المركز الاعلامىتقاريررئيسيعاجل

رسائل وحقائق: قراءة فى زيارة الرئيس لمحافظة البحيرة

يوما بعد يوم تتشكل ملامح الجمهورية الجديدة وتتضح معالمها ويثبت للجميع أن “بناء الإنسان” هو ركيزتها، و”مصلحة المواطن” هو شعارها..لقد تبنت الدولة المصرية مفهوما شاملا للتنمية يرتكز على أن المواطن المصري هو محور خطط التنمية والمحرك الرئيس لها، ومن ثم سعت للارتقاء بالقطاعات الحيوية التى تمس حياته من صحة وتعليم وضمان اجتماعي وغيرها من القطاعات.  

وفى إطار استكمال جهود الدولة الرامية لرفع مستوى معيشة المواطنين وضمان نوعية حياة أفضل لهم، جاءت زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لقرية الأبعادية التابعة لمركز دمنهور بالبحيرة لافتتاح وتفقد عدد من المشروعات التنموية والخدمية داخل القرية قى إطار مبادرة “حياة كريمة“، والتى شملت الوحدة الصحية ودار مسنين الأبعادية ومجمع الخدمات التكنولوجية ومجمع الخدمات الزراعية.

وعكست زيارة الرئيس حجم الإنجاز الذى حققته مبادرة ” حياة كريمة ” على أرض الواقع مصر ومدى مساهمتها فى تغير شكل الحياة لأكثر من نصف سكان مصر في قرى وريف مصر، لتُصبح من أبرز المبادرات المجتمعية التي تستهدف تحسين جودة الحياة، وخفض متوسط معدل الفقر فى القرى المُستهدفة، بل تصبح الأهم في تاريخ مصر الحديث، حيث استهدفت المبادرة تطوير نحو 4584 قرية، يُمثل سكانها نحو 58%من جملة سكان جمهورية مصر العربية، وبتكلفة تتجاوز 500 مليار جنيه في مراحلها المختلفة، وذلك عقب إطلاقها عام 2019.

وهو الأمر الذى لم يحدث على أرض مصر منذ عقود لتكلفته الهائلة وضعف البنية التحتية فى هذه الأماكن أو عدم وجودها من الأساس ، وهو أيضا ما أدى لتهميش وتدهور أحوال أهل الريف والصعيد والهجرة من هذه المحافظات والقرى وتراجع مساحة الأراضى الزراعية وبالتالى انخفاض حجم المحاصيل –  خاصة الاستراتيجية – وتصاعد حجم استيراد المحاصيل الزراعية من الخارج والضغط على ميزانية الدولة.

وتجدر الإشارة هنا إلى أن إجمالي المشروعات المُنفذة في الأبعادية بلغ نحو 79 مشروعا بجميع القطاعات، منها 22 مشروع اتصالات و7 مشروعات أبنية تعليمية، و8 مشروعات كهرباء، و13 مشروعا بمياه الشرب، و9 مشروعات بقطاع الصحة، و8 صرف صحي، و3 مشروعات للشباب والرياضة، ومشروعين في الري، ومشروع بكل من قطاعات (الغاز، التضامن الاجتماعية، مجمع خدمات حكومي، مجمع خدمات زراعي، أسواق، نقطة إسعاف، نقطة إطفاء).

حملت زيارة الرئيس العديد من الرسائل والإجابات على الأسئلة التى تتردد فى الشارع المصرى، حيث حرص السيسى على الرد بكل شفافية وموضوعية على كافة التساؤلات خلال حواره مع أهالى البحيرة وقياداتها وشبابها. وتأتى أبرز الرسائل على النحو التالي:  

1- إدراك القيادة السياسية لدور الشباب فى تحقيق التنمية : وجه الرئيس التحية والشكر لشباب المتطوعين فى مبادرة ” حياة كريمة ” على المجهود الذى قدموه لمساعدة أهالى القرية وتغيير حياتهم إلى الأفضل من خلال مشروعات المبادرة، مؤكدا أنه لا يوجد أى مقابل يوازى تغيير حياة البشر ومصائرهم إلى الأفضل، ومطالبا هؤلاء الشباب باستكمال الجهد والدعم لتنفيذ كافة مراحل المبادرة وتحويل قرى الريف والصعيد إلى أماكن حضارية يتمتع فيها المواطنون بكافة الخدمات.

2- الاهتمام بالفئات الأشد احتياجا وكبار السن : حرص الرئيس على زيارة ” دار مسنين الأبعادية”، وأعرب عن بالغ سعادته لتواجده معهم والتأكد من توافر كافة احتياجاتهم ، واستجاب لطلب البعض لأداء فريضة الحج والعمرة . كما أكد أن أكثر من 70 مليون مواطن يستفيد من بطاقات التموين.

3- الحرص على إتمام عملية التحول الرقمى وميكنة الخدمات : شملت جولة الرئيس بقرية الأبعادية زيارة مجمع الخدمات التكنولوجية والتى تشمل تقديم خدمات الشهر العقارى والبريد المصرى والأحوال المدنية والوحدة المحلية ، فيما يقدم المجمع أكثر من 161 خدمة منها بعض الخدمات التى تنتهى فى نفس اليوم ، وقد حرص على سؤال العاملين عن سير العمل وإمكانية استيعاب أهل القرية للخدمات المميكنة التى تقلص وقت وجهد المواطنين وأجاب العاملون بأن العمل فى المجمع يسير على الوجه الأكمل ولا توجد مشاكل تذكر فى هذا الصدد ، مطالبا العاملين هناك بالإبلاغ الفورى عن أية مشكلات أو عراقيل قد تعطل سير العمل .

4- عزم الدولة على استكمال منظومة التأمين الصحى : حرص الرئيس على أن تشمل جولته الوحدة الصحية لقرية الأبعادية وهناك استمع إلى شرح تفصيلى من مدير الوحدة الذى أكد أنها تقوم بخدمة 37 ألف مواطن وستكون باكورة الانضمام إلى منظومة التأمين الصحى الشامل، مشيرا إلى توافر كافة الخدمات الصحية بالوحدة والتى تشمل خدمات طبيب الأسرة، وخدمة الإخصائي، والعديد من التخصصات في الباطنة والأطفال بالإضافة إلى الأشعة والمعامل والتحاليل، كما توجد بها عيادتان مميزتان لكبار السن وذوي الهمم، بالإضافة إلى مكتب خدمة الرعاية الأساسية من خلال مبادرة تطوير الرعاية الأساسية، والتي تتوفر في 251 مركزًا، منها 16 في محافظة البحيرة كمرحلة أولى، وسيتم البدء في المرحلة الثانية.

تتوافر بالوحدة كافة المبادرات، سواء مبادرة (صحة المرأة) أو (الأم والجنين) أو (الكشف المبكر على الأورام) ومبادرة (الاعتلال الكلوي) أو (الأمراض غير السارية). 

5- العمل على زيادة مساحة الرقعة الزراعية وشراء المحاصيل الزراعية بسعر ملائم ومنافس، وإتمام تنفيذ مشروعات “حياة كريمة”: طالب الرئيس أهالى البحيرة بالحفاظ على الأراضى الزراعية التى تتمتع بتربة ملائمة للزراعة وعدم إهدارها من خلال البناء عليها، مؤكدا أن الدولة ستقدم أسعارا استرشادية ملائمة ومشجعة لشراء محاصيل فول الصويا والذرة والقمح وقصب السكر، وتسعى لوجود رصيد احتياطي من السلع الاستراتيجية لا يقل عن 6 أشهر.

وأوضح الرئيس أن المرحلة الأولى من مشروع “حياة كريمة”  كان من المفترض أن تنتهي منذ عام، وكانت تكلفتها 250 مليار جنيه، ونتيجة ما حدث من أزمات اقتصادية عالمية ارتفعت التكلفة للتجاوز 350 مليار جنيه للمرحلة الأولى، الأمر الذى يعنى أن إجمالى تكلفة الثلاث مراحل ستتخطى حاجز التريليون جنيه، ومع ذلك فالدولة المصرية عازمة على إتمام تنفيذ هذا المشروع . 

7- الدولة قادرة على تجاوز الأزمة الاقتصادية: أكد الرئيس أن مصر جزء من العالم الذى يعانى من أزمة اقتصادية كبرى حدثت فى أعقاب جائحة كورونا وجراء تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية، ذلك إلى جانب الزيادة الهائلة فى أعداد السكان والتى أثرت بشكل كبير على جهود التنمية، حيث تستقبل مصر 40 رضيعا جديدا كل 10 دقائق، وكل 15 ثانية يولد طفل..ولكن تكاتف الشعب المصرى وقيادته السياسية سيمكن الدولة من التغلب على هذه الأزمة كما تغلب الشعب من قبل على أزمات مماثلة أو أشد تأثيرا منها .

 8- المشروعات القومية واقع يعيشه المصريون : أكد الرئيس على أن مصر بكامل محافظاتها تشهد مخططا تنمويا شاملا على كافة الأصعدة ، حيث شملت مشروعات استصلاح الأراضى – على سبيل المثال لا الحصر – كافة محافظات الجمهورية بما فيها سيناء رغم التكلفة الباهظة، داعيا المصريين إلى متابعة ومشاهدة الإنجازات التى تتحقق على الأرض، فهى ليست مجرد مخططات على الورق بل واقع يعيشه المصريون. 

وعلى صعيد الخدمات الطبية، فقد استطاعت الدولة الوصول لنحو 2 مليون حالة من قوائم انتظار العمليات الجراحية من أصل 12 مليونًا ، فضلا عن سعى الدولة لتحقيق التنمية فى مجال الصناعة وإيجاد فرص لزيادة التشغيل والناتج المحلي. 

9- مصر دولة كبيرة ولا تتاجر بقضايا اللاجئين : أوضح الرئيس فى حواره المفتوح مع أهالى محافظة البحيرة أن مصر تستضيف على أرضها 9 مليون لاجىء من عدد من الدول التى تعانى من ظروف الاقتتال والنزاع الداخلى، مضيفا أن هذا العدد من المرجح أن يتزايد مع استمرار الأوضاع المضطربة فى السودان حيث استقبلت مصر خلال الـ7 أسابيع الماضية نحو 220 ألف سودانى، مؤكدا أن مصر دولة كبيرة ولا تتاجر بقضايا اللاجئين، فهي الدولة الوحيدة التى لا تقيم مخيمات أو معسكرات للاجئين على أراضيها، ولم تطالب المجتمع الدولى بتحمل تكلفة وجود هؤلاء اللاجئين كما فعلت دول أخرى، بل على العكس فهم يعاملون معاملة المصريين ويتلقون كافة الخدمات العلاجية والتعليمية والحياتية كأبناء الدولة المصرية.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى