أهداف التنمية المستدامة والأبعاد الاقتصادية في رؤية مصر 2030
تعتبر التنمية الاقتصادية المحرك الرئيسي لتحقيق التنمية المستدامة حيث يؤدي النمو الاقتصادي المستدام إلى توفير فرص عمل وزيادة الدخل، مما يعزز من قدرة الدولة على تطوير البنية الأساسية اللازمة لجذب الاستثمار المحلي والأجنبي، وإتاحة ورفع مستوى الخدمات اللازمة لحياة المواطنين لتحسين مستوى معيشتهم وتمكينهم من الاستمرار في دعم عملية التنمية الاقتصادية.
وانطلاقا من أهمية تحقيق أهداف التنمية المستدامة، وضرورة وضع الاستراتيجيات ورسم السياسات التنموية برؤية مستقبلية أكثر توازنا، تسلط هذه الورقة البحثية الضوء على أهداف التنمية المستدامة، والأبعاد الاقتصادية في رؤية مصر 2030 وذلك من خلال المحاور التالية:
المحور الأول: أهداف التنمية المستدامة
المحور الثاني: مجالات التنمية في رؤية مصر 2030
المحور الثالث: مؤشرات قياس الأداء لتحقيق مجالات التنمية
المحور الرابع: المقومات والفرص في الاقتصاد المصري
المحور الخامس: تحديات تحقيق التنمية الاقتصادية في مصر
المحور السادس: الاقتصاد المعرفي مقاربة لتحقيق التنمية في مصر
المحور السابع: سياسات تحقيق التنمية الاقتصادية في مصر على المستوى القطاعي
تمثلت أهم النتائج التي توصلت إليها الورقة فيما يلي:-
1- هناك عدة محاور لتعامل الحكومة المصرية مع كافة المستجدات لتحقيق التنمية المستدامة تقوم على تعزيز دور القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي، ورفع نسبة مشاركته في الاقتصاد لتصبح 65 % من إجمالي الاستثمارات المنفذة خلال 3 سنوات، ودعم توطين الصناعات الوطنية للاعتماد على المنتج المحلي.
2- تقوم استراتيجية الدولة على التخارج الكامل، وتخفيض أو تثبيت الاستثمارات الحكومية الموجهة لقطاعات وأنشطة معينة، فضلا عن دراسة الاستمرار أو زيادة الاستثمارات الحكومية في قطاعات ذات أبعاد استراتيجية أو اجتماعية، والإعلان عن برنامج لمشاركة القطاع الخاص في الأصول المملوكة للدولة بمستهدف 10 مليارات دولار سنويا ولمدة 4 سنوات.
3- الإعلان عن خطة واضحة وملزمة لخفض الدين العام كنسبة من الدخل القومي، وكذلك تخفيض عجز الموازنة خلال 4 سنوات قادمة.
4- طرح رؤية متكاملة للنهوض بالبورصة المصرية، تشمل طرح شركات مملوكة للقوات المسلحة، وتوفير السلع الأساسية بأسعار مدعمة وإجراءات للحماية الاجتماعية.
5- لا بد أن تتحقق التنمية الاقتصادية في مصر بالاعتماد على مواردها الذاتية، سواء من حيث الاستثمار أو الوعي أو تطوير القدرات، وترجمتها إلى سياسات فعّالة، تعود بالفائدة على مصر، وذلك من خلال إعداد استراتيجيات قادرة على تحقيق رؤية مصر 2030 .
المحور الأول: أهداف التنمية المستدامة
تستند أهداف التنمية المستدامة الـ17 التى تبنتها كافة الدول الأعضاء فى الأمم المتحدة عام 2015، إلى ما تم إحرازه من نجاحات في تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية (2000-2015)، وهي بمثابة رؤية ودعوة عالمية للعمل من أجل القضاء على الفقر وحماية كوكب الأرض وضمان تمتع جميع الشعوب بالسلام والازدهار بحلول عام 2030 حيث تشمل مجالات جديدة مثل تغير المناخ، وعدم المساواة الاقتصادية، وتعزيز الابتكار، والاستهلاك المستدام، والسلام، والعدالة، ضمن أولويات أخرى.
وتتمثل الأهداف الـ17 كما يلي:1– القضاء على الفقر، 2 – القضاء التام على الجوع، 3 – الصحة الجيدة والرفاهة، 4 – التعليم الجيد، 5 – المساواة بين الجنسين، 6 – المياه النظيفة والنظافة الصحية، 7– طاقة نظيفة وبأسعار معقولة، 8– العمل اللائق ونمو الاقتصاد، 9– الصناعة والابتكار والبنية التحتية، 10– الحد من أوجه عدم المساواة، 11– مدن ومجتمعات محلية مستدامة، 12– الاستهلاك والإنتاج المسئولان، 13– العمل المناخي، 14– الحياة تحت الماء، 15– الحياة في البرّ، 16– السلام والعدالة والمؤسسات القوية، 17– عقد الشراكة لتحقيق الأهداف.
تترابط هذه الأهداف فيما بينها على الرغم أن لكل منها أهداف صغيرة محددة خاصة بها، تمثل في مجموعها 169 غاية. وتغطي أهداف التنمية المستدامة مجموعة واسعة من قضايا التنمية الاجتماعية والاقتصادية (الفقر – الجوع – الصحة – التعليم – تغير المناخ – المساواة بين الجنسين – المياه – الصرف الصحي – الطاقة – البيئة – العدالة الاجتماعية. وتأخذ الحكومات زمام تنفيذها وتضع أطر وطنية لتحقيقها.
وتقتضي أهداف التنمية المستدامة العمل بروح الشراكة وبشكل عملي حتى يمكن اتخاذ الخيارات الصحيحة لتحسين الحياة بطريقة مستدامة للأجيال القادمة، وهي توفر مبادئ توجيهية وغايات واضحة لجميع البلدان لكي تعتمدها وفقا لأولوياتها مع اعتبار التحديات البيئية التي يواجهها العالم بأسره.
لقد أصبحت الدول مُطالبة بتحقيق معدلات نمو اقتصادي مرتفعة مع الحفاظ على البيئة وحق الأجيال القادمة في الموارد في نفس الوقت، فضلًّا عن محاربة الفقر والفساد، وحماية المستهلك، والاهتمام بالتعليم والتـدريب والبحـث العلمي، ويتطلب تحقيق كل ذلك توافر مبالغ كبيرة من المدخرات والموارد المالية، والتي غالبا ما لا تستطيع هذه الدول الوفاء بها خاصةً مع تخلف أنظمتها المالية، وضعف أسواقها المالية، وتدني حالة البنية التحتية، وضعف معدلات النمو الاقتصادي، ووجود تفاوتات كبيرة بين حجم المدخرات المتاحة وحجم الاستثمارات المطلوبة، والتي معها يُمكن تحقيق معدلات النمو الاقتصادي المُستهدفة.
المحور الثاني: مجالات التنمية في رؤية مصر 2030
1- التنمية الاقتصادية
تُعد التنمية الاقتصادية أحد أهم محاور البعد الاقتصادي في خطة التنمية المستدامة رؤية مصر 2030، بجانب محوري الطاقة والشفافية وكفاءة المؤسسات الحكومية. ويتضمن المحور الأول “التنمية الاقتصادية” 7 أهداف، يأتي على رأسها استقرار أوضاع الاقتصاد الكلي، ويتضمن الهدف خفض نسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي، وخفض نسبة العجز الكلي إلى الناتج المحلي الإجمالي، والحفاظ على استقرار مستوى الأسعار.
ويتمثل الهدف الثاني في زيادة التنافسية والتنوع والاعتماد على المعرفة، والذي يتضمن زيادة درجة تنافسية الاقتصاد المصري دوليًا ورفع مساهمة الخدمات في الناتج المحلي الإجمالي، خاصة الخدمات الإنتاجية والتي تشمل على سبيل المثال: خدمات الصيانة للأجهزة والمعدات، والتصميم والاتصالات، والشحن والنقل، بالإضافة إلى الهدف الثالث “تعظيم القيمة المضافة”، والذي يتضمن زيادة المكون المحلي في المحتوى الصناعي وخفض عجز الميزان التجاري.
وتوضح رؤية مصر أنه بحلول عام 2030 يكون الاقتصاد المصري اقتصاد سوق منضبط يتميز باستقرار أوضاع الاقتصاد الكلي، وقادر على تحقيق نمو احتوائي مستدام، ويتميز بالتنافسية والتنوع ويعتمد على المعرفة، ويكون لاعباً فاعلاً في الاقتصاد العالمي، قادراً على التكيف مع المتغيرات العالمية، وتعظيم القيمة المضافة، وتوفير فرص عمل لائق ومنتج، ويصل نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي إلى مصاف الدول ذات الدخل المتوسط المرتفع.
2- الطاقة
يُصبح قطاع الطاقة بحلول عام 2030قادراً على تلبية كافة متطلبات التنمية الوطنية المستدامة من موارد الطاقة وتعظيم الاستفادة الكفء من مصادرها المتنوعة (تقليدية ومتجدّدة)، بما يؤدي إلى المساهمة الفعالة في تعزيز النمو الاقتصادي والتنافسية الوطنية والعدالة الاجتماعية والحفاظ على البيئة مع تحقيق ريادة في مجالات الطاقة المتجدّدة والإدارة الرشيدة المستدامة للموارد، ويتميّز بالقدرة على الابتكار والتنبؤ والتأقلم مع المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية في مجال الطاقة وذلك في إطار مواكبة تحقيق الأهداف الدولية للتنمية المستدامة.
3- المعرفة والابتكار والبحث العلمي
تصبح مصر بحلول عام 2030 مجتمعا مبدعا ومبتكرا ومنتجا للعلوم والتكنولوجيا والمعارف، يتميز بوجود نظام متكامل يضمن القيمة التنموية للابتكار والمعرفة، ويربط تطبيقات المعرفة ومخرجات الابتكار بالأهداف والتحديات الوطنية.
لقد فرضت تداعيات انتشار فيروس كورونا في الربع الأول من عام 2020، ثم ما تلاها من الأزمة الروسية الأوكرانية تحديات إضافية على الدولة المصرية، ويتطلب حلها البحث عن مصادر إضافية لتمويل أهداف التنمية المستدامة، ومن أبرز هذه التحديات تخفيض الاحتياطي النقدي الأجنبي، وزيادة الدين العام، وزيادة معدل البطالة.
أسفرت مراجعة وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية لمستهدفات مؤشرات الاقتصاد المصرى فى ظل تطورات الأزمات العالمية المتتالية للسنة المالية 2022/2023، عن تراجع معدلات النمو الاقتصادى المستهدف، وارتفاع معدلات التضخم والبطالة المتوقعة، مع تراجع معدل الاستثمار فى الناتج المحلى، وذلك جراء الحرب الروسية الأوكرانية.
ونستعرض فيما يلى المستهدف قبل وبعد الأزمات العالمية المتتالية وفقا لبيانات وزارة التخطيط:
معدل النمو الاقتصادى قبل الأزمات: 6.4% بعد الأزمات: 5.5%
التضخم قبل الأزمات: 7 – 7.5% بعد الأزمات: 10%
البطالة قبل الأزمات: أقل من 7% بعد الأزمات: 7.5% – 8%
معدل الاستثمار في الناتج المحلى قبل الأزمات: 18% بعد الأزمات: 15.2%
توقعت الحكومة المصرية أن تستمر التداعيات السلبية للحرب الروسية-الأوكرانية على الاقتصاد المصري خلال العام الجاري, هذا وقد تكبد الاقتصاد المصري نحو 465 مليار جنيه تأثيرات مباشرة وغير مباشرة منذ اندلاع الحرب مطلع شهر فبراير 2022، حيث بلغت فاتورة التأثيرات المباشرة نحو 130 مليار جنيه متمثلة في أسعار السلع الاستراتيجية والوقود بالإضافة إلى أسعار الفائدة والسياحة، بينما تكبد الاقتصاد المصري فاتورة تقدر بنحو 335 مليار جنيه كتأثيرات غير مباشرة ممثلة في زيادة الأجور والمعاشات والحماية الاجتماعية بالإضافة إلى الإعفاءات الضريبية.
وعلى الرغم من أن مصر ليست الدولة الوحيدة المتأثرة من الأزمة القائمة بين روسيا وأوكرانيا، لكن مصر تعد حالة خاصة بعض الشيء بسبب الصلات التجارية والسياحية التي تربط مصر بدول الأزمة وأوروبا، لاسيما وأن واردات الحبوب القادمة إلى مصر من روسيا وأوكرانيا سجلت نحو 42 % من إجمالي واردات مصر من الحبوب خلال عام 2021، في حين بلغ حجم التبادل التجاري بين مصر و(روسيا /أوكرانيا) خلال نفس العام نحو 4.4 مليارات دولار.
كما أن الأزمة لها تأثيراتها على إيرادات مصر من النقد الأجنبي من السياحة، فخلال الفترة من يوليو 2021 حتى يناير 2022 سجل حجم السائحين القادمين لمصر من روسيا وأوكرانيا نحو 31 %، وتحتل روسيا وأوكرانيا المركزين الأول والثاني في ترتيب عدد السائحين الوافدين إلى مصر خلال الفترة من يوليو 2021 حتى يناير 2022، بينما تأتي بولندا في الترتيب السادس بعدد سائحين يصل إلى214.1 ألف سائح وبيلاروسيا في الترتيب التاسع بنحو 146.6 آلاف سائح.
تسببت الأزمة في 5 تحديات مرهقة بالنسبة للاقتصاد المصري، ممثلة في ضعف السيولة الأجنبية نتيجة خروج رؤوس الأموال الساخنة، وتباطؤ معدلات استثمارات القطاع الخاص المصري، وارتفاع فائدة الاقتراض السيادي، ومؤشرات الدين الخارجي، بالإضافة إلى تراجع معدلات جذب استثمارات أجنبية مباشرة.
إن هناك محاور للتعامل مع هذه الأزمة تقوم على تعزيز دور القطاع الخاص في النشاط الاقتصادي، ورفع نسبة مشاركته في الاقتصاد لتصبح 65 % من إجمالي الاستثمارات المنفذة خلال 3 سنوات، ودعم توطين الصناعات الوطنية للاعتماد على المنتج المحلي. وبحسب بيانات مجلس الوزراء، فإن هذه الخطوة تقوم على تحسين مناخ الأعمال وإطلاق حزمة من الحوافز المتنوعة، وفتح قنوات تواصل مباشرة مع القطاع الخاص.
وقدمت الحكومة وثيقة تخارج الدولة من العديد من القطاعات الاقتصادية، لإفساح المجال للقطاع الخاص للعمل والمشاركة كدرس مستفاد من الأزمات العالمية، والتي أثرت على الدولة خلال السنوات السابقة، موضحا أنه ستتم مراجعة للقطاعات التي تتواجد فيها الدولة لتحديد جدوى البقاء أو التخارج منها.
وتقوم استراتيجية الدولة في هذا المحور على التخارج الكامل، وتخفيض أو تثبيت الاستثمارات الحكومية الموجهة لقطاعات وأنشطة معينة، أما المحور الثالث فسيكون دراسة الاستمرار أو زيادة الاستثمارات الحكومية في قطاعات ذات أبعاد استراتيجية أو اجتماعية، والإعلان عن برنامج لمشاركة القطاع الخاص في الأصول المملوكة للدولة بمستهدف 10 مليارات دولار سنويا ولمدة 4 سنوات.
هذا بالإضافة إلى الإعلان عن خطة واضحة وملزمة لخفض الدين العام كنسبة من الدخل القومي، وكذلك تخفيض عجز الموازنة خلال 4 سنوات قادمة، بالإضافة إلى طرح رؤية متكاملة للنهوض بالبورصة المصرية؛ تشمل طرح شركات مملوكة للقوات المسلحة، وتوفير السلع الأساسية بأسعار مدعمة وإجراءات للحماية الاجتماعية.
المحور الثالث: مؤشرات قياس الأداء لتحقيق مجالات التنمية
وضعت رؤية مصر 2030 مجموعة من مؤشرات الأداء التي تضمن القياس الكمي للرؤية، بحيث حددت قيم للمؤشرات المختلفة التي تضمنتها الأهداف الاستراتيجية وغايات الخطة، وقسمت مؤشرات الأداء إلى ثلاث مجموعات عبرت المجموعة الأولى عن النتائج الإستراتيجية وتمثلت في أن يصل معدل النمو الحقيقي إلى 12% عام 2030، ونصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي يصل إلى 10000 دولار أمريكي، وحصة الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي من إجمالي الناتج العالمي الحقيقي تصل إلى 1%، ونسبة الفقراء تصل إلى 15%، ونسبة السكان تحت خط الفقر المدقع تصل إلى صفر%، ونسبة الدين العام إلى الناتج المحلي الإجمالي تصل إلى 75%، ونسبة العجز الكلي إلى الناتج المحلي الإجمالي تصل إلى 2.28%، وعدد شهور الواردات السلعية التي يغطيها صافي الاحتياطيات الدولية تصل إلى 10 شهور، ومعدل التضخم يتراوح بين 3-5%، ومعدل البطالة يصل إلى 5%، ونسبة مشاركة المرأة في قوة العمل تصل إلى 35%، ومعدل الخصوبة الكلي يصل إلى 2.4 طفل لكل سيدة، وأن تصل مصر إلى المرتبة ال30 في مؤشر بيئة الاقتصاد الكلي ومؤشر سهولة ممارسة الأعمال ومؤشر التنافسية العالمي، وان يبلغ معدل النمو الصناعي 10%.
أما بالنسبة للمجموعة الثانية وهي المؤشرات الخاصة بالمخرجات فقد تمثلت مؤشرات الأداء في أن تصل نسبة القيمة المضافة الصناعية من الناتج المحلي الإجمالي إلى 18%، ونسبة التجارة السلعية والخدمية تصل إلى 65%، ونسبة صافي الميزان التجاري تصل إلى 1%، ونسبة الخدمات إلى 57%، ونسبة مساهمة القطاع الخاص في الناتج المحلي الإجمالي تصل إلى 75%، كما حددت المؤشرات على مستوى المخرجات أن تصل نسبة الصادرات مرتفعة المكون التكنولوجي من إجمالي الصادرات الصناعية المصرية إلى 6%، وصافي الاستثمارات الأجنبية المباشرة تصل إلى 30 مليار دولار، وقيمة إيرادات خدمات التعهيد تصل إلى 5 مليار دولار.
وجاءت المجموعة الثالثة لتعبر عن مؤشرات الأداء المتعلقة بالمدخلات وحددت أن تصل الضرائب على الدخل إلى 22.5%، وضريبة القيمة المضافة تصل إلى 10%، ونسبة الاستثمار العام الذي تديره المحليات يصل إلى 30%، ومعدل التكوين الرأسمالي (معدل الاستثمار) يصل إلى 30%، وقيمة مساندة الصادرات تصل إلى 8 مليار جنيه.
المحور الرابع: المقومات والفرص في الاقتصاد المصري
1- موقع مصر الجغرافي الاستراتيجي
تُعد مصر بموقعها الجغرافي أحد أهم ممرات التجارة العالمية بين الشرق والغرب، فإلى جانب النقل البرى الذي يلعب دوراً كبيراً في نقل التجارة الخارجية من وإلى مصر، يوجد عدد من القنوات والطرق والممرات الملاحية والنهرية سواء الطبيعية أو الصناعية مثل نهر النيل.
2- الطاقة البشرية
تعد مصر من أكثر الدول تعداداً في الشرق الأوسط، ويتميز سكانها بأن معظمهم شباب، فتعد مصر دولة شابة، حيث يبلغ عدد السكان بها دون الـ 30 عاماً 61% من إجمالي السكان.
3- كبر حجم السوق الاستهلاكية
نظراً لأن مصر من أكثر الدول تعداداً في السكان بالشرق الأوسط، فهذا يجعلها من أكبر الأسواق الاستهلاكية في الشرق الأوسط لارتفاع حجم سكانها، كما تتمتع مصر بشبكة من الاتفاقيات التجارية الدولية التي تمكنها من أن تكون مركزاً للتجارة في الشرق الأوسط إذا أُحسن استغلال هذه الاتفاقيات.
4- المقومات السياحية
تمتلك مصر كل مقومات الجذب السياحي، وتعد السياحة أحد أهم مصادر الدخل القومي والعملة الأجنبية للاقتصاد المصري، فبالإضافة إلى سحر الطبيعة وروعة المناخ، تضم مصر حوالي ثلث آثار العالم، وتراث عريق، كما تتميز بتنوع المنتج السياحي بين ديني وتاريخي وثقافي وأثري وعلاجي.
5- تنوع الاقتصاد المصري
يعتمد اقتصاد مصر بشكل رئيسي على قطاع الخدمات وعوائد قطاع النفط والإنتاج الزراعي والصناعات التحويلية، وعوائد السياحة ودخل قناة السويس، الأمر الذي يجعل الاقتصاد المصري متنوعاً، ويحمى هذا التنوع من التأثير السلبي للصدمات التي قد تصيب قطاعاً من هذه القطاعات، كما أنه يتيح لمصر فرصة أكبر في المشاركة والاندماج في سلاسل الإنتاج والقيمة على المستوى العالمي.
6- توافر العديد من فرص الاستثمار الحقيقي المستدام
تمثل فرص الاستثمار تأثيرا إيجابيا ملموسا على تحقيق التنمية بمصر، والتي يتمثل أهمها في تنمية محور قناة السويس، وتعمير واستثمار منطقة شمال غرب خليج السويس، وشمال سيناء، والساحل الشمالي الغربي، وغيرها من المشروعات التي ستحول مصر لمركز لوجيستي عالمي وتمثل فرصاً استثمارية عالية الجاذبية والربحية.
7- كبر حجم المساحة غير المستغلة
يوجد أكثر من 90% من مساحة مصر لا تزال تحتاج إلى إصلاح واستغلال وتحتوى على الكثير من الخيرات، فكلاً من منطقة شمال سيناء وساحل خليج العقبة تعتبر كنوز غير مستغلة في مصر.
8- توافر موارد الطاقة
تعد مصر من الدول الواعدة في مجالات إنتاج الطاقة المتجددة، كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والتي تساعد على توليد الطاقة الكهربائية، وذلك لما تتمتع به من مناخ ملائم وموقع متميز. كما تمتلك مصر الكثير من المعادن التي تتنوع من حيث النوع والكم وأماكن التوزيع وتنقسم الثروات المعدنية في مصر لـ 5 أنواع أساسية هي : “خامات الطاقة، خامات الطاقة الصلبة، الخامات المشعة، الخامات الفلزية، الخامات الحديدية.
المحور الخامس: تحديات تحقيق التنمية الاقتصادية في مصر
1- التحديات على مستوى الاقتصاد الكلي
تعرّض الاقتصاد المصري خلال السنوات القليلة الماضية لعددٍ من الأزمات التي ترتب عليها تراجع معدلات النمو والاستثمار والتشغيل والإيرادات العامة للدولة والتدفقات الحكومية وارتفعت النفقات الحكومية وزاد العجز الكلي وعجز الميزان الجاري والتجاري وتراجع الاحتياطي النقدي إلى أدنى مستويات، ويمكن تقسيم تحديات النمو الاقتصادي إلى تحديات متعلقة بالسياسات المالية والنقدية والاستثمار بالإضافة إلى التحديات الخاصة بالتشغيل.
2- تحديات التشغيل
يمكن حصر تحديات التشغيل في ارتفاع البطالة بن الشباب، وارتفاع معدل البطالة بين الإناث، وضعف الكفاءة في سوق العمل، وارتفاع حجم القطاع غير الرسمي وعلى الرغم من أن البعض يرى أن هذا القطاع قد ساهم في توفير فرص عمل لعددٍ كبير من الشباب، إلا أن هذا العمل لا يُعتبر لائقاً نظراً لتدنّي الأجور وغياب عوامل الأمن والأمان، وتركزه في قطاع التجارة والتوزيع مما أثر سلباً على إنتاجية هذا القطاع وتدهور جودة المنتجات التي لا تخضع للرقابة وتُضرِ بمصالح المستهلكين.
3- تحديات الاستثمار
يعاني الاقتصاد المصري من بعض التحديات التي تحول دون زيادة الاستثمارات منها ضعف معدلات الادخار المحلي حيث يتسم الاقتصاد المصري بضعف معدلات الادخار المحلي، وتراجع الاستثمار الأجنبي المباشر حيث يلعب دوراً واضحاً في تحفيز النمو خاصة في ظل ضَعف معدلات الادخار والاستثمار المحليين، في ظل عدم ملائمة بيئة الأعمال المحفزة والجاذبة للاستثمارات المحلية والأجنبية تحدياً رئيسياً للاقتصاد وعدم وضوح آليات تخصيص الأراضي وتنفيذ العقود وحماية حقوق المستثمرين وقواعد الحوكمة والشفافية. ويُعد قانون الاستثمار الجديد رقم 17 لعام 2015 خطوة في الاتجاه الصحيح لتطوير بيئة الأعمال وجعلها أكثر جاذبية لممارسة النشاط الاقتصادي.
4- التحديات على المستوى القطاعي
بالنسبة للقطاع الصناعة فتتمثل أهم التحديات في تعقد منظومة دعم الطاقة للمشروعات كثيفة استخدام الطاقة، وعدم التزام الكثير من المنتجات الصناعية بالمعايير القياسية الدولية وكذلك المعايير البيئية، وضعف الروابط ما بين الصناعات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة، وانخفاض نسبة الإنفاق على البحث والتطوير والقدرات التكنولوجية، وعدم مناسبة منظومة المعارض لاستعادة مكانة مصر على خريطة المعارض الدولية.
أما قطاع الزراعة فتتزايد نسب الفاقد في المنتجات الزراعية، بالإضافة إلى المحدودية النسبية لقطاع التصنيع الزراعي المتطوّر، وجمود النُظم التسويقية وغياب الزراعات التعاقدية وعدم الاهتمام بمعاملات ما بعد الحصاد، وارتفاع نسب التعدّي على الرقعة الزراعية والتي تجاوزت نحو 20 ألف فدان سنويًا، وقلة الاهتمام بتنمية وتطوير المرافق والخدمات والنظم التسويقية، وغياب معايير الجودة والمواصفات القياسية السلعية للغالبية العظمى من المنتجات الزراعية، وارتفاع أسعار المواد الخام ومستلزمات الإنتاج الزراعي ونقص الوقود المستخدم في تشغيل الآلات والمعدات، ومحدودية استثمارات التنمية الزراعية، ومحدودية وعدم كفاية المعلومات والدراسات السوقية للأسواق التصديرية.
وفي قطاع المياه والري تبرز أهم التحديات في النمو السكاني المستمر والذي ينتج عنه زيادة في الطلب على خدمات المياه مع محدودية حِصّص المياه المتاحة لتلبية هذا الطلب، وتدهور نوعية المياه بسبب التلوث، والتوزيع المكاني والزماني للموارد المائية المحدودة، ونقص التمويل والاستثمارات الموجّهة لتوفير خدمات المياه على المستوى المحلي، وضعف تخطيط وإدارة الموارد المائية الذى من شأنه أن يؤدي إلى زيادة تكلفة المياه واستنزاف الموارد المائية.
أما قطاع التجارة الخارجية فهناك عجز متفاقم في الميزان التجاري حيث تعجز الإيرادات من النقد الأجنبي من الصادرات عن تغطية احتياجات مصر من الواردات من الخارج، والعوائق البيروقراطية تتمثل في أساليب فحص مُعقدة، وإجراءات جمركية بطيئة وانعدام الشفافية في الإعلان عن الأسعار ونُظُم التقييم، وصعوبة النقل الداخلي نتيجة لارتفاع الأسعار غير المبرّر، وعدم التزام شركات النقل بالقواعد والقوانين ومواعيد الشحن، وتواضع قدرة الخطوط الملاحية، وعوائق في تجارة الخدمات مثل قيام الحكومة بوضع حد أقصى لقيمة رأس المال لشركة مشتركة للحد من النفاذ للأسواق
وفي قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات هناك ضعف في بيئة الأعمال المحفزة والجاذبة للاستثمارات المحلية والأجنبية، وعدم انتشار الثقافة الرقمية وضعف منظومة التجارة الإلكترونية والربط مع شبكة البريد، وعدم ملائمة البيئة القانونية والتنظيمية للاحتياجات التكنولوجية المتطورة مثل قوانين حماية حقوق الملكية الفكرية وإجراءات تحكيم الاستثمار الدولي، وضعف الإنفاق الحكومي على توطين الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وضعف ترتيب مصر بالنسبة لمؤشر e-friction ، والذي يقيس العوامل التي تحول دون الوصول إلى الانترنت واستخداماته، الأمر الذي يحد من تعظيم الاستفادة من الاقتصاد الرقمي.
وفي قطاع السياحة تتمثل التحديات في عدم وجود شرائح طيران منخفضة السعر، وضَعف المنظومة الإلكترونية لإجراءات التعامل مع السياح، وعدم توفر السياسات التحفيزية، وضَعف القدرة التسويقية للسياحة المصرية، وانخفاض مستوى البنية الأساسية اللازمة لربط المناطق السياحية المختلفة، وعدم تعدّد الأنماط السياحية المختلفة واقتصارها على سياحة المنتجعات وإغفال دور سياحة الاستشفاء والسياحة الدينية والسياحة البيئية وسياحة الصحاري والواحات وسياحة المُؤتمرات والمعارض.
وفي قطاع النقل هناك ضَعف في مستوى الخدمات بشبكات ووسائل وخدمات النقل، وعدم كفاية تغطية شبكات النقل العام، وعدم كفاية إجراءات السلامة والأمان في كافة شبكات ووسائل وخدمات النقل، وارتفاع معدلات الحوادث المرورية، وضَعف إمكانيات البنية الأساسية لمواجهة الازدحام المروري، وقلة الموارد المالية اللازمة لتمويل الاستثمارات في مجال النقل، وضعف مشاركة القطاع الخاص في تنفيذ وإدارة مشروعات النقل بسبب ضعف العوائد المالية لها، وقلة الاعتماد على السكك الحديدية والنقل النهري في حركة نقل البضائع، والتنسيق غير الكافي بين خطط النقل المستدام وخطط التنمية العمرانية للمدن الجديدة
وفي عالم تقوده تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، فمن شأن هذه الفجوة الرقمية المستمرة أن تزيد أوجه انعدام المساواة تفاقماً وتتسبب في وجود طبقة جديدة من ”الفقر الرقمي“، وتفادياً لهذا السيناريو، تسعى الحكومة المصرية أن تعزز جهودها لضمان الوصول الشامل إلى الخدمات عريضة النطاق ، ومنح الناس المهارات والموارد التي يحتاجون إليها للمشاركة في الاقتصاد الرقمي مشاركة كاملة.
المحور السادس: الاقتصاد المعرفي لتحقيق التنمية في مصر
يُعرِّف البنك الدولي اقتصاد المعرفة بأنه الاقتصاد الذي يحقق استخداماً فعالاً للمعرفة من أجل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وهذا يتضمن جلب وتطبيق المعارف الدولية المختلفة، بالإضافة إلي تكييف وتكوين المعرفة من أجل تلبية احتياجات المجتمع.
إن مجتمع المعرفة هو ذلك المجتمع الذي تقوم فيه جميع المؤسسات والمنظمات بتمكين الأفراد من التطور دون قيود، وبتوفير الفرص لإنتاج واستخدام كافة أنواع المعرفة على نطاق واسع لكافة أفراد المجتمع.
خطوات بناء الاقتصاد المعرفي في مصر
مؤشر المعرفة العالمي 2021
إن مؤشر المعرفة العالمى2021 يمثل مقياساً للمعرفة كمفهوم شامل وثيق الصلة بمختلف أبعاد الحياة الإنسانية المعاصرة فى 136 دولة حول العالم. ويعتمد المؤشر على قياس مدى التطور فى 7 مؤشرات قطاعية فرعية وهي: التعليم قبل الجامعي، والتعليم التقني، والتدريب المهني، والتعليم العالي، والبحث والتطوير والابتكار، وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والاقتصاد، والتمكين. حيث أن مؤشر المعرفة يؤسس لربط أكثر موضوعية بين مفهومى المعرفة بتعدد أبعادها، والتنمية الإنسانية المستدامة بمفهومها المعتمد فى برنامج الأمم المتحدة الإنمائى والذى عبرت عنه أهداف التنمية المستدامة الـ17 لخطة التنمية المستدامة لعام 2030.
ووفقًا لتقرير مؤشّر المعرفة العالمي الصادر من برنامج الأمم الـمتحدة الإنمائي (UNDP)، والذي يُدرِج مُؤشرات أخرى مُتعدّدة مثل التعليم والابتكار والبيئة، فقد تقدّمت مصر من الـمركز 72 من بين 138 دولة عام 2020 إلى الـمركز 53 من بين 154 دولة عام 2021.
الجاهزية الحكومية للذكاء الاصطناعي 2022
جاءت مصر في المرتبة الثانية إفريقيَا بعد موريشيوس، فقد ظهرت موريشيوس كأول دولة ممثلة للقارة الأفريقية في الترتيب إذ جاءت في المركز 45 عالميا ب 53.9 نقطة، تلتها مصر في المركز 56 بـ49.2 نقطة، تلتها جنوب إفريقيا في المركز 59 بـ48.3 نقطة.
ومع التوقعات بنمو نشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مصر بمعدل 25.5% سنويا من الآن وحتى عام 2030، ومع تطبيق الاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي خلال ثلاث إلى خمس سنوات، فإن تبني تطبيقات الذكاء الاصطناعي يأتي ضمن أولويات الحكومة.
يمكن تحديد أربعة عناصر أساسية كأساس للوصول للاقتصاد المعرفي:-
1- توفر الحافز الاقتصادي والإطار المؤسسي مما يسمح بوجود سياسات اقتصادية جيدة تساعد على تخصيص كفء للموارد، وتسمح بالابتكار واستخدام المعرفة.
2- وجود نظام ابتكاري فعال داخل الشركات والمراكز البحثية والجامعات والشركات الاستشارية وغيرها من المنظمات التي قد تشارك في تحقيق الثورة المعرفية.
3- توافر الكوادر الفنية الماهرة المدرَّبة التي تستطيع أن تستثمر المهارات المختلفة لاستخدام المعرفة بكفاءة.
4- خلق بنية معرفية ملائمة وحديثة مما يسهِّل استخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات.
الخطوة الأولى: تحديد خصائص التصميم
يتعين الانطلاق من أنه سيكون من الصعب تنفيذ برنامج عمل يهدف إلى تحقيق تغيير جذري لبناء الاقتصاد القائم على المعرفة دون اعتماد منهجية تقوم على روح التجديد.
الخطوة الثانية: وضع مقترح بشأن مسار اقتصاد المعرفة يتوافق مع ما تم تحديده من خصائص التصميم، ومع ثقافة وظروف الدولة.
تتمثل المهمة الأولى في وضع استراتيجيات تجعل الركائز التي يقوم عليها الاقتصاد المعرفي في مستوى المعايير العالمية أو تقترب منها. ويتم صياغة هذه الاستراتيجيات اعتماداً على تحليل واضح وصريح لنقاط القوة والضعف في إفريقيا.
وتتمثل المهمة الثانية في الانتقال مباشرة من الاستراتيجية إلى التنفيذ من خلال تنفيذ مشاريع التقدم والتطور المتتالية التي ستحدث تغيرات جذرية لبناء الاقتصاد القائم على المعرفة.
الخطوة الثالثة: اختبار الآليات والإجراءات المقترحة المرتبطة بالاقتصاد القائم على المعرفة من خلال مقارنتها بالخصائص المحددة للتصميم، والتحقق من مدى واقعيتها للتطبيق ميدانياً. ويمكن القيام بهذه العملية بشكل أفضل من خلال عقد اجتماعات أو ورش عمل يشارك فيها بعض الفاعلين على أعلى مستوى ومن تخصصات متعددة.
الخطوة الرابعة: انطلاق حملة الاقتصاد القائم على المعرفة
حيث إنه بعد الاتفاق على آليات ومسار الحملة الخاصة بالاقتصاد القائم على المعرفة في صيغتها النهائية، يمكن تكوين الأجهزة القيادية التي تضطلع بمهمة تنفيذ الاستراتيجية وبرنامج العمل لبناء الاقتصاد المعرفي.
المحور السابع: سياسات تحقيق التنمية الاقتصادية في مصر على المستوى القطاعي
1-قطاع الصناعة
تتمثل السياسات المتعلقة بهذا القطاع في تصحيح الخلل في السوق، ودعم المنافسة العادلة، وتوفير موارد إضافية لدعم الصناعة وغيرها من القطاعات، واستمرار التوجّه التصديري والانفتاح على الدول الإفريقية، من خلال تحقيق المزيد من الترابط بين الصناعة ونمو الصادرات، وتحويل جزء من الأنشطة التجارية إلى أنشطة تصنيعية، بالإضافة إلى تحقيق التنمية الإقليمية من خلال استراتيجيات للتنمية الصناعية على المستوى الإقليمي، وذلك بالتنسيق مع الدول الإفريقية والتركيز على الصناعات المشتركة والتكاملية والإستراتيجية لتحقيق التنمية في مصر والدول الإفريقية، وزيادة القيمة المضافة والتحول نحو المنتجات القائمة على المعرفة، ودعم الصناعات ذات المُحتوى المعرفي والتكنولوجي المرتفع، ومراجعة ووضع حوافز الاستثمار في الصناعة وتشجيع المنتج المحلي والإفريقي ودعم التصدير، واستكمال شبكة الطرق والبنية الأساسية في المناطق الصناعية.
2- قطاع الزراعة
تتمثل السياسات المتعلقة بهذا القطاع في تطوير التكنولوجيا الزراعية، وتشجيع الزراعة التعاقدية، وتشجيع التعاون الزراعي الإقليمي مع الدول الإفريقية، وتطوير مناخ الاستثمار الزراعي.
3- قطاع المياه والري
تطوير منظومة الإدارة المتكاملة للموارد المائية، ودعم التعاون المائي بين مصر ودول حوض النيل، وتنفيذ مشروعات مائية مشتركة مع الدول الإفريقية، وإجراء دراسات وبحوث وتطبيقات علمية وفنية مع بناء قواعد للبيانات والحكومة الإلكترونية.
4- قطاع التجارة الخارجية
مراجعة التشريعات المُنظمة لعمليات الاستيراد والتصدير وتحديثها للتوافق مع المتغيّرات المحلية والإقليمية خاصة في ظل منطقة التجارة الحرة الإفريقية، وتيسير الإجراءات الجمركية وفقاً لأفضل الممارسات والاتفاقات الدولية والإقليمية والثنائية ذات الصلة بتسهيل التجارة، والتركيز على المميزات والأفضليات التجارية للمنتج الإفريقي، واعتماد نظام إدارة المخاطر، والربط الإلكتروني لكافة الجهات المعنيّة بعمليات الاستيراد والتصدير وميكنة تلك العمليات، واستغلال وسائل الشحن لأفريقيا كوسيلة لتوفير شحن منتظم، زيادة دعم الصادرات خاصة في ظل تنوع برامج الدعم في الدول المنافسة، وربط الحوافز التصديرية بالقيمة المضافة، وتفعيل برامج دعم البنية الخدمية للتصدير، والترويج للمنتجات المصرية بالدول الإفريقية من خلال منح مساندة للمشاركة بالمعارض الخارجية والبعثات الترويجية.
التسويق والترويج للصادرات من خلال تعظيم الاستفادة من مكاتب التمثيل التجاري في توفر المعلومات اللازمة عن الفرص التصديرية المتاحة خاصة في الأسواق الواعدة الإفريقية وإتاحتها على الموقع الالكتروني، وإنشاء مراكز لوجيستية وتخزينية للمنتجات المصرية في الأسواق الأفريقية الهامة بحيث تصبح مراكز لتوزيع وتسويق المنتجات المصرية بتلك الأسواق، وتحسين آليات توفر المعلومات لجميع المصدرين عن المزايا الممنوحة في الأسواق الإفريقية.
5- قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات
دمج تكنولوجيا المعلومات في القطاعات الاقتصادية المختلفة لزيادة كفاءة تلك القطاعات وإنتاجيتها، وفتح أسواق جديدة أمام صناعة تكنولوجيا المعلومات وصناعة الإلكترونيات ودعم صادراتها إلى الدول الإفريقية، وتعظيم الاستفادة من الاتفاقيات التجارية الموجودة حاليًا مع الدول الأفريقية لدعم صناعة تكنولوجيا المعلومات وزيادة الاستثمارات المشتركة.
6- قطاع السياحة
الترويج لمصر كمقصد سياحي والترويج لمنتجات جديدة في السوق المصرية للوصول إلى شرائح مختلفة، مثل سياحة الاستشفاء والسياحة الدينية والسياحة البيئية وسياحة الصحاري والواحات وسياحة المُؤتمرات والمعارض، والانفتاح على أسواق سياحية جديدة واعدة مع الدول الإفريقية.
7- قطاع النقل
الاهتمام بالنقل متعدّد الوسائط، خاصة الموانئ البحرية والسكة الحديد والنقل النهري، لتخفيف العبء عن الطرق، مع أخذ التدابير اللازمة لتحقيق ذلك، خاصة في مجال نقل الحاويات، وتشجيع النقل النهري وربطه بين مصر ودول نهر النيل، وتدعيم الدور الحيوي للنقل البحري نظراً لارتباطها بالتجارة الخارجية حيث إنها تهيمن على أنشطة نقل البضائع، وتعزيز الربط بالطرق والسكك الحديدية بين مصر والدول الإفريقية، وتعزيز دور القطاع الخاص في المشاركة في تطوير منظومة النقل، وتقديم التسهيلات والخدمات والفرص لهذا القطاع.
8- القطاع البنكي
ابتكار آلية لتحفيز البنوك علي تمويل الصناعات المغذية، وتطوير وتنويع الخدمات التمويلية، وتفعيل دور بنك تنمية الصادرات والشركة المصرية لضمان وتمويل الصادرات، والتوسّع في خدمات مخاطر الصادرات وخاصة للدول الأفريقية.
وختاما فإنّ تحقيق التنمية الاقتصادية في مصر لابد أن يكون بالاعتماد على مواردها الذاتية، سواء من حيث الاستثمار أو الوعي أو تطوير القدرات، وترجمتها إلى سياسات فعّالة، تعود بالفائدة على مصر، وذلك من خلال إعداد استراتيجيات قادرة على تحقيق رؤية مصر 2030 .