جماعة الإخوان في المغرب والسقوط عبر الصناديق
كتب : محمد رزق
الهزيمة القاسية التي تلقاها حزب العدالة والتنمية الحاكم في المغرب كانت بمثابة الضربة القاضية وربما الأخيرة لتنظيم جماعة الإخوان الذي تربع على عرش الحكومة في المغرب لما يزيد عن عشر سنوات متصلة زلزال الهزيمة تطايرت شظاياه وأصدائه وتوابعه في كل مكان خاصة تركيا فهو نهاية لمشروع الإسلام السياسي الذي تنتهجه حكومة رجب طيب أردوغان ودأبت على الاستثمار فيه طيلة السنوات الماضية في مصر وليبيا وتونس والجزائر والمغرب أنها نهاية لحلم المؤسس الأول للتنظيم حسن البنا لكن هذه المرة كان السقوط عبر الصناديق وبإرادة شعبية حرة لا يستطيع أحد ان ينكرها او يشكك فيها وهو ما اضاف بعدا جديدا يستحق التوقف عنده بالشرح والتحليل لتداعيات هذه السقوط واسبابه وابعاده.
هزيمة مدوية
ففي تطور مثير، مُني حزب العدالة والتنمية ذو المرجعية الإسلامية بهزيمة كبرى في الانتخابات البرلمانية في المغرب، بعدما حصد 12 مقعدا فقط في مجلس النواب مقارنة بـ 125مقعدا في آخر انتخابات عام 2016.
ومنذ فوزه بانتخابات عام 2011 يقود حزب العدالة والتنمية تحالفا واسعا لقيادة البلاد، بعد بروزه كأكبر حزب فيها.
وكان الحزب قد تولى السلطة في أعقاب انتفاضات عام 2011 في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وكان يأمل في الحصول على فترة ولاية ثالثة يقود فيها ائتلافا حاكما.
استقالة سعد الدين العثمانى
وبعد ساعات من إعلان النتيجة، أعلن سعد الدين العثماني رئيس الحكومة السابق والأمين العام للحزب استقالته من منصبه.
وكان رئيس الحكومة السابق والأمين العام السابق للحزب عبد الإله بنكيران قد دعا العثماني إلى الاستقالة بعد ظهور نتائج الانتخابات وقال بنكيران، في بيان عبر صفحته على فيسبوك”بعد اطلاعي على الهزيمة المؤلمة التي مني بها حزبنا في الانتخابات المتعلقة بمجلس النواب، أرى أنه لا يليق بحزبنا في هذه الظروف الصعبة إلا أن يتحمل السيد الأمين العام مسؤوليته ويقدم استقالته من رئاسة الحزب”
العاهل المغربي يكلف أخنوش بتشكيل الحكومة الجديدة
بخطوات سريعة وواثقة، انتزع حزب التجمع الوطني للأحرار، موقع الصدارة بنتائج الانتخابات المغربية لينهي 10 سنوات عجاف لحكومة إخوانية.فـ”التجمع” الذي حل بالمركز الرابع بآخر انتخابات برلمانية شهدها المغرب في 2016 بحصوله على 37 مقعدا وعد المغاربة بتغيير شامل وأوفى بوعده ليحتل الصدارة في نسخة 2021
فقد كلف العاهل المغربي، الملك محمد السادس، الجمعة، عزيز أخنوش، الأمين العام لحزب التجمع الوطني للأحرار بتشكيل الحكومة الجديدة
ويأتي هذا التعيين طبقا لمقتضيات الدستور المغربي، وبناء على نتائج الانتخابات التشريعية التي أجريت في 8 سبتمبر
واستقبل العاهل المغربي، أخنوش في القصر الملكي بمدينة فاس في وسط المغرب وأصبح أخنوش مكلفا بتشكيل الحكومة المغربية الجديدة بعد فوز حزبة ب 102 مقعد من مقاعد البرلمان البالغ عددها 395 مقعد وسيحمل لقب رئيس الحكومة المكلف، فيما يستمر سعد الدين العثماني رئيسا لحكومة تصريف الأعمال حتى استقبال العاهل المغربي للحكومة الجديدة لتنصيبها رسميا وأخنوش هو ثالث رئيس للحكومة المغربية بعد دستور 2011، ويأتي تكليفه ترسيخا لتقليد ديمقراطي ينص على تكليف زعيم الحزب الفائز في الانتخابات بتشكيل الحكومة الجديدة ومن المرتقب أن يبدأ أخنوش رئيس الحكومة المكلف بمشاورات مع الأحزاب لتشكيل حكومة جديدة بأغلبية برلمانية
اسباب سقوط اخوان المغرب
ويعد صراع الزعامة في حزب الإخوان بين عبد الإله بنكيران، الذي يمثل الخط الأيديولوجي الحركي في الحزب الذي يسيطر على القواعد المنضبطة في التنظيم، وسعد الدين العثماني رئيس الحكومة الذي يمثل التيار البراجماتي الواقعي الأقدر على التفاهم مع القصر الملكي والأحزاب السياسية الأخرى، من أبرز الأسباب التي أدت إلى سقوط الإخوان في الانتخابات المغربية، وعدم النجاح في أول اختبار حقيقي يكون الشارع المغربي طرفا فيه
أزمة الاستقالات كشفت أكذوبة ديمقراطية الإخوان
وكانت موجة الاستقالات التي شهدها حزب العدالة والتنمية الإخواني في المغرب بداية عام 2021، والتى أثارت تساؤلات كثيرة في الأوساط السياسية وفي الشارع المغربي بوجه عام، بسبب إدارة فئة صغيرة لشؤون الذراع السياسي لجماعة الإخوان في المغرب، حيث تتمثل هذه الفئة التي يطلق عليها تيار الوزراء وتوابعهم.
ويرى المواطنون في المغرب، أن حزب الإخوان لم يصلح بيته الداخلي ويكذب بشأن الإصلاح الخارجي، والأعضاء كأنهم في حلبة ملاكمة، والقيادات الحزبية بالعدالة والتنمية تسعى إلى تصفية حسابات شخصية وسياسية.
تؤكد تلك النتائج الانتخابية ان حزب العدالة والتنمية الذي قاد الأغلبية طيلة ١٠ سنوات “أصبح منبوذا بعد أن حقن المغاربة بالفقر والتهميش”.
“لولا المؤسسة الملكية وتدخل العاهل المغربي الملك محمد السادس عبر القنوات والآليات الملكية لكانت البلاد في كارثة كبرى بسبب السنوات العجاف من سيطرة الإخوان”.
المفاجأة الكبرى والهزيمة النكراء للأمين العام لحزب العدالة والتنمية، تكشف مدى الوعي والنضج السياسي للمواطن المغربي الذي لم يعد ينخدع بتجارة الدين، ولا الخطاب الأيديولوجي، وأصبح يعي بدقة أين مصلحته ومصلحة المغرب
بعد عشر سنوات من الربيع العربي الشعوب تكشف زيف تجار الدين
لعبت جماعة الإخوان منذ نشأتها على وتر الدين ومشاعر الجماهير وارتباطها به باعتبار أن الدين هو افيونة الشعوب وتدثرت برداء الدين طيلة مسيرتها منذ مؤسسها حسن البنا وحتى الآن لم تتورع في استخدام الشعارات الدينية البراقة كستار لتنفيذ خططها ومآربها السياسية المشبوهة والتي تتعدى فكرة الدولة الوطنية بل وتحتقرها وتراها ما هي إلا حفنة من تراب عفن أنه الفكر الإخواني والأيدلوجية الإخوانية التي رفعت شعار الإسلام السياسي للوصول إلى سدة الحكم في بلاد سيطر عليها الفقر والجهل والفهم الخاطئ للدين فاستغلت الجماعة هذه الفاقة في المجتمعات العربية وبدات تسيطر وتنشر فكرها الخبيث وتتغلل فى المجتمعات تحت ستار تقديم المعونات ومساعدة الفقراء والمهمشين لتكتسب ارضيات ومساحات واسعة داخل تلك المجتمعات حتى جاء ما يعرف بالربيع العربى ليمكن الاخوان من احكام السيطرة وجنى ثمار استثماراتها طيلة العهود الماضية صعدت فى مصر عقب ثورة 25 يناير 2011 وبعد ان اتضحت ماربها كشف الشعب وجهها القبيح نبذها المجتمع وثار عليها حتى اسقطها فى 30 يونيو عام 2013 لكن سقوط جماعة الاخوان الارهابية فى مصر لم تفطن له الشعوب المجاورة سريعا بل تاخرت حتى جاء الموعد وكان عام 2021 هو عام السقوط ايضا لجماعة الاخوان فى تونس ثم المغرب لتستفيق الشعوب العربية فى شمال افريقيا من وهم تجار الدين الذين سيطروا على مقدرات تلك البلاد فلم يزيدوها الا فقرا وتهميشا وديكتاتورية تحكم باسم الدين.
اهم المراجع
https://www.bbc.com/arabic/middleeast-58474703https://www.alarabiya.nethttps://www.elwatannews.com/news/details/5683678?t=pushhttps://al-ain.com/article/brotherhood-morocco-defeat