مقالات

أهمية إعادة العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وطهران

بقلم: د/ وليد ناصر الماس

يُشكل الاتفاق السعودي الإيراني المكرس لاستئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بارقة أمل تساهم في استقرار منطقة الشرق الأوسط، لا سيما وأن للرياض وطهران دور كبير في ما تعانيه المنطقة الشرق أوسطية من حالة غير مستقرة، باعتبارهما دولتين كبيرتين صاحبتا نفوذ اقتصادي وسياسي، علاوة عن دورهما المذهبي وتزعمهما لأكبر طائفتين إسلاميتين (سنية وشيعية)، في ظل واقع اجتماعي بالغ التعقيد، تلعب فيه المذهبية دورا بالغا.

تُعد السعودية وإيران من ضمن أغنى عشرة بلدان في العالم، من حيث الخامات والموارد الطبيعية، وترتبط كليهما بعلاقات سياسية واقتصادية متينة مع الصين، حيث يتطلب إنجاح مشروع الصين الاقتصادي وتحقيق المصالح المشتركة للجانبين الصيني ودول منطقة الشرق الأوسط، استقرار المنطقة وخروجها من وضعية الصراع.

وهنا يُمكن إبراز عوامل كثيرة في إنجاح هذا الاتفاق من ضمنها:
طموحات البلدين لتجاوز الكثير من العقبات الاقتصادية والأمنية، والتفكير الجدي بتوجيه الموارد العامة نحو أشكال التنمية.
– حاجة البلدين لمشاريع اقتصادية ضخمة بالشراكة مع الصين، بالاستفادة الفاعلة من الموقع الجغرافي والموارد.
– الحاجة للتعاون الثنائي لتجاوز الكثير من القضايا والخلافات العالقة، في الكثير من بلدان المنطقة.

– رعاية بكين للاتفاق مما قد يوفر ضمانة رئيسية لنجاحه، علما بأن العلاقات الصينية الإيرانية قوية وتوفر فرصة لنجاح الوساطة بين الجانبين السعودى والإيراني. 

– وجود رغبة إيرانية شعبية في فتح صفحة جديدة مع دول الخليج.

لا شك أن عودة العلاقات السعودية الإيرانية تُشكل مرحلة جديدة للتعاون فى منطقة الشرق الأوسط، من شأنها أن تُمهد لإعادة ترتيب المنطقة بشكل يحقق الاستقرار ويدفع بعجلة التنمية، وذلك وسط أزمات دولية كبرى، وتحديات جسيمة تتطلب الكثير من العمل المتواصل من أجل توسيع مجالات التعاون والتنسيق المشترك. 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى