الصناعى ، منوها فى هذا الاطار الى حرصه على تنمية التعاون المشترك فى العديد من القطاعات الصناعية خاصة الادوية والجلود والصناعات النسيجية والكيماوية والغذائية والادوية البيطريةوالمبيدات الزراعية ، خاصة فى ظل اعتماد العراق على استيراد جزء كبير من هذه المنتجات من الاسواق الخارجية.
وأعرب الخباز عن امله فى ان يتم ترجمة نتائج هذه الزيارة الى مشروعات ملموسة ، تنعكس اثارها ايجابا على شعبا البلدين الشقيقين ، خاصة فى ظل التشابه الكبير بين هيكل الصناعة بمصر والعراق وهو الامر الذى يتيح الوصول الى شراكة صناعية حقيقية بين القطاع الخاص فى البلدين .
وقد شارك فى المباحثات السيد/ وليد اسماعيل سفير مصر بالعراق ، واللواء/ محمد الزلاط رئيس الهيئة العامة للتنمية الصناعية والمهندس/ محمود محرز رئيس مجلس ادارة شركة القاهرة للاستثمار الصناعى والمهندس/ محمد عبدالكريم المدير التنفيذي لمركز تحديث الصناعة ، والسيد / حاتم العشرى مستشار الوزيرة للاتصال المؤسسى والوزير مفوض تجارى عمرو هزاع مدير ادارة المشرق العربى بالتمثيل التجارى والمستشار تجارى / ماجد سابق رئيس المكتب التجارى المصرى بالعاصمة بغداد ، الى جانب ممثلين عن وزارة الانتاج الحربى والهيئة العربية للتصنيع بالاضافة الى عدد من رجال الصناعة والتجارة ممثلى المجالس التصديرية واتحاد الصناعات المصرى .