سوريا الجديدة…وإعادة تموضع جديد للقوى

مثًل تاريخ 26 نوفمبر 2024 نقطة فاصلة في تاريخ الدولة السورية ، حين شنت قوات النظام قصفاً على مدين أريحا بريف حلب الواقعة تحت سيطرة الفصائل المسلحة لتوقع قتلى وجرحى، ولتتحرك بعدها الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام – النصرة سابقاً- في عملية واسعة النطاق أطلق عليها”رد العدوان” لتقع بعدها المحافظات السورية الواحدة تلو الأخرى بيد الفصائل وصولاً للعاصمة السورية دمشق وسط تراجع لقوات الجيش السوري وعدم وجود مقاومة تُذكر؛ ولتنتهي المعركة بسيطرة هيئة تحرير الشام على المدن السورية الرئيسية وهروب الرئيس السابق بشار الأسد من البلاد في 8 من ديسمبر 2024 بعد حكم دام 24 عاماً .
الواقع أن هروب بشار الأسد لايعني سقوط نظام الأسد فقط ولكن أيضاً موت الأيديولوجية البعثية التي سقطت قبل ذلك في العراق ، كما أن سقوط حزب الله في لبنان وخروج إيران من سوريا يعني بداية نهاية المد الشيعي.
في السياق عاليه، يُصدر المنتدى الاستراتيجي للسياسات العامة ودراسات التنمية “دراية” ورقة تتناول الوضع الراهن في سوريا فضلاً عن الدور الذي تلعبه عدد من القوى الإقليمية والدولية في ظل صعود نفوذ بعضها وتراجع الأخرى، بالاضافة إلى سياسة مصر تجاه الإدارة الجديدة .
هذا وقد توصلت الورقة لعدد من التوصيات على النحو التالي:
– التأكيد المستمر على أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية وأن تكون دولة جامعة لكل طوائفها دون تمييز بين صفوف شعبها.
– أهمية إطلاق حوار عربي تركي للتنسيق في كافة الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادي المتعلقة بالدولة السورية.
– أهمية إعادة سوريا للحاضنة العربية وإطلاق مبادرات عربية من شأنها أن تساهم في إعمار سوريا والتقليل من العقوبات المفروضة عليها.
– دعم سوريا الجديدة في بناء جيشها الوطني ومساعدتها في مواجهة التنظيمات الإرهابية داخل البلاد.
– التأكيد على أهمية الحفاظ على سلامة واستقرار ووحدة التراب الوطني السوري ورفض أي محاولات إسرائيلية لتوسيع رقعة الاحتلال.
– استمرار الدولة المصرية في موقفها الراهن وهو الترقب الحذر لسياسة حكومة الشرع، مع صياغة خطط مستقبلية للعب دور أكبر في المستقبل خاصة وان لدى مصر رصيد كبير لدى المواطنين السوريين العائدين لبلادهم .
– أهمية صياغة استراتيجية للحوار بين مصر وسوريا بما يعكس مخاوف مصر واهتماماتها ويمكن الجانبان من بناءشراكة استراتيجية تكون حجر أساس للتعاون العربي السوري.
– على الإدارة السورية ان تعمل على تنويع حلفائها وشركائها وتقدم بوادر لحسن النية ولا تكون فريسة لأية أطماع داخل أراضيها تخل بمصالحها الاقتصادية والعسكرية.
………………………..
*سوريا…إدارة جديدة للبلاد:
يدرك رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع أهمية التغيير الذي يضرب مفاصل الدولة السورية بعد سقوط حزب البعث الذي حكم البلاد لسنوات، ومن هنا بدأ في التفكير بطريقة واقعية من خلال تبني حديث يركز على الاقتصاد والتنمية وإعادة التعمير للدولة السورية في ظل الأرقام المخيفة التي تتحدث عن الوضع الاقتصادي الحالي للدولة السورية، حيث تؤكد الأرقام أن نحو 90% من السكان قد وصلوا الى خط الفقر وأن نحو 12 مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي . وتعتمد أجندة الشرع الاقتصادية على إعادة إحياء البنية التحتية متمثلة في الخدمات المصرفية، والاتصالات، والبنية التحتية مثل الطرق والمياه ، ومن ثم تأتي السياسات الاقتصادية التي تستلزم إصلاح المؤسسات لضمان بيئة استثمارية جاذبة.
ويمثل التغلب على مشكلة انقطاع الكهرباء حجراً أساسياً في تهدئة الوضع الداخلي خاصة وأن أجزاء كبيرة من العاصمة السورية تعاني من الظلام، كما أن الأزمة تفاقمت مع وقف الإيرانيين لضخ إمدادات النفط للبلاد ماتسبب في تفاقم الأزمة. ناهيك عن سوء الادارة وانتشار الفساد في عهد النظام السابق خلال السنوات الأخيرة بصورة كبيرة ، الأمر الذي أدى إلى تضخم قوائم المرتبات وتعيين موظفون وهميون دون أن يكون لهم عمل حقيقي، وفي تقييم أولي أجرته الحكومة المؤقتة، تبين أن قوائم الرواتب تضم حوالي 300 ألف شخص، يُرجح أنهم لا يقومون بأي عمل، بينما أثارت جهود التخفيض بالفعل، احتجاجات، ورفع متظاهرون لافتات تندد بقرار تسريح عشرات الموظفين.
وعليه فإن الخروج من هذه الأزمة الاقتصادية سيتطلب دعماً دولياً وبالفعل علق الاتحاد الأوروبي بعض العقوبات المفروضة بشكل مؤقت ومحدد. وتشير تقديرات اقتصادية، إلى أن إعادة إعمار سوريا، قد يتكلف أكثر من 400 مليار دولار، في حين قدرت الأمم المتحدة التكلفة في عام 2017 بـ 250 مليار دولار فقط.
سياسياً:
وبالإضافة للاقتصاد تحاول حكومة الشرع التأكيد على عدم نقل فكر وأيديولوجيات الإدارة الجديدة للخارج، ومحاولة نقل صورة ورسائل إيجابية، والتأكيد أن العلية السياسية ستتطلب وقتاً طويلاً حتى تكتمل أركان الدولة أو بالأحرى حتى يحكم سيطرته على مفاصل الدولة؛ ومن هنا جاء إعلانه بأن إعداد الدستور سيستغرق ثلاث سنوات معلناً أنه يرغب في صياغة دستور جديد يستمر لاطول فترة ممكنة، وأن إجراء أية انتخابات رئاسية سيكون خلال أربع سنوات.
يُذكر أن الشرع قد تم تعيينه رئيساً للمرحلة الانتقالية وعقب ذلك أعلن عن اتخاذ عدة قرارات هامة تتمثل في حلّ مجلس الشعب والفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية والجيش، كما حل حزب البعث الذي حكم البلاد على مدار خمسة عقود. أيضاً، أوقف الشرع العمل بالدستور السابق انتظاراً لإعلان دستوري مرتقب ليكون المرجع القانوني للبلاد في المرحلة الانتقالية.
والواقع أنه بخلاف التحديات السياسية التي تواجهها الدولة السوري، فهناك تحديات ترتبط بمحاولة التوحيد بين صفوف أطياف الشعب السوي دون إقصاء خاصة وأنه قد تردد عن وجود أساليب من التنكيل والتعذيب لأبناء الطائفة العلوية وعدد من رموز النظام السابق .
إلا أن التحدي الأمني في ظل غياب المؤسسة الأمنية الجيش والشرطة بعد حل قواتهما هو الأبرز في ظل استغلال تنظيم داعش للمشهد، ووجود بوادر لعودة التنظيم بالتزامن مع فقدان قوات سويا الديموقراطية “قسد” لبعض مناطق نفوذها، فضلاً عن محاولة نظام الشرع للتخلص من العناصر التابعة للنظام السابق من خلال ملاحقتهم واعتقال العشرات منهم.
*سوريا…وإعادة تموضع القوى في المنطقة:
في محاولة منه لإعادة سوريا إلى محيطها الإقليمي والدولي وإرسال رسالة للعالم مفادها خروج سوريا من عباءة الدولة الإيرانية، فضلاً عن محاولاته في إرسال رسائل إيجابية لدول العالم أملاً منه في رفع العقوبات الفروضة على سوريا، برزت السياسة الخارجية للإدارة الجديدة التي أكدت على حقيقة مفادها أنه وكما كان سقوط الأسد قد حقق مكاسب لبعض القوى الإقليمية كتركيا وإسرائيل فقد حقق خسائر استراتيجية لأخرى وعلى رأسها روسيا وإيران.
بدأت أولى المحطات الخارجية بزيارة أحمد الشرع الى السعودية – فبراير 2025 – التقى خلالها بولي العهد السعودي وأعربت السعودية عن دعمها للإدارة الجديدة بكل السبل لإعادة إعمار البلد الذي دمرته الحروب بما فيها إقناع دول العالم برفع العقوبات المفروضة على اليلاد.
– تركيا كانت المحطة الثانية له، حيث أعلن الشرع عن رغبته في بناء شراكة استراتيجية عميقة مع تركيا تشمل كافة المجالات الإنسانية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، فضلاً عن صياغة استراتيجية مشتركة لمواجهة التهديدات الأمنية في المنطقة بما يضمن أمن واستقرار الجانبين.
ماذا تريد تركيا من هذا التقارب؟
* تريد تركيا من الإدارة الجديدة أن تسمح لها بالقضاء على قوات سوريا الديمقراطية صاحبة النفوذ في الشمال السوري وهو هدف مشترك للطرفين ولكن باستراتيجيتين مختلفتين؛ فبينما تتمسك أنقرة بالحل العسكري تتبنى دمشق الحل السياسي من خلال خارطة طريق يمكن من خلالها حل المسألة من خلال المفاوضات وإقناع الولايات المتحدة بعدم دعم قوات سوريا الديموقراطية خاصة وأن سرائيل تحاول لعب دور الداعم للقوات الكردية في شرق الفرات في ظل مخاوفها من التوسع الحالي للنفوذ التركي. والذي قد يؤدي إلى صراع مستقبلي مع تركيا خاصة وأن إسرائيل قد وسعت رقعت احتلالها للأراضي السورية من خلال سيطرتها على بعض النقاط الاستراتيجية الهامة كجبل الشيخ ووصولاً لنهر اليرموك.
*وعلى صعيد آخر، وفي إطار مساعدتها للنظام الجديد في طرد دعش أعلنت تركيا عن سعيها لمواجهة تنظيم الدولة من خلال إقامة تحالف إقليمي يضم كلاً من الأردن والعراق وسوريا وتركيا لمواجهة خطر الإرهاب في المنطقة ، و يبدو أن تركيا ستكون البديل للوجود الإيراني بسوريا خاصة وأنه خلال زيارة الشرع لتركيا بحث الجانبان صياغة اتفاق دفاع مشترك يتضمن إنشاء قواعد جوية تركية في وسط سوريا وتدريب الجيش السوري الجديد. فضلاً عن إنشاء قاعدتين عسكريتين تركيتين في المنطقة الصحراوية بوسط سوريا المعروفة باسم البادية. بل وعرض أردوغان على الشرع أن تكون تركيا البديل لقوات سوريا الديمقراطية في إدارة المعسكرات التي يحتجز فيها مقاتلوداعش في شمال شرق سوريا وتقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية والتي تعتبرها تركيا جماعة إرهابية.
الواقع أن تركيا تحاول السيطرة على تلك المنطقة أملاً في التخلص من النفوذ الكردي على تلك المنطق الغنية بالنفط وهذا يضاف إلى سيطرتها على إدلب شمال غرب سوريا عبر تولية فصائل موالية لها – كانت بقيادة الشرع – ولا تزال تمتلك قواعد عسكرية في الشمال السوري.
الدورالتركي ليس بجديد:
الواقع أن الدعم السياسي والعسكري التي تقدمه تركيا اليوم لأحمد الشرع ليس بالجديد فمنذ بداية تشكل تلك التنظيمات ودخولها في صراع عسكري مع نظام الأسد كانت تركيا تقدم لها الدعم اللازم وفي الفترة من 2016 وحتى 2019 شنت لقوات التركية بين عامي 2016-2020 أربع عمليات عسكرية في الأراضي السورية وهي: درع الفرات، وغصن الزيتون، ونبع السلام، ودرع الربيع. وقد استطاعت من خلال تلك العمليات بالتعاون مع قوات المعارضة السيطرة على عدة مناطق في الشمال السوري، كانت خاضعة لقوات “قسد” الكردية.
وإلى جانب القواعد العسكرية المنتشرة في أعزاز وعفرين وجرابلس في ريف حلب، ورأس العين وتل أبيض في الرقة، أقامت تركيا بدءاً من عام 2017 عدداً من نقاط المراقبة العسكرية (بلغ عددها 81 نقطة بحسب بعض الأرقام المتداولة) داخل محافظات إدلب وحماة وحلب في المناطق التي كانت تفصل بين قوات النظام والمعارضة، وذلك بالاتفاق مع الجانب الروسي والإيراني، بهدف تطبيق ما يعرف باتفاق خفض التصعيد.
وفي المعركة الأخيرة والمعروفة “بردع العدوان” والتي أسفرت عن سقوط نظام الأسد كنت تركيا هي الداعم الرئيسي للفصائل المسلحة ومن خلال دعم تلك الفصائل تمكنوا من التقدم والسيطرة على مساحات واسعة والسيطرة على مدينة تل رفعت وعدد من القرى التابعة لها، إضافة إلى مدينة منبج بعد انسحاب قوات “قسد” من تلك المناطق.
وعلى الصعيد الاقتصادي، فمن المقرر أن تلعب تركيا دوراً هاماً في ملف إعادة الإعمار لسوريا إذا ماتم رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها – وهو ماستسعى إليه أنقرة- فضلا عن جذب المزيد من المستثمرين السوريين الذين دخلوا تركيا بعد العام 2011 ، والعمل على إعادة بناء الاقتصاد بالبلاد ماسيعود بالنفع على الجانبين
يُذكر أن حجم التبادل التجاري بين سوريا وتركيا في 2024، قد بلغ نحو 2.5 مليار دولار، ويتطلع البلدان إلى زيادة حجم التبادل التجاري إلى 10 مليارات دولار.
وتتمثل أهم الصادرات التركية إلى سوريا في الحديد والصلب والمنتجات البلاستيكية ومواد البناء والمنتجات والمواد الغذائية، بينما يتصدر القطن وزيت الزيتون وزيت عباد الشمس، قائمة المنتجات السورية إلى تركيا.
وفي يناير2025 ، قررت سوريا خفض الرسوم الجمركية على 269 سلعة تصدرها لتركيا، بما في ذلك المواد الغذائية والحديد والصلب ومنتجات النظافة.
كما تمثل سوريا اليوم معبراً تجارياً هاماً يصل بين دول الخليج وتركيا وأوروبا ، وعليه يمثل الطريق الدولي “إم 5” الواصل بين معبر باب السلامة على الحدود التركية السورية ومعبر نصيب على الحدود الأردنية السورية أهمية إستراتيجية ربما تدفع تركيا ودول الخليج العربي للاستثمار بتأهيل الطريق بدلاً من الاعتماد على طريق التنمية العراقي بسبب بعد المسافة، ومن المتوقع أن يسهم الشحن البري عبر سوريا في اختصار المدة وتخفيف تكاليف النقل الجوي والبحري إلى دول الخليج.
وعلى صعيد آخر، من المتوقع أن تسعى تركيا لتطوير وتحسين البنية التحتية لقطاع الكهرباء أملاً في تنفيذ مشاريع للطاقة من خلال إعادة تفعيل اتفاق الربط الكهربائي بين البلدين، فضلاً عن عودة العمل على الانتهاء من تنفيذ مشروع خط الغاز القطري التركي الذي يعبر من السعودية والأردن وسوريا الذي يمثل أهمية كبيرة على مستوى التعاون بين دمشق وأنقرة، والذي يهدف لربط قطر مباشرة بأسواق الطاقة الأوروبية. وكان من المقرر أن يمتد إلى الحدود السورية التركية وينضم إلى شبكة أنابيب الغاز المارة في تركيا. ومن تركيا، يتم بعد ذلك ربط خط أنابيب الغاز الطبيعي بخط أنابيب نابوكو وهو خط لنقل الغاز من تركيا إلى النمسا عبربلغاريا ورومانيا والمجر.
*التوغل الإسرائيلي :
ما إن سقط نظام الأسد حتى استغلت إسرائيل الفرصة لتعلن سيطرتها على المنطقة العازلة من خلال التوغل والسيطرة على 10 مواقع بمرتفعات الجولان المحتل مخالفة بذلك الاتفاقية الموقعة في العام 1974 والتي أنشأت منطقة عازلة للفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية، ومع غياب أية قوة عسكرية لمواجهتها توسعت إسرائيل لتسيطر على الجانب الشرقي من جبل الشيخ الاستراتيجي في تصريحات لنتنياهو تفيد أنه وجود مؤقت حتى تحصل إسرائيل على ضمانات أمنية.
إلا أن الواقع على الارض يؤكد أن إسرائيل تحاول مد نفوذها على الأرض مع تدمير القوى العسكرية للدولة السورية بعد أن قامت باستهداف كافة مخازن الأسلحة الثقيلة والمطارات العسكرية ودمرت 90% من القدرات العسكرية ومخازن الأسلحة بالبلاد. وهناك خطط ينوي الجيش الإسرائيلي تنفيذها تتضمن إنشاء منطقة سيطرة بطول 15 كيلومترا داخل الأراضي السورية ومجال نفوذ استخباراتي يصل لنحو 60 كيلومترا.
وفي يناير من العام الحالي 2025 توغلت القوات الاسرائيلية في عدد من القرى بريف القنيطرة الجنوبي بل واعتبرت تلك القرى مناطق عسكرية وطالبت من الأهالي تسليم أسلحتهم، وفي ظل محاولات إسرائيل للسيطرة على منابع المياه في سوريا بعد وصولها لنهر اليرموك أعلنت دولة الاحتلال سيطرتها على سد المنطرة المزود الرئيسي للمياه في القنيطرة وأريافها وصولاً إلى محافظة درعا، وهو من أكبر وأهم السدود المائية في الجنوب السوري. وأنشأت قاعد عسكرية في عدة نقاط وأقامت سواتر ترابية لمنع أي حركة دخول وخروج للمواطنين إلا في أوقات محددة.
ورغم غياب الوجود الإيراني في سوريا والذي كان مبرراً للواجد العسكري لإسرائيل لمواجهته، إلا أن الغارات الجوية الإسرائيلية لازالت مستمرة مركزة على تدمير القدرات العسكرية السورية من أسلحة برية وجوية بحرية .
*الوجود الإيراني:
الوقع أن الضربات التي تلقتها إيران مع سقوط أذرعها في المنطقة وعلى رأسها حزب الله وسقوط نظام الأسد جعلها تعيد تقييم حساباتها وصياغة استراتيجياتها القائمة، ومع ذلك فلاتزال لغة المرشد الأعلى لم تتغير من خلال دعوته لإسقاط نظام الشرع وتولية من سماهم بـ”الشرفاء” الحكم في سوريا، وترى الإدارة الجديدة ضرورة توقف إيران عن دعم الميليشيات وإثارة النعرات الطائفية .
وعليه ومابين شد وجذب فيسود العلاقة الجديدة بين الطرفين الترقب الحذر مابين مخاوف إيرانية من أن تتبنى الحكومة الجديدة استراتيجيات تهدد النفوذ الإيراني ومراقبة السياسات الداخلية التي ستتبناها الإدارة الجديدة هل ستتمكن من تحقيق المساواة بين أطياف الشعب السوري.
ووسط غياب أي حوار سياسي مباشر بين الجانبين سحبت إيران بعثتها الدبلوماسية ومستشاروها، فضلاً عن مغادرة كافة المواطنين الإيرانيين من هناك . ومع ذلك ووسط هذا المشهد الضبابي فإذا ماقرر الجانبان نسيان خلافات الماضي وبناء علاقات جديدة فهو ممكن، خاصة إذا ما أبدت حكومة الشرع رغبتها في التخلص من أي نفوذ إسرائيلي داخل الأراضي السورية إلا أن الإدارة الجديدة ستكون أمام تحدي جديد وهو علاقتها بالغرب والذين نظروا لعلاقات سوريا وإيران بأنها أحد المهددات للأمن الإسرائيلي والمصالح الغربية. وعليه فقد تتريث الحكومة الجديدة في اتخاذ خطوات بناءة لعلاقتهامع طهران، خاصة وأنها تطالبهم برفع العقوبات المفروضة حتى يتسنى لها إعادة إعمار البلاد.
*الدور الغربي:
الواقع أن تركيز كل من الدول الأوروبية والولايات المتحدة سينصب على ضمان عدم عودة سوريا لتكون ذراعاً بيد طهران في شرق المتوسط . وهنا فيجب على هذه الدول بالتحالف مع القوى العربية في المنطقة إلى لعب دور جاذب بالحكومة السورية الجديدة لتكون داعماً له في مواجهة أية انشطة إرهابية بحيث لاتكون سوريا قاعدة لتصدير داعش مرة أخرى للمنطقة.
كما ترى تلك القوى أن دعم لحكومة السوري الجديدة ودم جهود إعادة الإعمار لابد أن يتضمن اتخاذ ضمانات وغجرءات من الحكومة السورية الجديدة لتحقيق المساواة بين أطياف الشعب السوري وخاصة الأكراد – حلفاء الولايات المتحة- والسماح لهم بالتعايش السلمي وهو مايلقي تحديا آخر أمام حكومة الشرع في ظل رغبة تركيا في القضاء عليهم .
ومن ناحية أخرى ترى الدول الغربية أهمية الإسراع في رفع العقوبات عن سوريا ودعم النظام الجديد منعاً من عودة العلاقات السابقة مع روسيا والتي أنفقت المليارات لدعم سوريا ولضمان وجود منفذ لها على البحر التوسط. وبالفعل فيرغب الأوروبيون عدم تعاون الإدارة الجديدة مع سوريا ويفضلون انسحاب وإنهاء التواجد الروسي في سوريا كشرط لتحسين العلاقات مع سوريا.
الواقع أن زيارة وزيري خارجية ألمانيا وفرنسا لسوريا بعد سقوط الأسد تمثل دلالة هامة على رغبة الغرب في استمالة الحكومة الجديدة أملاً في تحجيم أوحتى إنهاء النفوذ الروسي هناك. وعليه فيرى الغرب أهمية دعم المرحلة الانتقالية بالبلاد شريطة توافق شامل وتشكيل حكومة جديدة تمثل كافة أطياف الشعب السوري .
مؤتمر باريس لدعم سوريا:
جاء مؤتر باريس الذي عقد في فرنسا في 13 فبراير 2025 للتأكيد على الدعم الدولي للإدارة الجديدة، فضلاًعن محاولة لفرض شروط المجتمع الدولي وكذا طرح مخاوفه حول الإدارة في سوريا بقيادة الشرع ومحاولة لوضع أسس العلاقة المستقبلية معها حتى يتسنى للعالم الاعتراف بها وكذا رفع العقوبات التي فرضت على سوريا .
وقد حضر الاجتماع ممثلين على مستوى الوزراء من الدول العربية، فضلاً عن تركيا ودول مجموعة السبع ودول أوروبية عدة التي لم تعلن استراتيجيتها حيال سوريا بعد إلا أن تحركها العسكري والإنساني يبقى حاسماً، بصفة مراقب. ولم تتثمل إسرائيل في المؤتمر وكذلك ممثلون لأكراد سوريا.
وقد هدف المؤتمر إلى دعم العملية الانتقالية في سوريا ومنع أية تدخلات أجنبية وجعل السوريون هم من يقررون مصيرهم بأنفسهم، فضلاً عن تنفيذ ماوعدت به الإدارة الجديدة من إقامة حكومة جديدة تضم كافة أطياف الشعب السوري “تمثل وتحترم الجميع” بالاضافة لدعم القضاءالانتقالي ومكافح الافلات من العقاب.
وقد تم بحث رفع العقوبات ولو جزئياً للمضي قدماً في عملية إعادة إعمار البلاد ، أما رفع العقوبات المصرفية والعوائق أمام تحويل الأموال فيتم عبر واشنطن .
كما أعلنت باريس على هامش المؤتمر عن إعادة فتح سفارتها بدمشق آملا أن تسير الدول الغربية على ذات النهج، مؤكداً على أهمية عدم ترك سوريا لتكون ساحة للنفوذ الإيراني مرة أخرى، وشدد على أهمية دمج قوات سوريا الديموقراطية في الجيش الوطني السوري خاصة وأنها لعبت وقد تلعب دوراً هاماً في مواجهة داعش حال عودته مرة أخرى.
يُذكر ان المؤتمر يعد الثالث منذ تولي الشرع، كان الأول قد استضافته الأردن في مدينة العقبة والثاني في الرياض بالسعودية.
وفي حين وقع كل المشاركين على البيان الختامي والأشبه بخارطة الطريق فقد تحفظت واشنطن خاصة وأنها لاتزال لم تضع سياستها للتعامل مع الإدارة الجديدة- المنشقة من هيئة تحرير الشام “والمدرجة على قوام الارهاب بواشنطن والدول الاوروبية “- وعليه فالولايات المتحدة تفضل التريُث لترى سياسة الإدارة الجديدةخاصة وأن كل ماصدر عنها من وعود لم يتم تنفيذها بعد . في حين تحاول الدول المشاركة دفع سوريا لتنفيذ ماوعدت به دون ان تنجرف لأية مسارات أخرى تجعل سوريا مهددة لمحيطها الإقليمي والدولي.
*أما على صعيد الإدارة الأمريكية الجديدة ، فقد حدد رئيس لجنة السياسة الخارجية في مجلس الشوخ الأمريكي جيم ريش قائمة بشروط الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات على سوريا ، حيث أعلن عن قائمة من أربع نقاط شملت القضاء على النفوذ الروسي والإيراني داخل البلاد، خصوصاً مع توجه الحكومة الجديدة في دمشق إلى التعاون مع موسكو بما يحقق مصالح الطرفان.
كما تضمّنت القائمة تقديم أدلة على أن الحكومة المؤقتة لن تسمح لسوريا بأن تصبح منصة إطلاق لهجمات إرهابية ضد الولايات المتحدة وشركائها، وتدمير مخزون نظام الأسد من الكبتاغون، ومعرفة مصير المواطنين الأميركيين الذين اعتقلهم نظام الرئيس السابق بشار الأسد، بما في ذلك الصحافي أوستن تايس.
وقد ركزت الولايات المتحدة على أهمية إبعاد روسيا عن لعب أي دور في سوريا، خاصة وأن موسكو تحاول أن تتبنى دوراً مغايراً عن السابق بدلاً من أن تنسحب من المشهد السوري.
وعلى صعيد آخر، يرى الساسة في الولايات المتحدة على أهمية تخفيف العقوبات على سوريا حتى لاتتحول شرقاً والعمل على تمويل المشاريع الإنسانية في البلاد، خاصة وأن تجميد المساعدات قد أدى إلى إعاقة الجهود الأمنية في معسكرات وسجون داعش في شمال شرق سوريا، حيث رفض الحراس العمل حتى أصدر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إعفاءً طارئاً أطلق بموجبه رواتبهم ، خاصة وأنه مع استمرار هذا التوتر فمن الممكن أن تستغل عناصر داعش الوضع لفتح بوابة عسكر الهول للاعتقال في شمال شرق سوريا، حيث يعيش عشرات الآلاف من الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال المرتبطين بمقاتلي داعش، منذ سنوات.
*روسيا…محاولة في استمرار النفوذ:
وفي ظل محاولات روسيا لاستمرار التواصل مع الإدارة السورية الجديدة أجرى الرئيس الروسي بوتين أول اتصال هاتفي مطلع فبراير 2025 ، منذ سقوط النظام السابق ، تم خلاله الاتفاق على مواصلة تطوير التعاون الثنائي في ظل ماتتمتع به علاقات الجانبين من روابط من الصداقة والتعاون، مؤكداً استعداد روسيا للعمل على تحسين الوضع بما في ذلك تقديم المساعدات الإنسانية، ودعم روسيا لوحدة الدولة السورية وسيادتها وسلامة أراضيها وإقامة عملية سياسية شاملة لكافة القوى السياسية وللمجموعات العرقية والدينية في البلاد كما أكد على أهمية رفع العقوبات عن سوريا.
وتسعى روسيا للحفاظ على قواهدها العسكرية في سوريا (القاعدة البحرية في طرطوس، وقاعدة حميميم الجوية القريبة من مدينة اللاذقية الساحلية) – رغم نقلها لبعض المعدات العسكرية من هناك وتفكيك بعض المنصات- خاصة وأن تلك القواعد تمثل أهمية كبرى في حفاظ روسيا على نفوذها على المتوسط.
يُذكر أن وزيرالدفاع السوري الجديد مرهف أبو قصرة عن انفتاح بلاده على إبقاء القواعد الروسية “طالما هناك اتفاق مع الكرملين يخدم مصالح سوريا”، مشيراً إلى أن دمشق بدأت “مفاوضات حساسة” مع الولايات المتحدة وتركيا بشأن وضع قواعدهما العسكرية.
تاريخ وجود تلك القواعد:
تضمنت اتفاقية أبرمها الرئيس السوري السابق حافظ الأسد مع الاتحاد السوفيتي، عام 1971، إقامة منشآت بحرية، ووضع نقطة دعم لوجستي تابعة للبحرية الروسية في ميناء طرطوس السوري.
وبين عامي 2010 و2012، خضعت القاعدة الروسية التي تعد جزءاً من أسطول البحر الأسود الروسي للتحديث ما سمح للسفن الثقيلة بدخول طرطوس. وفي يونيو عام 2013، تم إنشاء تشكيل عملياتي دائم للبحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط.
ووقعت روسيا وسوريا في 26 أغسطس 2015، اتفاقية غير محددة بشأن وجود مجموعة طائرات روسية في البلاد، تمركزت في مطار حميميم بمحافظة اللاذقية، وأصبحت المنصة الرئيسية للعملية العسكرية الروسية في سوريا التي بدأت في 30 سبتمبر من العام ذاته.
وفي نهاية عام 2015، تم تعزيز القاعدة بنظام دفاع جوي، كما شاركت وحدات من الشرطة العسكرية في توفير الأمن، كما وقعت موسكو ودمشق في عام 2017، اتفاقيتين تحددان استخدام القواعد لمدة 49 عاماً وذلك حتى عام 2066، مع خيارات للتمديد التلقائي لمدة 25 عاماً أخرى.
وضم الأسطول التابع للقوات الجوية الروسية بداية 32 طائرة، منها قاذفات من طرازي Su-24 و Su-34، وكذلك مقاتلات Su-25 و Su-30 الهجومية، إلى جانب 17 طائرة هليكوبتر من طراز Mi-24 وMi-8 AMTSh، كما جرى تحديث المجموعة بطائرات هليكوبتر جديدة 35М-MI ومقاتلات Su-35S .
*موقف مصري حذر:
رغم مشاركة مصر في الاجتماع بباريس حول سوريا وإجراء وزيري الخارجية لاتصالات هاتفية بين الجانبين إلا أنه لم تكن هناك اتصالات مباشرة على مستوى القادة، حيث تنتظر القاهرة لترى تنفيذ وعود الإدارة الجديدة وبصفة خاصة في الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومقدراتها الوطنية، فضلاً عن ضرورة أن تتسم عملية الانتقال السياسي في سوريا بالشمولية، وتعكس التنوع المجتمعي والديني والطائفي والعرقي داخل سوريا، وأن تكون سوريا مصدر استقرار بالمنطقة، مع إفساح المجال للقوى السياسية الوطنية المختلفة لأن يكون لها دور في إدارة المرحلة الانتقالية وإعادة بناء سوريا ومؤسساتها الوطنية لكي تستعيد مكانتها الإقليمية والدولية التي تستحقها، وأن تتم عبر ملكية وطنية سورية خالصة دون إملاءات أو تدخلات خارجية، وبما يدعم وحدة واستقرار سوريا وشعبها بكل مكوناته وأطيافه، ويحافظ على هويتها العربية الأصيلة.
وتؤكد مصر دوما على الاستعداد التام لتقديم المساعدة للدولة السورية للحفاظ على استقرارها ووحدتها، خاصة وأن سوريا تُمثل أهمية استراتيجية لمصر فضلاً عما يجمع البلدان من تاريخ ومستقبل مشترك.كانت مصر قد أعلنت عن إرسال طائرة محملة بـ15 طناً من المساعدات الانسانية من مواد غذائية أساسية وطبية وغيرها .
واستمراراً لموقف القاهرة الحذر، اتخذت القاهرة مطلع العام الجاري2025 إجراءات لضبط دخول السوريين إلى البلاد وتنظيم إقامتهم، كما منعت من استقبال أي سوريين من أي دولة من العالم فيما عدا الحاملين للإقامة المؤقتة لغير لسياحة في البلاد، فضلاً عن منع دخول السوريين من حاملي الاقامة الأوروبية والأمريكية والكندية والخليجية والشنغن إلى البلاد دون الحصول على موافقة أمنية.
بعدها أصدرت القاهرة قراراً يمنح بعض الاستثناءات للطلاب السوريين المقيدين في الدراسة فتمت الموافقة على منحهم تأشيرت للدخول. وتزامن ذلك مع تقديم القاهرة تسهيلات لعودة السوريين إلى بلادهم تضمنت إصدار تصاريح سفر مجانية للسوريين في مصر الراغبين في العودة إلى بلادهم ممن لا يملكون جوازات سفر سارية المفعول، وتذاكر عودة مجانية تصدر دون الحاجة إلى موعد مسبق، شريطة أن يقدم المتقدمون بطاقة هوية وصورة شخصية.
وتأتي تلك الاجراءات الاحترازية بعد حرق إسرائيل لمبنى الجوازات والهجرة والجنسية في دمشق وإبداء تركيا استعدادها في استخراج هويات جديدة للمواطنين السوريين، فضلاً عن وجود أنباء بمنح الجنسية السورية للعديد من عناصر الميشيات الذين أصبحوا حاملين لجوازات سفر سورية.
وعليه يمكن تلخيص معايير القاهرة في التعامل مع الحكومة السورية الجديدة في:
فبالإضافة لما أعلنته القاهرة عن رغبتها في إطلاق عملية سياسية شاملة فهناك معايير أخرى تتمثل في:
– أن تمتنع هيئة تحرير الشام بشكل نشط عن استضافة أي شخص قد يُنظر إليه في مصر على أنه معاد للنظام المصري.
– أن تمتنع الحكومة الجديدة في دمشق عن الترويج للجماعات الإسلامية بأي شكل من الأشكال. مع الإشارة أن الجماعات الإسلامية، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، تشكل خطاً أحمر بالنسبة للقاهرة. ولن تقبل القاهرة ظهور شخصيات من جماعة الإخوان المسلمين على القنوات التلفزيونية السورية أو عقد اجتماعات في سوريا.
– أن تمتنع هيئة تحرير الشام عن دعم الجماعات المسلحة في المنطقة، بما في ذلك حماس في غزة. خاصة وأن مصر لا ترى أي سبب لمحاولة دفع الفصائل الفلسطينية إلى القيام بأي تحرك قد يعقد الوضع المدمر بالفعل في غزة تحت راية المقاومة.
وعليه ومما سبق ، يمكن القول أن مستقبل سوريا سيكون فيما ستقرره الإدارة الجديدة هل ستكون ضامنة وركيزة للاستقرار في المنطقة، وستحقق للسوريين مايتمنونه بعد حروب أنهكتهم لأكثر من 14 عاماً، أما ستجر سوريا لظلام فتنة ودمار ومواجهة أخرى مع محيطها الاقليمي والدولي.
………………………………………………….
المراجع
*التكنوقراطي أحمد الشرع
https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A/5098672- –
ما مستقبل اقتصاد سوريا بعد سقوط نظام الأسد؟
https://www.bbc.com/arabic/articles/c3e1q990d4zo
سوريا الجديدة: ما أبرز تحديات المرحلة الانتقالية بعد تعيين الشرع رئيسا للبلاد؟
https://www.bbc.com/arabic/articles/c93q1zyddeno
الشرع: ناقشت مع الرئيس التركي ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي دخلتها مؤخراً في سوريا
https://www.cnbcarabia.com/133803/2025/04/02/
ملامح شراكة إستراتيجية بين سوريا وتركيا
https://www.ajnet.me/politics/2025/2/8/%9
تركيا ومهمة ملء الفراغ العسكري الإيراني في سوريا
https://www.ajnet.me/politics/2025/2/11/
مزود المياه الرئيس بالقنيطرة.. إسرائيل تسيطر على سد المنطرة
https://www.alarabiya.net/arab-and-world/syria/2025/01/02/
إسرائيل توسع توغلها بالقنيطرة.. وتستعد لإنشاء منطقة نفوذ تصل لـ60 كلم
https://www.alarabiya.net/arab-and-world/syria/2025/01/11/
كيف سيكون شكل العلاقة بين سوريا الجديدة وإيران بعد سقوط حكم الأسد؟
https://www.bbc.com/arabic/articles/c8rj1121d2do
الوضع الجديد في سوريا.. ما الدور المتوقع لأميركا وأوروبا؟
https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1765936-
العلاقات الأوروبية السورية بظل الإدارة الجديدة: تحديات وفرص
https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1766551-%
شروط أميركية لرفع العقوبات عن سوريا.. ما علاقة روسيا؟
https://www.alarabiya.net/arab-and-world/syria/2025/02/15/%7
روسيا: نواصل مباحثاتنا مع سوريا بشأن مصير القاعدتين العسكريتين
https://asharq.com/politics/115045/6/
بوتين يجري اتصالاً مع الشرع ويتفقان على “تطوير العمل الثنائي“
https://asharq.com/politics/116006/
مؤتمر باريس لدعم سوريا مستعد للكثير مقابل تعهدات وضمانات
https://aawsat.com/ AA
لماذا رفضت واشنطن توقيع بيان «مؤتمر باريس لدعم سوريا»؟
https://aawsat.com/
مصر وحكومة سوريا الانتقالية… «تقارب حذر “
https://aawsat.com/
قرار جديد في مصر.. منع دخول السوريين من كافة دول العالم
https://www.alarabiya.net/arab-and-world/egypt/2025/01/03/
Egypt-Syria: Wait and see stage
https://english.ahram.org.eg/NewsContentP/50/538157/AlAhram-Weekly/EgyptSyria-Wait-and-see-stage.aspx
تقرير يتحدث عن شروط مصر لتطبيع العلاقات مع سوريا الجديدة
https://arabic.rt.com/middle_east/1637241-