تقاريررئيسيعاجل

تركيا وإثيوبيا…. تحالف… بطعم التآمر

أبى أحمد وأردوغان يوقعان اتفاقيات في مجال الدفاع المياه

 

مع اشتداد الصراع في إثيوبيا واتساع دائرة المعارك وتمددها من إقليم التيجراي إلى أقاليم أخرى ودخول البلاد في منعطف غير مسبوق من العنف والعنف المضاد يحاول رئيس الوزراء الإثيوبي أبى أحمد أن يجد لنفسه طوق نجاة هنا أو هناك عله ينقذه من مصير محتوم يراه بعيدا ونراه قريبا فيترك بلده المشتعل ويتجه في زيارة رسمية إلى تركيا أردوغان المشتعلة ايضا بحرائقها الواسعة التي أتت على منتجعاتها ومزاراتها السياحية وخلفت ورائها دمار كبيرا فى واحد من أهم روافد تركيا الاقتصادية 

 ذهب أبي أحمد طالبا العون والمساعدة  من الرئيس التركى رجب طيب أردوغان الذى هاتفه قبل اسبوعين وتعهد له بتوفير كافة أشكال الدعم والمساندة سواء فى أزمته الداخلية والمتمثلة فى حرب التيجراى وتداعياتها أو أزمته الخارجية المتمثلة فى ملف سد النهضة وتبعاتها مع دولتى المصب مصر والسودان 

 لقد عقدت القمة بين الرجلين أردوغان وابى احمد المازوم فى حرب ضروس تهدد أركان حكمة  بل وتضع مصير بلاده ووحدتها على المحك فالنيران تتسع وتشتعل كل يوم فى مناطق جديدة وهى نيران مشابهة لنيران الغابات التي عصفت بتركيا ومزاراتها السياحية ومقدراتها الاقتصادية وبات أردوغان وضيفه الإثيوبى قائدان مأزومان كلا فى ملفاته وأزماته الداخلية والخارجية يبحث عن من ينجية أو يخفف عنه وطأة تلك الأزمات الطاحنة

   فى تقريرنا التحليلى هذا نتوقف بشىء من الرصد والتحليل لأبعاد هذه الزيارة ودوافعها وانعكاسها على مجمل العلاقات بين البلدين وصدى تلك العلاقات التى تنمو وتتمدد فى محاولة للتواجد التركى فى مناطق أعالي النيل الازرق لخلق مساحة جديدة قديمة لتركيا علها تستفيد منها فى مناوراتها ومناكفاتها مع القاهرة

 تركيا وإثيوبيا علاقات قديمة وتكتيكات حديث

 منذ عقود طويلة تزيد على المائة عام وتستهدف تركيا التواجد في منطقة القرن الأفريقي بصفة عامة وإثيوبيا بشكل خاص أكبر الدول في تلك المنطقة الحساسة من العالم اقتصاديا وعسكريا وجيوسياسيا أثيوبيا بموقعها ومنابع النيل فيها يمكن أن تكون شوكة في ظهر مصر التي تعتمد بشكل أساسي وحيوي على مياه النيل القادمة إليها من إثيوبيامنبع 85 % من مياه النيل وهو النيل الأزرق وتركيا وبتواجدها في إثيوبيا تسيطر على مياه النيل وتعبث بأريحية في مجال مصر الحيوي وأمنها القومى تركيا أردوغان تحاول بكل ما أوتيت من قوة الانتقام من مصر ونظامها السياسى الذى اسقط مشروعها التوسعى فى 30 يونيو 2013عندما سقط حكم الاخوان فى مصر

الحضور التركى بات واضحا وبشكل علنى فى إثيوبيا ويحمل فى طياته أوجه عديدة للاستعمار التركى والتحريض على مصر خاصة وان تركيا استغلت سلاح المساعدات للتغلل والاختراق داخل إثيوبيا المتعطشة الى الدعم والمساندة الاجتماعية والاقتصادية بل والعسكرية كذلك فقد استخدمت تركيا منظمة التعاون والتنسيق التركية تيكا وسيلة للتمكن والتدخل في الشئون الإثيوبية التي افتتحت مكتبها في أديس أبابا عام ٢٠٠٥، وركّزت أنشطتها على الترويج للتعليم التركي كونه أكثر أدوات الاختراق الثقافي فاعلية من خلال المنح والبعثات التعليمية إلى الجامعات التركية، وتعمل تيكا على تقديم المساعدات الطبية للمستشفيات في إثيوبيا، ولاسيما مستشفيات الأطفال لخلق جيل يدين بالولاء لتركيا، وكذلك تطوير العديد من المناطق الإثيوبية المرتبطة بالتاريخ الإسلامي مثل منطقة“ نجاش”، وإعادة ترميم مسجد النجاشي التاريخي في إقليم تجراي شمالي إثيوبيا، ومشروع ترميم القنصلية العثمانية في مدينة هرر شرقًا. 

ولعبت أجهزة الاستخبارات التركية دورا هاما ومازالت بتواجدها بشكل غير مباشر ومتخفي في صورة مواقع إعلامية مثلما فعلت عندما قررت إنشاء مكتب إقليمي لوكالة الأناضول التركية في أديس أبابا عام 2014 لتغطية أنشطة منطقة شرق أفريقيا

 كذلك وقعت تركيا وإثيوبيا اتفاقية دفاع مشترك بينهما في مايو عام 2013 ونصت الاتفاقية التي أقرها البرلمان الإثيوبي عام 2015 على نقل الخبرات التركية في مجال بناء السدود ومساعدة إثيوبيا على الدفاع عن سد النهضة ضد أي عدوان محتمل وحماية إنشاءات السد بتزيدوها بأجهزة رادرات متطورة تستخدم الانذار المبكر وكذلك تزويد الجيش الاثيوبى بمنظومة صواريخ اسرائيلية تركية مشتركة الصنع تمكنها من صد اى هجوم يستهدف السد وهو الأمر الذى يكشف نوايا تركيا وتكتيكاتها العدائية ضد مصالح ومجال مصر الحيوى وهى منابع النيل.

 أبى أحمد وأردوغان يوقعان اتفاقيات في مجال الدفاع المياه 

 خلال زيارة رئيس الوزراء الأثيوبي أبى أحمد الأخيرة إلى أنقرة وقعا الطرفان عدة اتفاقيات كان اللافت فيها اتفاقيتين تتعلقان بالتنمية المائية والدفاع وفقا لما كشفه المتحدث باسم الخارجية الأثيوبية دينا مفتي الذي وصف الزيارة بأنها ناجحة وقال مفتي إن مناقشات عقدت بين رئيس الوزراء الإثيوبي والرئيس التركي حول عددٍ من القضايا ذات الاهتمام  المشترك، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية.

 وكان أحمد قال إن أديس أبابا تولي أهميةً كبيرةً للصداقة والشراكة مع تركيا، التي تتمتع بنفوذٍ دولي ولها دورٌ في هيكلة العلاقات العالمية.

 وذكرت الرئاسة التركية في بيانٍ، أنَّ زيارة أحمد تنطوي على أهميةٍ بالغةٍ لتزامنها مع الاحتفال بالذكرى السنوية 125 لتأسيس العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.

 وكان الرئيس التركي رجب طيب إردوغان قال  خلال مؤتمر صحفي في استقباله رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد إن إثيوبيا سلّمت تركيا جميع المدارس التابعة ل تنظيم فتح الله غولين  المحظور في تركيا، وأكَّد استعداد بلاده للمساهمة في حل النزاع بين أديس أبابا والخرطوم بشأن  منطقة الشفقة الحدودية بين السودان وأثيوبيا  وتجدر الإشارة إلى أنه وبحسب هيئة الاستثمار الإثيوبية، فإن تركيا تعتبر ثاني أكبر مستثمر في إثيوبيا، برأس مال استثماري يبلغ 2.5 مليار دولار (17.43 مليار ليرة تركية)، وفرص عمل لحوالي 30 ألف إثيوبي

دعم تركيا لإثيوبيا هل يقوض جهود المصالحة مع مصر؟

 وبينما تتجه تركيا وتلقى بثقلها خلف رئيس الوزراء الإثيوبي وحكومته التي تترنح على وقع ضربات قاسية ومؤلمة داخليا وخارجيا تنسج القاهرة وأنقرة  على مهل  وروية مساحة جديدة للتفاهم والتقارب تضع المصالح الاقتصادية والجيوسياسية نواة لعودة العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين بعد أن حاول الطرفان أن يجدا جسر اتفاق يعبر فوق هوة الخلافات التي طالت وامتدت على مدار أكثر من 7 سنوات ؛ يحاول الطرفان ولو بوتيرة بطيئة أن يتقاربا رغم حجم الخلافات والصراع الخفي لكن هي لغة السياسية فالثابت الوحيد فيها هو أنها متغيرةً; ويؤكد الخبراء أن اندفاع تركيا وراء رغبات أبى أحمد ونزواته الطائشة خاصة في ملفات الصراع في تيجراي أو حربه ونزاعة مع السودان على منطقة الفشقة الحدودية أو حتى ملف سد النهضة يمكن أن يلقى بظلال قاتمة على استراتيجية نسج علاقات ومساحات اتفاق جديدة بين القاهرة وانقرة يمكن لهذا الاندفاع ان ينقض هذا النسيج الوليد ويعيد الازمات والخلافات بين الجانبين الى مربعها الاول فالقاهرة لا يمكن لها ان تصمت او تغض الطرف او تتجاهل العبث والتآمر فى  مجالها الحيوى وأمنها القومى.

 

اهم المراجع

https://www.almayadeen.net

نشر فى 20-8-2021

https://www.albawabhnews.com

نشر فى 22-2-2021

https://arabic.rt.com/world

نشر فى 2-8-2021

https://www.dw.com/ar

نشر فى 19-8-2021

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى