رئيس “دراية” يؤكد ضرورة دمج مرضى التوحد فى المجتمع للاستفادة من قدراتهم الهائلة
تقرير جديد لمنتدى "دراية" يرصد حقائق هامة عن مرض التوحد
يحتفل العالم اليوم السبت الموافق الثاني من إبريل باليوم العالمي للتوعية بمرض التوحد تحت شعار “التعليم الجيد الشامل للجميع”، والذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة فى ديسمبر 2007 ، بهدف زيادة الوعي حول طيف التوحد وأعراضه والعقبات التى يواجهها الأشخاص المصابون به، إلى جانب دعمهم وإدماجهم فى المجتمع للتأكيد على واحد من أهم المبادىء الأساسية لحقوق ذوي الإعاقة على مستوى العالم.
وفى هذا اليوم، يؤكد الدكتور صلاح هاشم رئيس المنتدى الاستراتيجي للسياسات العامة ودراسات التنمية ” دراية” أهمية كفالــة وتعزيــز جميــع حقــوق الإنــسان والحريــات الأساسية لجميع الأشخاص ذوي الهمم بشكل عام والأطفال المصابين بالتوحد بشكل خاص، مشيرا إلى أن الأهداف الاستراتيجية للعدالة الاجتماعية في رؤية مصر 2030 تستهدف تعزيز الاندماج المجتمعي، وتحقيق المساواة في الحقوق والفرص، وتحقيق الحماية للفئات الأولى بالرعاية، ومشاركة كل الفئات فى التنمية بمن فيهم ذوو الهمم.
وقال هاشم إنه على الرغم من عدم وجود إحصائيات رسمية حول مرضى التوحد، إلا أن أعدادهم تترواح ما بين 800 ألف والمليون مريض، بنسبة حوالي 1% من إجمالي السكان، وهو ما يعنى وجود طفل مصاب من بين كل 160 طفلًا بدرجات مختلفة من الأعراض، مؤكدا أن مرضى التوحد لديهم قدرات هائلة مثل التفكير المنطقي والاهتمام بأدق التفاصيل، ولذا فإنه من الضروري دمجهم فى سوق العمل للاستفادة من هذه القدرات.
كما أشاد رئيس منتدى “دراية” بجهود الدولة فى سبيل دعم وحماية الأشخاص من ذوى الهمم، فقد وضعت إطارا قانونيا وتشريعيا يضمن لهم حقوقهم وكرامتهم، كما حرصت من خلال الأجهزة الحكومية المعنية ومؤسسات المجتمع على المدنى على ضمان تنفيذ هذه النصوص التشريعية بشكل يليق بالجمهورية الجديدة التى تعهدت بألا يترك أحد خلف الركب، خاصة الفئات الضعيفة والأكثر احتياجا وفى مقدمتهم مصابى اضطرابات طيف التوحد.
وبهذه المناسبة، يطالب هاشم بضرورة وضع سياسات وخطط تضمن حقوق ورفاهية ذوي الهمم بمن فيهم المصابون بالتوحد، إلى جانب تعزيز قدرات القوى العاملة الصحية لتقديم الرعاية اللائقة للمصابين، وإشراك مؤسسات المجتمع المدنى فى دعم ومساندة مصابى التوحد، ونشر التوعية بشأنه فى جميع وسائل الإعلام بهدف استيعاب وتمكين المصابين فى المجتمع وضمان مشاركتهم فى خطط التنمية المستدامة.
هذا وقد أصدر منتدى “دراية” تقريرا جديدا على موقعه الإلكتروني يسلط الضوء على مرض التوحد وأسبابه وأعراضه وكيف يمكن بذل مزيد من الجهد لتحسين جودة حياة المصابين به، لاسيما فى ظل تنامي معدل الإصابات باضطرابات طيف التوحد على المستوى الدولي والمحلى، وحقيقة أن العديد من الأشخاص المصابين به لايزالون يعيشون في عزلة يعانون فيها من التمييز ومن الانفصال عن مجتمعاتهم.
ويشير التقرير إلى تعريف جمعية الأطباء النفسيين الأمريكية للتوحد على أنه اضطراب تطورى متعدد الجوانب يتضمن ثلاثة خصائص أساسية هي قصور فى التواصل الاجتماعى، قصور فى الاتصال واللغة، والسلوكيات النمطية المتكررة، وتظهر هذه الخصائص قبل بلوغ الطفل عامه الثالث.
ويذكر أنه عادة ما يصاب الشخص بأعراض التوحد فى مرحلة الطفولة المبكرة وتستمر هذه الإصابة طوال الحياة وتوثر فى سلوك الشخص وتفاعله مع الآخرين وفى كيفية تواصله وتعليمه ومشاركته فى المجتمع، وعلى الرغم من أن بعض مصابى التوحد قد يعانون من إعاقات ذهنية كبيرة ويحتاجون الى الرعاية والدعم مدى الحياة إلا أن البعض الآخر قد يمكنه مع التدريب والعلاج التمتع بحياة مستقرة.
ووفقا للتقرير وبحسب أرقام الأمم المتحدة، فإن حوالي 1 % من سكان العالم مصابون بمرض التوحد، أي حوالي 70 مليون شخص، مع العلم أن رقعة المرض آخذة في الاتساع. وتكشف الأرقام أن الذكور معرضون للإصابة بالتوحد أكثر من الإناث بمعدل 4 أضعاف، إذ يصيب التوحد 1 من كل 37 طفلا ذكرا، و1 من بين كل 151 طفلة حول العالم.
يمكن اكتشاف التوحد مبكرا، قبل سن عام، لكن في الأغلب ما يتم تشخيصه بعد سن الثالثة. ويعاني المصابون بالتوحد من تأخر في تطور اللغة، و40 % منهم لا يتحدثون ؛ كما أن معدل الذكاء لدى 44 % من المصابين بالتوحد، أعلى من المتوسط ؛ كذلك الآباء والأمهات الذين لديهم طفل مصاب بالتوحد، ترتفع نسبة إنجابهم لطفل ثان مصاب إلى 18%. و تظهر الدراسات أن بين التوائم المتطابقة إذا كان أحد الطفلين مصابا بالتوحد، فسوف يتأثر الآخر بنسبة تتراوح بين 36 إلى 95 % ، أما في التوائم غير المتطابقة فإن نسبة الإصابة للطفل الآخر، تبلغ نحو 31%.
وتشير الإحصائيات إلى أن ثلث المصابين بالتوحد يتواصلون بشكل غير لفظي، ويتعرض ما يقرب من ثلثي الأطفال المصابين بالتوحد الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 15 سنة، إلى التنمر. كما أن ثلث المصابين بالتوحد بين سن الثانية إلى الخامسة يعانون من زيادة الوزن، و 16 % يعانون من السمنة المفرطة ؛ وتؤثر اضطرابات القلق على ما يقدر بـ 11 إلى 40 % من الأطفال والمراهقين المصابين بالتوحد ؛ والمصابون بالتوحد يعيشون أقل مقارنة بغير المصابين.
وتجدر الإشارة إلى أنه بحسب إحصائيات منظمة العمل الدولية، فإن 80% من مرضى التوحد عاطلين عن العمل، لتكون هذه الخسارة بشقين، الأول خاص بالمرضى وعدم وجود المساواة، والآخر بأرباب العمل الذين يخسرون قدرات هؤلاء الأشخاص الهائلة وتسخيرها في العمل.