المنتدي الاستراتيجي للسياسات العامة و دراسات التنمية https://draya-eg.org/ Egypt Wed, 05 Mar 2025 00:21:49 +0000 ar hourly 1 https://wordpress.org/?v=6.3.5 https://i0.wp.com/draya-eg.org/wp-content/uploads/2021/06/cropped-ico.png?fit=32%2C32&ssl=1 المنتدي الاستراتيجي للسياسات العامة و دراسات التنمية https://draya-eg.org/ 32 32 205381278 طبقُ الفاكهة ..! أنا وصديقتي وزكي نجيب محمود https://draya-eg.org/2025/03/05/%d8%b7%d8%a8%d9%82%d9%8f-%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a7%d9%83%d9%87%d8%a9-%d8%a3%d9%86%d8%a7-%d9%88%d8%b5%d8%af%d9%8a%d9%82%d8%aa%d9%8a-%d9%88%d8%b2%d9%83%d9%8a-%d9%86%d8%ac%d9%8a%d8%a8-%d9%85%d8%ad%d9%85%d9%88%d8%af/ Wed, 05 Mar 2025 00:21:49 +0000 https://draya-eg.org/?p=8449 في مرحلة دراستي للثانوية العامة قرأت مقالاً كانت قد قررته علينا حينها وزارة التربية والتعليم عن الصداقة للكاتب المصري والفيلسوف الأستاذ زكي نجيب محمود لا تزال أثاره عالقة في الذاكرة ..  وجاء في صدر المقال عبارة  كان من الصعب نسيانها إذ يقول:” بالصداقة يزداد الصديق اقتراباً من المثل الأعلى للإنسان الكامل”  ولم يحدد لنا في …

The post طبقُ الفاكهة ..! أنا وصديقتي وزكي نجيب محمود appeared first on المنتدي الاستراتيجي للسياسات العامة و دراسات التنمية.

]]>
في مرحلة دراستي للثانوية العامة قرأت مقالاً كانت قد قررته علينا حينها وزارة التربية والتعليم عن الصداقة للكاتب المصري والفيلسوف الأستاذ زكي نجيب محمود لا تزال أثاره عالقة في الذاكرة ..  وجاء في صدر المقال عبارة  كان من الصعب نسيانها إذ يقول:” بالصداقة يزداد الصديق اقتراباً من المثل الأعلى للإنسان الكامل ولم يحدد لنا في مقاله سمات ومحددات الإنسان الكامل..  لكنه علمنا في مجمل مقالاته كيف يكون الانسان كاملاً  .. ورغم الزمن لا تزال تفرقته بين الصديق والصاحب والرفيق حاضرة..

والذي لم يقرأ ولم يعرف من هو الدكتور ” زكي نجيب محمود ” من الأجيال الشبابية المعاصرة؛ فدعوني في عجالة أقدمه إليكم .  فهو من  أبرز فلاسفة العرب ومفكريهم في القرن العشرين، وأحد رُوَّاد الفلسفة الوضعية المنطقية. وصَفَه العقاد بأنه «فيلسوف الأدباء وأديب الفلاسفة؛ فهو مفكِّرٌ يصوغ فكره أدبًا، وأديبٌ يجعل من أدبه فلسفة ..!

فقد اجتمع لدى الدكتور «زكي نجيب محمود» الرغبةُ المُلِحة في تتبُّع التيارات الفكرية المُعاصرة، وفي الوقت نفسه الاتصالُ بالماضي وما عَلِق به من علوم وقِيَم تراثية ترتبط بالواقع بشكلٍ أو بآخر، ورَبْط ذلك كله بالحياة العامة وإيصال الرسائل الفكرية التي تحتويها بأسلوبٍ سهلٍ مُمتع. وفي كتابه الأهم ” قيمٌ من التراث ”  يجمع الكاتب أكثرَ من ثلاثين مقالًا يرتبط مُعظمها بقضية الأصالة والمعاصَرة، وبما يتبعها من جدلٍ فِكري ثَرِي وموضوعي، مثل: الضمير الديني وما وراء الشعائر، وعلاقة الفلسفة بالدِّين والتديُّن، وتيار «ابن رشد» الفكري، ودور المسلمين كما يراه في العصر الحديث، ونظرتهم للدِّين الإسلامي كدِينٍ مُتكامل نستطيع به النهضةَ والتقدم.

وتتضمن الكتاب مقالين في غاية الروعة راح يرد بهما على المهاجمين للثقافة المصرية والمتشككين والمُشككين في ولاء أجيالها المعاصرة.. وجاء المقال الأول بعنوان ” مصر هي أنت يا صديقي ” بينما جاء المقال الثاني ” بعنوان ” لكِ أنت الولاء يا مصر ” وفي مقاله الأول جاء بعبارة لا يمكن نسيانيها أيضاً وكأنه يحدد بدقة محددات الأمن القومي المصري الذي يكمن دائماً في وعي  الشباب وثقتهم في أنفسهم وفى قدرتهم على التنمية والنهضة وصناعة التاريخ وفي ولائهم المستمر للدولة المصرية..

حيث كتب زكي نجيب محمود يقول:” يا صديقي إن مصر هي أنت وهي أنا، وهي كل فرد مصريٍ تراه، فإذا أردتَ الحديث عن مصر حديثًا صادقًا مُنزَّهًا عن الهوى، فخُذ مصر بمجموعها، خُذها هنا على أرضها، ثم تعقَّبها حيثما اتجهت، وأينما جُلْتَ في أقطار الأرض، تعقَّبْها في أشخاص المصريين الذين يعلمون ويطبُّون ويهندسون ويُعمرون الخراب، تعقَّبها في شخصك أنت، فالذي تصنعه حيث أنت، وتفاخِرنا بصنعه، إنما هو مصر تجسَّدت فيك بعلمها وأدبها ودماثة طباعها…”

ولا أريد هنا الوقوف طويلا على مأثر ومجمل كتابات أديبنا ومفكرنا الوطني الراحل. لكنني فقط أود الحديث عن الصداقة كما يراها زكي نجيب محمود بعقله النابه وكما أراها الأن في زمن وعصر مختلف وبعد قرابة خمسين عام من مقاله عن الصداقة حيث توفي أديبنا عام 1993 وهو العام الذي حصلت فيه على لقب أول أدباء الجامعات المصرية  من جامعة جنوب الوادي . وهى السنة قبل الأخير ة من تخرجي من جامعة القاهرة .

فكعادة زكي نجيب محمود  في كتاباته التزم بالموضوعية والمنطق  حين فرق بين الصاحب والصديق .. وبين أن الصديق هو الذي تصدق معك أقواله أفعاله، وهو حائط الصد المنيع الذي يحول بينك وبين سهام الحاقدين والحاسدين والمتآمرين .. وكثيراً ما يتلقى عنك بعضاً من ضربات الأعداء الموجعة وهو مبتسم .. !

لا تغيره الأحوال والظروف ولا تهدد محبته رياح المصالح العابرة .. فمحبتهُ إليك راسخة كالجبل .. وغضبه من أجلك جحيم .. فهو سيفك الحاسم على أعدائك .. وسفيرك الأمين بلا أجر ..!

أما الصاحب فشبههُ زكي نجيب محمود ببشرة الوجه التي ترافق صاحبها وقت صحته ومرضه ..ففي الصحة تلمع ويشتد بريقها ، وحين يمرض صاحبها تذبل ..فعلاقتها بصاحبها مرهونة بصحته وعافيته ..وحين يمرض أو ينتابه الكبر تتخلى عنه وتتركه كالأسد الهضيب ..!

لكن صديقتي الخبيرة بشئون التواصل البشري والشغوفة في نفس الوقت بالأدب الأستاذة” نهال القويسني” فقد قالت: لا تضع الحب أبداً في مواجهة المصلحة! فحتماً ستنتصر المصلحة، ولا تحاول أن تختبر محبةَ صاحبٍك بأن تضع الصداقة في وجه المصلحة، فحتماً في أيامنا تلك ستخسره ..!

يبدو أن صديقتي ” نهال ” كانت أكثر تشاؤما ولم تترك لي باباً مفتوحاً لصداقة مثالية ..فتجاربها الحياتية مع الأصدقاء عبر خبراتها الإنسانية الطويلة ربما كان معظمها إن لم تكن جميعها سالبة .. وخلاصة نصيحتها أن دوام المصالح يديم العلاقات وربما يُعمقها .. لكن هذه الصنوف من العلاقات في تصوري مهما طالت ومهما كان عمقها سوف تظل مزيفة ..!

فأسوأ الصداقات في نظري هي التي يتعامل أطرافها معك باعتبارك ” طبقٌ أنيقٌ من الفاكهة ” حين يلتقون بك يقبلون عليك ويحتفون بوجودك، لا لشيئ سوى لأنهم يرغبون في أكلك ..وحين تفرغ الفاكهة يلقون بك في أقرب صندوق للقمامة ..!

وهؤلاء لا يحتاجون إلى معلم ولن تنفع في تقويمهم كتب السماء .. فقلوبهم معلقة بطبق الفاكهة .. ذلك هو مذهبهم في الحياة الذي لا يتغير إلا بتغير صنوف الفاكهة وأقصد بالطبع المصلحة .. وحلهم أن يتذوقوا مرارة فاكهة الصداقة ويعلموا عن يقين أن لحم الأصدقاء مسموم ..!

هؤلاء فقط يحتاجون إلى كاميرا دون فلتر تتابع سلوكياتهم اليومية ومواقفهم الحياتية المتناقضة.. وربما يحتاجون إلى ” مرآة ” صادقة تُريهم عورات تصرفاتهم بوضوح ودون مواربة ..!

فصديقي كما وصفه شاعرُنا القديم من يقاسمني همومي، ويرمي بالعداوة من رماني ..ويحفظني إذا ما غبتُ عنه ،وأرجوه لنائبة الزمانِ .!

 

 

 

The post طبقُ الفاكهة ..! أنا وصديقتي وزكي نجيب محمود appeared first on المنتدي الاستراتيجي للسياسات العامة و دراسات التنمية.

]]>
8449
سوريا الجديدة…وإعادة تموضع جديد للقوى https://draya-eg.org/2025/02/26/%d8%b3%d9%88%d8%b1%d9%8a%d8%a7-%d8%a7%d9%84%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af%d8%a9-%d9%88%d8%a5%d8%b9%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d8%aa%d9%85%d9%88%d8%b6%d8%b9-%d8%ac%d8%af%d9%8a%d8%af-%d9%84%d9%84%d9%82%d9%88%d9%89/ Wed, 26 Feb 2025 11:22:28 +0000 https://draya-eg.org/?p=8441 مثًل تاريخ 26 نوفمبر 2024 نقطة فاصلة في تاريخ الدولة السورية ، حين شنت قوات النظام قصفاً على مدين أريحا بريف حلب الواقعة تحت سيطرة الفصائل المسلحة لتوقع قتلى وجرحى، ولتتحرك بعدها الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام – النصرة سابقاً- في عملية واسعة النطاق أطلق عليها”رد العدوان” لتقع بعدها المحافظات السورية الواحدة تلو الأخرى …

The post سوريا الجديدة…وإعادة تموضع جديد للقوى appeared first on المنتدي الاستراتيجي للسياسات العامة و دراسات التنمية.

]]>
مثًل تاريخ 26 نوفمبر 2024 نقطة فاصلة في تاريخ الدولة السورية ، حين شنت قوات النظام قصفاً على مدين أريحا بريف حلب الواقعة تحت سيطرة الفصائل المسلحة لتوقع قتلى وجرحى، ولتتحرك بعدها الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام – النصرة سابقاً- في عملية واسعة النطاق أطلق عليها”رد العدوان” لتقع بعدها المحافظات السورية الواحدة تلو الأخرى بيد الفصائل وصولاً للعاصمة السورية دمشق وسط تراجع لقوات الجيش السوري وعدم وجود مقاومة تُذكر؛ ولتنتهي المعركة بسيطرة هيئة تحرير الشام على المدن السورية الرئيسية وهروب الرئيس السابق بشار الأسد من البلاد في 8 من ديسمبر 2024 بعد حكم دام 24 عاماً .
الواقع أن هروب بشار الأسد لايعني سقوط نظام الأسد فقط ولكن أيضاً موت الأيديولوجية البعثية التي سقطت قبل ذلك في العراق ، كما أن سقوط حزب الله في لبنان وخروج إيران من سوريا يعني بداية نهاية المد الشيعي.
في السياق عاليه، يُصدر المنتدى الاستراتيجي للسياسات العامة ودراسات التنمية “دراية” ورقة تتناول الوضع الراهن في سوريا فضلاً عن الدور الذي تلعبه عدد من القوى الإقليمية والدولية في ظل صعود نفوذ بعضها وتراجع الأخرى، بالاضافة إلى سياسة مصر تجاه الإدارة الجديدة .
هذا وقد توصلت الورقة لعدد من التوصيات على النحو التالي:
– التأكيد المستمر على أهمية الحفاظ على وحدة وسلامة الأراضي السورية وأن تكون دولة جامعة لكل طوائفها دون تمييز بين صفوف شعبها.
– أهمية إطلاق حوار عربي تركي للتنسيق في كافة الملفات الأمنية والسياسية والاقتصادي المتعلقة بالدولة السورية.
– أهمية إعادة سوريا للحاضنة العربية وإطلاق مبادرات عربية من شأنها أن تساهم في إعمار سوريا والتقليل من العقوبات المفروضة عليها.
– دعم سوريا الجديدة في بناء جيشها الوطني ومساعدتها في مواجهة التنظيمات الإرهابية داخل البلاد.
– التأكيد على أهمية الحفاظ على سلامة واستقرار ووحدة التراب الوطني السوري ورفض أي محاولات إسرائيلية لتوسيع رقعة الاحتلال.
– استمرار الدولة المصرية في موقفها الراهن وهو الترقب الحذر لسياسة حكومة الشرع، مع صياغة خطط مستقبلية للعب دور أكبر في المستقبل خاصة وان لدى مصر رصيد كبير لدى المواطنين السوريين العائدين لبلادهم .
– أهمية صياغة استراتيجية للحوار بين مصر وسوريا بما يعكس مخاوف مصر واهتماماتها ويمكن الجانبان من بناءشراكة استراتيجية تكون حجر أساس للتعاون العربي السوري.
– على الإدارة السورية ان تعمل على تنويع حلفائها وشركائها وتقدم بوادر لحسن النية ولا تكون فريسة لأية أطماع داخل أراضيها تخل بمصالحها الاقتصادية والعسكرية.

………………………..

*سوريا…إدارة جديدة للبلاد:
يدرك رئيس المرحلة الانتقالية أحمد الشرع أهمية التغيير الذي يضرب مفاصل الدولة السورية بعد سقوط حزب البعث الذي حكم البلاد لسنوات، ومن هنا بدأ في التفكير بطريقة واقعية من خلال تبني حديث يركز على الاقتصاد والتنمية وإعادة التعمير للدولة السورية في ظل الأرقام المخيفة التي تتحدث عن الوضع الاقتصادي الحالي للدولة السورية، حيث تؤكد الأرقام أن نحو 90% من السكان قد وصلوا الى خط الفقر وأن نحو 12 مليون سوري يعانون من انعدام الأمن الغذائي . وتعتمد أجندة الشرع الاقتصادية على إعادة إحياء البنية التحتية متمثلة في الخدمات المصرفية، والاتصالات، والبنية التحتية مثل الطرق والمياه ، ومن ثم تأتي السياسات الاقتصادية التي تستلزم إصلاح المؤسسات لضمان بيئة استثمارية جاذبة.
ويمثل التغلب على مشكلة انقطاع الكهرباء حجراً أساسياً في تهدئة الوضع الداخلي خاصة وأن أجزاء كبيرة من العاصمة السورية تعاني من الظلام، كما أن الأزمة تفاقمت مع وقف الإيرانيين لضخ إمدادات النفط للبلاد ماتسبب في تفاقم الأزمة. ناهيك عن سوء الادارة وانتشار الفساد في عهد النظام السابق خلال السنوات الأخيرة بصورة كبيرة ، الأمر الذي أدى إلى تضخم قوائم المرتبات وتعيين موظفون وهميون دون أن يكون لهم عمل حقيقي، وفي تقييم أولي أجرته الحكومة المؤقتة، تبين أن قوائم الرواتب تضم حوالي 300 ألف شخص، يُرجح أنهم لا يقومون بأي عمل، بينما أثارت جهود التخفيض بالفعل، احتجاجات، ورفع متظاهرون لافتات تندد بقرار تسريح عشرات الموظفين.
وعليه فإن الخروج من هذه الأزمة الاقتصادية سيتطلب دعماً دولياً وبالفعل علق الاتحاد الأوروبي بعض العقوبات المفروضة بشكل مؤقت ومحدد. وتشير تقديرات اقتصادية، إلى أن إعادة إعمار سوريا، قد يتكلف أكثر من 400 مليار دولار، في حين قدرت الأمم المتحدة التكلفة في عام 2017 بـ 250 مليار دولار فقط.
سياسياً:
وبالإضافة للاقتصاد تحاول حكومة الشرع التأكيد على عدم نقل فكر وأيديولوجيات الإدارة الجديدة للخارج، ومحاولة نقل صورة ورسائل إيجابية، والتأكيد أن العلية السياسية ستتطلب وقتاً طويلاً حتى تكتمل أركان الدولة أو بالأحرى حتى يحكم سيطرته على مفاصل الدولة؛ ومن هنا جاء إعلانه بأن إعداد الدستور سيستغرق ثلاث سنوات معلناً أنه يرغب في صياغة دستور جديد يستمر لاطول فترة ممكنة، وأن إجراء أية انتخابات رئاسية سيكون خلال أربع سنوات.
يُذكر أن الشرع قد تم تعيينه رئيساً للمرحلة الانتقالية وعقب ذلك أعلن عن اتخاذ عدة قرارات هامة تتمثل في حلّ مجلس الشعب والفصائل المسلحة والأجهزة الأمنية والجيش، كما حل حزب البعث الذي حكم البلاد على مدار خمسة عقود. أيضاً، أوقف الشرع العمل بالدستور السابق انتظاراً لإعلان دستوري مرتقب ليكون المرجع القانوني للبلاد في المرحلة الانتقالية.
والواقع أنه بخلاف التحديات السياسية التي تواجهها الدولة السوري، فهناك تحديات ترتبط بمحاولة التوحيد بين صفوف أطياف الشعب السوي دون إقصاء خاصة وأنه قد تردد عن وجود أساليب من التنكيل والتعذيب لأبناء الطائفة العلوية وعدد من رموز النظام السابق .
إلا أن التحدي الأمني في ظل غياب المؤسسة الأمنية الجيش والشرطة بعد حل قواتهما هو الأبرز في ظل استغلال تنظيم داعش للمشهد، ووجود بوادر لعودة التنظيم بالتزامن مع فقدان قوات سويا الديموقراطية “قسد” لبعض مناطق نفوذها، فضلاً عن محاولة نظام الشرع للتخلص من العناصر التابعة للنظام السابق من خلال ملاحقتهم واعتقال العشرات منهم.
*سوريا…وإعادة تموضع القوى في المنطقة:
في محاولة منه لإعادة سوريا إلى محيطها الإقليمي والدولي وإرسال رسالة للعالم مفادها خروج سوريا من عباءة الدولة الإيرانية، فضلاً عن محاولاته في إرسال رسائل إيجابية لدول العالم أملاً منه في رفع العقوبات الفروضة على سوريا، برزت السياسة الخارجية للإدارة الجديدة التي أكدت على حقيقة مفادها أنه وكما كان سقوط الأسد قد حقق مكاسب لبعض القوى الإقليمية كتركيا وإسرائيل فقد حقق خسائر استراتيجية لأخرى وعلى رأسها روسيا وإيران.
بدأت أولى المحطات الخارجية بزيارة أحمد الشرع الى السعودية – فبراير 2025 – التقى خلالها بولي العهد السعودي وأعربت السعودية عن دعمها للإدارة الجديدة بكل السبل لإعادة إعمار البلد الذي دمرته الحروب بما فيها إقناع دول العالم برفع العقوبات المفروضة على اليلاد.
– تركيا كانت المحطة الثانية له، حيث أعلن الشرع عن رغبته في بناء شراكة استراتيجية عميقة مع تركيا تشمل كافة المجالات الإنسانية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، فضلاً عن صياغة استراتيجية مشتركة لمواجهة التهديدات الأمنية في المنطقة بما يضمن أمن واستقرار الجانبين.
ماذا تريد تركيا من هذا التقارب؟
* تريد تركيا من الإدارة الجديدة أن تسمح لها بالقضاء على قوات سوريا الديمقراطية صاحبة النفوذ في الشمال السوري وهو هدف مشترك للطرفين ولكن باستراتيجيتين مختلفتين؛ فبينما تتمسك أنقرة بالحل العسكري تتبنى دمشق الحل السياسي من خلال خارطة طريق يمكن من خلالها حل المسألة من خلال المفاوضات وإقناع الولايات المتحدة بعدم دعم قوات سوريا الديموقراطية خاصة وأن سرائيل تحاول لعب دور الداعم للقوات الكردية في شرق الفرات في ظل مخاوفها من التوسع الحالي للنفوذ التركي. والذي قد يؤدي إلى صراع مستقبلي مع تركيا خاصة وأن إسرائيل قد وسعت رقعت احتلالها للأراضي السورية من خلال سيطرتها على بعض النقاط الاستراتيجية الهامة كجبل الشيخ ووصولاً لنهر اليرموك.
*وعلى صعيد آخر، وفي إطار مساعدتها للنظام الجديد في طرد دعش أعلنت تركيا عن سعيها لمواجهة تنظيم الدولة من خلال إقامة تحالف إقليمي يضم كلاً من الأردن والعراق وسوريا وتركيا لمواجهة خطر الإرهاب في المنطقة ، و يبدو أن تركيا ستكون البديل للوجود الإيراني بسوريا خاصة وأنه خلال زيارة الشرع لتركيا بحث الجانبان صياغة اتفاق دفاع مشترك يتضمن إنشاء قواعد جوية تركية في وسط سوريا وتدريب الجيش السوري الجديد. فضلاً عن إنشاء قاعدتين عسكريتين تركيتين في المنطقة الصحراوية بوسط سوريا المعروفة باسم البادية. بل وعرض أردوغان على الشرع أن تكون تركيا البديل لقوات سوريا الديمقراطية في إدارة المعسكرات التي يحتجز فيها مقاتلوداعش في شمال شرق سوريا وتقع تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية والتي تعتبرها تركيا جماعة إرهابية.
الواقع أن تركيا تحاول السيطرة على تلك المنطقة أملاً في التخلص من النفوذ الكردي على تلك المنطق الغنية بالنفط وهذا يضاف إلى سيطرتها على إدلب شمال غرب سوريا عبر تولية فصائل موالية لها – كانت بقيادة الشرع – ولا تزال تمتلك قواعد عسكرية في الشمال السوري.
الدورالتركي ليس بجديد:
الواقع أن الدعم السياسي والعسكري التي تقدمه تركيا اليوم لأحمد الشرع ليس بالجديد فمنذ بداية تشكل تلك التنظيمات ودخولها في صراع عسكري مع نظام الأسد كانت تركيا تقدم لها الدعم اللازم وفي الفترة من 2016 وحتى 2019 شنت لقوات التركية بين عامي 2016-2020 أربع عمليات عسكرية في الأراضي السورية وهي: درع الفرات، وغصن الزيتون، ونبع السلام، ودرع الربيع. وقد استطاعت من خلال تلك العمليات بالتعاون مع قوات المعارضة السيطرة على عدة مناطق في الشمال السوري، كانت خاضعة لقوات “قسد” الكردية.
وإلى جانب القواعد العسكرية المنتشرة في أعزاز وعفرين وجرابلس في ريف حلب، ورأس العين وتل أبيض في الرقة، أقامت تركيا بدءاً من عام 2017 عدداً من نقاط المراقبة العسكرية (بلغ عددها 81 نقطة بحسب بعض الأرقام المتداولة) داخل محافظات إدلب وحماة وحلب في المناطق التي كانت تفصل بين قوات النظام والمعارضة، وذلك بالاتفاق مع الجانب الروسي والإيراني، بهدف تطبيق ما يعرف باتفاق خفض التصعيد.
وفي المعركة الأخيرة والمعروفة “بردع العدوان” والتي أسفرت عن سقوط نظام الأسد كنت تركيا هي الداعم الرئيسي للفصائل المسلحة ومن خلال دعم تلك الفصائل تمكنوا من التقدم والسيطرة على مساحات واسعة والسيطرة على مدينة تل رفعت وعدد من القرى التابعة لها، إضافة إلى مدينة منبج بعد انسحاب قوات “قسد” من تلك المناطق.
وعلى الصعيد الاقتصادي، فمن المقرر أن تلعب تركيا دوراً هاماً في ملف إعادة الإعمار لسوريا إذا ماتم رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها – وهو ماستسعى إليه أنقرة- فضلا عن جذب المزيد من المستثمرين السوريين الذين دخلوا تركيا بعد العام 2011 ، والعمل على إعادة بناء الاقتصاد بالبلاد ماسيعود بالنفع على الجانبين
يُذكر أن حجم التبادل التجاري بين سوريا وتركيا في 2024، قد بلغ نحو 2.5 مليار دولار، ويتطلع البلدان إلى زيادة حجم التبادل التجاري إلى 10 مليارات دولار.
وتتمثل أهم الصادرات التركية إلى سوريا في الحديد والصلب والمنتجات البلاستيكية ومواد البناء والمنتجات والمواد الغذائية، بينما يتصدر القطن وزيت الزيتون وزيت عباد الشمس، قائمة المنتجات السورية إلى تركيا.
وفي يناير2025 ، قررت سوريا خفض الرسوم الجمركية على 269 سلعة تصدرها لتركيا، بما في ذلك المواد الغذائية والحديد والصلب ومنتجات النظافة.
كما تمثل سوريا اليوم معبراً تجارياً هاماً يصل بين دول الخليج وتركيا وأوروبا ، وعليه يمثل الطريق الدولي “إم 5” الواصل بين معبر باب السلامة على الحدود التركية السورية ومعبر نصيب على الحدود الأردنية السورية أهمية إستراتيجية ربما تدفع تركيا ودول الخليج العربي للاستثمار بتأهيل الطريق بدلاً من الاعتماد على طريق التنمية العراقي بسبب بعد المسافة، ومن المتوقع أن يسهم الشحن البري عبر سوريا في اختصار المدة وتخفيف تكاليف النقل الجوي والبحري إلى دول الخليج.
وعلى صعيد آخر، من المتوقع أن تسعى تركيا لتطوير وتحسين البنية التحتية لقطاع الكهرباء أملاً في تنفيذ مشاريع للطاقة من خلال إعادة تفعيل اتفاق الربط الكهربائي بين البلدين، فضلاً عن عودة العمل على الانتهاء من تنفيذ مشروع خط الغاز القطري التركي الذي يعبر من السعودية والأردن وسوريا الذي يمثل أهمية كبيرة على مستوى التعاون بين دمشق وأنقرة، والذي يهدف لربط قطر مباشرة بأسواق الطاقة الأوروبية. وكان من المقرر أن يمتد إلى الحدود السورية التركية وينضم إلى شبكة أنابيب الغاز المارة في تركيا. ومن تركيا، يتم بعد ذلك ربط خط أنابيب الغاز الطبيعي بخط أنابيب نابوكو وهو خط لنقل الغاز من تركيا إلى النمسا عبربلغاريا ورومانيا والمجر.
*التوغل الإسرائيلي :
ما إن سقط نظام الأسد حتى استغلت إسرائيل الفرصة لتعلن سيطرتها على المنطقة العازلة من خلال التوغل والسيطرة على 10 مواقع بمرتفعات الجولان المحتل مخالفة بذلك الاتفاقية الموقعة في العام 1974 والتي أنشأت منطقة عازلة للفصل بين القوات الإسرائيلية والسورية، ومع غياب أية قوة عسكرية لمواجهتها توسعت إسرائيل لتسيطر على الجانب الشرقي من جبل الشيخ الاستراتيجي في تصريحات لنتنياهو تفيد أنه وجود مؤقت حتى تحصل إسرائيل على ضمانات أمنية.
إلا أن الواقع على الارض يؤكد أن إسرائيل تحاول مد نفوذها على الأرض مع تدمير القوى العسكرية للدولة السورية بعد أن قامت باستهداف كافة مخازن الأسلحة الثقيلة والمطارات العسكرية ودمرت 90% من القدرات العسكرية ومخازن الأسلحة بالبلاد. وهناك خطط ينوي الجيش الإسرائيلي تنفيذها تتضمن إنشاء منطقة سيطرة بطول 15 كيلومترا داخل الأراضي السورية ومجال نفوذ استخباراتي يصل لنحو 60 كيلومترا.
وفي يناير من العام الحالي 2025 توغلت القوات الاسرائيلية في عدد من القرى بريف القنيطرة الجنوبي بل واعتبرت تلك القرى مناطق عسكرية وطالبت من الأهالي تسليم أسلحتهم، وفي ظل محاولات إسرائيل للسيطرة على منابع المياه في سوريا بعد وصولها لنهر اليرموك أعلنت دولة الاحتلال سيطرتها على سد المنطرة المزود الرئيسي للمياه في القنيطرة وأريافها وصولاً إلى محافظة درعا، وهو من أكبر وأهم السدود المائية في الجنوب السوري. وأنشأت قاعد عسكرية في عدة نقاط وأقامت سواتر ترابية لمنع أي حركة دخول وخروج للمواطنين إلا في أوقات محددة.
ورغم غياب الوجود الإيراني في سوريا والذي كان مبرراً للواجد العسكري لإسرائيل لمواجهته، إلا أن الغارات الجوية الإسرائيلية لازالت مستمرة مركزة على تدمير القدرات العسكرية السورية من أسلحة برية وجوية بحرية .
*الوجود الإيراني:
الوقع أن الضربات التي تلقتها إيران مع سقوط أذرعها في المنطقة وعلى رأسها حزب الله وسقوط نظام الأسد جعلها تعيد تقييم حساباتها وصياغة استراتيجياتها القائمة، ومع ذلك فلاتزال لغة المرشد الأعلى لم تتغير من خلال دعوته لإسقاط نظام الشرع وتولية من سماهم بـ”الشرفاء” الحكم في سوريا، وترى الإدارة الجديدة ضرورة توقف إيران عن دعم الميليشيات وإثارة النعرات الطائفية .
وعليه ومابين شد وجذب فيسود العلاقة الجديدة بين الطرفين الترقب الحذر مابين مخاوف إيرانية من أن تتبنى الحكومة الجديدة استراتيجيات تهدد النفوذ الإيراني ومراقبة السياسات الداخلية التي ستتبناها الإدارة الجديدة هل ستتمكن من تحقيق المساواة بين أطياف الشعب السوري.
ووسط غياب أي حوار سياسي مباشر بين الجانبين سحبت إيران بعثتها الدبلوماسية ومستشاروها، فضلاً عن مغادرة كافة المواطنين الإيرانيين من هناك . ومع ذلك ووسط هذا المشهد الضبابي فإذا ماقرر الجانبان نسيان خلافات الماضي وبناء علاقات جديدة فهو ممكن، خاصة إذا ما أبدت حكومة الشرع رغبتها في التخلص من أي نفوذ إسرائيلي داخل الأراضي السورية إلا أن الإدارة الجديدة ستكون أمام تحدي جديد وهو علاقتها بالغرب والذين نظروا لعلاقات سوريا وإيران بأنها أحد المهددات للأمن الإسرائيلي والمصالح الغربية. وعليه فقد تتريث الحكومة الجديدة في اتخاذ خطوات بناءة لعلاقتهامع طهران، خاصة وأنها تطالبهم برفع العقوبات المفروضة حتى يتسنى لها إعادة إعمار البلاد.

*الدور الغربي:
الواقع أن تركيز كل من الدول الأوروبية والولايات المتحدة سينصب على ضمان عدم عودة سوريا لتكون ذراعاً بيد طهران في شرق المتوسط . وهنا فيجب على هذه الدول بالتحالف مع القوى العربية في المنطقة إلى لعب دور جاذب بالحكومة السورية الجديدة لتكون داعماً له في مواجهة أية انشطة إرهابية بحيث لاتكون سوريا قاعدة لتصدير داعش مرة أخرى للمنطقة.
كما ترى تلك القوى أن دعم لحكومة السوري الجديدة ودم جهود إعادة الإعمار لابد أن يتضمن اتخاذ ضمانات وغجرءات من الحكومة السورية الجديدة لتحقيق المساواة بين أطياف الشعب السوري وخاصة الأكراد – حلفاء الولايات المتحة- والسماح لهم بالتعايش السلمي وهو مايلقي تحديا آخر أمام حكومة الشرع في ظل رغبة تركيا في القضاء عليهم .
ومن ناحية أخرى ترى الدول الغربية أهمية الإسراع في رفع العقوبات عن سوريا ودعم النظام الجديد منعاً من عودة العلاقات السابقة مع روسيا والتي أنفقت المليارات لدعم سوريا ولضمان وجود منفذ لها على البحر التوسط. وبالفعل فيرغب الأوروبيون عدم تعاون الإدارة الجديدة مع سوريا ويفضلون انسحاب وإنهاء التواجد الروسي في سوريا كشرط لتحسين العلاقات مع سوريا.
الواقع أن زيارة وزيري خارجية ألمانيا وفرنسا لسوريا بعد سقوط الأسد تمثل دلالة هامة على رغبة الغرب في استمالة الحكومة الجديدة أملاً في تحجيم أوحتى إنهاء النفوذ الروسي هناك. وعليه فيرى الغرب أهمية دعم المرحلة الانتقالية بالبلاد شريطة توافق شامل وتشكيل حكومة جديدة تمثل كافة أطياف الشعب السوري .
مؤتمر باريس لدعم سوريا:
جاء مؤتر باريس الذي عقد في فرنسا في 13 فبراير 2025 للتأكيد على الدعم الدولي للإدارة الجديدة، فضلاًعن محاولة لفرض شروط المجتمع الدولي وكذا طرح مخاوفه حول الإدارة في سوريا بقيادة الشرع ومحاولة لوضع أسس العلاقة المستقبلية معها حتى يتسنى للعالم الاعتراف بها وكذا رفع العقوبات التي فرضت على سوريا .
وقد حضر الاجتماع ممثلين على مستوى الوزراء من الدول العربية، فضلاً عن تركيا ودول مجموعة السبع ودول أوروبية عدة التي لم تعلن استراتيجيتها حيال سوريا بعد إلا أن تحركها العسكري والإنساني يبقى حاسماً، بصفة مراقب. ولم تتثمل إسرائيل في المؤتمر وكذلك ممثلون لأكراد سوريا.
وقد هدف المؤتمر إلى دعم العملية الانتقالية في سوريا ومنع أية تدخلات أجنبية وجعل السوريون هم من يقررون مصيرهم بأنفسهم، فضلاً عن تنفيذ ماوعدت به الإدارة الجديدة من إقامة حكومة جديدة تضم كافة أطياف الشعب السوري “تمثل وتحترم الجميع” بالاضافة لدعم القضاءالانتقالي ومكافح الافلات من العقاب.
وقد تم بحث رفع العقوبات ولو جزئياً للمضي قدماً في عملية إعادة إعمار البلاد ، أما رفع العقوبات المصرفية والعوائق أمام تحويل الأموال فيتم عبر واشنطن .
كما أعلنت باريس على هامش المؤتمر عن إعادة فتح سفارتها بدمشق آملا أن تسير الدول الغربية على ذات النهج، مؤكداً على أهمية عدم ترك سوريا لتكون ساحة للنفوذ الإيراني مرة أخرى، وشدد على أهمية دمج قوات سوريا الديموقراطية في الجيش الوطني السوري خاصة وأنها لعبت وقد تلعب دوراً هاماً في مواجهة داعش حال عودته مرة أخرى.
يُذكر ان المؤتمر يعد الثالث منذ تولي الشرع، كان الأول قد استضافته الأردن في مدينة العقبة والثاني في الرياض بالسعودية.
وفي حين وقع كل المشاركين على البيان الختامي والأشبه بخارطة الطريق فقد تحفظت واشنطن خاصة وأنها لاتزال لم تضع سياستها للتعامل مع الإدارة الجديدة- المنشقة من هيئة تحرير الشام “والمدرجة على قوام الارهاب بواشنطن والدول الاوروبية “- وعليه فالولايات المتحدة تفضل التريُث لترى سياسة الإدارة الجديدةخاصة وأن كل ماصدر عنها من وعود لم يتم تنفيذها بعد . في حين تحاول الدول المشاركة دفع سوريا لتنفيذ ماوعدت به دون ان تنجرف لأية مسارات أخرى تجعل سوريا مهددة لمحيطها الإقليمي والدولي.

*أما على صعيد الإدارة الأمريكية الجديدة ، فقد حدد رئيس لجنة السياسة الخارجية في مجلس الشوخ الأمريكي جيم ريش قائمة بشروط الولايات المتحدة لتخفيف العقوبات على سوريا ، حيث أعلن عن قائمة من أربع نقاط شملت القضاء على النفوذ الروسي والإيراني داخل البلاد، خصوصاً مع توجه الحكومة الجديدة في دمشق إلى التعاون مع موسكو بما يحقق مصالح الطرفان.
كما تضمّنت القائمة تقديم أدلة على أن الحكومة المؤقتة لن تسمح لسوريا بأن تصبح منصة إطلاق لهجمات إرهابية ضد الولايات المتحدة وشركائها، وتدمير مخزون نظام الأسد من الكبتاغون، ومعرفة مصير المواطنين الأميركيين الذين اعتقلهم نظام الرئيس السابق بشار الأسد، بما في ذلك الصحافي أوستن تايس.
وقد ركزت الولايات المتحدة على أهمية إبعاد روسيا عن لعب أي دور في سوريا، خاصة وأن موسكو تحاول أن تتبنى دوراً مغايراً عن السابق بدلاً من أن تنسحب من المشهد السوري.
وعلى صعيد آخر، يرى الساسة في الولايات المتحدة على أهمية تخفيف العقوبات على سوريا حتى لاتتحول شرقاً والعمل على تمويل المشاريع الإنسانية في البلاد، خاصة وأن تجميد المساعدات قد أدى إلى إعاقة الجهود الأمنية في معسكرات وسجون داعش في شمال شرق سوريا، حيث رفض الحراس العمل حتى أصدر وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو إعفاءً طارئاً أطلق بموجبه رواتبهم ، خاصة وأنه مع استمرار هذا التوتر فمن الممكن أن تستغل عناصر داعش الوضع لفتح بوابة عسكر الهول للاعتقال في شمال شرق سوريا، حيث يعيش عشرات الآلاف من الأشخاص، معظمهم من النساء والأطفال المرتبطين بمقاتلي داعش، منذ سنوات.
*روسيا…محاولة في استمرار النفوذ:
وفي ظل محاولات روسيا لاستمرار التواصل مع الإدارة السورية الجديدة أجرى الرئيس الروسي بوتين أول اتصال هاتفي مطلع فبراير 2025 ، منذ سقوط النظام السابق ، تم خلاله الاتفاق على مواصلة تطوير التعاون الثنائي في ظل ماتتمتع به علاقات الجانبين من روابط من الصداقة والتعاون، مؤكداً استعداد روسيا للعمل على تحسين الوضع بما في ذلك تقديم المساعدات الإنسانية، ودعم روسيا لوحدة الدولة السورية وسيادتها وسلامة أراضيها وإقامة عملية سياسية شاملة لكافة القوى السياسية وللمجموعات العرقية والدينية في البلاد كما أكد على أهمية رفع العقوبات عن سوريا.
وتسعى روسيا للحفاظ على قواهدها العسكرية في سوريا (القاعدة البحرية في طرطوس، وقاعدة حميميم الجوية القريبة من مدينة اللاذقية الساحلية) – رغم نقلها لبعض المعدات العسكرية من هناك وتفكيك بعض المنصات- خاصة وأن تلك القواعد تمثل أهمية كبرى في حفاظ روسيا على نفوذها على المتوسط.
يُذكر أن وزيرالدفاع السوري الجديد مرهف أبو قصرة عن انفتاح بلاده على إبقاء القواعد الروسية “طالما هناك اتفاق مع الكرملين يخدم مصالح سوريا”، مشيراً إلى أن دمشق بدأت “مفاوضات حساسة” مع الولايات المتحدة وتركيا بشأن وضع قواعدهما العسكرية.
تاريخ وجود تلك القواعد:
تضمنت اتفاقية أبرمها الرئيس السوري السابق حافظ الأسد مع الاتحاد السوفيتي، عام 1971، إقامة منشآت بحرية، ووضع نقطة دعم لوجستي تابعة للبحرية الروسية في ميناء طرطوس السوري.
وبين عامي 2010 و2012، خضعت القاعدة الروسية التي تعد جزءاً من أسطول البحر الأسود الروسي للتحديث ما سمح للسفن الثقيلة بدخول طرطوس. وفي يونيو عام 2013، تم إنشاء تشكيل عملياتي دائم للبحرية الروسية في البحر الأبيض المتوسط.
ووقعت روسيا وسوريا في 26 أغسطس 2015، اتفاقية غير محددة بشأن وجود مجموعة طائرات روسية في البلاد، تمركزت في مطار حميميم بمحافظة اللاذقية، وأصبحت المنصة الرئيسية للعملية العسكرية الروسية في سوريا التي بدأت في 30 سبتمبر من العام ذاته.
وفي نهاية عام 2015، تم تعزيز القاعدة بنظام دفاع جوي، كما شاركت وحدات من الشرطة العسكرية في توفير الأمن، كما وقعت موسكو ودمشق في عام 2017، اتفاقيتين تحددان استخدام القواعد لمدة 49 عاماً وذلك حتى عام 2066، مع خيارات للتمديد التلقائي لمدة 25 عاماً أخرى.
وضم الأسطول التابع للقوات الجوية الروسية بداية 32 طائرة، منها قاذفات من طرازي Su-24 و Su-34، وكذلك مقاتلات Su-25 و Su-30 الهجومية، إلى جانب 17 طائرة هليكوبتر من طراز Mi-24 وMi-8 AMTSh، كما جرى تحديث المجموعة بطائرات هليكوبتر جديدة 35М-MI ومقاتلات Su-35S .
*موقف مصري حذر:
رغم مشاركة مصر في الاجتماع بباريس حول سوريا وإجراء وزيري الخارجية لاتصالات هاتفية بين الجانبين إلا أنه لم تكن هناك اتصالات مباشرة على مستوى القادة، حيث تنتظر القاهرة لترى تنفيذ وعود الإدارة الجديدة وبصفة خاصة في الحفاظ على مؤسسات الدولة السورية ومقدراتها الوطنية، فضلاً عن ضرورة أن تتسم عملية الانتقال السياسي في سوريا بالشمولية، وتعكس التنوع المجتمعي والديني والطائفي والعرقي داخل سوريا، وأن تكون سوريا مصدر استقرار بالمنطقة، مع إفساح المجال للقوى السياسية الوطنية المختلفة لأن يكون لها دور في إدارة المرحلة الانتقالية وإعادة بناء سوريا ومؤسساتها الوطنية لكي تستعيد مكانتها الإقليمية والدولية التي تستحقها، وأن تتم عبر ملكية وطنية سورية خالصة دون إملاءات أو تدخلات خارجية، وبما يدعم وحدة واستقرار سوريا وشعبها بكل مكوناته وأطيافه، ويحافظ على هويتها العربية الأصيلة.
وتؤكد مصر دوما على الاستعداد التام لتقديم المساعدة للدولة السورية للحفاظ على استقرارها ووحدتها، خاصة وأن سوريا تُمثل أهمية استراتيجية لمصر فضلاً عما يجمع البلدان من تاريخ ومستقبل مشترك.كانت مصر قد أعلنت عن إرسال طائرة محملة بـ15 طناً من المساعدات الانسانية من مواد غذائية أساسية وطبية وغيرها .
واستمراراً لموقف القاهرة الحذر، اتخذت القاهرة مطلع العام الجاري2025 إجراءات لضبط دخول السوريين إلى البلاد وتنظيم إقامتهم، كما منعت من استقبال أي سوريين من أي دولة من العالم فيما عدا الحاملين للإقامة المؤقتة لغير لسياحة في البلاد، فضلاً عن منع دخول السوريين من حاملي الاقامة الأوروبية والأمريكية والكندية والخليجية والشنغن إلى البلاد دون الحصول على موافقة أمنية.
بعدها أصدرت القاهرة قراراً يمنح بعض الاستثناءات للطلاب السوريين المقيدين في الدراسة فتمت الموافقة على منحهم تأشيرت للدخول. وتزامن ذلك مع تقديم القاهرة تسهيلات لعودة السوريين إلى بلادهم تضمنت إصدار تصاريح سفر مجانية للسوريين في مصر الراغبين في العودة إلى بلادهم ممن لا يملكون جوازات سفر سارية المفعول، وتذاكر عودة مجانية تصدر دون الحاجة إلى موعد مسبق، شريطة أن يقدم المتقدمون بطاقة هوية وصورة شخصية.
وتأتي تلك الاجراءات الاحترازية بعد حرق إسرائيل لمبنى الجوازات والهجرة والجنسية في دمشق وإبداء تركيا استعدادها في استخراج هويات جديدة للمواطنين السوريين، فضلاً عن وجود أنباء بمنح الجنسية السورية للعديد من عناصر الميشيات الذين أصبحوا حاملين لجوازات سفر سورية.
وعليه يمكن تلخيص معايير القاهرة في التعامل مع الحكومة السورية الجديدة في:
فبالإضافة لما أعلنته القاهرة عن رغبتها في إطلاق عملية سياسية شاملة فهناك معايير أخرى تتمثل في:
– أن تمتنع هيئة تحرير الشام بشكل نشط عن استضافة أي شخص قد يُنظر إليه في مصر على أنه معاد للنظام المصري.
– أن تمتنع الحكومة الجديدة في دمشق عن الترويج للجماعات الإسلامية بأي شكل من الأشكال. مع الإشارة أن الجماعات الإسلامية، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، تشكل خطاً أحمر بالنسبة للقاهرة. ولن تقبل القاهرة ظهور شخصيات من جماعة الإخوان المسلمين على القنوات التلفزيونية السورية أو عقد اجتماعات في سوريا.
– أن تمتنع هيئة تحرير الشام عن دعم الجماعات المسلحة في المنطقة، بما في ذلك حماس في غزة. خاصة وأن مصر لا ترى أي سبب لمحاولة دفع الفصائل الفلسطينية إلى القيام بأي تحرك قد يعقد الوضع المدمر بالفعل في غزة تحت راية المقاومة.

وعليه ومما سبق ، يمكن القول أن مستقبل سوريا سيكون فيما ستقرره الإدارة الجديدة هل ستكون ضامنة وركيزة للاستقرار في المنطقة، وستحقق للسوريين مايتمنونه بعد حروب أنهكتهم لأكثر من 14 عاماً، أما ستجر سوريا لظلام فتنة ودمار ومواجهة أخرى مع محيطها الاقليمي والدولي.

 

………………………………………………….

المراجع

*التكنوقراطي أحمد الشرع

 

https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%A3%D9%8A/5098672- –

ما مستقبل اقتصاد سوريا بعد سقوط نظام الأسد؟

https://www.bbc.com/arabic/articles/c3e1q990d4zo

سوريا الجديدة: ما أبرز تحديات المرحلة الانتقالية بعد تعيين الشرع رئيسا للبلاد؟

https://www.bbc.com/arabic/articles/c93q1zyddeno

 الشرع: ناقشت مع الرئيس التركي ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي التي دخلتها مؤخراً في سوريا  

https://www.cnbcarabia.com/133803/2025/04/02/

ملامح شراكة إستراتيجية بين سوريا وتركيا

https://www.ajnet.me/politics/2025/2/8/%9

تركيا ومهمة ملء الفراغ العسكري الإيراني في سوريا

https://www.ajnet.me/politics/2025/2/11/

 

مزود المياه الرئيس بالقنيطرة.. إسرائيل تسيطر على سد المنطرة

 https://www.alarabiya.net/arab-and-world/syria/2025/01/02/

إسرائيل توسع توغلها بالقنيطرة.. وتستعد لإنشاء منطقة نفوذ تصل لـ60 كلم

https://www.alarabiya.net/arab-and-world/syria/2025/01/11/

كيف سيكون شكل العلاقة بين سوريا الجديدة وإيران بعد سقوط حكم الأسد؟

https://www.bbc.com/arabic/articles/c8rj1121d2do

الوضع الجديد في سوريا.. ما الدور المتوقع لأميركا وأوروبا؟

https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1765936-

العلاقات الأوروبية السورية بظل الإدارة الجديدة: تحديات وفرص

https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1766551-%

شروط أميركية لرفع العقوبات عن سوريا.. ما علاقة روسيا؟

https://www.alarabiya.net/arab-and-world/syria/2025/02/15/%7

روسيا: نواصل مباحثاتنا مع سوريا بشأن مصير القاعدتين العسكريتين

https://asharq.com/politics/115045/6/

بوتين يجري اتصالاً مع الشرع ويتفقان على “تطوير العمل الثنائي

https://asharq.com/politics/116006/

مؤتمر باريس لدعم سوريا مستعد للكثير مقابل تعهدات وضمانات

https://aawsat.com/ AA

لماذا رفضت واشنطن توقيع بيان «مؤتمر باريس لدعم سوريا»؟

https://aawsat.com/

مصر وحكومة سوريا الانتقالية… «تقارب حذر “

https://aawsat.com/

قرار جديد في مصر.. منع دخول السوريين من كافة دول العالم

https://www.alarabiya.net/arab-and-world/egypt/2025/01/03/

Egypt-Syria: Wait and see stage

https://english.ahram.org.eg/NewsContentP/50/538157/AlAhram-Weekly/EgyptSyria-Wait-and-see-stage.aspx

تقرير يتحدث عن شروط مصر لتطبيع العلاقات مع سوريا الجديدة

https://arabic.rt.com/middle_east/1637241-  

The post سوريا الجديدة…وإعادة تموضع جديد للقوى appeared first on المنتدي الاستراتيجي للسياسات العامة و دراسات التنمية.

]]>
8441
بمبادرة من الاتحاد المصري لسياسات التنمية والحماية الاجتماعية https://draya-eg.org/2025/02/05/%d8%a7%d9%84%d8%a7%d8%aa%d8%ad%d8%a7%d8%af-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b5%d8%b1%d9%8a-%d9%8a%d8%b7%d9%84%d9%82-%d8%ad%d9%85%d9%84%d8%a9-%d9%84%d8%ac%d9%85%d8%b9-%d8%aa%d9%88%d9%82%d9%8a%d8%b9%d8%a7%d8%aa-%d9%85%d9%86%d8%b8%d9%85%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ac%d8%aa%d9%85%d8%b9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%af%d9%86%d9%8a-%d9%88%d8%ad%d9%82%d9%88%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d8%a8%d8%b4%d8%a3%d9%86-%d8%b1%d9%81%d8%b6-%d8%aa%d9%87%d8%ac%d9%8a%d8%b1-%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b9%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%84%d8%b3%d8%b7%d9%8a%d9%86%d9%8a/ Wed, 05 Feb 2025 09:18:08 +0000 https://draya-eg.org/?p=8421   بيان بمبادرة من الاتحاد المصري لسياسات التنمية والحماية الاجتماعية 343  منظمة مجتمع مدني وحقوق الإنسان تدين تصريحات ترامب  بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن  وتطالب الأمم المتحدة بتنفيذ قرارتها بشأن حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والعودة والاستقلال. تعرب منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان الموقعة أدناه، عن رفضها التام واستنكارها لموقف الرئيس الأمريكي …

The post بمبادرة من الاتحاد المصري لسياسات التنمية والحماية الاجتماعية appeared first on المنتدي الاستراتيجي للسياسات العامة و دراسات التنمية.

]]>
 

بيان

بمبادرة من الاتحاد المصري لسياسات التنمية والحماية الاجتماعية 343  منظمة مجتمع مدني وحقوق الإنسان تدين تصريحات ترامب  بتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر والأردن  وتطالب الأمم المتحدة بتنفيذ قرارتها بشأن حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير والعودة والاستقلال.

تعرب منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان الموقعة أدناه، عن رفضها التام واستنكارها لموقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإصراره على تهجير الشعب الفلسطيني الباسل، إلى مصر والأردن وتصفية القضية الفلسطينية، بعد ما يقارب من عام وأربع شهور من الإبادة الجماعية وجرائم التجويع والحصار وتعذيب المدنيين واستهداف المرضى والجرحى والطواقم الطبية التي قامت بها دولة الاحتلال والفصل العنصري ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية.

وترى المنظمات الموقعة، في تصريحات “ترامب” انتكاسة لعملية السلام القائمة على العدل بالشرق الأوسط، وردة للخلف، بعد تحول الموقف الأمريكي بالتظاهر بالحياد إلى اتخاذ موقف معلن مناهض للحقوق العربية التاريخية في أوطانها. فالولايات المتحدة الأمريكية شريكة في العدوان على غزة لا يحق لها اقتراح حلا لشعب الفلسطيني، بل على الدولة الفلسطينية كونها عضو في المحكمة الجنائية الدولية ان تحيل ترامب إليها عملا بالمادة 12 بالفقرة الأولى من المادة 12 لنظام هذه المحكمة.

وتطالب المنظمات الموقعة بتفعيل القانون الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني وميثاق روما لمواجهة جرائم الحرب والعدوان التي نفذها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني بهدف الإبادة الجماعية والتهجير القسري وإعادة رسم خارطة جديدة في الشرق الأوسط. فالتهجير ونقل السكان تشكل جرائم حرب وضد الإنسانية وإبادة جماعية، من قبل من يرتكبها أو من يحرض عليها أو يساهم بارتكابها من جهة، وتشكل جريمة عدوان على الدول التي سيفرض عليهم استقبال المهجرين من جهة ثانية.

إن حل القضية الفلسطينية لن يثمر النتائج المرجوة إلا بالعمل على تطبيق قرارات الأمم المتحدة في هذا الشأن، لتحقيق السلم والأمن الدوليين، وأهمها قرار مجلس الأمن قرار رقم 194 لعام 1948، ويدعو إلى حق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم والتعويض، وقرار رقم 242 لعام 1967، ويدعو إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها في حرب 1967، ويؤكد على ضرورة تحقيق سلام عادل ودائم، وقرار رقم 338 لعام 1973 ويدعو إلى وقف إطلاق النار فورًا في حرب أكتوبر 1973 وتنفيذ القرار 242، وقرار رقم 478 لعام 1980، ويرفض ضم إسرائيل للقدس الشرقية ويعتبره باطلًا، وقرار رقم 2334 لعام 2016، ويؤكد على عدم شرعية المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وغيرها ومن قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقرارات محكمة العدل الدولية ذات المرجعية الأممية في أي نزاع، والقرار التاريخي لمحكمة الجنايات الدولية، التي تعبر عن موقف المجتمع الدولي من هذا الصراع المتجذر، وتشكل مرجعية قانونية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف وتسعى لتحقيق العدالة.

وتثمن المنظمات الموقف الذي اتخذته الشعوب وبعض الأنظمة العربية في مواجهة الموجة الاستعمارية الجديدة، وأبرزها موقف مصر والأردن الرافض لتصفية القضية الفلسطينية، خاصة أن موقف أمريكا يتناقض مع أهم مبادئ الأمم المتحدة وهو سيادة الدول على أراضيها، وينتهاك القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.

إننا نطالب المنظمات الدولية والمجتمع الدولي، اتخاذ موقف قوي رفضا للموقف الأمريكي، الذي يعد انتكاسة أخلاقية عميقة وتاريخية، وخرقا لميثاق الأمم المتحدة، وخطابا معاديا للإنسانية، وانهيارا أخلاقيا للحضارة الحديثة، خاصة أنه يأتي من قبل دولة تقود  حلف الشمال الأطلسي، كما نأمل أن تغسل المنظمات الدولية يديها من هذا العار الذي يلطخ مواقف المؤيدين والصامتين تجاهه.

وأخيرا تطالب المنظمات بالآتي:

1- إعلان منظمة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي رفضهما التام لتصريحات الرئيس الأمريكى بشأن تهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، وتثمين مواقف مصر والأردن فيما يهدد أمنهما القومي.

2- التأكيد على حق الشعب الفلسطيني فى تقرير المصير والعودة والاستقلال وإعمار غزة ، وأن يكون حل القضية بإعمار غزة وليس تهجير أهلها.

3- ملاحقة مجرمى الحرب من الإسرائيليين، لما قاموا به من جرائم حرب وضد الإنسانية وابادة جماعية تجاه الشعب الفلسطينى فى غزة والضفة الغربية وغيرها من المناطق.

4- الأمم المتحدة بانفاذ القانون الدولي الإنساني والقرارات المتعلقة بحق الشعب الفلسطيني بالتمتع بحق تقرير المصير والعودة والاستقلال.

5- وجود حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، من خلال التمسك التام بقرارات الأمم المتحدة في هذا الشأن، وفي مقدمتها حق الشعب الفلسطيني في العودة والتعويض وتقرير المصير وبناء دولته المستقلة على ترابه الوطني.

 

الموقعون(بحسب الترتيب الألفبائي)

  1. الاتحاد المصري لسياسات التنمية والحماية الاجتماعية( 48 جمعية واتحاد نوعي واتحاد عام) – مصر
  2. مركز عمان لدراسات حقوق الإنسان -الأردن
  3. اتحاد الجمعيات الخيرية لمحافظات الشمال /الضفة – فلسطين
  4. اتحاد الجمعيات الخيرية لمحافظة الخليل – فلسطين
  5. اتحاد الجمعيات الشبابية الفلسطينية الأهلية_فلسطين
  6. اتحاد الجمعيات والمراكز الثقافية_فلسطين
  7. اتحاد العمل النسائي – المغرب
  8. اتحاد المراكز النسوية_فلسطين
  9. اتحاد النقابات العمالية المستقلة الأردني
  10. اتحاد جمعيات المعاقين اللبنانيين”-ويضم ٣٨ منظمة -لبنان
  11. اتحاد جمعيات سلفيت الخيرية_فلسطين
  12. اتحاد لجان المرأة العاملة الفلسطينية
  13. اتحاد مراكز الشباب الاجتماعية – مخيمات اللاجئين_فلسطين
  14. اتحاد وطن للمؤسسات _فلسطين
  15. الاتحاد العام الفلسطيني للجمعيات الخيرية_فلسطين
  16. الاتحاد العام للمراكز الثقافية/فلسطين
  17. الاتحاد العام للمنظمات الأهلية الفلسطينية_فلسطين
  18. الاتحاد الفلسطيني العام للأشخاص ذوي الإعاقة_فلسطين
  19. الاتحاد الفلسطيني للصم_فلسطين
  20. الاتحاد الوطني للمؤسسات الأهلية الفلسطينية_فلسطين
  21. الائتلاف المصرى لحقوق الطفل تضم حوالي 100 هيئة)
  22. الائتلاف من اجل النزاهة والمساءلة – امان/فلسطين
  23. الإئتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان (يضم 23 هيئة)
  24. التجمع الثقافي النسائي من أجل الديمقراطية/العراق
  25. التجمع الثقافي من أجل الديمقراطية/العراق
  26. التحالف العربي لمناهضة عقوبة الإعدام
  27. التحالف المدني- القدس/فلسطين
  28. التنسيقية المغاربية لمنظمات حقوق الإنسان(تضم 26 منظمة حقوقية في المغرب وموريتانيا والجزائر وتونس وليبيا)
  29. الجمعية الأردنية لحقوق الإنسان
  30. الجمعية الأردنية لحقوق المواطن
  31. الجمعية التونسية للحراك الثقافي
  32. الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات
  33. الجمعية الخيرية لرعاية اليتيم جنين_فلسطين
  34. الجمعية الطبية لتأهيل ضحايا العنف وسوء المعاملة /المغرب
  35. الجمعية العربية للعلوم السياسية
  36. الجمعية الفلسطينية للأيتام (إيلاف)_فلسطين
  37. الجمعية الفلسطينية للتنمية المجتمعية (وطنا)_فلسطين
  38. الجمعية اللبنانية للحقوقيين الديمقراطيين
  39. الجمعية المصرية للتنمية والدعم المؤسسي -مصر
  40. الجمعية المغربية لحقوق الإنسان
  41. الجمعية المغربية للنساء التقدميات
  42. الجمعية المغربية لمحاربة الرشوة (ترانسبرانسي)
  43. الجمعية الموريتانية لحقوق الإنسان
  44. الحركة الدولية لحقوق الإنسان والشعوب(تضم 25 منظمة من 17 دولة)
  45. الحملة الاكاديمية الأردنية للتضامن مع حقوق الشعب الفلسطيني
  46. الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان
  47. الرابطة الجزائرية للدفاع عن حقوق الإنسان
  48. الشبكة الأردنية لحقوق الإنسان (تضم 11 منظمات حقوقية)
  49. الشبكة الدولية لحقوق الإنسان والتنمية/ فرنسا
  50. الشبكة العالمية للدفاع عن الشعب الفلسطيني
  51. الشبكة الوطنية السورية للسلم الأهلي والأمان المجتمعي
  52. العصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان
  53. الفريق الإسلامي لبناء السلام/العراق
  54. اللجنة الطبية السورية/باريس
  55. اللجنة العربية لحقوق الإنسان/باريس
  56. اللجنة الكردية لحقوق الإنسان في سوريا (الراصد)
  57. المبادرة الفلسطينية لتعميق الحوار العالمي والديمقراطية-مفتاح
  58. المجلس الدولي لدعم المحاكمات العادلة وحقوق الإنسان ICSFT
  59. المجلس العالمي للحقوق والحريات
  60. المرصد العربي لحقوق الإنسان والمواطنة/ لبنان
  61. المرصد الفرنسي لحقوق الإنسان/باريس
  62. المرصد المغربي للسجون
  63. المرصد الموريتاني لحقوق الإنسان والتنمية
  64. المركز الثقافي لتنمية الطفل_فلسطين
  65. المركز الديمقراطي للدراسات والتنمية – مبادرون_فلسطين
  66. المركز الفلسطيني لإستقلال القضاء والمحاماة”مساواة”
  67. المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية “مدى”
  68. المركز الفلسطيني للحوار الديموقراطي والتنمية السياسية
  69. المعهد الاسكندنافي لحقوق الإنسان/جنيف
  70. المعهد الدولي للسلام والعدالة وحقوق الإنسان/ جنيف
  71. المنتدى المدني القومي في السودان (يضم 54 منظمة مجتمع مدني)
  72. المنتدى المغربي من أجل الحقيقة والإنصاف
  73. المنظمة التونسية لمناهضة التعذيب
  74. المنظمة العربية لحقوق الإنسان في سورية
  75. المنظمة العربية للحماية الاجتماعية – المغرب
  76. المنظمة الكردية لحقوق الإنسان في سورية( DAD )
  77. المنظمة الوطنية لحقوق الإنسان في سورية
  78. المؤسسة المصرية للنهوض بأوضاع حقوق الطفل/ مصر
  79. المؤسسة الوطنية لمكافحة الاتجار بالبشر/اليمن
  80. الهيئة الأهلية لإستقلال القضاء وسيادة القانون-استقلال / فلسطين
  81. الهيئة الدولية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني”حشد”
  82. الهيئة المغربية لحقوق الإنسان
  83. الهيئة الوطنية لتخليد الشهداء العرب_فلسطين
  84. الهيئة الوطنية للمؤسسات الأهلية_فلسطين
  85. أصوات نساء/تونس
  86. تجمع اسر الشهداء_فلسطين
  87. تجمع المؤسسات الأهلية (يضم 50 مؤسسة)/لبنان
  88. تحالف أساتذة موريتانيا
  89. تحالف يمني لحقوق الإنسان (أمم)
  90. جمعية ابناء الاقصر الخيرية _مصر
  91. جمعية ابو ابنى لتنمية المجتمع بإدفو _مصر
  92. جمعية اتحاد لجان آلمرأة الفلسطينية
  93. جمعية أحباب الخير لتنمية المجتمع _مصر
  94. جمعية أحباب النبى لتنمية المجتمع بالرقبة _مصر
  95. جمعية أسوان الخير لتنمية المجتمع _مصر
  96. جمعية الاتحاد النسائي طولكرم_فلسطين
  97. جمعية الاتحاد والتضامن لتنمية المجتمع _مصر
  98. جمعية الإنقاذ الخيرية_فلسطين
  99. جمعية الأخوة الفلسطينية الأردنية_فلسطين
  100. جمعية الأمل للصم_فلسطين
  101. جمعية الأمل للمعاقين الخيرية_فلسطين
  102. جمعية البرامج النسوية_فلسطين
  103. جمعية البلدة القديمة الخيرية_فلسطين
  104. جمعية التحرير للتنمية/العراق
  105. جمعية التضامن الخيرية_فلسطين
  106. جمعية التكافل الاجتماعى بنجع العمراب _مصر
  107. جمعية التمريض الحر والمساعدات الاجتماعية_مصر
  108. جمعية التنمية الاجتماعية لرعاية البنين والبنات _مصر
  109. جمعية التنمية الشاملة والرعاية المتكاملة بابو الريش قبلى_مصر
  110. جمعية الثقافة الفلسفية /الأردن
  111. جمعية الجبلاو لتنمية المجتمع بالشيخ هارون _مصر
  112. جمعية الجديدة الخيرية_فلسطين
  113. جمعية الجزيرة لتنمية المجتمع بالشيخ هارون _مصر
  114. جمعية الجلمة التعاونية النسوية الحرفية_فلسطين
  115. جمعية الجيل الجديد لتنمية المجتمع_مصر
  116. جمعية الحجندية لتنمية المجتمع بقرية سلوا_مصر
  117. جمعية الحقوقيين الأردنيين
  118. جمعية الخريجات الجامعيات/فلسطين
  119. جمعية الدفاع عن حقوق الإنسان بالمغرب(ASDHOM)
  120. جمعية الرواد للثقافة والفنون – مخيم عايده- بيت لحم- فلسطين
  121. جمعية الزهراء لتنمية المجتمع بقرية الكاجوج _مصر
  122. جمعية الزهور لتنمية المجتمع بالمحمودية _مصر
  123. جمعية السد العالي غرب لتنمية المجتمع_مصر
  124. جمعية السيدات العاملات/الأردن
  125. جمعية السيدة زينب بالسيل الجديد _مصر
  126. جمعية السيلة الحارثية الخيرية_فلسطين
  127. جمعية الشعراوية الخيرية لذوي الاحتياجات الخاصة_فلسطين
  128. جمعية الشعراوية لذوي الاحتياجات الخاصة_فلسطين
  129. جمعية الشيخ عيسى لتنمية المجتمع_مصر
  130. جمعية الطرم الخيرية_فلسطين
  131. جمعية الطفل الخيرية_فلسطين
  132. جمعية الطيبة الخيرية_فلسطين
  133. جمعية العمل النسائي لتأهيل المرأة والطفل – قطاع غزة/فلسطين
  134. جمعية العمل النسوي – مخيم جنين_فلسطين
  135. جمعية العمل النسوي/فلسطين
  136. جمعية العناية بالبيئة والمجتمع الخيرية_فلسطين
  137. جمعية الغد المشرق لأطفال التوحد_فلسطين
  138. جمعية الفتاة الفلسطينية مسلية_فلسطين
  139. جمعية ألما الخيرية لعناية ورعاية الطفل_فلسطين
  140. جمعية المتقاعدين العسكريين_فلسطين
  141. جمعية المجد للتنمية المجتمعية / جنين_فلسطين
  142. جمعية المجلس الأهلي للتنمية_فلسطين
  143. جمعية المحطة للتنمية والسياسات العامة_فلسطين
  144. جمعية المدافعين عن حقوق الإنسان_فلسطين
  145. جمعية المرأة العاملة الفلسطينية للتنمية/فلسطين
  146. جمعية المركز التنموي للمرأة الفلسطينية
  147. جمعية المركز الثقافي لتنمية الطفل_فلسطين
  148. جمعية المنتدى الاقتصادي والاجتماعي للنساء/الأردن
  149. جمعية المهندسين الزراعيين العرب
  150. جمعية النجدة الاجتماعية- غزه/فلسطين
  151. جمعية النجدة الاجتماعية لتنمية المرأة الفلسطينية_فلسطين
  152. جمعية النساء العربيات/الأردن
  153. جمعية النصر لتنمية المجتمع دار الضيافة_مصر
  154. جمعية النصر لشباب_فلسطين
  155. جمعية الهلال الاحمر بمدينة اسوان _مصر
  156. جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني_فلسطين
  157. جمعية انهض لحقوق الأشخاص المعاقين/الأردن
  158. جمعية إرادة لذوي الإعاقة – عرابة_فلسطين
  159. جمعية إنسان للعمل الوطني_فلسطين
  160. جمعية أبناء الريف الخيرية_فلسطين
  161. جمعية أحلام الشباب والطفولة الخيرية للثقافة والفنون_فلسطين
  162. جمعية أصدقاء الحياة لمكافحة المخدرات_فلسطين
  163. جمعية أصدقاء المريض الخيرية – جنين_فلسطين
  164. جمعية أصدقاء المريض الخيرية محافظة طولكرم_فلسطين
  165. جمعية أصدقاء المريض_فلسطين
  166. جمعية أصدقاء خضوري_فلسطين
  167. جمعية أمي للحقوق والتنمية/ مصر
  168. جمعية أهالي زرعين الخيرية_فلسطين
  169. جمعية بادر لتنمية الشباب_فلسطين
  170. جمعية بذور للتنمية والثقافة_فلسطين
  171. جمعية بسمة مريض الخيرية_فلسطين
  172. جمعية بلعا الخيرية_فلسطين
  173. جمعية بيت الأجداد_فلسطين
  174. جمعية بيت المسنين الخيرية_فلسطين
  175. جمعية تأهيل المعاقين مخيم طولكرم_فلسطين
  176. جمعية تأهيل المعاقين مخيم نور شمس_فلسطين
  177. جمعية تأهيل أطفال التوحد_فلسطين
  178. جمعية تأهيل ورعاية الكفيف_فلسطين
  179. جمعية تأهيل ورعاية المعاقين الخيرية_فلسطين
  180. جمعية تحفيظ القران الكريم بقرية توشكى غرب _مصر
  181. جمعية تنمية الشباب_فلسطين
  182. جمعية تنمية المجتمع بالاعقاب الكبرى _مصر
  183. جمعية تنمية المجتمع بالخطارة بقرية ابو الريش بحرى_مصر
  184. جمعية تنمية المجتمع بالطيباب _مصر
  185. جمعية تنمية المجتمع بالكرور قبلى _مصر
  186. جمعية تنمية المجتمع بالنجع القبلى جزيرة اسوان _مصر
  187. جمعية تنمية المجتمع بقرية ابو الريش بحرى _مصر
  188. جمعية تنمية المجتمع بقرية الرمادى قبلى _مصر
  189. جمعية تنمية المجتمع بقرية القفطية_مصر
  190. جمعية تنمية المجتمع بقرية المجتمع _مصر
  191. جمعية تنمية المجتمع بقرية بنبان قبلى_مصر
  192. جمعية تنمية المجتمع بقرية بهريف_مصر
  193. جمعية تنمية المجتمع بقرية كشتمنة قبلى بنصر النوبة _مصر
  194. جمعية تنمية المرأة الريفية_فلسطين
  195. جمعية جبع الخيرية_فلسطين
  196. جمعية جذور لحقوق المواطن/ الأردن
  197. جمعية جسور المواطنة /تونس
  198. جمعية جنين الخيرية_فلسطين
  199. جمعية جنين للتكافل الخيرية_فلسطين
  200. جمعية جنين للمخلصين الخيرية_فلسطين
  201. جمعية حجه الخيرية_فلسطين
  202. جمعية حقوق الطفل الخيرية_فلسطين
  203. جمعية حيفا الثقافية_فلسطين
  204. جمعية خوسيه مارتي للتضامن العربي الامريكي اللاتيني
  205. جمعية دابود لتنمية المجتمع بنصر النوبة _مصر
  206. جمعية ذنابة الثقافية_فلسطين
  207. جمعية راشل كوري للتضامن بين الشعوب
  208. جمعية رامين النسائية_فلسطين
  209. جمعية رجال الأعمال_فلسطين
  210. جمعية رعاية الطفل الخيرية_فلسطين
  211. جمعية رعاية المرضى بنصر النوبة _مصر
  212. جمعية رعاية شؤون الطلبة_فلسطين
  213. جمعية رمانة الخيرية_فلسطين
  214. جمعية رؤى نسائية/ الأردن
  215. جمعية زبده الخيرية_فلسطين
  216. جمعية زبوبا الخيرية_فلسطين
  217. جمعية سبسطية الخيرية_فلسطين
  218. جمعية سواقي الشبابية_فلسطين
  219. جمعية سواقي للثقافة والتنمية محافظة طولكرم_فلسطين
  220. جمعية سيدات الفندقومية_فلسطين
  221. جمعية سيدات زبوبا الخيرية_فلسطين
  222. جمعية سيدات محافظة جنين الخيرية_فلسطين
  223. جمعية شباب الخير لتنمية المجتمع بالخرازة _مصر
  224. جمعية شبكة المرأة لدعم المرأة/ الأردن
  225. جمعية شموع للمساواة/المغرب
  226. جمعية شؤون الطلبة الخيرية بلعا_فلسطين
  227. جمعية صبايا خاراس_فلسطين
  228. جمعية صوريف للتعليم العالي_فلسطين
  229. جمعية طاقم شؤون المرأة_فلسطين
  230. جمعية عابا الخيرية_فلسطين
  231. جمعية عتيل الخيرية_فلسطين
  232. جمعية عرابة التنموية_فلسطين
  233. جمعية علار لتنمية المرأة_فلسطين
  234. جمعية عنزا الخيرية_فلسطين
  235. جمعية عيلبون الخيرية الاجتماعية_فلسطين
  236. جمعية غسيل الكلى_فلسطين
  237. جمعية فائض ما لديكم_فلسطين
  238. جمعية فلامية النسائية_فلسطين
  239. جمعية فلسطين لرعاية الأيتام_فلسطين
  240. جمعية قادرون لتنمية المجتمع _مصر
  241. جمعية قرى خط الجدار (طوباس)_فلسطين
  242. جمعية قصرة الخيرية_فلسطين
  243. جمعية قلقيلية النسائية للتنمية الاجتماعية الخيرية_فلسطين
  244. جمعية قلقيلية للتأهيل_فلسطين
  245. جمعية كفر جمال النسائية_فلسطين
  246. جمعية كفر راعي للتنمية والثقافة_فلسطين
  247. جمعية كفردان الخيرية_فلسطين
  248. جمعية كنعانيات للتنمية والدراسات_فلسطين
  249. جمعية لجان العمل الاجتماعي_فلسطين
  250. جمعية مدرسة الأمهات/فلسطين
  251. جمعية مراقبة حقوق الإنسان العراقية
  252. جمعية مرضى التلاسيميا_فلسطين
  253. جمعية مرضى السرطان_فلسطين
  254. جمعية مرضى السكري_فلسطين
  255. جمعية مركز ابداع المعلم/فلسطين
  256. جمعية مركز النشاط النسوي طولكرم_فلسطين
  257. جمعية مركز النشاط النسوي مخيم جنين_فلسطين
  258. جمعية مركز سيدات برقين الخيرية_فلسطين
  259. جمعية مركز نسوي الجلمة الخيرية_فلسطين
  260. جمعية مركز نسوي فقوعة الخيرية_فلسطين
  261. جمعية مركز نسوي مخيم نور شمس_فلسطين
  262. جمعية مركز نسوي يعبد الخيرية_فلسطين
  263. جمعية معهد الأبحاث التطبيقية – القدس (أريج)
  264. جمعية معهد تضامن النساء الأردني
  265. جمعية مكافحة الفقر المدقع_فلسطين
  266. جمعية ملك الرحمة الخيرية بالقنادلة _مصر
  267. جمعية منتدى الشرق للحرية والسلام/لبنان
  268. جمعية منتدى شارك الشبابي/فلسطين
  269. جمعية ميثلون الخيرية_فلسطين
  270. جمعية نادي الأسير الفلسطيني_فلسطين
  271. جمعية نور شمس الثقافية النسوية_فلسطين
  272. جمعية نور شمس لتأهيل المعاقين الخيرية_فلسطين
  273. جمعية نور لذوي الإعاقة_فلسطين
  274. جمعية وبشر الخيرية _مصر
  275. جمعية يعبد الخيرية_فلسطين
  276. جمعيه الشرق للتنمية _مصر
  277. جمعيه العزة للتنمية _مصر
  278. جمعيه بحرى الخيرية _مصر
  279. جمعيه بسواعدنا نبنيها _مصر
  280. جمعيه خير حلوان للتنمية _مصر
  281. جمعيه قريه ألامل للتنميه و التأهيل الأجتماعي للمعاقين_مصر
  282. حماية المدافعين عن حقوق الإنسان في العالم العربي/ فرنسا
  283. رابطة النساء معيلات الأسر من موريتانيا
  284. رابطة جرحى فلسطين_فلسطين
  285. رابطة خريجي جامعة بيت لحم_فلسطين
  286. رابطة مقاتلي الثورة الفلسطينية_فلسطين
  287. رواد الحرية للتدريب على النزاهة وحقوق الإنسان/ الأردن
  288. طاقم شؤون المرأة/فلسطين
  289. عدالة واحدة /فرنسا
  290. فلسطينيات ضد العنف
  291. لجان الدفاع عن حقوق الإنسان والحريات الديمقراطية في سورية
  292. لجنة اليقظة من أجل الديمقراطية في تونس ببلجيكا
  293. لجنة حقوق الإنسان في سورية
  294. مدرسة حقوق الإنسان / الكويت
  295. مرصد العالم العربي للديمقراطية والانتخابات(المرصد)
  296. مرصد حريات /المغرب
  297. مركز أبحاث الأراضي/فلسطين
  298. مركز الارشاد النفسي والاجتماعي المرأة/فلسطين
  299. مركز الإعلاميات العربيات/الأردن
  300. مركز البديل للدراسات والأبحاث/الأردن
  301. مركز الخيام لتأهيل ضحايا التعذيب/لبنان
  302. مركز الدراسات النسوية/ فلسطين
  303. مركز الدفاع عن الحريات والحقوق المدنية “حريات”/ فلسطين
  304. مركز الطنطورة الثقافي_فلسطين
  305. مركز العين الإنسانية/اليمن
  306. مركز القانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان( CHLHR)/ اليمن
  307. مركز المرأة للإرشاد القانوني والاجتماعي/ فلسطين
  308. مركز إعلام حقوق الإنسان والديمقراطية “شمس”/فلسطين
  309. مركز إفريقيا للدراسات والخدمات الإعلامية- موريتانيا
  310. مركز أصدقاء التليف الكيسي_فلسطين
  311. مركز تونس لحرية الصحافة
  312. مركز جدايل الفلسطينية للثقافة والفنون والإبداع_فلسطين
  313. مركز جذور لحقوق الإنسان/الأردن
  314. مركز جنيف للديمقراطية وحقوق الإنسان
  315. مركز حقوق الإنسان للذاكرة والأرشيف/ المغرب
  316. مركز حيفا الثقافي_فلسطين
  317. مركز دمشق للدراسات النظرية والحقوقية المدنية
  318. مركز عايدة للشباب_فلسطين
  319. مركز نسوي الحي الشرقي / جنين_فلسطين
  320. مركز نسوي برطعة_فلسطين
  321. مركز يافا الثقافي_فلسطين
  322. ملتقى حوران للمواطنة/سوريا
  323. منتدى التجديد للفكر المواطني والديمقراطي / تونس
  324. منتدى الشقائق العربي لحقوق الإنسان/ اليمن
  325. منتدى الكرامة لحقوق الإنسان
  326. منتدى المنظمات الاهلية الفلسطينية لمناهضة العنف ضد المرأة/فلسطين
  327. منظمة الدفاع عن ضحايا العنف/ جنيف
  328. منظمة بيت الحرية للدفاع عن حقوق الإنسان ومحاربة العبودية ومخلفاتها/ موريتانيا
  329. منظمة حريات الإعلام والتعبير. حاتم/المغرب
  330. منظمة حقوق الانسان في سوريا- ماف
  331. منظمة شباب الصحراء للتنمية وحقوق الإنسان/ليبيا
  332. منظمة يمن للدفاع عن الحقوق والحريات الديمقراطية/اليمن
  333. مؤسسة الحلم الفلسطيني_فلسطين
  334. مؤسسة الشرق الأوسط للتنمية وحقوق الإنسان/اليمن
  335. مؤسسة الميراث الازهرية بكوم امبو _مصر
  336. مؤسسة أنت البطل للتنمية المستدامة _مصر
  337. مؤسسة شباب المستقبل_فلسطين
  338. مؤسسة قلب اسوان لتنمية المجتمع أخر _مصر
  339. مؤسسة محمد النادى الخيرية بالغنيمية_مصر
  340. مؤسسة مدى لحقوق الإنسان/العراق
  341. مؤسسة هاجر لتنمية المجتمع _مصر
  342. نادي طارق بن زياد_فلسطين
  343. هيئة الساحل للدفاع عن حقوق الإنسان ودعم التعليم والسلم الاجتماعي/موريتانيا

The post بمبادرة من الاتحاد المصري لسياسات التنمية والحماية الاجتماعية appeared first on المنتدي الاستراتيجي للسياسات العامة و دراسات التنمية.

]]>
8421
منتدى دراية: إدارة ترامب تخرق القانون الدولي.. والشعب يصطف خلف الرئيس https://draya-eg.org/2025/02/02/%d9%85%d9%86%d8%aa%d8%af%d9%89-%d8%af%d8%b1%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%a5%d8%af%d8%a7%d8%b1%d8%a9-%d8%aa%d8%b1%d8%a7%d9%85%d8%a8-%d8%aa%d8%ae%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d9%82%d8%a7%d9%86%d9%88%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d9%8a-%d9%88%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b9%d8%a8-%d9%8a%d8%b5%d8%b7%d9%81-%d8%ae%d9%84%d9%81-%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%a6%d9%8a%d8%b3/ Sun, 02 Feb 2025 07:13:01 +0000 https://draya-eg.org/?p=8404   أصدر منتدى دراية للسياسات العامة ودراسات التنمية، بياناً، ردا على التهديدات التي صدرت عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتصريحاته التي طالب خلالها بتهجير الشعب الفلسطيني الشقيق إلى مصر والأردن. وأعرب المنتدى عن وقوفه والشعب المصري بالكامل خلف القيادة السياسية، وهو ما تجلى في مشاركة كافة أطياف المجتمع في مظاهرات حاشدة أمام معبر رفح، تأييدا …

The post منتدى دراية: إدارة ترامب تخرق القانون الدولي.. والشعب يصطف خلف الرئيس appeared first on المنتدي الاستراتيجي للسياسات العامة و دراسات التنمية.

]]>
 

أصدر منتدى دراية للسياسات العامة ودراسات التنمية، بياناً، ردا على التهديدات التي صدرت عن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وتصريحاته التي طالب خلالها بتهجير الشعب الفلسطيني الشقيق إلى مصر والأردن.

وأعرب المنتدى عن وقوفه والشعب المصري بالكامل خلف القيادة السياسية، وهو ما تجلى في مشاركة كافة أطياف المجتمع في مظاهرات حاشدة أمام معبر رفح، تأييدا للموقف الرسمي للدولة الوطنية.

وقال الدكتور صلاح هاشم رئيس منتدى دراية: إن تصريحات الرئيس الأمريكي تنم عن جهل سياسي مطبق بالقضية الفلسطينية، ومخالفة صريحة لكل القوانين الدولية التي تكفل السيادة الكاملة للدول على أراضيها، كما تكشف بوضوح إصرار الإدارة الأمريكية على مخطط الشرق الأوسط الجديد.

وأضاف هاشم: نحن أمة لا تقبل التهديد، عصيةٌ على الضغوط، إما أن نعيش حرة كريمة وإما أن نموت دافعاً عن الشرف والأرض والكرامة،
نؤمن بأن الأزمات تصنع الرجال، وأن الشدائد تفرز المعادن، ومعدن أمتنا نفيس، ويظهر وقت الأزمات، وجميعنا خلف القيادة السياسية الوطنية وقواتنا المسلحة الباسلة، ونعلنها صريحة واضحة لا للتهجير لا للتهديد.

The post منتدى دراية: إدارة ترامب تخرق القانون الدولي.. والشعب يصطف خلف الرئيس appeared first on المنتدي الاستراتيجي للسياسات العامة و دراسات التنمية.

]]>
8404
تقرير منتدى دراية حول وضع حقوق الإنسان في مصر https://draya-eg.org/2025/02/02/%d8%aa%d9%82%d8%b1%d9%8a%d8%b1-%d9%85%d9%86%d8%aa%d8%af%d9%89-%d8%af%d8%b1%d8%a7%d9%8a%d8%a9-%d8%ad%d9%88%d9%84-%d9%88%d8%b6%d8%b9-%d8%ad%d9%82%d9%88%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a5%d9%86%d8%b3%d8%a7%d9%86-%d9%81%d9%8a-%d9%85%d8%b5%d8%b1/ Sun, 02 Feb 2025 07:06:24 +0000 https://draya-eg.org/?p=8400 في إطار انعقاد الدورة 48 الخاصة بالاستعراض الدوري الشامل لمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في الفترة من 20 وحتى 30 يناير 2025 بجنيف،  وكون الاتحاد المصري لسياسات التنمية والحماية الاجتماعية يتمتع بالصفة الاستشارية داخل أروقة الأمم المتحدة وبكافة أجهزتها، يُصدر المنتدى الاستراتيجي للسياسات العامة ودراسات التنمية”دراية” تقريراً يرصد من خلاله الإجراءات التي اتخذتها الدولة …

The post تقرير منتدى دراية حول وضع حقوق الإنسان في مصر appeared first on المنتدي الاستراتيجي للسياسات العامة و دراسات التنمية.

]]>
في إطار انعقاد الدورة 48 الخاصة بالاستعراض الدوري الشامل لمجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة في الفترة من 20 وحتى 30 يناير 2025 بجنيف،  وكون الاتحاد المصري لسياسات التنمية والحماية الاجتماعية يتمتع بالصفة الاستشارية داخل أروقة الأمم المتحدة وبكافة أجهزتها، يُصدر المنتدى الاستراتيجي للسياسات العامة ودراسات التنمية”دراية” تقريراً يرصد من خلاله الإجراءات التي اتخذتها الدولة المصرية لتحسين أوضاع حقوق الإنسان والتغلب على التحديات الراهنة.  

أولا الحقوق المدنية والسياسية:                                            

  • حرية الرأي والتعبير والصحافة:
  • ضمان حرية التعبير بجميع أشكاله وفقاً لالتزامات مصر الدولية:
  • دستور 2014 صراحة فى المادة 65 على أن ” حرية الفكر والرأى مكفولة، وأن لكل إنسان حق التعبير عن رأيه بالقول أو الكتابة أو بالتصوير أو غير ذلك من وسائل التعبير والنشر”.
  • نصت المادة رقم 72 من الدستور على ” التزام الدولة بضمان استقلال المؤسسات الصحفية ووسائل الإعلام المملوكة لها، بما يكفل حيادها، وتعبيرها عن كل الآراء والاتجاهات السياسية والفكرية والمصالح الاجتماعية ويضمن المساواة وتكافؤ الفرص في مخاطبة الرأي العام”.
  • كفل الدستور حظر الرقابة على الصحف أو إنذارها أو وقفها أو إلغائها بالطريق الإداري واعتبرها تمارس رسالتها على الوجه المبين فى الدستور والقانون ، وأن الصحافة وغيرها من وسائل الإعلام أحد أركان الديمقراطية ، ليؤكد الدستور على حرية الرأي و التعبير الواردة في المواثيق الدولية المتعلقة بحقوق الانسان وعلى رأسها الإعلان العالمي لحقوق الانسان لسنة 1948 (المادة 19) والاتفاقية الدولية للحقوق المدنية والسياسية لسنة 1966.
  • كفل القانون رقم 180 لسنة 2018 بشأن تنظيم الصحافة والإعلام والمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، كافة وسائل الحماية لحرية الصحافة والإعلام والطباعة والنشر الورقي والمسموع والمرئي والإلكتروني وحظر فرض رقابة على الصحف ووسائل الإعلام المصرية، ومصادرتها، أو وقفها، أو إغلاقها.
  • كفل حقوق الصحفيين والإعلاميين وأنهم مستقلون في أداء عملهم، فلا يجوز أن يكون الرأي الذي يصدر عن الصحفي أو الإعلامي سببا لمساءلته، كما لا يجوز إجباره على إفشاء مصادر معلوماته، فضلا عن أن القانون ألزم الجهات الحكومية والجهات العامة الأخرى بتمكين الصحفي أو الإعلامي من الحصول على البيانات والمعلومات والأخبار.
  • اشتمل المحور الأول للاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان والخاص بالحقوق المدنية والسياسية على حقوق أساسية للإنسان وعلى رأسها الحق فى التعبير؛ ولهذا وضعت الاستراتيجية 6 نتائج تستهدفها وهي كالتالي:
  • تعزيز الحق فى ممارسة حرية التعبير عن الرأى والتصدى لأية انتهاكات فى إطار الدستور والقوانين المنظمة لذلك، والمراجعة الدورية لتلك القوانين لضمان كفالة ممارسة هذا الحق وفقا للدستور والتزامات مصر الدولية.
  • إصدار مدونة سلوك شاملة لكافة أوجه المجالات الإعلامية والصحفية، ومن بينها الإعلام الرقمى ومواقع التواصل الاجتماعى، بما يضمن تنظيم ممارسة حرية التعبير دون التعدى على حريات الآخرين،
  • مواصلة جهود الدولة لحماية الإعلاميين والصحفيين أثناء تأديتهم لعملهم فى إطار الدستور والقوانين المنظمة لذلك.
  • التعذيب وغيره من أشكال المعاملة في إدارة البحث الجنائي (انتهاكات حقوق الإنسان من قبل موظفي الدولة):-
  • وضع حد فوري لممارسة التعذيب وسوء المعاملة في جميع أماكن الاحتجاز،وإنشاء هيئة مستقلة للتحقيق فى مزاعم التعذيب والاختفاء القسري.
  • ضمان حصول جميع السجناء على الحد الأدنى من معايير المعاملة الإنسانية، بما في ذلك الحماية من جميع أشكال التعذيب.

شهدت الجهود المتعلقة بمعاملـة السـجناء وغيرهم مـن المحتجزيـن عددا من التدابيـر متضمنة تغيير الفلسفة العقابية التى تتوافق مع المواثيق الدولية وتضمن الحفاظ على حقوق الإنسان ، وما استتبعها مـن تعديـل قانـون السـجون، مـن حيـث المسـميات وتحويل المؤسسات العقابية إلى مؤسسات إصلاح وتأهيل للسجناء بالمعني الحقيقي، وهو ما تم رصده بالفعل على أرض الواقع في مراكز إصلاح وتأهيل وادي النطرون وبدر، حيث إنهما شكلا المرحلة الأولى في عملية التغيير الشامل لمفهوم المؤسسات العقابية الحديثة.

ووضعت الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان التى تم أطلقتها مصر  فى سبتمبر 2021، ضوابط وخطط للتعامل مع السجناء وغيرهم من المحتجزين وجاءت على النحو التالي:

  • قيام أعضاء النيابة العامة بالإشراف والتفتيش على السجون وأماكن الاحتجاز ودور الملاحظة والرعاية، بجانب قبول شكاوى السجناء.
  • الاستمرار فى تطوير وتحديث منشآت السجون وإنشاء سجون جديدة لتقليل الكثافة في السجون في إطار التحسين مستوى إعاشة السجناء ورعايتهم صحيا.
  • إقامة ندوات دينية وثقافية لنزلاء السجون وإشراك منظمات المجتمع المدني والقطاع الخاص والجهات الحكومية في إعادة إدماج المفرج عنهم بالمجتمع وتقديم الدعم اللازم لهم ولأسرهم.
  • اتاحة الزيارات إلى السجون من قبل أعضاء المجلس القومي لحقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني وفق الضوابط القانونية ذات الصلة.
  • إجراء الكشف الدورى على النزلاء واكتشاف الأمراض المزمنة وعلاجها وصرف الأدوية اللازمة مجانا ،

 

وفي هذا السياق نفذت مصر عدد من الأنشطة أهمها:

  • التوسـع فى قرارات العفـو والإفراج الشرطي حيث بلغ عدد المستفيدين من قرارات العفو الرئاسي عن باقي مدة العقوبة والإفراج الشرطي أكثر من 20 ألف خلال الفترة من سبتمبر 2021 حتى أغسطس 2022، وتقديم مساعدات مالية وعينية لـ10659 نزيلًا من المفرج عنهم، و28775 حالة من أسر النزلاء،
  • تُولي الحكومة أهمية خاصة لرعاية أسر نزلاء السجون والمفرج عنهم بقصد معاونتهم على مواجهة مشكلاتهم الاقتصادية والاجتماعية، فضلا عن الرعاية اللاحقة للمُفرج عنهم بهدف مساعدتهم مادياً ومعنويا على استعادة مكانتهم والاندماج في إطار المجتمع.
  • قام المجلس القومى لحقوق الإنسان بالتحقق من جميع الشكاوى التى وردت إليه حول الاختفاء القسري، مؤكدا أن أغلب الحالات إما عرضت على النيابة العامة ومودعة بالسجن أو هاجرت خارج البلاد والتحقت بالتنظيمات الإرهابية. هذا وقد تضمنت التقارير الحقوقية الصادرة عن وزارة الداخلية المصرية عدم وجود حالات اختفاء قسري. وأنه لا يوجد قيد الاحتجاز طرفها سوى السجناء أو المحبوسين بقرار من النيابة العامة على ذمة قضايا تمهيدا لتقديمهم إلى المحاكمة أو الإفراج عنهم.
  • عقوبة الإعدام:
  • الكف فوراً عن استخدام عقوبة الإعدام لمن تقل أعمارهم عن 18 عاماً وقت ارتكاب الجريم
  • النظر في وقف تنفيذ عقوبة الإعدام ومراجعة الأحكام بهدف إلغاء عقوبة الإعدام بالكامل.
  • يحظر القانون المصري بمقتضى المادة رقم 111 من قانون الطفل على أنه “لا يحكم بالإعدام ولا بالسجن المؤبد ولا بالسجن المشدد على المتهم الذى لم يجاوز سنه الثامنة عشرة سنة ميلادية كاملة وقت ارتكاب الجريمة”.
  • أقر المُشرع المصرى عقوبة الإعدام لتحقيق الردع العام فى الجرائم التى تنطوى على قدر بالغ من الخطورة، وأوجب عدة ضمانات للحكم بها قد تتلاشى معها أى احتمالات الخطأ، وهى: وجوب صدور حكم الإعدام بإجماع آراء المحكمة (وليس بأغلبية أراء أعضاء المحكمة)، وجوب أخذ رأى مفتى الجمهورية (يبطل الحكم إذا أصدرته المحكمة دون أخذ رأى المفتى )، وجوب عرض القضية على محكمة النقض لإعمال رقابتها على عناصر الحكم كافة سواء كانت موضوعية أو شكلية، ضرورة تصديق رئيس الجمهورية على أى حكم إعدام صادر من محكمة سواء عسكرية أو مدنية متى صار الحكم باتا ونهائيا واستنفد كل طرق الطعن.
  • حرية الدين والمعتقد:
  • دعم المبادرات الرامية إلى تعزيز احترام التنوع الثقافي والتسامح الديني
  • مواصلة تعزيز ثقافة التسامح من خلال المشاركة المكثفة في أنشطة الحوار بين الأديان، بما في ذلك التعاون مع البلدان الأخرى
  • مواصلة الجهود الرامية إلى ضمان احترام حرية الدين أو المعتقد في القانون والممارسة، بما يتفق تماما مع المعايير الدولية.
  • تحرص الدولة المصرية على تعزيز الوحدة الوطنية باعتبارها ركيزة بناء الجمهورية الجديدة، وذلك عبر ترسيخ قيم العدالة والمساواة والمواطنة، فضلًا عن كفالة الحقوق والحريات لجميع المواطنين دون تمييز، وضمان التمتع بالحق في حرية الدين والمعتقد،
  • شهدت مصر تحسناً في مؤشرات الاستقرار المجتمعي، حيث تقدمت 12 مركزاً في المؤشر الخاص بالمواطنة الصادر عن US News، لتأتي في المركز 65 عام 2020، مقارنة بالمركز 69 عام 2019، والمركز 75 عام 2018، والمركز 77 عام 2017.

يمكن التطرق إلى جهود الدولة في تعزيز المواطنة على النحو التالي وذلك على سبيل المثال وليس الحصر:

  • تضمنت الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان حرية الدين والمعتقد وتستهدف تحقيق عدد من النتائج خلال الفترة من 2021- 2026 وهي: تكثيف حملات التوعية خاصة بين الشباب لتعزيز التعايش السلمي وقبول الآخر، تنفيذ المزيد من المبادرات الشبابية الرامية إلى تعزيز ودعم قيم المواطنة والانتماء، تعزيز التنسيق بين المؤسسات الدينية في تنفيذ خطط تجديد الخطاب الديني واحترام الأديان وتفنيد الأفكار المتطرفة والمغلوطة، رصد المواد الإعلامية التي تبثها وسائل الإعلام أو المواقع الإلكترونية أو الصحف وتنطوي على تمييز أو تحريض بين المواطنين بسبب الدين وذلك للتصدي لها باتخاذ الإجراء القانوني المناسب حيالها، مواصلة الوزرات والهيئات المختصة أعمال الصيانة والترميم التي تجريها للمواقع الأثرية الإسلامية والمسيحية واليهودية.
  • – قامت وزارة التربية والتعليم بمراجعة كافة المقررات الدراسية لإدراج الموضوعات التي تسهم في ترسيخ قيم الحوار وإقرار الاختلاف وقبول الآخر واحترام الحريات الدينية والعيش المشترك.
  • – عقدت عدد من الجامعات فاعليات في مجال تجديد الخطاب الديني ومناهضة العنف وقبول الآخر.
  • -تبنت وزارة الشباب والرياضة عددا من المبادرات والبرامج الشبابية والرياضية التي هدفت إلى تعزيز ودعم قيم المواطنة والإنتماء ومنها برنامج “نحو رؤية شبابية لمجابهة التطرف والإرهاب”.
  • -نظمت وزارة الثقافة سلسلة من الفعاليات والأنشطة من شأنها تشكيل الوعي المجتمعي بموضوعات الحريات الدينية، وترسيخ الهوية الثقافية، وتعزيز قيم المواطنة.
  • -خصصت وزارة التضامن الاجتماعي تحت شعار “كلنا مصريون.. تنوعنا قوة” ميزانية قدرها 12 مليون جنيه لمدة عام، وذلك لدعم ثماني جمعيات أهلية لتنفيذ التدخلات المطلوبة

هذا إلى جانب جهود أخرى تتعلق بزيادة عدد المسيحيين في الوظائف العامة وتقنين أوضاع الكنائس وتخصيص أراضي لبناء كنائس جديدة وذلك على النحو التالي:

  • فيما يتعلق بالوظائف:
  • شهد تمثيل المسيحيين بالمجالس النيابية والمناصب القيادية زيادة غير مسبوقة، حيث وصل عدد نواب البرلمان المسيحيين عام 2021 إلى 31 نائبًا مسيحيًا منتخبًا، مقارنة بـ 5 نواب مسيحيين منتخبين عام 2012، ووصلت عدد المقاعد المسيحية في مجلس الشيوخ إلى 24 مقعدًا في 2020 وذلك لأول مرة، مقارنة بـ 15 مقعدًا مسيحيًا في 2012.
  • شملت حركة المحافظين لأول مرة تعيين 2 مسيحيين في منصب المحافظ عام 2018.
  • فيما يتعلق ببناء الكنائس وتقنين أوضاعها:
  • صدور قانون بناء وترميم الكنائس في 2016 والذى يُعد من أهم مكتسبات دولة المواطنة حيث إنه ينهي مشكلة قائمة منذ سنوات طويلة والمتعلقة بالصعوبات التي تواجهها عملية بناء وترميم الكنائس.
  • أوضحت اللجنة الرئيسية لتقنين أوضاع الكنائس والمباني التابعة لها، أن عدد الكنائس والمباني التي تمت الموافقة على تقنين أوضاعها منذ بدء عمل اللجنة في 2017 وحتى نوفمبر 2022 نحو 2526 كنيسة ومبنى تابعًا.
  • تخصيص 41 قطعة أرض لبناء الكنائس بالمدن الجديدة خلال الفترة من 2014 حتى 2019.
  • الانتهاء من إنشاء 6 كنائس جديدة وجار العمل على تأسيس 8 آخرى في المدن الجديدة
  • ترميم وتطوير 13 كنيسة ودير، وجاري ترميم وتطوير 42 كنيسة ودير على مستوى الجمهورية.

ثانيا توصيات خاصة لحقوق بعض الفئات

  • حقوق المرأة:
  • الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية:

 

  • ألزم دستور 2014 الدولة المصرية فى كل من المادتين 11 و53 بكفالة تحقيق المساواة بين الرجل والمرأة وحمايتها من كل أشكال العنف وتوفير الرعاية والحماية للطفولة والأمومة .
  • مواصلة تنفيذ أنشطة الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية حتى عام 2030، بما يتماشى مع الدستور المصري وأهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.
  • تم مواصلة الجهود لتحقيق مشاركة أكبر للمرأة في الحياة السياسية والاقتصادية، فضلا عن زيادة تمثيلها في المناصب القيادية، واعتماد سياسات لمعالجة العوائق الهيكلية التي تمنع المرأة من شغل مناصب صنع القرار.
  • تم مواصلة تعزيز أنشطة بناء القدرات وتوفير الدعم للمرأة في المشاريع الصغيرة والمتوسطة ومتناهية الصغر.
  • تم تكثيف الجهود لمنع الزواج المبكر والقسري من خلال حملات التوعية، بالتعاون مع منظمات المجتمع المدني
  • تم تعديل التشريعات للقضاء على التمييز وتجريم جميع أشكال العنف ضد النساء والفتيات
  • تم تكثيف الجهود للتعامل مع تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية والزواج المبكر

وقد بذلت الدولة المصرية جهودا كبيرة في سبيل القضاء على جميع أشكال العنف ضد المرأة، وأبرزها ما يلي

  • تم اطلاق الاستراتيجية الوطنية للقضاء على العنف ضد المرأة 2015-2020 ، وتدشين وحدة خاصة لمتابعة وتنفيذ هذه الاستراتيجية، وذلك بالتنسيق والتعاون مع مختلف أجهزة الدولة المعنية . كما أطلق ”الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030″ وذلك لحماية المرأة من جميع أشكال العنف.
  • تدشين 27 وحدة لمكافحة التحرش بالجامعات الحكومية.
  • تدشين 8 وحدات استجابة طبية بعدد من المستشفيات الجامعية، للتعامل مع سيدات تعرضن للعنف.
  • إنشاء اللجنة الوطنية للقضاء على ختان الإناث بالتزامن مع فعاليات اليوم العالمى والوطنى لمناهضة ختان الإناث، وذلك فى مايو 2019.
  • إطلاق خطة وطنية للقضاء على ظاهرة ختان الإناث (2022-2026).
  • استحدثت وزارة الداخلية إدارة خاصة لمواجهة العنف ضد المرأة وتضم هذه الوحدة ضباطا من الرجال والنساء تم تدريبهم على التعامل مع هذا النوع من العنف ورصده ، مع تخصيص خطوطا ساخنة لتلقى البلاغات بشكل سري.
  • اصدار أول كود إعلامي لتناول قضايا المرأة في وسائل الإعلام.
  • دعمت مصر إصدار تشريعات وقوانين لحماية حقوق المرأة، من ضمنها “قانون المواريث” والذي يقضي بعقاب الممتنعين عن سداد ميراث المرأة أو حاجبي أي أدلة تثبت حقها في الميراث، وتوثيق الطلاق لحماية الأسر والأطفال من الأذى، وأيضًا تغليظ عقوبة المتحرش لتصل إلى خمس سنوات.
  • أنشاء الحكومة بيوتاً آمنة للنساء لإيواء ضحايا العنف من خلال مراكز لاستضافة السيدات والفتيات المعنفات ومساعدتهن على حل المشكلات الخاصة بهن مع توفير الرعاية الصحية والاجتماعية والنفسية والقانونية
  • وعلى الصعيد السياسى والاجتماعي والاقتصادي:
  • تواجدت المرأة بقوة في عديد من المناصب القيادية التى لم تكن متاحة لها من قبل، بل واستطاعت من خلالها أن يكون لها الدور الأبرز في العديد من المجالات التنموية في مصر.
  • بلغت نسبة تمثيل النساء في مجلس النواب عام 2020 نحو 28% من إجمالي عدد أعضاء المجلس حيث حصلت على 162 مقعدا، وهو أكبر عدد فى تاريخ البرلمان المصري، وبلغ عدد السيدات في مجلس الشيوخ لعام 2020، 38 سيدة بنسبة 12.5% من إجمالي أعضاء المجلس، وعينت لأول مرة إمرأة في منصب وكيل مجلس الشيوخ، وبلغ عدد النساء في مجلس الوزراء في التعديل الوزاري الأخير أغسطس 2022 نحو 6 وزيرات.
  • تم تعيين 11 سيدة وكيلات نيابة عامة بالسنة القضائية 2021/2022، وبلغ إجمالي القاضيات في مجلس الدولة نحو 137 قاضية، وبلغ عدد عضوات هيئة النيابة الإدارية نحو ألفي قاضية من إجمالي عدد أعضاء النيابة الإدارية البالغ 4.6 آلاف ( 43٪ نسبة المرأة)، وبلغت نسبة القاضيات بهيئة قضايا الدولة 20٪ خلال عام 2021. وشهدت نسبة المرأة في الوظائف الحكومية زيادة كبيرة حيث تشغل المرأة المصرية 45% من إجمالي الوظائف الحكومية (مقارنةً بالمتوسط العالمي 32%).
  • وفي إطار تعزيز التمكين الاقتصادي للمرأة، أطلقت الحكومة برنامج مستورة من خلال بنك ناصر الاجتماعي، الذي وفر 27 ألف مشروع متناهي الصغر بإجمالي رأسمال يبلغ حالياً 3.7 مليار جنيه مصري، علماً بأن 70% من هذه المشروعات تتركز في المناطق الريفية وتركز على تشغيل المرأة بهدف تحويلها من متلقية للدعم إلى عنصر فعال وطاقة منتجة، حيث تم صرف 320 مليون جنيه، لنحو 19 ألف مستفيدة، بالإضافة إلى تخصيص 3000 قرض من قروض مستورة للسيدات من ذوي الهمم لدمجهم في الحياة الاقتصادية.وكذلك أُنشأت “مراكز خدمة النساء العاملات”، بهدف تشجيعهن على المشاركة في سوق العمل من خلال 41 مركزا في 22 محافظة، ويبلغ عدد المستفيدات 195 ألفا من هذه المراكز، بالإضافة إلى بدء تطوير الحضانات والتوسع فيها بشكل ابتكاري لاستقبال أطفال السيدات العاملات.

 

  • حقوق الطفل:
  • تعزيز دور لجان حماية الطفل وتزويدها بالموارد المالية اللازمة لتمكينها من تقديم خدمة الحماية للأطفال وخاصة في المناطق الريفية.
  • مواصلة تعزيز الجهود الرامية إلى القضاء على عمالة الأطفال وضمان تقديم الجناة إلى العدالة.
  • الاستمرار في تحسين نوعية حياة الأطفال من خلال تطوير أنظمة الصحة والتعليم لضمان حصول جميع الأطفال، بما في ذلك الأطفال ذوي الإعاقة، على الخدمات الأساسية.
  • مواصلة مراجعة قانونها المحلي من أجل الالتزام الكامل بالحد الأدنى لسن زواج الفتيات وهو 18 عاماً.
  • مواصلة البرامج الهادفة إلى خفض معدلات التسرب من المدارس، وخاصة بين الفتيات، من خلال تقديم حوافز للأسر لإبقاء أطفالها في المدارس

بذلت مصر جهودا كبيرة لاعتماد القوانين والتدابير السياسية التى من شأنها أن تضمن للطفل حماية أفضل من العنف بكافة أشكاله، وهو ما ساهم فى تراجع معدلات العنف ضد الأطفال بشكل ملحوظ..وتأتى أبرز الجهود على النحو التالي

  • كفل دستور 2014 كافة أوجه الحماية والرعاية للطفل المصرى حيث نص فى المادة 80 بشكل واضح على أنه ” ” يعد طفلا كل من لم يبلغ الثامنة عشرة من عمره، ولكل طفل الحق فى اسم وأوراق ثبوتية، وتطعيم إجبارى مجانى، ورعاية صحية وأسرية أو بديلة،وتغذية أساسية، ومأوى آمن، وتربية دينية، وتنمية وجدانية ومعرفية. وتكفل الدولة حقوق الأطفال ذوى الإعاقة وتأهيلهم واندماجهم فى المجتمع. وتلتزم الدولة برعاية الطفل وحمايته من جميع أشكال العنف والإساءة وسوء المعاملة والاستغلال الجنسى والتجارى ،ولكل طفل الحق في التعليم المبكر في مركز للطفولة حتي السادسة من عمره، ويحظر تشغيل الطفل قبل تجاوزه سن إتمام التعليم الأساسى، كما يحظر تشغيله فى الأعمال التى تعرضه للخطر، كما تلتزم الدولة بإنشاء نظام قضائى خاص بالأطفال المجنى عليهم، والشهود ، ولا يجوز مساءلة الطفل جنائيا أو احتجازه إلا وفقا للقانون وللمدة المحددة فيه وتوفر له المساعدة القانونية، ويكون احتجازه فى أماكن مناسبة ومنفصلة عن أماكن احتجاز البالغين .
  • صدقت مصر على عدد من معاهدات الدولية لحقوق لحقوق الطفل، كما وقعت على الميثاق الإفريقي لحقوق الطفل.
  • وسعت الحكومة المصرية نطاق برامج الحماية الاجتماعية وشبكات الأمان لزيادة تغطية الفئات الأكثر ضعفا وعلى رأسهم الأطفال، حيث يعتبر برنامج “تكافل وكرامة“ للدعم النقدي المشروط الذي يستهدف الأسر المنخفضة الدخل التى لديها أطفال من التدابير الجوهرية التى تتخذها الحكومة المصرية للوقاية من العنف حيث بلغ عدد الأسر المستفيدة من برنامج “تكافل وكرامة” فى عام 2023 نحو 5.2 مليون أسرة بما يشمل أكثر من 20 مليون مواطن، بإجمالي مخصصات بلغت 121 مليار جنيه منذ إطلاق البرنامج فى 2015 .
  • إنشاء خط نجدة الطفل المجاني (رقم 16000) المخصص لمساعدة الأطفال فى حالات الخطر لتلقي الشكاوى المتعلقة بانتهاكات حقوق الأطفال ومتابعتها،
  • حقوق المهاجرين:
  • ضمان الوصول الفعال إلى آليات الحماية للمهاجرين وعمال المنازل
  • إعادة تأكيد التزامها بممارسة عدم الإعادة القسرية والتأكد من إتاحة الموارد والدعم للمهاجرين المستضعفين.
  • تحسين مواءمة قوانينها المحلية مع اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الجريمة المنظمة عبر الوطنية والبروتوكول التكميلي لمكافحة تهريب المهاجرين عن طريق البر والبحر والجو
  • مواصلة وتعزيز السياسات الرامية إلى حماية وتعزيز حقوق اللاجئين والأقليات.
  • تعرضت مصر باعتبارها دولة مقصد ومعبر وانطلاق، لموجات الهجرة غير الشرعية، نتيجة تزايد حالة عدم الاستقرار السياسي والحروب الأهلية في القارة الأفريقية، والحالة التي يشهدها العالم العربي من ثورات وانقسامات، حيث تستضيف مصر نحو 9 مليون لاجئ ومهاجر من نحو أكثر من 58 جنسية مختلفة، يتمتعون بمختلف الخدمات الأساسية.و بلغ أعداد اللاجئين وطالبي اللجوء في مصر نحو 259.3 ألف لاجئ وطالب لجوء عام 2020.
  • نجحت في وقف تدفقات الهجرة غير الشرعية وإحكام عمليات ضبط الحدود البرية والبحرية، ووضع إطار تشريعي وطني لمكافحة تهريب المهاجرين، فضلاً عن استضافة ملايين اللاجئين والمهاجرين من مختلف الجنسيات، والتعامل معهم دون تمييز وإدماجهم في المجتمع المصري، مع استفادتهم من كافة الخدمات الأساسية والاجتماعية أسوة بالمواطنين المصريين، بالإضافة إلى ضمان حرية حركتهم وعدم عزلهم في مخيمات أو معسكرات إيواء، وذلك وسط إشادات دولية بتعامل الدولة المصرية في كلا الملفين.

وتم العمل في ثلاثة ملفات لمكافحة هذا النوع من الهجرة على النحو التالي :

  • الملف الأول: وضع أطر تشريعية ومؤسسية:
  • جاء القانون رقم 82 لسنة 2016 بشأن مكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المهاجرين ولائحته التنفيذية رقم 983 لسنة 2018، ليضع عقوبات رادعة لهذه الظاهرة بتجريمه جميع أشكال تهريب المهاجرين، مما ساعد أجهزة إنفاذ القانون على القضاء على شبكات التهريب.
  • وفى إبريل ٢٠٢٢، أصدر رئيس الجمهورية القانون رقم ٢ لسنة 2022 بتعديل بعض أحكام قانون مكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب المهاجرين الصادر بالقانون رقم ٨٢ لسنة ٢٠١٦ من أجل التصدي لهذه الظاهرة حيث تم تغليظ العقوبة لتصبح السجن المشدد مدة لا تقل عن خمس سنوات وغرامة لا تقل عن خمسمائة ألف جنيه ولا تزيد على مليون جنيه.
  • إطلاق الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الهجرة غير الشرعية (2016 / 2026 ) التى تستهدف الفئات الأكثر عرضة لخطر الاستغلال من جانب المهربين وهم الشباب (١٨- ٣٥ سنة) والأطفال وأسرهم والوافدين إلى مصر بشكل غير شرعى كما تسعى إلى ردع ومعاقبة سماسرة وتجار الهجرة من خلال إجراءات وعقوبات مشددة ، وعبر تعزيز التعاون بين الحكومة والأطراف غير الحكومية والإقليمية والدولية للحد من الظاهرة، ورفع القدرة المعلوماتية ذات الصلة، وزيادة الوعى العام بها، وتعبئة الموارد اللازمة، وتعزيز الإطار التشريعى اللازم لدعم جهود مكافحتها، مع اعتبار التنمية أساسا لذلك، ودعم مسارات الهجرة الشرعية.
  • أنشأت الحكومة عددا من الهيئات المعنية بإدارة ملف الهجرة غير الشرعية، من أهمها وزارة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج التى استحدثت فى ٢٠١٥. كما تم إنشاء اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية، وعملت اللجنة منذ تأسيسها فى يناير 2017 على وضع إطار تشريعي خاص يعطي تعريف واضح لجريمة تهريب المهاجرين، وتختص بالتنسيق على المستويين الوطنى والدولى بين السياسات والخطط والبرامج الموضوعة لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر، وتقديم أوجه الرعاية والخدمات اللازمة لضحايا جريمة الاتجار بالبشر، والمهاجرين المهربين.
  • الملف الثاني: التعامل الأمني:
  • وبفضل جهود وزارة الداخلية والقوات المسلحة في تأمين الحدود بشكل جيد للغاية، تم إحباط محاولات الهجرة غير الشرعية للمصريين والأجانب عبر الحدود البرية والبحرية خاصة التى تطل على البحر المتوسط، وتم حصار سماسرة الهجرة غير الشرعية، ممن يسهلون عبور الأفارقة ويتخذوا من مصر دولة عبور.
  • – الملف الثالث: الجهود التنموية:
  • إطلاق مبادرة “حياة كريمة” لرفع جودة الحياة للمواطنين بالقرى المصدرة للهجرة غير الشرعية،
  • تنمية أماكن وبؤر الهجرة غير الشرعية، وتنفيذ مشاريع قومية كبيرة، أدت إلى توفير مئات الآلاف من فرص العمل في المحافظات كافة، وقللت من معدلات لجوء الشباب للهجرة غير الشرعية.
  • تسهيل كافة إجراءات تسويق مبادرة تمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر للشباب، وتخصيص مبلغ 200 مليار جنيه لتنفيذها، لاسيما في المناطق الجغرافية التي تنتشر بها الهجرة غير الشرعية.
  • ساهمت مبادرة ” مراكب النجاة ” في توعية وتدريب الفئات الأكثر استهدافا للتعريف بمخاطر الهجرة غير الشرعية وبدائلها الآمنة، وفق خطة موضوعة لتشمل 14 محافظة من المحافظات الأكثر توجها للهجرة غير الشرعية.
  • حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة:
  • مواصلة تعزيز الهيئات الوطنية المسؤولة عن حماية الأشخاص ذوي الإعاقة من العنف
  • مواصلة جهودها لتعزيز برامج الحماية والإدماج الاجتماعي للأسر الفقيرة وكبار السن والأيتام وذوي الإعاقة غير القادرين على العمل.

جاءت  أبرز الجهود التى بذلتها الدولة المصرية لدعم الأشخاص ذوي الإعاقة، على النحو التالي:

  • -أكد الدستور المصري 2014 على كافة الحقوق والواجبات تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة، وتضمن ثمان مواد شملت الأشخاص ذوي الإعاقة.
  • وقعت مصر فى 2019 على إعلان “فاليتا” للتعاون العربى الأوروبي في دعم حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة .
  • -إصدار القانون رقم 10 لعام 2018 بشان حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة ولائحته التنفيذية وكذلك إصدار القانون رقم 200 لعام 2020 بشأن إنشاء ” صندوق دعم الأشخاص ذوى الإعاقة” مع التأكيد على تفعيل الجهات المعنية لجميع حقوق الأشخاص ذوى الإعاقة بما يضمن لهم حياة كريمة.
  • -إنشاء ” المجلس القومى للأشخاص ذوى الإعاقة ” بموجب قرار رئيس الجمهورية رقم 11 لعام 2019 ، والذى يهدف الى تعزيز وتنمية وحماية حقوق وكرامة الأشخاص ذوى الإعاقة المقررة دستوريا ونشر الوعى بها، كما يقوم المجلس باقتراح السياسة العامة للدولة فى مجال تنمية وتأهيل ودمج وتمكين الأشخاص ذوى الإعاقة والمساهمة فى وضع استراتيجية قومية للنهوض بهم فى مجالات الصحة والعمل والتعليم.
  • –تم التوسع فى استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتمكين الأطفال الأكثر احتياجا وذوي الإعاقة فى المجتمع.
  • إنشاء عدد من المدارس بمحافظات الجمهورية بهدف إدماج الطلاب ذوى الإعاقة مع أقرانهم فى مدارس حكومية بشكل يمكنهم من الحضور بانتظام والتعلم من خلال معلمين متخصصين.والتحق بهذه المدارس 6 مليون طفل ، بينهم 75000 من الأطفال ذوي الأعاقة المسجلين فى 290 مدرسة فى 7 محافظات.
  • تغليظ عقوبة التنمر ضد ذوي الإعاقة لتصل إلى الحبس 5 سنوات بهدف حمايتهم، حيث تم إضافة مادة جديدة رقم ” 50″ إلى قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الصادر بالقانون رقم 10 لسنة 2018.

 

 

The post تقرير منتدى دراية حول وضع حقوق الإنسان في مصر appeared first on المنتدي الاستراتيجي للسياسات العامة و دراسات التنمية.

]]>
8400
الدعم النقدي ليس الحل.. صلاح هاشم يضع روشتة للقضاء على شبح الفقر – (حوار) https://draya-eg.org/2025/01/13/%d8%a7%d9%84%d8%af%d8%b9%d9%85-%d8%a7%d9%84%d9%86%d9%82%d8%af%d9%8a-%d9%84%d9%8a%d8%b3-%d8%a7%d9%84%d8%ad%d9%84-%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d9%87%d8%a7%d8%b4%d9%85-%d9%8a%d8%b6%d8%b9-%d8%b1%d9%88%d8%b4%d8%aa%d8%a9-%d9%84%d9%84%d9%82%d8%b6%d8%a7%d8%a1-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%b4%d8%a8%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d9%81%d9%82%d8%b1-%d8%ad%d9%88%d8%a7%d8%b1/ Sun, 12 Jan 2025 22:22:43 +0000 https://draya-eg.org/?p=8371   يعد الدكتور صلاح هاشم أستاذ التنمية والتخطيط، ومستشار وزارة التضامن للسياسات الاجتماعية السابق، واحدًا من أبرز خبراء التنمية في مصر وعلى مستوى العالم، له إسهامات كبيرة في هذا المجال. شارك الدكتور صلاح هاشم في وضع الخطة الاستراتيجية القومية للحماية الاجتماعية بوزارة التضامن بالتعاون مع البنك الدولى وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، وتمثيل مصر في وضع خارطة …

The post الدعم النقدي ليس الحل.. صلاح هاشم يضع روشتة للقضاء على شبح الفقر – (حوار) appeared first on المنتدي الاستراتيجي للسياسات العامة و دراسات التنمية.

]]>
 

يعد الدكتور صلاح هاشم أستاذ التنمية والتخطيط، ومستشار وزارة التضامن للسياسات الاجتماعية السابق، واحدًا من أبرز خبراء التنمية في مصر وعلى مستوى العالم، له إسهامات كبيرة في هذا المجال.

شارك الدكتور صلاح هاشم في وضع الخطة الاستراتيجية القومية للحماية الاجتماعية بوزارة التضامن بالتعاون مع البنك الدولى وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP، وتمثيل مصر في وضع خارطة الطريق للحماية الاجتماعية لشمال إفريقيا والشرق الأوسط، والمشاركة في وضع الخطة الخمسية لوزارة الأوقاف لسنة 2019.

وهو أيضا محاضر بجامعة ديوك – بولاية كارولينا الشمالية – بالولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك محاضر بأكاديمية ناصر العسكرية، وله أكثر من 23 مؤلفًا تدور جميعها حول الفقر والعدالة والتنمية، كما حاز الكثير من التكريمات الدولية، ورشحته 6 جامعات مصرية لنيل جائزة الدولة التقديرية في العلوم الاجتماعية.

وفتح الدكتور صلاح هاشم خلال حواره مع مصراوي العديد من الملفات المهمة فيما يخص الحماية الاجتماعية وكيفية القضاء على الفقر.

وإلى نص الحوار..

كيف ترى سياسات الحماية الاجتماعية في الجمهورية الجديدة؟

أظهرت الأزمات الاقتصادية العالمية الراهنة العديد من الأزمات المعيشية والاجتماعية والسياسية لكثير من الدول وخاصة النامية، وكان لمصر نصيب كبير منها، فيما يتعلق بارتفاع معدلات التضخم وزيادة الأسعار بشكل غير مسبوق. الأمر الذي جعل لبرامج الحماية الاجتماعية وشبكات الأمان الاجتماعي الجيدة أهمية خاصة في الحد من الفقر وعلاج مواطن الضعف والخلل في السياسات الاقتصادية والمالية، والتصدي للأزمات والكوارث، عن طريق بناء شبكات جيدة للأمان الاجتماعي، لضمان تقديم مساعدات أكثر فعالية لشرائح والأسر الأولى بالرعاية.

من وجهة نظرك ما هي سياسات الحماية الاجتماعية التي يجب أن تستهدفها الدولة الفترة القادمة؟

لا يمكننا بحالٍ أن نتحدث عن الحماية الاجتماعية بعيداً عن الحديث عن الفقر، باعتبار أن القضاء عليه والتخفيف من تدعياته هو الهدف الأول والأسمى لسياسات الحماية الاجتماعية.

إلى أي مدى تجد أهمية القضاء على الفقر على المستوى السياسي؟

أرى أن الحد من تداعيات الفقر والقضاء عليه، يجب أن تكون الأولوية الأولى والأهم لدى الدولة لتحقيق الاستقرار الداخلي الذي يعد في تصوري هو الجبهة الأقوى لمواجهة المؤامرات الخارجية، وأتصور أن استقرار الداخل المصري مستهدف من الخارج ووحدة الصف والالتفاف خلف القيادة السياسية مطلب وطني، وإذا كان الحديث عن الفقراء وأوضاعهم المعيشية هو الشغل الشاغل للقيادة السياسية في هذه المرحلة الحرجة من عمر الوطن، فمن الأهمية بمكان ألا نغض الطرف عن المهددين بالفقر، والذين لا يجب أن تتجاهلهم السياسات والبرامج الجديدة التي تتبناها الدولة للحد من الفقر والانطلاق نحو التنمية بمفهومها الشامل والمستدام، وهنا يجب أن نتحدث عن ثلاثة مفاهيم أساسية مجتمعة وهي: (الفقر والمهددين بالفقر والفقراء الجدد).

ماذا تعني بمصطلح الفقراء الجدد؟

الفقراء الجدد هم أبناء الطبقة الوسطى الذين سقطوا بفعل الظروف الاقتصادية القهرية في دائرة الفقر فأصبحوا فقراء بخصائص وثقافة مغايرة، أما المهددين بالفقر فهم الأشخاص الذين يعملون ويكسبون دخلاً لا بأس به يتجاوز حد الفقر، ولكن ظروف عملهم ومعيشتهم من الهشاشة وعدم الاستقرار ما يجعلهم مهددين باستمرار بالوقوع في دائرة الفقر مع أي تغير سلبى غير متوقع، سواء كان ذلك لأسباب شخصية (مثل الإصابة بالمرض أو الفصل من العمل) أو لأسباب قطاعية (مثلما هو حال من يتعرضون لتقلبات التشغيل فى قطاعي البناء والسياحة) أو لأسباب محلية (حينما يصيب الاقتصاد ركود عام) أو لأسباب دولية أو إقليمية (كما حدث وقت عودة العمال المصريين من ليبيا)، أو بفعل سياسات اقتصادية تسببت في ارتفاع معدلات التضخم وارتفاع الأسعار بصورة تفوق الدخل المادي للمواطنين.

وهل هناك مؤشرات عامة لتحقيق العدالة الاجتماعية؟

تحقيق العدالة الاجتماعية يعتمد ذلك على مصفوفة ضخمة من المتغيرات التي يجب وضعها في الاعتبار عند صياغة الاستراتيجية العامة للتنمية والحماية الاجتماعية، ومن بين هذه المتغيرات طبيعة التناقض بين الريف والحضر، ومستوى التطور الاقتصادي والإنتاجي، وأحجام الأحياء والقرى الصغيرة، بالنظر إلى الأحياء والقرى الكبيرة، ومراكز التركز السكاني، ومناطق الجذب السكاني في المدن، فضلاً عن متغيرات أخرى كثيرة مثل حجم الاستثمارات المخصصة لكل محافظة، وتنمية القرى والمدن في إطار خطة تنموية قومية.

ما هي ملاحظاتك حول محاذير التنمية وخطورة تسييس ملف الفئات الأولى بالرعاية؟

إن تسييس برامج التنمية كارثة، فبطون الفقراء لا تملأها صور المسئولين مع المعوزين وأصحاب الحاجة، وأعتقد أن ملف التضامن الاجتماعي أمن قومي ووزارة التضامن الاجتماعى يجب أن تكون وزارة سيادية، وأرى أنه حتى الآن لا نملك رؤية واضحة للخروج من دائرة الفقر، ومعظم البرامج الموجهة للحد من الفقر تتعامل مع العرض وليس المرض، كما أن التوسع في برامج الدعم النقدي مؤشر على ضعف السياسات الموجهة للحد من الفقر، وأن التوسع في زيادة أعداد الأسر المستفيدة من برامج الدعم النقدي إذا لم يقابله زيادة في معدلات التخارج من هذه البرامج من خلال تعزيز قدرة المستفيدين على تبني مشروعات مدرة للدخل فإنه يكرس الاتكالية ويزيد من معدلات الفقر، وأرى أن برامج الدعم النقدي لا تحد من الفقر وإنما تخفف من تداعياته.

في ظل هذه الأوضاع.. كيف ترى إمكانية القضاء على الفقر في بر مصر؟

أرى أن الفقر ليس شبحاً لا يمكننا التغلب عليه ولكنه تحدي يمكن هزيمته إذا توافرت إرادة حقيقية، ولكن لا يمكن القضاء على الفقر دون إصلاحات اقتصادية واجتماعية حقيقية يمكن قياسها في ضوء رضا المواطنين والمقاييس العالمية، وأنا الآن أعكف على الانتهاء من كتاب جديد حول متلازمة الفقر والإصلاح والتنمية.

ما الخطوات التي يجب اتباعها لضمان نجاح سياسات الحماية الاجتماعية في الحد من الفقر؟

يجب أن تركز هذه السياسات على عدة جوانب رئيسية، أهمها خلق فرص عمل مناسبة، خاصة في المناطق الفقيرة، يمكن تحسين الدخل ورفع مستوى المعيشة، وتمكين الفقراء من الحصول على التعليم والتدريب اللازمين لزيادة فرصهم في الحصول على عمل أفضل، وتوفير شبكات أمان اجتماعي قوية لحماية الفئات الضعيفة من الصدمات الاقتصادية والاجتماعية، وضمان تكافؤ الفرص بين جميع المواطنين في الحصول على الخدمات الأساسية مثل الصحة والتعليم، وتعزيز الشراكة بين الحكومة والقطاع الخاص والجمعيات الأهلية لضمان فعالية برامج الحماية الاجتماعية.

نلاحظ أنه كلما ضخينا بمزيد من الأموال لدعم التنمية في مصر تأتي النتيجة صادمة؛ حيث يرتفع معدل الفقر وتنخفض عوائد التنمية.. لماذا؟

هذا الوضع ليس مقصور علينا، ويمكن أن ينسحب على أغلب الدول التي تصنف بأنها فقيرة أو أقل نموًا، حيث أشارت معظم التقارير العالمية إلى أنه بعد قرابة خمسة وأربعين عامًا من البرامج التنموية، والمساعدات، وبرامج الاستهداف والمساعدات الاجتماعية للفقراء في الدول الأقل نموا، انخفضت حصة الفرد في هذه البلدان من متوسط الدخل العالمى من 18 % عام 1971 إلى 15 % عام 2012، وأن الدول التي صنفت بأنها أقل نموا عام 1971 كان عددها “51” دولة، صار عددها “49” دولة عام 2012، أي أن دولتين فقط من غادرتا الفقر هما “الصين والهند”، والأمر يدعونا بقوة أولًا إلى التشكك في مضامين كل برامج التنمية التي تم تنفيذها خلال السنوات الماضية، وإلى ضرورة البحث في التجربة الصينية والهندية في مجال مواجهة الفقر على وجه التحديد، والغريب ليس في التناقض بين برامج التنمية والفقر، وإنما في استمرار تلك الحكومات في انتهاج نفس السياسات في مواجهة نفس المشكلة.

ماذا علينا أن نفعل تجاه هذه المعضلة؟

إذا كنا فعلًا صادقين في مواجهة الفقر، فعلينا أن نتخلى عن الخرافات التي توارثناها في مواجهة الفقر، ونبحث لنا عن نُهجٍ تنموية جديدة، فهناك خرافتان متعلقتان بسياسات الحد من الفقر، الأولى تحصر عدد الفقراء في 20% من سكان العالم، رغم أن النسبة الحقيقية للفقراء في العالم تتراوح بين 40% و60%، والغرض من تقليص أعداد الفقراء واضح، وهو إرجاع أسباب الفقر إلى الفقير نفسه، وليس الفقر نتاجًا لسياسات اجتماعية واقتصادية تستهدف عزل النتائج عن الأسباب، وعزل الفقر عن الإفقار وآلياته، وفى ذلك تحامل واضح على الفقراء، وتحايل أوضح على الحقائق؛ حتى تتنصل الحكومات من مسئولياتها كمصدر أساسى للإفقار، وفي هذا الصدد أطالب بإعادة النظر في رؤية مصر 2030، لأنها وضعت قبل قرار التعويم.

أما الخرافة الثانية فإنها تكمن في الاعتقاد بأن خط الفقر لا يمكن تحديده إلا من خلال قياس مدى استهلاك السعرات الحرارية والقوة الشرائية لكل أسرة، رغم ثبوت عدم دقة هذين المؤشرين في تحديد خط الفقر، وأن نسبة الفقر عادة ما تكون أكبر بكثير من النسبة التي أسفرت عنها هذه المؤشرات.

هل تملك الحكومات مقاييسًا عادلة لتحديد من هُم الفقراء؟

الحكومات جميعها وليس في مصر وحدها لا تملك مقاييسًا عادلة لتحديد من هُم الفقراء؛ ولهذا فدائمًا ما تتحدث حكوماتنا بأن “دعمها” عادة ما يصل إلى غير مستحقيه، وربما تكون الدولة محقة في ذلك، ويجب على الدولة أن تفرق في مشاريعها بين المشاريع الاجتماعية ذات العائد “الاقتصادي” كالصندوق الاجتماعي للتنمية، وبين المشروعات الاقتصادية ذات العائد “الاجتماعي” كالبنوك والشركات، فالنوع الأول لا بد أن يكون منحازًا لصالح الفقراء وليس لـ”رأس المال” كالنوع الثاني، وإذا أُجيز للمصرفي أو “البنكير” رئاسة المشروعات الاقتصادية؛ فإن رئاسة “المصرفي” للمشروعات الاجتماعية يعتبر جريمة في حق الفقراء وبرامج التنمية معًا!

هل هناك خلاف بين المصرفيين والتنمويين؟

نعم، فعادة ما يصم المصرفيون آذانهم عن نصائح التنمويين ويعتبرونها بمثابة إهدار للمال، ويتعاملون مع برامج مواجهة الفقر بمبدأ المكسب والخسارة، ويحسبون نجاحهم في إدارة مؤسساتهم بحجم الأرباح التي تحققت من جراء إقراض الفقراء، وليس بعدد الفقراء الذين تجاوزوا خط الفقر!

حدثني عن أهم المشروعات التي قدمتها بوزارة التضامن الاجتماعي؟

توليت مستشار وزير التضامن الاجتماعي مرتين الأولى من عام 2017 إلى 2018، والثانية من يناير 2020 إلى يوليو 2024، وعملت في الفترة الأولى بالشراكة مع البنك الدولي في إنشاء الاستراتيجية الوطنية للحماية الاجتماعية لأنني كنت من الذين استعانت بهم الأمم المتحدة في 2013 لوضع مفهوم الحماية الاجتماعية وكان مصطلحا جديدا، وتحدثت عنه بعد الحراك الشعبي في 2011، كمفهوم بديل لحقوق الإنسان بعد ثورات الربيع العربي، وكان مفهوما سيء السمعة وكان لابد من بديل لا يركز فقط على الحقوق السياسية وحرية الرأي وإنما يحمي أيضا الحقوق الاجتماعية، وحدث اجتماع مهم في الرباط برعاية الأمم المتحدة ومنظمة العدل الدولية ومنظمة الصحة العالمية، وفكرنا في مفهوم بديل وكان الحماية الاجتماعية ولكن الميثاق العالمي لحقوق الإنسان لم يكن به شيء يخص هذا المصطلح وجعلناه بديلا عن مفهوم الضمان الاجتماعي، ووضعنا خارطة الطريق لمفهوم الحماية الاجتماعية بشمال إفريقيا والشرق الأوسط، ثم توليت منصب مستشار وزير التضامن للحماية الاجتماعية، وقدمت الاستراتيجية القومية للحماية الاجتماعية، ثم برنامج سكن كريم ولقي قبول ومساندة الرئيس بشكلٍ كبير، ووضعت محور العدالة الاجتماعية للتنمية المستدامة مصر 2030.

وماذا عن الفترة الثانية؟

في الفترة الثانية توليت مستشارا للسياسات الاجتماعية، قدمت العديد من المشروعات منها إنشاء وحدات للتضامن الاجتماعي بالجامعات وكانت حوالي 32 وحدة بمثابة وزارة تضامن مصغرة بتمويل ذاتي وصل إلى مليار و200 مليون جنيه، وأصبحت هذه الوحدات بمثابة حاضنات للطلبة وحلت محل الجماعات المتطرفة التي كانت تستغل الطلبة وتستقطبهم بدفع المصروفات وخلافه، كما قدمت مشروع الإسعاف الاجتماعي، أيضا تبنينا مشروعا عن المفرج عنهم وأسرهم، فيما قدمت مشروع بنك التطوع المصري، بالتعاون مع المؤسسات الأهلية، وعديد من بروتوكولات التعاون مع أهل مصر وجمعية أهل الخير والجمعية الشرعية وأصبح المتطوعون في هذا البنك 61 ألف شخص منتشرين في جميع ربوع مصر، ولم تعتمد هذه المشاريع على أي مصدر تمويل دولية أو محلية أو حتى موازنة الدولة.

كلمنا عن نظريتك التى لاقت اهتمامات من الجامعات العربية والأمريكية وأجريت حولها عديد من الدراسات؟

بالفعل قدمت نظرية متلازمة الإصلاح والتنمية، وأرى أنه لا يمكن وجود تنمية دون إصلاح اجتماعي حقيقي، والدولة منذ السبعينيات تعمل على تحقيق التنمية الاقتصادية، والسؤال هل نجحت خطط الدولة الاقتصادية في تحقيق أهدافها بالقطع لم تنجح لأن الفقر يتزايد، ومنذ الأربعينات لم نجد من يتحدث عن الإصلاح الاجتماعي، وهذه النظرية تنظر إلى الحياة باعتبارها سيركا كبيرا، وليس مسرحا كبيرا، وحين يقع لاعب السيرك فإنه يقع بشكل حقيقي على عكس الممثل، والمواطن ليس ممثلا وإنما لاعب اكروبات يدخل حلبة الحياة لينتقل من حبل إلى حبل ولذا لا يجب أن يقع وإذا وقع لا يموت، وهذا هو دورنا والنظرية تناقش تقليل عدد مرات سقوط الأكروباتي أي المواطن في الفقر وإذا سقط في الفقر لا يقع في الجوع، وذلك عن طريق شبكة حماية اجتماعية طارئة حتى ننقذه.

أشادت جامعة ديوك بالولايات المتحدة الأمريكية بمساهماتك الفكرية مؤخرا.. ماذا قدمت؟

قدمنا في جامعة ديوك بولاية كارولينا الشمالية رؤيتنا لتحقيق الاصلاح والتنمية ولاقت قبولا دوليا كبيرا واستحساناً من خبراء التنمية في العالم وأكثرها ما يميزها أنها قريبة من أوضاع الدول النامية، وتم بناء أفكارها في ضوء خبرات الدول التي قفزت من دائرة الفقر إلى التنمية وفي ضوء الظروف الحالية التى تعيشها الدولة المصرية من زيادة كبيرة في معدل التضخم وارتفاع معدل الفقر.

ماذا عن إسهاماتك الفكرية في الفترة الأخيرة؟

أدركت أن لغة الحديث عن الحماية الاجتماعية وأرضياتها والتنمية ومفاهيمها ليست واحدة بين صانعي القرار والمسئولين ولهذا عكفت لمدة ٧ سنوات لإعداد معجم يضم كافة المصطلحات والمفاهيم المتعلقة بالتنمية والحماية الاجتماعية والمتفق عليها دولياً لتوحيد لغة الحوار بين المعنيين بما ينعكس على سياسات التنمية والحماية الاجتماعية ويقلل معدلات الهدر ويجعل سياسات الدولة متصلة وغير منفصلة ولا ترتبط بوجود مسئول أو رحيله ويعتبر هو المعجم الأول عالميا في مجال الحماية الاجتماعية وهناك عروض لترجمته إلى الانجليزية والفرنسية.

كيف تقرأ الشخصية المصرية الآن؟.. وماذا تغير بها؟

عرف المواطن المصري بالصلابة والجدية والكفاح والمثابرة، ولكن في الفترة الماضية أضيفت إليه صفات جديدة، مثل ثقافة “التيك أواي”، وهذا الشعب الذي قاوم الاحتلال على مدار العصور المختلفة، من المماليك والدولة العثمانية مروراً بالاحتلال الفرنسي والإنجليزي، وصولاً إلى تتويج كفاحه بنصر أكتوبر على العدو الإسرائيلي، بات يميل إلى الفهلوة والاستعجال، وحتى أشكال الفنون تغيرت، بما في ذلك الأغنية والفلكلور والدراما. كذلك طرأت تغييرات على بعض الظواهر الاجتماعية مثل طريقة الحلاقة والملبس. كل هذه التغيرات تشير إلى أن المواطن المصري تخلص من بعض السمات التي كان يتسم بها تقليدياً.

منذ متى بدأ هذا التغير في الشخصية المصرية؟ وهل له علاقة بالانفتاح الاقتصادي في فترة السبعينيات؟

التغير في الشخصية المصرية مرتبط بتطورات اقتصادية واجتماعية عميقة، منها الانفتاح الاقتصادي الذي بدأ في السبعينيات. هذه الفترة شهدت تحولات كبيرة، حيث دخلت أنماط جديدة من الاستهلاك والسلوكيات الاجتماعية، مما أدى إلى تغييرات ملحوظة في القيم والعادات.

ما الفارق بين الدول المتقدمة والدول المتخلفة من وجهة نظرك؟

الدول المتقدمة تراهن على الاستثمار في العقل البشري باعتباره القاطرة الآمنة للتنمية، فهو مصدر ثروتها الذي لا ينفد. على العكس، تعتمد الدول المتخلفة على استنزاف مواردها الطبيعية فقط لتعيش وتتطور.
على سبيل المثال، شركة مثل “سامسونج” حققت أرباحاً تصل إلى 327 مليار دولار في عام واحد، وهو رقم قد تحتاج دول كثيرة إلى مائة عام لتحقيقه من ناتجها المحلي.
اليابان مثال واضح على ذلك، فقد هُزمت في الحرب العالمية الثانية، لكنها خلال أقل من خمسين عاماً انتقمت من العالم بالعلم والتقنية. وكما قال فيكتور هوجو: “المحنة تصنع الرجال، ورغد العيش يصنع الوحوش”.

هل يمكن تشريح المجتمع الإنساني إلى فئات وفقاً لقدرتهم على الإنتاجية؟

بناءً على نظرية “الثلث في المائة”، يمكن تقسيم المجتمع الإنساني إلى ثلاث فئات رئيسية:
1. الثلث الأول: يمثل الأشخاص الإيجابيين والمثابرين، الذين يمتلكون إرادة قوية للإصلاح والإنتاج.
2. الثلث الثاني: يمثل الفئة السلبية، التي تميل إلى الفساد والتكاسل، وتعيش على حساب الآخرين.
3. الثلث الثالث: يمثل الأشخاص الذين يقفون في منطقة وسطى، وصفهم “مالك بن نبي” بـ”إنسان النصف”. هؤلاء يتسمون بعدم القيام بالحد الأدنى من واجباتهم، رغم مطالبتهم بحقوقهم.

كيف ترى تأثير سياسات الخصخصة على مدار العقود الماضية؟

على مدى الثلاثين عاماً الماضية، أثرت الخصخصة على المجتمع المصري بشكل كبير. رغم أنها تستهدف في ظاهرها توسيع قاعدة الملكية، فإنها في الواقع تنقل الأصول من مجموع الشعب إلى فئة صغيرة.
توسيع ملكية الفقراء ومحدودي الدخل في بعض المشروعات قد يساعدهم على تحسين مستواهم المعيشي وتنمية هذه المشروعات، مما يحد من اتساع الهوة بين الطبقات.

كيف ترى سياسات صندوق النقد الدولي تجاه مصر؟

صندوق النقد الدولي طرح ثلاثة سيناريوهات لتطبيق “الدخل الأساسي الشامل” في مصر، تستهدف جميعها الحد من الفقر، وهي:

1. السيناريو الأول: منح جميع المواطنين مبلغاً مالياً قدره 725 جنيه سنوياً، بتكلفة 3.5% من الناتج المحلي، مما يخفض الفقر بنسبة 4.1%.
2. السيناريو الثاني: توجيه المبلغ للأطفال دون سن 17، بتكلفة 1.3% من الناتج المحلي، مما يخفض الفقر بنسبة 5.6%.
3. السيناريو الثالث: توجيه الدعم للأطفال وكبار السن، بتكلفة 1.5% من الناتج المحلي، مما يخفض الفقر بنسبة 6.1%.

نشر صندوق النقد الدولي أبرز الانتقادات التي طالت سياساته وكنت واحداً من ٦ مفكرين عالميين نشر رأيهم.. التفاصيل؟

بالفعل، فوجئت برأيي في سياسات الصندوق منشورة على موقعهم بجوار كبار المفكرين العالميين مثل الخبير الألماني أرنست فولف أستاذ الفلسفة في جامعة بريتوريا، والمسؤولة السابقة في برنامج الأمم المتحدة للتنمية «إيزابيل غرامبرغ»، وأرى أنه على مدار 90 سنة من وجود الصندوق، ما من دولة حصلت على قرض منه وحققت عائداً تنموياً ملموساً، وأن كل الدول التي حصلت على قروض من الصندوق لا تستطيع تحقيق نهضة اقتصادية أو تنموية، فالقرض يدمر الاقتصاد، ويؤدي إلى تآكل الطبقة الوسطى لتهبط إلى طبقة الفقراء، وتتقلص طبقة الأغنياء.

ماهي معايير نجاح سياسات الحماية الاجتماعية؟

نجاح سياسات الحماية الاجتماعية يتوقف على:
1. تحقيق تكافؤ الفرص بين المواطنين في التعليم والصحة والعمل وكافة الحقوق الأساسية.
2. الحفاظ على الطبقة الوسطى والحد من الفوارق بين الطبقات.
3. التركيز على المشروعات الصغيرة والمتناهية الصغر كمحرك رئيسي للنمو
4. تقليل الاعتماد على القروض، وتوحيد السياسات الائتمانية لدعم الفقراء وتحفيز الإنتاج.

The post الدعم النقدي ليس الحل.. صلاح هاشم يضع روشتة للقضاء على شبح الفقر – (حوار) appeared first on المنتدي الاستراتيجي للسياسات العامة و دراسات التنمية.

]]>
8371
الدولة والفئات الأولى بالرعاية .. https://draya-eg.org/2025/01/09/%d8%a7%d9%84%d8%af%d9%88%d9%84%d8%a9-%d9%88%d8%a7%d9%84%d9%81%d8%a6%d8%a7%d8%aa-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d9%84%d9%89-%d8%a8%d8%a7%d9%84%d8%b1%d8%b9%d8%a7%d9%8a%d8%a9/ Thu, 09 Jan 2025 13:18:09 +0000 https://draya-eg.org/?p=8368 من أسبوع تقريباً أصدرت منظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة ” الفاو ” تقريراً صادماً عن الأمن الغذائي وسوء التغذية في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا. وبصرف النظر عن الأرقام الصادمة التي عرضها التقرير فيما يتعلق بالفئات التي تعاني من غياب كامل للأمن الغذائي؛ فقد لفت انتباهي تقسيم التقرير للشرائح التي تعاني من فقدان الأمن …

The post الدولة والفئات الأولى بالرعاية .. appeared first on المنتدي الاستراتيجي للسياسات العامة و دراسات التنمية.

]]>
من أسبوع تقريباً أصدرت منظمة الغذاء والزراعة التابعة للأمم المتحدة ” الفاو ” تقريراً صادماً عن الأمن الغذائي وسوء التغذية في منطقة الشرق الأدنى وشمال إفريقيا. وبصرف النظر عن الأرقام الصادمة التي عرضها التقرير فيما يتعلق بالفئات التي تعاني من غياب كامل للأمن الغذائي؛ فقد لفت انتباهي تقسيم التقرير للشرائح التي تعاني من فقدان الأمن الغذائي .. الأمر الذي دفعني إلى السؤال عن ماهية الفئات الأولى بالرعاية والتي على أساسها تتحدد سياسة الدولة في تقديم الدعم سواء كان هذا الدعم نقدياً أو دعم سلعي.؟
وفى الحقيقة يُعد مفهوم الفئات الأولى بالرعاية مفهوماً حديث نسبياً.. استخدمته مصر في 2015 تزامناً مع تنفيذ الدولة لبرنامج الدعم النقدي المشروط ” تكافل وكرامة ” والذى بناءً عليه تم تحديد الفئات الأولى بالرعاية، باعتبارها الفئات العاجزة عن اشباع احتياجاتها الأساسية أو تلك التي لا تملك الحد الأدنى من الأدوات والقدرات التي تسمح لها بالعيش الكريم.. وقبل 2015 كانت الدولة تستخدم مفهوم ” دعم المستحقين ” والذى لاقى انتشاراً واسعاً في معظم الأدبيات والسياسات المعنية بالدعم المادي والسلعي. ونظراً لعدم وجود مقاييس دقيقة لتحديد الفئات المستحقة للدعم ..فقد وجدت الحكومات استحساناً في تبني مفهوم الفئات الأولى بالرعاية كبديل لمفهوم دعم المستحقين.
وهذه الشريحة من المواطنين التي تستهدفها الحكومة بتقديم الدعم هي ذاتها التي كانت تستهدفها الحكومات المصرية المتعاقبة من الخمسينيات من القرن الماضي وحتى تاريخه .. وحيث لأن التقارير الإحصائية التي يصدرها الجهاز المركزي للمحاسبات تُشيرُ إلى أن حجم هذه الشريحة في تزايد مستمر؛ فقد يُؤشر ذلك على أن السياسات التي تتبعها الحكومة تسير في الاتجاه المعاكس، وأنها لم تنجح في تجفيف منابع الفقر بل تزيد من معدلاته ..! وكذلك يُؤشرُ على أن الحكومات المتعاقبة في مصر لم تقم بأي قياسات لتقييم مدى نجاح سياستها في الحد من الفقر .. وفي أحسن الحالات فإنها تستعين بمقيميين من داخلها وليس مقيميين من الخارج، يتسمون بالحيادية والموضوعية في تقييم سياستها في الحد ممن الفقر؛ مما يجعل نتائج التقييم مطابقة لرغبات ومصالح صناع القرار.!
وحتى نكون أكثر موضوعية فأقصى ما حققته هذه السياسات هي أنها خففت من تداعيات الفقر على الفقراء، لكنها لم تحد من الإحساس به، بل عمقت من جذور الفقر بالشكل الذي جعل من الصعوبة بمكان استئصاله..!
ورغم أهمية تحديد الفئات الأولى بالرعاية إلا انه لا يوجد ثمة اتفاق على المفهوم عالمياً. وغالباً ما تُحدد كل حكومة المفهوم في ضوء فلسفتها الاقتصادية وحجم الموارد المتاحة لديها للحد من تداعيات الفقر .. فمثلاً منظمة الفاو قسمت الفقراء إلى ثلاثة شرائح أو فئات. أولها الشريحة التي تعاني من الجوع أو من سوء التغذية ويقصد بهم الأشخاص الذين لا يحصلون من الغذاء المتوفر لهم على السعرات الحرارية الكافية لنشاطه واحتياجاته الجسدية على مدى اليوم. وأشار التقرير إلى أن هذه الشريحة يصل حجمها إلى 8.5 % من سكان مصر أي حوالي 9.4 مليون مواطن يعاني من سوء التغذية.
أما الفئةُ الثانية فقد حصرها التقرير في الشريحة التي لديها حد الكفاف، وهم الذين يعانون من الانعدام الحاد للأمن الغذائي. وأشار التقرير إلى أن 11.5 مليون مواطن في مصر يعانون من الانعدام الحاد للأمن الغذائي . أما الفئة الثالثة فحصرتها الفاو في الشريحة التي تعاني من الانعدام المعتدل للأمن الغذائي، والتي قد يتحمل أصحابها غياب حد الكفاف بالأيام, ووصل عددهم حسب التقرير التي أصدرته الفاو مؤخراً حوالي 33 مليون نسمة.
وبناء على هذا التقسيم فإن منظمة الفاو ترى أن 53 مليون من المصرين يستحقون الدعم الغذائي في مصر .. وأن هذه الشريحة في تزايد مستمر، في ظل ارتفاع معدلات التضخم وغلاء الأسعار التي تتزايد بشكل جنوني .. وإذا كان الجهاز المركز للتعبئة العامة والإحصاء قد أعلن في أحدث تقاريره أن نسبة الفقراء في مصر تجاوزت 32.4%. فهذا يعنى أن حوالي 20 مليون مواطن مصري مهددون بالفقر .. الأمر الذي يجعلنا نتسأل عن أي الفئتين هنا أولى بالرعاية في ظل ارتفاع معدلات التضخم ..؟ علماً بأن اعتبار الفئة الأُولى العاجزة هي الأولى برعاية الدولة، لا يضمن حماية المهددين بالفقر من الوقوع في شراكه ..!
ولعل الفئة الأولى هي من كانت محط اهتمام الدولة منذ بداية الخمسينيات من القرن السابق .. فقبل ثورة يوليو أصدرت حكومة الوفد في عهد الملك فاروق قانوناً للدعم النقدي معني بتقديم معاشات اجتماعية للفئات غير القادرة على اشباع احتياجاتها الأساسية، وتم تمويله من الموازنة العامة للدولة بكلفة 0.5% من الدخل القومي. واستمر الدعم النقدي لهذه الفئة في عهد عبد الناصر مع تركيز أوسع على دعم الغذاء .. وفي عهد السادات تم تعديل نظام الدعم النقدي (المعاشات الاجتماعية) مرتين، الأولى سنة 1975 بإدخال الأرامل والمطلقات على الفئات المستحقة، والثانية كانت بعد انتفاضة 1977 حيث حاول السادات امتصاص غضب المواطنين؛ فوحد قيمة المعاشات بين القاهرة والمحافظات وعمل على رفع قيمته.
علماً بأن ارتفاع قيمة المعاش أو التوسع في السلع المدعومة معناه أن هذه الشريحة من الفقراء بدأت في الاتساع، كمان أن ارتفاع معدل التضخم والذي صاحبه زيادة في الأسعار؛ عادة ما يتطلب زيادة كبيرة في قيمة المعاش .
وفي عهد مبارك استمر صرف المعاشات الاجتماعية أو الدعم النقدي غير المشروط بنسب إنفاق إجمالية لا تتعدى 0.1 % من إجمالي النفقات العامة. رغم أن معدلات الفقر كانت في تزايد كبير حتى وصلت حوالي 16 % في نهاية حكم مبارك.!
وهنا نستطيع القول أن التركيز على تقديم الدعم النقدي للفئات التي لا تستطيع فقط تلبية احتياجاتها اليومية دون الالتفات إلى الفئات المهددة بالفقر لا ينهى الفقر بل يكرس وجوده ويعزز الإحساس به. علماً بأن الإحساس بالفقر أخطر على الاستقرار الاجتماعي والسياسي من الفقر نفسه.
وبالرجوع إلى التقرير الذي أصدرته منظمة ” الفاو” فإن الحكومة الحالية تقدم الدعم للفئات التي تقع تحت خط الفقر فقط، والتي تعاني من انعدام حاد في الأمن الغذائي والتي حددها التقرير في 20 مليون مواطن .. وهو في الغالب اجمالي عدد المستفيدين من برنامج تكافل وكرامة .. والذى يكلف الدولة تقريباً 41 مليار جنيه سنوياً، ويستفيد منه حوالي4.7 مليون أسرة، بإجمالي 20 مليون مواطن .. والخلاصة في ذلك أن الحكومات المتعاقبة في مصر لا زالت تعتقد أن الفقر في مصر عبارة عن عاهة مستديمة تلازم أصحابها حتى الموت ..
وفي حين يشير تقرير الدخل والانفاق الذى يصدره الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء كل عامين أن معدل الفقر في مصر وصل إلى حوالي 32.4 % .. يعنى حوالي 35 مليون مواطن .. يحصل فقط منهم على دعم نقدي 20مليون فقط، ويظل هناك 15 مليون مواطن يستحقون الدعن النقدي ولكن لا يحصلون عليه..! فإن منظمة ” الفاو” ترى أن 53 مليون مواطن يستحقون الدعم. وفي نفس التوقيت تشير تقارير صندوق النقد الدولي إلى أن 60 % من المواطنين في مصر يستحقون الدعم النقدي.. مما يؤكد على أن معايير تقييم حالة الفقر في مصر ليست واحدة .. وأخطر ما في الموضوع أن معايير التقييم هذه عادة ما يشوبها حس سياسي؛ مما يجعل من الصعوبة بمكان تحديد الفئة المستحقة للدعم وكذلك تحديد حجم الدعم الذي يحتاجونه ..!
وربما يروق هذا التقسيم للفئات الأولى بالرعاية لكثير من الحكومات في ظل محدودية الموارد المتاحة لكل حكومة، وفى ضوء قدرتها المالية على الدعم .. إلا أنني أرى أن كل هذه التقسيمات لا تجفف منابع الفقر بقدر ما تخفف من تداعياته.
ويتبقى تقسيم أخر للفئات الأولى بالرعاية من الأهمية أن يؤخذ في الإعتبار. حيث يتم تقسيم المجتمع اقتصادياً إلى ثلاثة فئات. الفئة الأولى وهي الفئة القادرة على الادخار والفئة الثانية هي الفئة التي تشبع احتياجاتها بالكاد دون قدرة على الادخار. أما الفئة الثالثة فهي الفئة التي لا تستطيع اشباع احتياجاتها الأساسية … وفى ظل ارتفاع معدلات التضخم وحين يكون معدل الانفاق أعلى من مستوى الدخل؛ تتقلص قدرة المواطنين على الإدخار .. وتتأكل الفئة الثانية لصالح الفئة الثالثة .. وهنا نتسأل عن أي الفئات الثلاثة هذه أولى بالرعاية ..؟
وأتصور أن الحديث عن التنمية المستدامة يتطلب اعتبار الفئة غير القادرة على الإدخار هي الفئة التي يجب أن تكون هي الفئة الأولى بالرعاية .. فلو افترضنا مثلاً أن القادرين على الادخار 10 % فقط فإن هذا يعنى أن من لهم مستقبل لا تتجاوز نسبتهم 10%، وهذا أمر في غاية الصعوبة؛ إذ يهدد مستقبل المجتمع ويضع مستقبل أبناءه على المحك. ومن ثم فيجب على الحكومات التي تحلم بالنهضة والخروج من براثن الفقر أن تهتم برفع قدرة المواطنين على الادخار بدلاً من أن تخلق لهم ظروفاً تجبرهم على استنزاف مدخراتهم لإشباع احتياجاتهم اليومية.. علماً بأن اتساع مساحة الفئة القادرة على الادخار يكون عادة يتسبب في تحسين أبناء الطبقة الوسطى الذين هم في الفئة الثانية؛ مما ينعكس إيجابيا على تحسين الأحوال المعيشية للفقراء ويعمل على تقليص أعدادهم.
حيث أثبتت التجارب العملية العالمية أن إعطاء الأولوية للفئة العاجزة عن اشباع احتياجاتها دون غيرها وعلى حساب الفئات الأولى لا يعالج مشكلة الفقر، بل يكرس وجود الفقر، ويجعل منه مرض عضال لا يمكن الشفاء منه .. وبناء عليه يجب أن تستهدف سياسات الحماية الاجتماعية أمرين أولهما زيادة قدرة المواطنين على الادخار وثانيهما زيادة قدرة الفقراء على الإنتاج وتملك الأصول دون الاعتماد على الدعم النقدي حتى وإن كان مشروطاً.

The post الدولة والفئات الأولى بالرعاية .. appeared first on المنتدي الاستراتيجي للسياسات العامة و دراسات التنمية.

]]>
8368
الشرق الأوسط على صفيح ساخن مابين حروب وإبادة..ومستقبل لاوضوح له https://draya-eg.org/2024/12/15/%d8%a7%d9%84%d8%b4%d8%b1%d9%82-%d8%a7%d9%84%d8%a3%d9%88%d8%b3%d8%b7-%d8%b9%d9%84%d9%89-%d8%b5%d9%81%d9%8a%d8%ad-%d8%b3%d8%a7%d8%ae%d9%86-%d9%85%d8%a7%d8%a8%d9%8a%d9%86-%d8%ad%d8%b1%d9%88%d8%a8-%d9%88%d8%a5%d8%a8%d8%a7%d8%af%d8%a9-%d9%88%d9%85%d8%b3%d8%aa%d9%82%d8%a8%d9%84-%d9%84%d8%a7%d9%88%d8%b6%d9%88%d8%ad-%d9%84%d9%87/ Sat, 14 Dec 2024 23:33:29 +0000 https://draya-eg.org/?p=8335 لم تهدأ منطقة الشرق الأوسط منذ عقود من الزمان مابين ثورات وحروب مستمرة ، وأوضاع اقتصادية عالمية تعصف بدولهاـ إلا أن الوضع اليوم أصبح أكثر مأساوية عن أي وقتٍ مضى؛وسط فشل عميق وكبير لكافة الجهود الدولية لاحتواء الأزمات المتلاحقة ووجود أسئلة عميقة عن مدى فاعلية القانون الدولي والمنظمات الدولية للحفاظ على أبسط الحقوق البشرية ألا …

The post الشرق الأوسط على صفيح ساخن مابين حروب وإبادة..ومستقبل لاوضوح له appeared first on المنتدي الاستراتيجي للسياسات العامة و دراسات التنمية.

]]>
لم تهدأ منطقة الشرق الأوسط منذ عقود من الزمان مابين ثورات وحروب مستمرة ، وأوضاع اقتصادية عالمية تعصف بدولهاـ إلا أن الوضع اليوم أصبح أكثر مأساوية عن أي وقتٍ مضى؛وسط فشل عميق وكبير لكافة الجهود الدولية لاحتواء الأزمات المتلاحقة ووجود أسئلة عميقة عن مدى فاعلية القانون الدولي والمنظمات الدولية للحفاظ على أبسط الحقوق البشرية ألا وهو الحق في الحياة.
لقد مثل تاريخ السابع من أكتوبر تغييرًا للعبة في الشرق الأوسط، وأصبح من الواضح أنه على مدى الأشهر الاثني عشر الماضية تم تجاوز العديد من الخطوط الحمراء، مما قد يؤدي إلى جلب الشرق الأوسط بأكمله إلى شفا حرب أوسع.ولكن ليس من الواضح كيف سيعيدون تشكيل التوازنات الجيوسياسية في المنطقة.
منذ هذا التاريخ والشرق الأوسط بأكمله على صفيح ساخن ، فمع العدوان الاسرائيلي على غزة واعمال القتل والإبادة الجماعية المستمرة منذ أكثر من عام فتحت إسرائيل أكثر من جبهة في المنطقة فشنت حربها على لبنان مطلع سبتمبر من العام الجاري 2024، فضلاً عن ضرباتها وحلفائها على اليمن وسط تصاعد للصراع مع ايران وشنها لحملة من الاغتيالات لعدد من الشخصيات الهامة، ووصولاً اليوم لمحاولة جر سوريا إلى خندق حرب جديدة مع المنظمات الإرهابية.
ومع تصاعد حدة الصراعات والحروب في المنطقة وتنوع الجهات الفاعلة مابين الدول والمجموعات المسلحة والمليشيات، فضلاًعن تعثر الجهود الدبلوماسية لإنهاء هذه الأعمال العدائية مراراً وتكراراُ ، لتعاني المنطقة اليوم من خسائر مادية ومعنوية هائلة تجعلها تقف على حافة الانهيار وسط تهديد خطير للاستقرار الجماعي والسلام والتنمية وتمديد حرب الاستنزاف تلك بلا نهاية واضحة في الأفق .
هذه الهاوية دفعت لها العديد من العوامل التي يمكن من خلال دراستها وتحليلها ووضع توصيات للتغلب عليها من التعافي والخروج من هذه الأزمة الخانقة بمساعدة دول العالم وعلى راسهم القاهرة وعمًان كقائدتين رئيسيتين في الأزمات الراهنة.
في هذا السياق، يُصدر المنتدى الاستراتيجي للسياسات العامة ودراسات التنمية “دراية” ورقة بحثية تتناول بالبحث والتحليل الأسباب الجذرية للوضع الراهن في المنطقة،واستعراض عام لأزمات المنطقة في كل من غزة ولبنان وسوريا، وماترتب عليها من تداعيات لكل منها، وتسليط الضوء على سيناريوهات المستقبل لهذه الأزمات وكذا دور مصر والأردن لحلحلة الوضع في غزة باعتبار انهما دولتان ذات جوار اقليمي مباشر، فضلا عن المبادرة المصرية المطروحة لإنهاء الحرب على غزة.

وقد توصلت الورقة لعدد من التوصيات علًها تجد صداها لإنهاء هذا الوضع المحتدم في منطقتنا، وذلك على النحو التالي:

– على الولايات المتحدةأن تلعب دور أكثر حيوية من خلال اتخاذ خطوات دبلوماسية مع طهران مما يشجعها على إنهاء الحروب بالوكالة في المنطقة وتمهيد الطريق لتحقيق الاستقرار في المنطقة.
– على الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل بكل السبل لإجبارها على القبول بالتفاوض واتخاذ الحلول السياسية اللازمة لإنهاء الصراعات الحالية، ووقف أية مغامرات عسكرية منشأنها أن تؤدي لسباق تسلح تقليدي ونووي- قد يخرج عن السيطرة.
– يجب على مصر والأردن مواصلة جهودهما الداعمة لتحقيق السلام وإنهاء الحرب والصراعات الجارية، والتعاون في ذلك مع شركاء إقليميين ودوليين لإجبار تل أبيب على قبول السلام والحل السياسي للخروج من الأزمة الراهنة.
– على الجامعة العربية أن تتخذ خطوات ملموسة لحل الازمات العربية من خلال الدعوة لصياغة سياسة عربية شامة لحل الأزمات الراهنة تتحرك وفقاً له الدول العربية في عملية التفاوض السياسي.

– التأكيد على رفض التدخل الأجنبي بالدول العربية او المساس بسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها.
– أهمية الدفع قدما في تنفيذ حل الدولتين واستخدام كافة أوراق الضغط الدبلوماسية والاقتصادية لإجبار اسرائيل على القبول به وإنهاء هذا الوضع المتأزم.
– حث القوى الدولية الفاعلة على ضرورة التحرك لإنهاءأزمات المنطقة وعلى رأسها الأزمة الفلسطينية.
– الدعوة لعقد مؤتمرات دولية للبحث ماذا بعد انتهاء الحرب في كل من غزة ولبنان وتخصيص صندوق لإعادة إعمار لما دمرته الحرب.
– أهمية العمل والتنسيق مع القوى الاقليمية – إيران وتركيا- لإنهاء الازمة في سوريا قبل أن تقع الدولة السورية في براثن حرب أهلية أخرى، أو تكون فريسة للجماعات المسلحة وذلك عبر اتفاقيات مكتوبة وذات ضمانات دولية.
– أهمية تأسيس تحالف عربي – عربي من كل من مصر والعراق والأردن والسعودية لدعم الدولة السورية عبر إطلاق عملية سياسية شاملة لتوحيد الفصائل السورية ودمج المليشيات المسلحة تحت عباءة الجيش وضمان الانتقال السلمي والسلس للسلطة.
– أهمية العمل على إحياء مبادرة إقامة قوة عربية مشتركة داعمة للجيوش العربية المنهكة، لتحل محل المليشيات المسلحة التي أنهكت الدول العربية عبر توريطها في أزمات لاتنتهي.

أولاً الأسباب الجذرية للوضع الراهن:
بداية هذه الأسباب تكمن في شخصية رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة التي ترفض حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولة مستقلة على طول حدود عام 1967. وقد استخدمت هذه الحكومة القوة العسكرية لإعادة احتلال قطاع غزة، وإخضاع سكانه، وتسهيل التوسع الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وبالتالي تقويض الحل السلمي للصراع المنصوص عليه في اتفاقيات أوسلو. ويمتد هذا النهج المنهجي للعنف إلى ما هو أبعد من الأراضي الفلسطينية.
ففي لبنانحاولت إسرائيل خرق كل الاتفاقيات الدولية المنصوص عليها لتسوية الوضع بين الجانبين؛ من خلال إجراءاتها التي أودت بحياة السكان إما بالتهجير أو بالقصف والاستيلاء على أراضيهم، وانتهاك السيادة اللبنانية وتهديد الأمن، وكل ذلك بهدف فكيك القدرات العسكرية والتنظيمية والمالية لحزب الله؛ وإبعاد المجموعة عن المناطق الحدودية؛ ومنع الأسلحة الإيرانية من الوصول إلى إسرائيل مرة أخرى. كما نفذت إسرائيل ضربات متكررة على حلفاء إيران وأصولها في سوريا واليمن على أمل الحد من نفوذ طهران الإقليمي.
والمراقب لهذه التطورات يدرك أن نتنياهو يعمد إلى إطالة زمن الحرب بما يضمن بقاءه في السلطة لأطول فترة ممكنة، كما أن حلفاء إسرائيل لا يرون أية مشكلة من إطالة وتوسيع دائرة الحرب- وإن اختلفت تصريحاتهم عن هذه الحقيقة.
الواقع أن إسرائيل ترفض المفاوضات والتسويات السياسية حتى أنها في الهدنة الأخيرة المعلنة في لبنان تمهيداً للتوقيع على وقف دائم لاطلاق النارارتكبت العديد من الخروقات، حيث أنها تسعى بشتى الطرق للقضاء على خصومها واستسلامهم دون شروط وصياغة اتفاقيات وفقا لشروطها الخاصة .وعلاوةً على ذلك، تسعى إسرائيل إلى تحويل ميزان القوى الإقليمي لصالحها ضد إيران من خلال ممارسة الضغط العسكري لتجميد البرنامج النووي الإيراني، وتقييد قدراتها العسكرية، وتقليص نفوذها الإقليمي من خلال تفكيك شبكتها المسلحة.
لقد تجاهلت إسرائيل في حروبها في المنطقة التكاليف المادية والبشرية الهائلة أملاً في تحقيق هدفها بالقضاء على قدرات حماس وحزب الله ، وترى أن وقف العمليات العسكرية دون فرض استسلام كامل يعني قدرة هذه المليشيات على استئناف الهجمات الصاروخية وبالطائرات المسيرة وهو مايهدد أمن إسرائيل؛ وتجاهلت الدولة العبرية حقيقة مفادها ان الأسلحة وحدها لاتضمن الأمن أو الحماية أو الاستمرار في سلام دون وجود حل سياسي حقيقي قابل للتطبيق يشمل ويحقق الأمن لسكان المنطقة جميعهم وليس للإسرائيليين وحدهم.
أما العامل الثاني فهو المتمثل في سياسات الجمهورية الاسلامية الايرانية، فمنذ الثمانينات وإيران تستغل الأوضاع القائمة في المنطقة لإقامة شبكة تحالفات مع الحركات المسلحة والمليشيات الشيعية لتكون خط الدفاع الاستراتيجي الأول ضد خصومها الإقليميين والدوليين الرئيسيين ( العراق في عهد نظام الرئيس صدام حسين، والسعودية اسرائيل والولايات المتحدة).
ولتحقيق مآربها استثمرت إيران مواردها العسكرية والآلية واللوجيستية في مجموعات مثل حزب الله في لبنان والحوثيين في اليمن، فضلاً عن دعم المليشيات الشيعية في العراق وسوريا ، وأوكلت إليهم تنفيذ مهام إما داخل دولهم أو حتى في أنحاء المنطقة، بهدف تأكيد هيمنة النفوذ الشيعي والتأكيد على قدرةإيران في الدخول في مواجهة غير مباشرة مع اسرائيلي بما يهدد مصالحها والمصالح الأمريكية في المنطقة .
وعلى صعيد القضية الفلسطينية، قدمت طهران الدعم المالي والعسكري والموارد التكنولوجية لحماس وغيرها من الفصائل الفلسطينية الرافضة للتسويات السياسية ومبدأ حل الدولتين، وتحتضن المقاومة المسلحة في حين أنها لاتدعم حركات التحرر السلمية المتبنية لسياسات المقاطعة والمقاومة السلمية، الأمر الذي صب في مصلحة الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة التي ترغب في إنهاء فكرة حل الدولتين بالأساس وترى أن الشعب الفلسطيني شعب لاأرض له، الأمر الذي فاقم من معاناة هذا الشعب الذي ظل محاصراً في حلقة مفرغة من الصراعات المتكررة.
كما لعبت إيران دوراً مزعزعاً في عدد من الدول العربية كلبنان سوريا والعراق واليمن من خلال ميليشياتها المسلحة، وانتهكت أمن وسيادة وسلامة هذه الأراضي بحجة الوقوف أمام الهجمات الاسرائيلية والأمريكية وإن كانت في الحقيقية تدافع عن أصولها الاستراتيجية من مخازن أسلحة أو مرافق حيوية ( قد تكون من ضمنها منشآت نووية ونفطية).
وعليه أصبحت إيران وإسرائيل طرفان في معادلة حرب الاستنزاف الدائمة التي تهدد السلام والاستقرار والتنمية المستدامة في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط، لتنتهج الدولتان النهج العسكري لتنفيذ استراتيجيتهما في تحقيق أهدافهما في صراعات تتطلب في الواقع حلولاً سياسية. كما أن دعم ايران للمليشيات المسلحة إما يقوض الحكم والأمن في جيرانها الاقليميين ( لبنان والعراق واليمن) أو يؤدي لتآكل فكرة حل الدولتين من خلال عسكرة المقاومة الفلسطينية لتحقق بذلك أهداف الحكومة اليمينة الاسرائيلية المتطرفة وهو مايرسخ حلقة الدمار في المنطقة .
العامل الثالث ويكمن في دور الولايات المتحدة، فالقوة العظمى لم تتمكن حتى هذه اللحظة من إحلال السلام في المنطقة؛ بل إنها تناقض نفسها فما بين دعواتها للتهدئة ووقف الحروب الاسرائيلية على دول المنطقة من جهة، ودعم متواصل لإسرائيل بالسلاح وأحدث المعدات والصواريخ والطائرات ، فضلاً عن عدم لعبها دوراً أكبر لاحتواء حرب الاستنزاف في المنطقة رغم ماتمتلكه من حضور عسكري وأمني ودبلوماسي كبير في المنطقة لتساهم هي في استمرار هذه الحروب، رغم قدرتها على استخدام نفوذها لإجبار اسرائيل على وقف أعمالها المدمرة وإنهاء مساعيها الحالية للقضاء على الدولة الفلسطينية بالكامل من خلال التوسع ببناء المستوطنات وضم أجزاء من غزة والضفة الغربية؛والعمل على الحد من عنفالمستوطنين في الضفة الغربية والقدس ووقف توغل الدبابات في الأراضي اللبنانية، خاصة وأن التمويل والتسليح الأمريكي لإسرائيل يشكل عنصراًهاماً في تغذية القوة العسكرية الإسرائيلية.
وعليه فالولايات المتحدة قادرة على إجبار إسرائيل على الجلوس على طاولة المفاوضات للتوصل لحل سياسي، ولكنها ورغم استخدام ذلك في لبنان،إلا أن هذه الجهود لاتزال مهددة بعدم الاستمرار مما يعني أن الولايات المتحدة لم تمارس ضغطاً كافياً لإنهاء هذه الحرب، ويبدو أن الإدارة الديمقراطية الحالية والجمهورية القادمة مترددة في لعب هذا الدور والعمل على صياغة رؤية دبلوماسية شاملة لإنهاء معاناة شعوب المنطقة، والتي يمكن من خلالها إحياء مبادئ مثل الأرض مقابل السلام ودعم حل الدولتين وتعزيز الترتيبات الأمنية الإقليمية بالتعاون مع الزعماء الإقليميين الرئيسيين كبدائل قابلة للتطبيق للحرب والعمل العسكري والصراع الذي لا ينتهي.خاصة وأن العمل والتعاون مع الزعماء الاقليميين الرئيسيين قد يساهم في احتواء طموحات طهران وتحجيم دور ميليشياتها المسلحة في المنطقة،في ضوء ما أبدتهالدول الاقليمية الرئيسية من مرونة لتجاوز الخلافات والعداء التاريخي مع طهران والبدء في مسار جديد للعلاقات الثنائية، كما برز في الاجتماعات المصرية الإيرانية الأخيرة، واتفاقية مارس 2023 بين المملكة العربية السعودية وإيران لاستعادة العلاقات الدبلوماسية والحد من مستويات الصراع في اليمن.
الواقع أن واشنطن لم تعد ترى في منطقة الشرق الأوسط سوى الدمار ولم تعد توليها الاهتمام الكافي في ظل تركيز أولوياتها على معالجة المنافسة الاقتصادية والتكنولوجية والاقتصادية والعسكرية المتزايدة مع الصين، وتحجيم النفوذ الروسي الذي تراه مهددا لمصالحها ومصالح حلفائها الغربيين.
مستقبل المنطقة في عهد ترامب (الولاية الثانية):
فيما يتعلق بإسرائيل، فعلى الرغم من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال حملته الانتخابية عن سعيه لإنهاء الحروب والنزاعات بالمنطقة إلا أنه مطلع ديسمبر 2024 وبعد حفلِ العشاء الخاص الذي أقامه دونالد ترامب “على شرف” السيّدة سارة نتنياهو، خرج علينا الرئيس الأمريكي المُنتخب فورًا بتهديدٍ بحرقِ مِنطقة الشّرق الأوسط إذا لم يتم الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في أنفاق قطاع غزة بحراسةِ كتائب “القسّام” و”سرايا القدس” قبل عودته إلى البيت الأبيض يوم 20 من شهر(يناير) المقبل. وذهبترامب إلى ما هو أبعد من ذلك عندما توعّد فصائل المُقاومة الفِلسطينيّة بدفعِ ثمنٍ باهظٍ إذا لم يتم إطلاق سراح الرّهائن المُحتَجزين، ووجّه تهديداته بشكلٍ خاص إلى قادة حركتيّ “حماس” و”الجهاد الإسلامي”.
وعليه فهذا يخالف ماكان قد أعنه خلال حملته الانتخابية في إبريل 2024 عندما أكد أن إسرائيل بحاجة إلى “إنهاء ما بدأته” و”إنهائه بسرعة”، مشيرًا إلى أنها “تخسر حرب العلاقات العامة” بسبب الصور القادمة من غزة”.
بل إن هناك مخاوف من أن يسمح ترامب لإسرائيل بضم أجزاء من الضفة الغربية المحتلة، وهو ما من شأنه أن يعني “نهاية حل الدولتين”.
فخلال فترة ولايته الأولى، اتخذ ترامب عدة خطوات لصالح إسرائيل. ففي عام 2017، اعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، مخالفًا بذلك عقودًا من السياسة الأمريكية والإجماع الدولي. كما اعترف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان، التي استولت عليها من سوريا خلال حرب عام1967.
ومع ذلك فالتوترات في هذه المنطقة قد لاتكون محببة لترامب الذي لايريد الانخراط مرة أخرى في حروب بالمنطقة ويريد استكمال صفقات التطبيع التي بدأها خلال الفترة الأولى من ولايته؛ وهو ماقد يدفعه لإجبارإسرائيل على إنهاء حروبها بالمنطقة وإنهاء اي احتمالات لمواجهات عسكرية بينإيران وإسرائيل .
أما فيما يخص إيران فلم تؤدٍ سياسة الضغط الأقصى التي اتبعها ترامب خلال ولايته الاولى من الاستمرار قي تحقيق الأهداف رغم أنه تمكن خلال فترة ما من شلً اقتصادها وزيادة الضغط عليها بعد إلغاء الاتفاق النووي معها، الا أنه وبالمقابل تمكنت طهران من تعميق علاقاتها بكل من روسيا والصين وكوريا الشمالية واستطاعت التركيز على رفع قدراتها النووية، كما اتخذت خطوات ملموسة لإنهاء حالة عدائها مع العديد من دول الاقليم وعلى رأسها السعودية ومصر.
هذه العوامل الثلاثة مجتمعة لعبت دوراً هاماً في تصعيدأزمات المنطقة والاستمرار في حرب استنزاف طويلة الأمد لاأفق لنهايتها.
ثانياً: استعراض الوضع العام بالمنطقة:
قبل السابع من أكتوبر حاولت دول المنطقة الخروج مما ألم بدول العالم بعد كورونا والتحولات الجيوسياسية على جميع الأصعدة وأدرك الفاعلون الدوليون أهمية تعزيز التعاون الإقليمي وهو مابرز في محاولات دول الإقليم الرئيسية مصر والسعودية من إبرام اتفاقيات دبلوماسية لخفض التصعيد مع طهران وبدء مرحلة من التعاون والتنسيق؛ بل وكان اتفاق التطبيع بين السعودية وإسرائيل على خطى التنفيذ استكمالاً لصفقاتالتطبيع التي بدأت في عهد ترامب ليأتي طوفان الأقصى ويعيد للمشهد القضية الفلسطينية ويؤكد أنه لااستقرار في المنطقة دون حل للقضية الفلسطينية .
وعلى الرغم من أن اتفاقيات التطبيع واتفاقيات السلام مع القاهرة وعمًانلم تتأثر بالعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة،إلا أن العلاقات العربية شهدت مرحلة من التوتر غير المسبوق في ظل هذا العدوان الوحشي والمتسبب في معاناة مايزيدعن مليوني فلسطيني في القطاع. وفي حين يدرك الزعماء العرب في الشرق الأوسط بشكل متزايد أن القضية الفلسطينية لم يعد من الممكن إهمالها وتتطلب حلاً عاجلاً، فإنهم لا يملكون نفوذاً فعالاً لإجبار إسرائيل على القدوم إلى طاولة المفاوضات، أو التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة. وعلى الرغم من المشاركة القوية من جانب مصر وقطر في جهود الوساطة، فإن كل محاولات التفاوض التي جرت منذ بداية العام باءت بالفشل. كما حاولت الرياض لعب أوراقها، وإن كانت دون جدوى، من خلال الإبقاء على إمكانية التوصل إلى اتفاق مع إسرائيل في مقابل الاعتراف بإسرائيل. ولكن إسرائيل في ظل هده الحكومة المتطرفة لا تزال تعارض بشدة حل الدولتين مع الفلسطينيين.
• غزة … والعدوان الاسرائيلي بعد السابع من أكتوبر:
شنت المقاومة الفلسطينية في السابع من أكتوبر 2023، عملية عسكرية واسعة ضد إسرائيل، أطلقت عليها معركة “طوفان الأقصى”، وشملت إطلاق آلاف الصواريخ والقذائف باتجاه مواقع إسرائيلية، وتنفيذ عمليات تسلل جوية وبرية وبحرية، واقتحام مستوطنات ومراكز عسكرية في غلاف غزة، كما أسفرت عن قتلى وجرحى وأسرى إسرائيليين بيد المقاومة.وفي اليوم نفسه، أعلنت إسرائيل حالة حرب، وتعهدت بالقضاء على حكم حركة حماس وتقويض قوتها العسكرية في القطاع، واستعادة الرهائن الإسرائيليين، وأطلق جيش الاحتلال عملية عسكرية انتقامية ضد القطاع سماها عملية “السيوف الحديدية”.شن حلالها غارات جوية واسعة استهدفت المنازل والمستشفيات والمدارس، مما أدى إلى سقوط مئات الشهداء وآلاف الجرحى، وسط مشاهد من دمار هائل في المباني والمرافق الحيوية.وفي التاسع من الشهر ذاته، فرض الاحتلال حصاراً شاملاً على قطاع غزة، وأغلق كافة المعابر وقطع إمدادات الكهرباء والمياه والغذاء والطاقة عن القطاع، وخلال أيام أمر بإخلاء شمال القطاع، تأهباً لقصفه.وفي 20 أكتوبر 2023، كشف وزير الدفاع الإسرائيلي يوآفغالانت، عن خطة حربية في غزة تتكون من 3 مراحل:
• المرحلة الأولى: تهدف إلى القضاء على المقاومين، وتدمير البنية التحتية لحماس. وتشمل تلك المرحلة قصفاً جوياً كثيفاً يتبعه اجتياح بري للقطاع.
• المرحلة الثانية: تهدف إلى القضاء على جيوب المقاومة، وتتضمن عملياتها قتالاً بوتيرة أقل كثافة من المرحلة الأولى، مع التركيز على ضرب أهداف محددة.
• المرحلة الثالثة: تهدف إلى إنشاء نظام أمني جديد في قطاع غزة، بما يضمن أمن إسرائيل ومناطقها المحيطة بالقطاع.
وفي 27 من الشهر نفسه، بدأت إسرائيل هجوماً برياً واسعاً على شمال القطاع، واستمرت العمليات فيه تحت غطاء ناري مكثف نحو 3 أشهر، نفّذ الاحتلال خلالها هجمات عنيفة، طالت مناطق واسعة وأهدافا مدنية في محافظتي الشمال وغزة. في محافظة الشمال، تبعها انسحاب جزئي من محافظة غزة، ولكنه أعاد توغله فيمواضع أخرى في المحافظتين، فكان يُغيّر تموضعه، وينفذ عمليات سريعة.
وبالتزامن مع انسحابه الجزئي من الشمال، بدأ الجيش الإسرائيلي بالتوغل في وسط القطاع، إذ دارت اشتباكات ضارية، لا سيما في محاور التوغل بمخيمي البريج والمغازي، وفي يناير 2024 احتدم القتال في المناطق الجنوبية، وكثفت القوات الإسرائيلية تحركاتها لتطويق خان يونس.وساهمت الحرب البرية في رفع خسائر الجيش الإسرائيلي، وكان أشدها حتى ذلك الوقت، قتل 21 جنديا إسرائيليا في عملية نفذتها المقاومة في 22 من الشهر نفسه، وفي الوقت نفسه تصاعد عدد ضحايا الحرب من الفلسطينيين، إلى أكثر من 30 ألف شهيد و70 ألف جريح.وفي فبراير واصلت قوات الاحتلال توغلها في مدينة خان يونس وسط قصف مدفعي وغارات جوية عنيفة، وهدمت منازل واستهدفت عدة مستشفيات في المدينة. وفي شمال القطاع، ارتكب الاحتلال مجزرة عرفت بـ”مجزرة الطحين”، استشهد فيها أكثر من 112 فلسطينيا وأصيب ما يقارب 800 آخرين، أثناء انتظارهم الحصول على مساعدات.
وفي أبريل 2024 اقتحم جيش الاحتلال مستشفى الشفاء، بعد أسبوعين من حصاره، مخلفا مئات الشهداء ودمارا واسعا، مما تسبب بخروج المستشفى من الخدمة. كما استهدف الاحتلال سيارة تابعة لمنظمة المطبخ المركزي العالمي في وسط القطاع، أدى إلى مقتل 7 موظفين من فريق الإغاثة، يحملون جنسيات أجنبية متعددة.وعلى الرغم من التحذيرات الدولية، نفذت إسرائيل اجتياحاً برياً في مدينة رفح جنوبي القطاع، في السادس من مايو، وأصدر الجيش أمراً بإخلاء المدينة، مما أجبر النازحين على الانتقال مرة أخرى، في حين هاجم الجيش مناطق مختلفة من المدينة، واستولى على المنطقة الحدودية مع مصر.
هذا وقد أعلن غالانت في يوليو 2024، عن قرب الانتقال إلى المرحلة الثالثة والأخيرة من الحرب، التي وفق تقديرات إسرائيلية، قد تمتد شهورا أو حتى سنوات، ووصفت تلك المرحلة بأنها انتقال من القصف الكثيف إلى عمليات عسكرية دقيقة ومحددة، مع انسحاب الجزء الأكبر من قوات الاحتلال من القطاع.وتمهيداً لتلك المرحلة، كان الجيش الإسرائيلي قد وضع يده على مناطق سيطرة إستراتيجية في القطاع، للاعتماد عليها في المرحلة الثالثة، وهي:
• محور نتساريم: الذي يفصل بين شمال قطاع غزة وجنوبه، وقد أقام فيه الاحتلال ثكنات عسكرية لجنوده، بهدف استخدامها مركزاً لشن عملياته العسكرية.
• محور فيلادلفيا: الذي يمتد 14 كيلومترا على طول الحدود بين مصر وقطاع غزة.
• منطقة عازلة على طول الحدود ما بين القطاع ودولة الاحتلال، تمتد بعمق 800 متر بحد أدنى في أراضي قطاع غزة.
وفي أعقاب الإعلان، واصل الاحتلال الإسرائيلي توغله البري، بالتزامن مع غارات جوية وبحرية كثيفة على مختلف مناطق القطاع، أوقعت أضراراً مادية بالغة وخسائر فادحة في الأرواح.وخلف العدوان الإسرائيلي أكثر من 41 ألف شهيد، منهم نحو 17 ألف طفل وأكثر من 11 ألف امرأة، فضلا عن أكثر من 96 ألف مصاب، و10 آلاف مفقود.ووفقاً للهيئة الدولية للدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني (حشد)، ارتكب الاحتلال خلال الحرب أكثر من 4650 مجزرة بحق المدنيين، الذين تم استهداف معظمهم داخل منازلهم، أو في مراكز الإيواء، أثناء حملة تهجير قسرية، أرغم عليها مليونا إنسان، بنسبة بلغت 90% من المجموع الكلي لسكان القطاع.وارتكب الاحتلال جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان، بما فيها استخدام الأطفال الفلسطينيين وعائلاتهم بانتظام دروعا بشرية أثناء المعارك، بحسب وثائق جمعتها الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال.وقد اعتقلت سلطات الاحتلال 5 آلاف أسير من القطاع، بمقتضى قانون “المقاتلين غير الشرعيين”، ووضعتهم تحت ظروف قهرية بدنية ونفسية قاسية، ومارست عليهم شتى أنواع التعذيب والتنكيل، وواجه بعضهم عمليات اغتصاب وتحرش جنسي.
ولم يسلم العاملون في المنظمات الدولية والإنسانية من نيران الاحتلال، التي قتلت نحو 200 موظف، كما هاجم قوافل الإغاثة ودمر العديد منها، وقتل ما لا يقل عن 172 صحفيا، كان استهداف العديد منهم مباشرا ومتعمدا، كما خرّب البنية التحتية لمعظم المؤسسات الإعلامية، لمنع تغطية الانتهاكات وجرائم الحرب التي يرتكبها.
وقد عمدت إسرائيل إلى قصف المدارس المستشفيات ودور العبادة ومدارس الأونروا -حتى أنه ووفق بيانات الأمم المتحدة، فإن حوالي 11% فقط من قطاع غزة لم يخضع لأوامر الإخلاء، وإلى منتصف سبتمبر، كان هناك أكثر من 55 أمر إخلاء ساري المفعول، يغطي أكثر من 85% من قطاع غزة، وتسببت هذه الإجراءات في وضع مليوني غزي، يشكلون 90% من سكان القطاع، في حالة نزوح مستمر ومتكرر.
وتسببت ممارسات الاحتلال هذه بأزمة إنسانية حادة، وتراجع الأمن الغذائي في القطاع، وصنفته منظمة الصحة العالمية، منذ الأشهر الأولى من الحرب ضمن الترتيب الأسوأ، فقد وصفت حوالي 50% من السكان، بواقع 1.17 مليون إنسان، بأنهم يعيشون في وضع طارئ من حيث الأمن الغذائي.بينما وصفت ربع السكان، أي ما يقدر بأكثر من 500 ألف إنسان، بأنهم في وضع كارثي، وكلا الفئتين تعاني، وفق المنظمة العالمية، من جوع شديد ونقص حاد في الغذاء.حيث يستخدم الاحتلال سلاح التجويع وقطع المعونات عن القطاع للضغط على سكان القطاع.
هذا وقد أعلن مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة، أنه لم يبق في العمل سوى 17 مستشفى من أصل 36 مستشفى، كلها تعمل بشكل جزئي، ولا يعمل سوى 57 من أصل 132 مرفقاً للرعاية الصحية الأولية. ووفقاً للأنروا كان نحو ثلثي المدارس التابعة لها أو التابعة للحكومة في غزة قد تعرض للتدمير، وفي الشهرين التاليين تم قصف أكثر من 20 مدرسة، واستشهد جرّاء ذلك نحو 300 فلسطيني، وأصيب مئات آخرون.
وبحسب البيانات الفلسطينية الرسمية، استشهد في الغارات الإسرائيلية على مدى نحو عام، ما يقارب 10 آلاف طالب مدرسي وأكثر من 650 طالباً جامعياً، وأصيب نحو 17 ألفا من الطرفين، في حين استشهد أكثر من 500 من معلمي المدارس والأساتذة الجامعيين، وأصيب أكثر من 2500 آخرين.وتسببت أزمة النزوح واتخاذ المدارس والمؤسسات التعليمية ملاجئ، واستهدافها بالقصف المستمر، انهيار النظام التعليمي. وبحسب أرقام الوزارة، حُرم 630 ألف طالب مدرسي و88 ألف طالب جامعي من الالتحاق ببرامجهم التعليمية للعام الثاني على التوالي.
لقد حوّلت الحرب مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة إلى ركام، وشمل ذلك، المنشآت الاقتصادية والصناعية والأراضي الزراعية والمدارس والجامعات والمستشفيات والمؤسسات التابعة للأمم المتحدة، وأكثر من 160 مسجداً و3 كنائس و200 مقر حكومي.
وألحقت القوات البحرية الإسرائيلية أضرارا أو دمرت نحو 70% من سفن الصيد. وقضت الضربات المستمرة على قطاع الزراعة، حيث أفاد تقرير صادر عن مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية(أونكتاد) بأن ما بين 80% و96% من الأصول الزراعية في غزة قد دُمر بحلول أوائل عام 2024، بما في ذلك أنظمة الري ومزارع الماشية والبساتين والآلات ومرافق التخزين. وقد أدى ذلك إلى عدم القدرة على إنتاج الغذاء وتفاقمت مستويات انعدام الأمن الغذائي المرتفعة بالفعل.وبحسب بيانات (أونكتاد)، انخفض الناتج المحلي الإجمالي في غزة بنسبة 81% في الربع الأخير من عام 2023، وبحلول منتصف عام 2024، انكمش اقتصاد غزة إلى أقل من سدس مستواه في عام 2022.
وقد قدرت الأمم المتحدة تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة بنحو 40 مليار دولار، وأكدت أن التعافي من الدمار الهائل وغير المسبوق الذي لحق بالقطاع بسبب العدوان الإسرائيلي الممتد قد يستغرق 80 عاما.

وإلى جانب هذا الدمار، صعدت إسرائيل وتيرة الاغتيالات في صفوف قادة المقاومة، فقد اغتال رئيس المكتب السياسي السابق لحماس إسماعيل هنية في 31 يوليو 2024 في إيران، وكان قد اغتال نائبه صالح العاروري في ينايرمن العام نفسه في لبنان.وفي 16 أكتوبر 2024 اعلنت اسرائيل عن اغتيال الفائد العسكري للحركة يحي السنوار.
ومن جانبها، استمرت المقاومة المسلحة في القطاع في عملياتها النوعية فنصبت كمائن وأطلقت صواريخ على مواقع إسرائيلية، مما أوقع خسائر في المعدات والأرواح.وبحسب المصادر الإسرائيلية الرسمية قتل في الحرب، حتى 25 سبتمبر 2024 ما مجموعه 715 جندياً إسرائيلياً، منهم 346 منذ بدء العمليات البرية في غزة، وجرح 4473 جنديا، منهم 2290 منذ بدء الاجتياح البري.
جهود وقف لإطلاق النار:
لم تنجح كل الماراثونات الدبلوماسية في إنهاء الحرب، بل إنه على مدار عام كامللم تحقق المفاوضات سوى عقد هدنة واحدة مؤقتة، بدأت في 24 نوفمبر، واستمرت 7 أيام، أُجريت خلالها صفقة تبادل للأسرى، أطلقت حماس بموجبها سراح أكثر من 100 رهينة إسرائيلي، بينما أفرج الاحتلال عن نحو 240 فلسطينياً، وسمح بدخول مزيد من المساعدات إلى القطاع.
ومؤخراً قدمت إسرائيل اقتراحاً محدثاً للمقترح الذي كان قدمه الرئيس الأمريكي بايدن في 31 مايو 2024، ويشتمل المقترح (خريطة الطريق) على ثلاث مراحل:الأولى تبدأ بوقف إطلاق النار لمدة ستة أسابيع، وبانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة، وبتبادل الرهائن والسجناء بين الجانبين. المرحلة الثانية تتضمن انسحاب الجنود الإسرائيليين بشكل كامل من قطاع غزة، على أن تطلق حماس سراح جميع الرهائن الأحياء الباقين لديها، قبل الانتقال لوقف دائم للأعمال العدائية. أما المرحلة الثالثة من الخطة فتشمل إطلاق عملية إعادة إعمار لقطاع غزة.ويتضمن التحديث إطلاق سراح النساء المحتجزات لدى حماس، وجميع الرجال الأحياء الأكبر من 50 عاما، ومن هم في حالة صحية خطيرة.
ويأتي هذا بالتزامن مع إعلان إسرائيل عن تقسيم القطاع وعدم وجود نية لإعادة سكان الشمال لمنازلهم،حيث كشفت هيئة البث الإسرائيليةأن جيش الاحتلال يعمل على فصل شمال قطاع غزة عن مدينة غزة، ولا يعتزم السماح للنازحين الفلسطينيين بالعودة إلى منازلهم في الشمال. ومنذ أكثر من شهر، يواصل الجيش اجتياحه شمال قطاع غزة. وأنذر الفلسطينيين بالتوجه إلى منطقة المواصي في الجنوب، بزعم العمل على عدم استعادة حركة حماس لقوتها في المنطقة.
هذا وتعمل إسرائيل على تطبيق ما يُعرف بخطة الجنرالات، التي تنص على احتلال شمال القطاع وتحويله لمنطقة عازلة بعد تهجير سكانه، تحت وطأة ما ترتكبه حاليا من قصف دموي متواصل وحصار مشدد يمنع إدخال الغذاء والماء والأدوية.
من الجدير بالذكر انه في 21 من نوفمبر 2024 أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآفغالانت، وقالت إن هناك “أسبابا منطقية” للاعتقاد بأنهما ارتكبا جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في قطاع غزة.وأضافت المحكمة أن “هناك ما يدعو إلى الاعتقاد بأن نتنياهو وغالانت أشرفا على هجمات على السكان المدنيين”.وأوضحت أن جرائم الحرب المنسوبة إلى نتنياهو وغالانت تشمل استخدام التجويع سلاحا للحرب، كما تشمل جرائم ضد الإنسانية والمتمثلة في القتل والاضطهاد وغيرهما من الأفعال غير الإنسانية.كما أصدرت أيضا مذكرة توقيف بحق قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الفلسطينية(حماس)محمد الضيف.
وتأتي المذكرة تنفيذا لطلب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية كريم خان في 20 مايو 2024 بإصدار مذكرات توقيف بحق قادة من حركة حماس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على خلفية هجمات 7 أكتوبر 2023 والحرب على غزة.

توترات إقليمية:
*إيران: على خلفية هذه الحرب تصاعدت التوترات بين إسرائيل وايران منذ اليوم التالي لطوفان الاقصى مابين اغتيالات وقصف صاروخي على أهداف إما داخل الأراضي الإيرانية أو خارجها وسط ردود إيرانية على هذه الضربات والاغتيالات.ففي 8 أكتوبر 2023 أكد الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي أنّ “ايران تدعم الدفاع المشروع للأمة الفلسطينية” عن نفسها.وأضاف أنه “ينبغي تحميل النظام الصهيوني وداعميه مسؤولية هذه القضية”.
وفي 28 أكتوبر، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن “90% من ميزانية حماس العسكرية مصدرها إيران التي تمولها وتنظمها وترشدها، وفق تعبيره.
كما اتهم الحرس الثوري الإيراني في 25 ديسمبر 2023، إسرائيل باغتيال الجنرال رضي موسوي القيادي البارز في فيلق القدس التابع للحرس الثوري بضربة قرب دمشق، متوعدا بالانتقام لمقتله.وفي 20 يناير 2024 قُتل خمسة عناصر في الحرس الثوري، بينهم مسؤولان كبيران بغارة جوية على دمشق نُسبت إلى إسرائيل. وهدد رئيسي بالرد على الهجوم. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه ضرب حوالي 20 هدفاً، بما في ذلك منشآت تصنيع الصواريخ وصواريخ أرض – جو ومواقع عسكرية أخرى.وأكد الجيش الإيراني مقتل أربعة ضباط “أثناء التصدي للضربات بالقذائف”.
وفي الأول من أبريل 2024، أسفرت ضربة على القنصلية الإيرانية في دمشق عن مقتل 7 عناصر في الحرس الثوري الإيراني بينهم اثنان من قادته، وفقا لطهران.ونسبت إيران وسوريا الهجوم إلى إسرائيل، التي لم تؤكد ولم تنف تنفيذه.ثم أعلن الجيش الإسرائيلي أن قتلى الهجوم على القنصلية كانوا “إرهابيين” يعملون ضد إسرائيل.وفي 13أبريل، أطلقت إيران هجوماً بمسيرات مفخخة وصواريخ بالستية باتجاه إسرائيل رداً على الضربة التي طالت قنصليتها.وكان هذا أول هجوم عسكري مباشر تشنه إيران من أراضيها على إسرائيل منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في العام 1979.واعتُرضت غالبية الصواريخ والمسيرات من جانب إسرائيل بمساعدة دول أجنبية بينها الولايات المتحدة، وتوعدت إسرائيل يومها بالرد.وفي 19 أبريل، أعلنت إيران أن انفجارات وقعت في وسط البلاد. وتحدث مسؤولون أميركيون كبار عن هجوم إسرائيلي ردا على الهجوم الإيراني غير المسبوق ضد إسرائيل.
وفي 31 يوليو قُتل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في مقر إقامته في طهران، بعد حضوره حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان، بعملية نسبتها إيران وحركة حماس وحزب الله اللبناني إلى إسرائيل.ولم تعلق تل أبيب على اغتيال هنية، في حين أعلنت رسميا أنها اغتالت القيادي العسكري البارز في حزب الله فؤاد شكر بضربة على الضاحية الجنوبية لبيروت وقعت قبل ساعات من مقتل هنية.إلى أن اغتالت إسرائيل في 27 سبتمبر، الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت. وقتل في الضربة أيضا القيادي في الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفورشان.وأكد المرشد الإيراني علي خامنئي أن اغتيال نصر الله “لن يبقى من دون عقاب”.وبالفعل وبعد أربعة أيام على مقتل نصرالله، أطلقت إيران عشرات الصواريخ البالستية على إسرائيل في الأول من أكتوبر،وقد أتى الهجوم الإيراني تزامناً مع إعلان إسرائيل شنها عملية برية محدودة في جنوب لبنان ضد حزب الله.وأكد الحرس الثوري أن الهجوم الصاروخي جاء رداً على اغتيال هنية ونصرالله ونيلفورشان.كما أعلن البيت الأبيض أنّ الهجوم “تمّ صدّه” وكان “غير فعال”، وفق بيانه.وفي 26 اكتوبر شنت إسرائيل في 26 أكتوبرضرباتجوية “دقيقة ومحددة” على إيران رداً على وابل من الصواريخ.
*اليمن: منذ اندلاع عملية طوفان القصى أعلنت جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن عن استهدافها للمصالح الإسرائيلية دفاعاً عن غزة وذلك من خلال خمس مراحل عسكرية تصعيدية، بدأت من قيام المسيّرات اليمنية بقصف مدينة “إيلات” رداً على مجزرة الاحتلال في مستشفى المعمداني في 17 أكتوبر 2023، ومن ثم الاستيلاء المباشر على سفينة “جلاكسي ليدر” الإسرائيلية من عمق البحر وجرها إلى السواحل اليمنية، ليبدأ مسلسلالحصار اليمني على الملاحة الإسرائيلية انتهى بإغلاق ميناء إيلات بشكل كامل.
ونقلت صحيفة معاريف الإسرائيليةعن الرئيس التنفيذي لميناء إيلات غدعونغولبر، قوله إن “العمل في الميناء توقف كلياً لعجز السفن عن المرور في أي اتجاه للوصول إلى الميناء بسبب هجمات جماعة الحوثي في البحر الأحمر، وانتقلت نشاطاته إلى مينائي أشدود وحيفا، كما تم تسريح عدد كبير من العمال”.وقال غولبر إن حجم خسائر المالية لميناء إيلات بلغ 50 مليون شيكل ( نحو 14 مليون دولار)، مشيراً إلى أنها قابلة للزيادة إذا لم تتخذ إسرائيل إجراءات مع حلفائها لوقف الهجمات.
ورداً على الهجمات الحوثية، وجهت كل منإسرائيل وأمريكا وبريطانيا ضربات على المواقع العسكرية الحوثية في اليمن، وكان من أعنف وأشد تلك الضربات الهجوم الإسرائيلي على ميناء الحديدة أصابت خزانات نفط ومحطة كهرباء وتسببت في مقتل 7 مدنيين وإصابة نحو 83 شخصاً. وفي مطلع أكتوبر 2024 شنتالطيران الأمريكي- البريطاني، سلسلة غارات على العاصمة صنعاء ومحافظتي الحديدة وذماررداًعلى استهداف السفن الإسرائيلية.
……………………………………………

• لبنان..المحاصر: أزمات داخلية وحرب مشتعلة
الواقع أن العدوان الاسرائيلي على لبنان ليس الأول من نوعه فقد دأبت اسرائيل على اختراق الاراضي اللبنانية واحتلالها منذ الحرب العربية الاسرائيلية الاولى وعلى مدى السيتينيات و السبعينيات من القرن العشرين اجتاح الجيش الإسرائيلي واخترق خط الهدنة باستمرار، ووقعت اشتباكات دموية، وكان أبرزها عملية الليطاني عام 1978، التي أسفرت عن احتلال معظم منطقة جنوبي نهر الليطاني.
وبعد صدور قراري مجلس الأمن 425 و426 لعام 1968، انسحب الجيش الإسرائيلي من لبنان، وأبقى -تحت إشرافه- على حزام أمني شمالي خط الهدنة، بعمق بلغ بين 10 و15 كيلومترا، سلمها للمليشيات اللبنانية الموالية له، وترك لنفسه الحرية في دخول الجنوب اللبناني متى شاء.
وعلى إثر الانسحاب، استقرت قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان “اليونيفيل” في جنوب لبنان، من أجل إحلال السلام، ومع استمرار النزاع والاحتلال الإسرائيلي، تحولت ولاية “اليونيفيل” المؤقتة إلى قوة دائمة في لبنان، يتم تمديد وجودها دوريا.
وقد عادالاحتلال الإسرائيلي لاجتياح لبنان في يونيو 1982، بحجة القضاء على منظمة التحرير الفلسطينية، وسيطر على حوالي نصف البلاد، ووصل إلى بيروت وحاصرها.وفي فبراير 1985 انسحب مع الاحتفاظ بوجود عسكري له في حزام أمني، يمتد على طول الحدود بعمق يتراوح بين 10 إلى 20 كيلومترا، ويغطي نحو 8% من الأراضي اللبنانية، والذي تم توسيعه لاحقا، ليشمل نصف مساحة المنطقة الجنوبية، أي ما يعادل نحو 10% من مساحة لبنان.
بعد احتلال دام نحو عقدين، انسحب الاحتلال الإسرائيلي في 25 مايو 2000 من لبنان، وفي يونيو من العام ذاته، سلَّم ممثل الأمين العام للأمم المتحدة تيري لارسن السلطات اللبنانية خريطة رُسم عليها خط باللون الأزرق عُرف بـ”خط لارسن” أو “الخط الأزرق”، وكانت لائحة الإحداثيات مؤلفة من 198 نقطة.ويعتبر الخط الأزرق خطا مؤقتا، تم تحديده وفق المشاورات مع الطرفين اللبناني والإسرائيلي، بغرض تثبيت خط الانسحاب الإسرائيلي من لبنان، دون مساس قانوني بأي اتفاق مستقبلي حول ترسيم الحدود بين الدولتين.
وقد اعترفت به السلطات اللبنانية خطا لانسحاب الجيش الإسرائيلي، وليس خط حدود دولية، ولإبراز ذلك، قدمت 3 تحفظات، تضمنت النقاط التي يغاير فيها الخط الأزرق خط الهدنة، وتقع هذه النقاط في: رميش والعديسة والوزاني.
في عام 2006 نشبت حرب بين إسرائيل وحزب الله، اجتاحت فيها إسرائيل الأراضي اللبنانية، على إثر غارة نفذها مقاتلو حزب الله في الداخل الإسرائيلي، أسروا خلالها جنديين وقتلوا آخرين.ولوضع حد للحرب التي استمرت 33 يوما، أصدرت الأمم المتحدة القرار 1701، الذي نص على حصر الانتشار المسلح في المنطقة بين الخط الأزرق ونهر الليطاني بالجيش اللبناني وقوات اليونيفيل التي أصبح قوامها 15 ألف جندي، وتقوم بدور الوسيط بين شقي النزاع، لتخفيف حدة التوتر، ومنع أي انتهاك للخط الأزرق.
واستكمالا لسلسة التوترات الاقليمية بالمنطقة التي بدأت منذ السابع من اكتوبر كان حزب الله اللبناني قد أعلن في 8 اكتوبر عن دعمه الكامل لقطاع غزة وبعد يوم واحد من انطلاق عملية طوفان الأقصى في غزة، أطلق حزب الله اللبناني صواريخ موجهة وقذائف مدفعية على المواقع التي تحتلها إسرائيل في مزارع شبعا، بهدف إسناد المقاومة في غزة (بحسب الحزب)، وردت إسرائيل بقصفِ على الأراضي اللبنانية، وتطور لاحقاً لسلسلة من الضربات والمناوشات اليومية على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية. ظلّ الإشتباك محصوراً في المناطق الحدودية لعدّة أشهر، أي في شريط ضيّق ما بين ال 5 و10 كلم على كلا الجانبين، وذلك ما عُرف بقواعد الإشتباك. وما لبثت أن تعمقّت الإستهدافات لاحقاً بغارات إسرائيلية محدودة وقليلة وصلت إلى بعلبك وبيروت والنبطية وضواحي كل من صور وصيدا، كما ووصلت الرشقات الصاروخية التي أطلقها الحزب إلى صفد وقاعدة ميرون في الداخل الإسرائيلي، إضافةً إلى كريات شمونة والجولان وهو أكبر تصعيد للصراع بين حزب الله وإسرائيل منذ حرب لبنان عام 2006.
كما شملت المناوشات عمليات اغتيال وقصف منازل وتدمير آليات وإسقاط طائرات مسيرة، كما وشملت محاولتي توغل بريًتين محدودتين من الجانب الإسرائيلي تم إحباطهما .وفي شمال إسرائيل أجبر الصراع المستمر على تهجير حوالي 200,000 شخصًا على مغادرة منازلهم، بينما في جنوب لبنان، نزح أكثر من 1.2 مليون شخص.
وفي سبتمبر تصاعد الهجوم الاسرائيلي بعد عملية تفجير أجهزة اتصالات الحزب وشن غارات جوية في العاصمة بيروت، وخاصة في ضاحيتها الجنوبية وفي جنوب لبنان وأجزاء من وادي البقاع.أدت تلك الهجمات إلى اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله وعدد من قياديي الحزب، كما قتل وجرح فيها عدد كبير من المدنيين.
وفي الأول من اكتوبر كانت إسرائيل قد أعلنت انطلاق عمليتها البرية “سهام الشمال” ردا على عملية “أولي البأس” التي أطلقها حزب الله قبل عام، باستهداف مواقع تابعة لحزب الله في جنوب لبنان، بإسناد جوي ومدفعي.

وفي 27 نوفمبر تم التوصل لاتفاق وقف اطلاق نار بين الجانبين ودخوله حيز التنفيذ في اتفاق اشرف عليه المبعوث الامريكي للمنطقة موس هوكشتاين يتألف من 5 صفحات و13 قسما وفيما يلي أهم ماورد فيه:
وقف الأعمال القتالية:
• يبدأ وقف الأعمال القتالية صباح الأربعاء 27 نوفمبر 2024.
• تتوقف إسرائيل عن “تنفيذ أي عمليات عسكرية ضد الأراضي اللبنانية، بما في ذلك استهداف المواقع المدنية والعسكرية، ومؤسسات الدولة اللبنانية، برا وبحرا وجوا”.
• وتوقف كل الجماعات المسلحة في لبنان (أي حزب الله وحلفائه) عملياتها ضد إسرائيل.
انسحاب القوات:
• ينسحب الجيش الإسرائيلي تدريجيا من جنوب لبنان، ويكمل انسحابه في أجل لا يتعدى 60 يوما.
• بدء عودة المدنيين النازحين من الجانبين إلى ديارهم.
• كما تضمن الاتفاق نصوصا تحفظ حق لبنان وإسرائيل في الدفاع عن النفس.
• ينسحب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، الذي يبعد نحو 30 كيلومترا شمالي الحدود مع إسرائيل.
• ينشر الجيش اللبناني قواته في جنوب الليطاني (نحو 10 آلاف جندي) بما يشمل 33 موقعا على الحدود مع إسرائيل.
دعم فرنسي أميركي:
وإضافة إلى ما سبق، قالت وسائل إعلام غربية إن الاتفاق ينص على أمور أخرى أبرزها:
• يقدم الجيشان الأميركي والفرنسي دعما عسكريا للجيش اللبناني.
• اعتراف إسرائيل ولبنان بأهمية القرار 1701 والتشديد أن الالتزامات التي ينص عليها لا تنفي حق الطرفين في الدفاع عن النفس بما يتفق مع القانون الدولي.
• تفكيك كل المنشآت العسكرية غير المرخصة والمعنية بصناعة السلاح في لبنان، ومصادرة جميع الأسلحة غير المرخصة بدءا من منطقة جنوب الليطاني.
• بدء الولايات المتحدة إجراء مفاوضات غير مباشرة بين لبنان وإسرائيل تشرف عليها الولايات المتحدة بالشراكة مع الأمم المتحدة، بهدف حل النقاط المتنازع عليها المتبقية على طول الخط الأزرق بما يتماشى مع القرار 1701.
• تعتزم الولايات المتحدة وفرنسا قيادة الجهود الدولية لدعم بناء القدرات والتنمية الاقتصادية في جميع أنحاء لبنان لتعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة.
آلية المراقبة:
تشرف على مراقبة تنفيذ الاتفاق آلية ثلاثية قائمة مسبقا بين قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل) والجيش اللبناني والجيش الإسرائيلي، وسيجري توسيعها لتشمل الولايات المتحدة وفرنسا، وسترأس واشنطن هذه المجموعة.
يتم الإبلاغ عن أي انتهاكات محتملة لآلية المراقبة، وستحدد فرنسا والولايات المتحدة معا ما إذا كان قد حدث انتهاك.

كانت وزارة الصحة اللبنانية قد أعلنت انه حتى نوفمبر 2024 قتل مالايقل عن 3768 شخصا وأصيب نحو 15699، وان نحو 886 ألف شخص نزحوا داخل لبنان في حين فر نحو 540 ألف شخص من لبنان إلى سوريا منذ بدء الحرب في حين أخلى نحو 60 ألف شخص اسرائيلي منازلهم في الشمال..
وأكد تقرير البنك الدولي أن تكلفة الأضرار التي لحقت الوحدات السكنية تقدر بنحو2.8 مليار دولار مع تدمير أكثر من 90 الف وحدة جزئيا او كليا ، وبلغت الاضرار التي لحقت بالزراعة نحو 124 مليون دولار . في حين يقدر البنك الخسائر التي لحقت بالممتلكات الاسرائيلية بنحو 273مليون دولار على الاقل مع تضرر او تدمير آلاف المنازل والمزارع والمؤسسات.
وعلى الصعيد الاقتصادي، قدم البنك تقريرا أوليا للأضرار التي لحقت بلبنان والتي قدرت بنحو 8.5 مليار دولار وسط توقعات بانكماش الناتج المحلي الاجمالي الحقيقي بنحو 5.7% مقارنة بتقديرات نمو قبل الصراع بنحو 0.9% وأكد أن قطاعي السياحة والضيافة المساهمين الرئيسيين في الاقتصاد اللبناني الأكثر تضررا بخسائر قدرت بنحو 1.1 مليار دولار..
في حين أدت الحرب لارتفاع عجز الموازنة الاسرائيلية بنسبة 8% من الناتج المحلي الاجمالي.
………………………………….
• سوريا …عودة المعارك المتوقفة ورحيل الأسد
بعد التوقف الذي شهدته الساحة السورية بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار برعاية روسية /تركية في محافظة إدلب عام 2020 بين المعارضة والنظام . ليكون هذا الهدوء الحذر هو التحضير لمرحلة جديدة بالنسبة للفصائل المسلحة ومزيداً من التدهور والفساد وضعف الاقتصاد بالنسبة للنظام السوري. واستمر الوضع على ماهو عليه، حتى شنت قوات النظام في 26 نوفمبر 2024 قصفًا على مدينة أريحا بريف حلب الواقع تحت سيطرة الفصائل المسلحة ليوقع 16 شخصاً ويكون بداية لشرارة أزمة أطاحت بنظام عائلة الأسد .
حيث شهدت الأراضي في الشمال السوري يوم 27 نوفمبر 2024 هجوماً من الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام- المعروفة سابقا بجبهة النصرة – في عملية واسعة النطاق اطلق عليها”ردع العدوان” على 10 مواقع للجيش السوري في محافظة حلب ، حتى باتت المحافظة بالكامل تحت سيطرتهم بعد انسحاب لقوات الجيش السوري الذي وصف انسحابه بالتكتيكي تحضيرا لشن هجوم مضاد وهو ماتم بالفعل بدعم من الطيران الروسي، كما شنت جماعة متمردة أخرى – الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، المعارضة السورية المعترف بها دوليًا – هجومًا منفصلاً من شمال إدلب.

واستمرت المدن السورية بالسقوط في أيدي هيئة تحرير الشام الواحدة تلو الأخرى بسقوط حماة ثم حمص المركز الرئيسي لشبكة السكك الحديدية والطرق السريعة في سوريا، مما يجعلها الممر الرئيسي والأسهل لحركة البضائع والأشخاص والقوات العسكرية في جميع أنحاء البلا.، لتتمكن الفصائل لاحقاً من السيطرة على العاصمة دمشق في 8 من ديسمبر 2024 ويرحل معها الأسد بعد حكم دام 24 عاماً لم يتمكن من الصمود مجدداً مع جيش منهك وحلفاء إما مشغولون بحروب أخرى أو حتى آخرين قد تخلوا عنه، دعم من قوى خارجية مكثف لقوات المعارضة لإنهاء حكم الأسد.
وعلى صعيد آخر ومع تراجع قوات الجيش السوري تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من السيطرة على دير الزور ومعبر البوكمال الحدودي مع العراق، فضلاً عن السيطرة على حقول نفطية وتمكنت من تعزيز نفوذها في المنطقة الشرقية. فيما تمكنت قوات المعارضة المحلية من السيطرة على السويداء ودرعا والقنيطرة الواقعة على الحدود مع هضبة الجولان التي تحتلها اسرائيل.
وتزامن هذا التقدم مع تصريحات لأبو محمد الجولاني (أحمد الشرع) قائد هيئة تحرير الشام والمدرج على قوائم الارهاب الأمريكية في مقابلة له مع شبكة الامريكية CNN مؤكداً أن هدفه الاساسي هو الاطاحة بالنظام وانه يتم الاستعداد لهذه العملية منذ أكثر من عام.. وبعد سقوط النظام أمر الجولاني مقاتليه بعدم الاقتراب من المؤسسات العامة، مؤكدا أنها ستبقى تحت إشراف رئيس الوزراء السابق حتى يتم تسليمها رسمياً.
سقط نظام الأسد ولكنه ترك وراءه دولة منهكة لاتعرف مستقبلها خائفة من الوقوع في براثن حرب أهلية أخرى، دولة مقسمة ، بل وآلاف من السجناء لم يُعرف أماكنهم كم هو الحال في سجن صيدنايا الذي تأسس في العام 1987 خلال حكم الرئيس السابق حافظ الأسد، وتم اعتباره لعقود رمزاً لقمع النظام لمعارضيه، ووفق توصيف منظمة العفو الدولية. ووصفت المنظمة السجن بـ«المسلخ البشري» في تقرير عام 2017، والذي أشار إلى إعدام 13 ألف شخص شنقاً غالبيتهم من المعارضين المدنيين.
من المستفيد؟
تأتى تلك التطورات متزامن مع اتفاق وقف اطلاق النار والهدنة المعلنة بين كل من إسرائيل وحزب الله في لبنان ، وبعد أيام من إعلان نتنياهو بأن الرئيس السوري “يلعب بالنار”. كان نتنياهو قد أرسل قبل بضعة أسابيع أحد أهم مساعديه في السياسة الخارجية إلى موسكو لنقل رسالة للأسد مفادها ” أنه إذا لم يقوم الأسد بطرد المليشيات الإيرانية من سوريا وإذا سمح لحزب الله بإعادة تنظيم صفوفه في سوريا وإذا لم يغلق الحدود مع لبنان أمام نقل السلحة والأموال فإن إسرائيل ستلاحقه”.
وعليه فهناك احتمالات بأن إسرائيل رأت في هذا لهجوم اضعاف للوجود الايراني في سوريا وإنهاء معضلة نقل الاسلحة من دمشق لحزب الله. يذكر أنه في وقت سابق من هذا العام، ضربت الغارات الجوية الإسرائيلية في حلب مستودعات أسلحة لحزب الله وقوات الحكومة السورية.
والواقع أن جراء الضربات الإسرائيلية المتوالية لأهداف إيرانية في سوريا على مدار العام الماضي، زاد الوعي لدى الفصائل المسلحة بأن الوجود الإيراني في سوريا قد ضعف، إذ تسببت الهجمات الإسرائيلية في دفع الحرس الثوري إلى تقليص عدد القواعد في وسط وغرب سوريا، فضلاً عن تقليص عدد القادة والجنود السوريين والأفغان الذين جندوا في الميليشيات الموالية لإيران، فضلاً عن أن الحرب التي يواجهها حزب الله دفعته لسحب جنوده من سوريا والذين كانوا يقاتلون في صفوف الجيش السوري ما أدى لإضعاف الأخير ، هذا بجانب التراجع الكبير في الدعم العسكري الروسي بسبب الصراع مع أوكراني مما مهد الطريق أمام هذه الجماعات لشن هجوم مباغت.
ورغم أن إسرائيل ستستفيد على المدى القصير من هذا الهجوم من خلال منع أي إمداد عسكري لحزب الله من إيران عبر سوريا، إلا أنها تواجه تهديدات على المدى الطويل بعد سقوط نظام الأسد وتولي الجماعات الجهادية السلطة مما ينذر بمرحلة أخرى من الفوضى وعدم الاستقرار، وبصفة خاصة في منطقة الجولان المحتل، وعليه أعلن رئيس الوزراء نتنياهو عن إلغاء اتفاقية فض الاشتباك الموقعة مع سوريا عام 1974 بشأن الجولان واستولى على المنطقة العازلة بالكامل حيث تنتشر قوات أممية . فيما توالي إسرائيل ضرب مخازن أسلحة كيماوية خوفاً من السقوط في أيدي الفصائل المسلحة حيث شن سلاح الجو الإسرائيلي مؤخراً ضربات ضد عدد من منشآت الأسلحة الكيميائية التابعة للحكومة السورية في غرب سوريا، وعدد من المعابر الحدودية بين سوريا ولبنان والتي تتهمها بنقل الأسلحة من خلالها لحزب الله.
كان وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قد أصدر أمراً للقوات الإسرائيلية بالاستعداد للبقاء خلال فصل الشتاء على جبل الشيخ، وهو موقع استراتيجي يطل على دمشق، في إشارة جديدة على أن الوجود الإسرائيلي في سوريا سيستمر لفترة طويلة.
ويعد جبل الشيخ أشهر جبال بلاد الشام، فهو يقع بين سوريا ولبنان، ويطل على فلسطين والأردن، أي أن رؤيته ممكنة من البلدان الأربعة.
ويقع القسم الجنوبي الغربي منه تحت إدارة إسرائيل ضمن هضبة الجولان السورية، وجزء منه مع سوريا ضمن مرتفعات الجولان التي تم تحريرها.
كما يعد جبل الشيخ المنبع الرئيسي لنهر الأردن والعديد من المجاري المائية في المنطقة، فيما يشكل الجبل أحد أكبر الموارد الجغرافية في المنطقة.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن القوات ستبقى حتى تتوفر قوة فعالة لتطبيق اتفاقية فض الاشتباك الموقعة بعد حرب 1973.
يذكر ان إسرائيل قد دمرت الجزء الأكبر من ترسانة الأسلحة والذخيرة العسكرية السورية في مئات الضربات الجوية والبحرية هذا الأسبوع، وهي خطوة قالت إنها تهدف إلى “منع وقوع المعدات في أيدي قوات معادية”.
أعلن الجيش الإسرائيلي، تدمير 70% من القدرات العسكرية السورية في ضربات ضد 320 “هدفاً استراتيجياً”، منذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد، فيما أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس “تدمير الأسطول البحري السوري”، بالإضافة إلى أوامره للجيش بإنشاء “منطقة عسكرية عازلة” في جنوبي سوريا.
وأضاف الجيش الإسرائيلي، أنه استهدف “أنظمة الدفاع الجوي السورية ومستودعات الصواريخ ومرافق التصنيع والطائرات بالمسيرة، والمروحيات والطائرات المقاتلة والدبابات والرادارات والسفن البحرية”. وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أنه “دمر أيضاً قذائف بعيدة المدى وصواريخ سكود وصواريخ كروز وغيرها”.
وعلى جانب آخر ورغم نفي تركيا وجود أي علاقة لها بالهجوم الا أن تصريحات الرئيس التركي مؤخراً عن أمله بأن تواصل فصائل المعارضة المسلحة تقدمها في سوريا، مشيراً إلى أن الهدف التالي بعد مدينة حمص التي تحركت الفصائل باتجاهها، سيكون العاصمة دمشق. مؤكدا أن تركيا دعت مراراً بشار الأسد من أجل تحديد مستقبل سوريا معا، لكن للأسف لم تتلق رداً إيجابياً”، وهو مايؤكد من جهة أخرى وجود مصلحة ويد تركية في هذا الهجوم يخدم ايضا المصالح التركية التي تسعى لإنشاء منطقة آمنة للاجئين السوريين من جهة، والحد من النفوذ الايراني في سوريا المهدد لأمنها القومي ، فضلا عن كون ذلك رسالة قوية لدمشق لإعادتها لطاولة المفاوضات لاعادة العلاقات بين البلدين وتجنب الموافقة على شروط النظام السوري بالانسحاب من الشمال السوري بحجة ان الجيش السوري لايستطيع ملء الفراغ وحده .
وعليه ورغم أن آمال تركيا قد تحققت بسقوط النظام إلا أنها أمام تحدي جديد وهو هل ستقبل هيئة تحرير الشام الوجود التركي في الشمال وهل ستتمكن تركيا من فرض إملاءاته على القيادة الجديدة؟.
يذكر أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها في عامي 2019 و2020 سمحت لتركيا بالسيطرة على الوضع في منطقة خفض التصعيد بإدلب، في إطار توافق على خطة لفصل «(هيئة تحرير الشام) عن فصائل المعارضة المعتدلة (غير المدرجة على لوائح الإرهاب) والتي تتعاون مع تركيا، الا ان هذا لم يحدث، كما أكد وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف.
وتشير التطورات السريعة في المشهد السياسي والعسكري السوري إلى أن قوات سوريا الديمقراطية المعروفة ب”قسد” بدأت تواجه تحدياً وجودياً في تقرير مصيرها في سوريا الجديدة، خاصة مع تأكيد “إدارة العمليات العسكرية” أنها “لا تقبل” بخروج أي جزء من جغرافية البلاد عن سيطرة الحكومة الحالية في دمشق.
ولا تبدو خيارات “قسد” واسعة رغم التأكيد الأميركي على التمسك بخيار دعمهم كحليف موثوق في القتال ضد “داعش”، لأنها بدأت تفقد جزء من حاضنتها الشعبية، في ظل أنباء عن سقوط شخصين ووقوع إصابات بمظاهرات في الرقة والحسكة وريف دير الزور.
ولعل الخيار الأسلم لـ”قسد” هو المضي مع الطلبات التركية عبر تسلم قائمة تركية بالشخصيات التي يجب أن تغادر من قادتها المرتبطين بـ”حزب العمال الكردستاني” وإعلان فك ارتباطها معه، والانخراط سياسياً وعسكرياً في الحكومة السورية الجديدة، بشكل يضمن تمثيل “الإدارة الذاتية” في المشهد السياسي الجديد في البلاد، ويحافظ على المتطوعين لديها من السوريين ضمن بنية الجيش الجديد الذي تعتزم الحكومة السورية الجديدة تشكيله من مختلف الفصائل التي شاركت في إسقاط النظام، وكل ذلك في حال وافقت أنقرة على ذلك.
تطورات مفاجئة:
وسط هذا التصعيد والتقدم كانت إيران قد سحبت قادتها العسكريين من أفراد النخبة في الحرس الثوري الإيراني من سوريا نقلا عن مسؤولين ايرانيين الذين أكدوا أن إيران لا تستطيع إدارة الوضع في سوريا الآن بأي عملية عسكرية، وأن هذا الخيار غير وارد”.وأن إيران “لا تستطيع القتال كقوة استشارية وداعمة إذا كان الجيش السوري نفسه لا يريد القتال”. في حين أن روسيا أبلغت سوريا بأن أي تدخل لها سيكون محدودا وأن لديها أولويات أخرى في هذا التوقيت. يذكر ان حزب الله دفع بنحو 3000 مقاتل باتجاه سوريا في محاولة لإنقاذ الوضع.
أما فيما يتعلق بروسيا فقد منحت موسكو حق للجوء الانساني للرئيس السابق الأسد وعائلته .

إلا أن الأهم حالياً بالنسبة لموسكو فيتمثل في مستقبل الوجود الروسي على الأراضي السورية التي ينتشر بها 100 موقع عسكري روسي وتتركز أغلبها في حماة وعددها 17 موقعا، تليها مدينتا الحسكة واللاذقية بـ14 موقعاً عسكريًا لكل منهماوفي مدينة حلب 11 موقعا وفي الرقة 8 وفي ريف دمشق 8، تليها 7 مواقع في السويداء بعدها إدلب بـ6 مواقع ومثلها في دير الزور، وفي درعا 5 مواقع، وفي حمص 4، وفي دمشق قاعدتان ومثلها في طرطوس، وواحدة في القنيطرة. إلا أن أهم تلك القواعد هي قاعدة طرطوس البحرية التي نشرت فيها منظومة صواريخ إس 300، وتديرها قوة مهام البحر الأبيض المتوسط، وتعد القاعدة منطقة انتشار روسيا الوحيدة في البحر المتوسط، مما يعني أنها تؤثر عبرها في موازين القوى في الشرق الأوسط، ومن خلال هذه القاعدة تستطيع روسيا رصد نشاط قوات الناتو. يُذكر ان روسيا كانت قد أعلنت روسيا في وثيقتها “العقيدة البحرية” الثانية والثالثة أهمية مناطق عدة، من بينها “الجزء الشرقي من البحر الأبيض المتوسط”، وذلك من أجل ضمان أمنها القومي، مما يعني أن قاعدتي طرطوس البحرية وحميميم الجوية على الساحل السوري تعدان ركنين أساسيين لروسيا لتطبيق خططها السياسية والعسكرية.
كان رئيس الوزراء السوري محمد الجلالي قد أكد أن مستقبل هذا الوجود ستحسمه الحكومة الجديدة . ورغم أن عودة تلك القوات ستعزز من قدرة القوات الروسية في معاركها بأوكرانيا الا أنه ستفقد موسكو تواجدها العسكري العام في منطقة الشرق الأوسط والذي حتمًا ستحاول الحفاظ عليه عبر تفاهمات مع الحكومة الجديدة .

حيث تُعد القاعدة البحرية في طرطوس المنفذ الوحيد لروسيا على البحر الأبيض المتوسط، وتستخدم القوات الروسية المطار، وفقا للتقارير، لدعم عملياتها الأمنية في إفريقيا، .
يذكر ان وزارة الدفاع في موسكو تعتقد أن لديها تفاهم غير رسمي مع “هيئة تحرير الشام”، بأنها تستطيع البقاء في القواعد السورية، وعن الاقتراب من التوصل إلى اتفاق مع القيادة الجديدة لسوريا للاحتفاظ بقاعدتين عسكريتين حيويتين على البحر المتوسط، وهو هدف رئيسي للكرملين بعد سقوط نظام الأسد، مقابل رفع هيىة تحرير الشام من قوائم الارهاب لدى موسكو.

يذكر ان روسيا كانت قد نقلت منظومات الدفاع الجوي المتطورة S-400 من سوريا، فضلا عن نقل عدد من الطائرات العسكرية بعد تفكيكها خوفا من سقوطها بأيدي الفصائل المسلحة .
كانت موسكو على مدى 13 عاما داعماً هاماً للنظام السوري إما سياسياً وفي المحافل الدولية عبر استخدام حق النقض”الفيتو” في كافة القرارات التي كانت تدين النظام حتى توج دعمها بالتدخل العسكري في العام 2015 مع ظهور تنظيم داعش بطلب من النظام السوري من أجل حماية مؤسسات البلاد .
وبالنسبة لموسكو تعد سوريا من أهم الشركاء التجاريين في الشرق الأوسط، فهي تساهم بـ20% من إجمالي التجارة العربية الروسية، وساهمت أيضا بنسبة 7% من إجمالي التجارة العسكرية الروسية لعام 2010، إضافة إلى وجود صفقات عسكرية بينهما بلغت 4 مليارات دولار حتى عام 2013.
……………………………………………………
سيناريوهات المستقبل:
بعد العرض السابق للأزمات المشتعلة بالمنطقة فلابد من صياغة عدد من السيناريوهات الواجب صياغتها للتعامل مع المرحلة الراهنة لتسوية هذه الأزمات ومنع تفاقمها.
فيما يخص إنهاء الحرب على غزة:
دور مصر والأردن:
الواقع أن كل من مصر والأردن يقع على عاتقهما الدور الأكبر لحلحلة هذا الوضع كون الدولتان متخامتانللأرضي الفلسطينية ويشكل الصراع الدائر حاليا تهديدا كبيرا لأمنهما الوطني، خاصة وأن أحد أهم التهديدات الرئيسية هي الخطة الاسرائيلية لتهجير الفلسطينيين من غزة إلى مصر ومن الصفة الغربية الى الأردن وذلك وفقا لتصريحات المسؤولين الاسرائيليين المعلنة في أيام الحرب الأولى، ورغم توقفها عن طرحه إلا أنه أحد الحلول المرحب بها في اسرائيل لتحقيق أمنها وخططها بتوسيع دولة اسرائيل خاصة وان اسرائيل جعلت من قطاع غزة منطقة غير صالحة لأكثر من مليوني فلسطينية ودفعت بالكثير منهم عبر التهجير القصري للحدود مع مصر .
ورداً على هذه التهديدات الخطيرة سارعت كل من مصر والأردن إلى احشد أجهزتهما الدبلوماسية والمخابراتية لإعلان الرفض القاطع للسيناريو الاسرائيلي ونجحتا في الضغط على نتنياهو لمنع تنفيذ مخطط النزوح ، الا أن الدولتين يقع على عاتقهما ضرورة العمل على معالجة الكارثة التي ألحقتها اسرائيل بالقطاع والاستمرار في دعواتهما الاقليمية والدولية لإنهاء الحرب والحد من عنف المستوطنين في الضفة الغربية ومساعدة الدولة الفلسطينية المحتلة في جهود إعادة الاعمار بعد التوصل لاتفاق وقف اطلاق نار دائم.
كما تواجه الدولتان تهديدا آخر يتمثل في أن اسرائيل لم تعد شريكا موثوقا به للسلام الاقليمي ولا للجهود الرامية لإنهاء الحرب واحلال السلام رغم ما يجمع الدولتان بها من اتفاقيات للسلام.
فقد عرضت اسرائيل اتفاقية السلام الذي دام طويلا مع مصر للخطر من خلال تجاوزها للخطوط الحمراء فيما يتعلق بمحور فيلادلفيا كمنطقة منزوعة السلاح والادارة الفلسطينية لمعبر رفح، وبالمثل أدت أنشطتها الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس إلىتوتر علاقاتها مع الأردن ، وأدى تعنت اسرائيل في وقف الحرب ورفض اية مبادرات من الدولتين إلى تعقيد الأمور بين الجانبين.
وإضافة لكل ماسبق، فإن رفض هذه الحكومة المتطرفة لمبدأ حل الدولتين كأساس للسلام في الشرق الوسط يعني أن الالتزامات الاسرائيلية السابقة أصبحت لاغية وهو مايقوض جوهر الموقف المصري والأردني الداعي للسلام كخيار استراتيجي لدعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولة مستقلة إلى جانب إسرائيل..
وعليه لم تعد اسرائيل بهذه المواقف المتطرفة والتي تحظى بتأييد من جانب 60% من الشعب الاسرائيلي شريكا حقيقيا للدولتين في تحقيق الأمن والاستقرار الاقليميين وهو مايعني أن هناك حاجة ملحة التعامل مع القضية الفلسطينية والمشهد الاقليمي ككل دون التوقع بان تكون اسرائيلي شريكا في صناع السلام .
دور مصري لإنهاء الازمة:
تلعب مصر دورا هاما لإنهاء المعاناة الفلسطينية وذلك من خلال محورين: فمن جهة تجري مصر حراكا دبلوماسيا مكثفة للتوصل لاتفاق مقبول من الطرفين لإنهاءالحرب من خلال اشراك جميع الوسطاء فيه واستنساخ نقاط كثيرة من الاتفاق لبنان حتى يحظى بالقبول لدى الطرفين .
الواقع ان المقترح يختلف عما طُرح خلال أشهر الحرب الماضية، إذ تركز هذه المسودة على ترتيبات إدارة قطاع غزة في اليوم التالي لوقف إطلاق النار، وتشمل جوانب أخرى أبرزها التوصل إلى صفقة تبادل أسرى.
ووفقا للمعلومات الأولية عن المقترح، فهو يبدأ بهدنة مدتها خمسة أيام متواصلة، تجمع خلالها “حماس” معلوماتها عن الرهائن الإسرائيليين الأموات والأحياء، إذ تقول الحركة إنها لا تعرف مصيرهم وعددهم بسبب القصف وتحتاج إلى وقت من أجل ذلك.وبعد وقف إطلاق النار القصير تنتقل غزة إلى هدنة مدتها 60 يوماً، خلالها يجري تبادل إطلاق سراح الرهائن الإسرائيليين والسجناء الفلسطينيين، وإدخال 200 شاحنة مساعدات إنسانية يومياً إلى القطاع.
إنهاء حكم “حماس” ووجود دولي:في تلك الفترة يُتباحث حول آليات إنهاء حقبة حكم “حماس” لقطاع غزة، ونشر قوات فلسطينية تساعدها بعثة دولية من أجل ضمان إزاحة “حماس” وعودة النظام المدني، وأيضاً دراسة كيفية الانسحاب الإسرائيلي.

وفي شأن اليوم التالي للحرب يقدم المقترح المصري تصوراً جاء فيه أن “السلطة الفلسطينية تشرف على الإدارة المدنية للقطاع، وتساعدها في تلك المهمة بعثة دولية أمنية مكونة من دول عربية وأوروبية وتركيا”.
كما يشمل المقترح تصوراً لإعادة تشغيل معبر رفح، وفق آلية تضمن إشراف السلطة الفلسطينية ومتابعة أوروبية لتشغيله، وكل ذلك سيكون ضمن رقابة إسرائيل، ودعمها اللوجيستي والعسكري. وسيكون من حق تل أبيب مراقبة عمل المنفذ من بُعد، وسيكون لها حق الاعتراض على الأسماء سابقاً قبل سفرهم إلى خارج حدود غزة.
وضمن المقترح أيضاً تتعهد “حماس” عدم السيطرة على المعبر، وعدم تنفيذ أية إجراءات أمنية على مسارات حركة القوافل أو الأفراد، وعدم السيطرة العسكرية على أي منفذ وعدم وجود عناصرها في محيط رفح. وخلال فترة الهدنة تتعهد إسرائيل إدخال المساعدات بصورة موسعة ومستمرة، بما يشمل المساعدات الطبية والأجهزة الضرورية وتقديم تسهيلات لعمل منظمات الإغاثة الدولية.
دول ضامنة: ولا يشمل المقترح بنداً يذكر انسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة، بل يتضمن بقاء القوات في المحاور الثلاثة داخل القطاع خلال فترة التهدئة الموقتة، ولكنه يتضمن إعادة انتشار الجنود في مناطق غير مأهولة بحيث يبقى التمركز في نقاط محددة.وتطالب مصر وتركيا في المقترح بدول ضامنة للتنفيذ من دون معوقات، إذ ستُشكَّل لجنة برئاسة أميركية وبمشاركة أوروبية وعربية للإشراف على وقف إطلاق النار.
وتتولى واشنطن ضمان عدم حدوث أي اختراق، أما مصر فتتولى الإشراف على طرق تلقي وتوزيع المساعدات الإنسانية داخل القطاع، وإدارة معبر رفح، بينما تقع على عاتق تركيا مهمة مراقبة عمل اللجنة الدولية للأمن ومتابعة دور السلطة الفلسطينية، ولأوروبا مهمة الإشراف على معبر رفح ومراقبة عمل المنظمات الإغاثية.
وعلى صعيد آخر ،استضافت القاهرة جولة جديدة بين حركتي فتح وحماس بحث خلالها مستقبل إدارة قطاع غزة عبر لجنة مساندة، تلك الجولة تُعد الثالثة في نحو شهرين.
وسبق أن عقدت «فتح» و«حماس»، اجتماعين مماثلين بالقاهرة أوائل أكتوبر ونوفمبر وشهدت الاجتماعات السابقة محادثات بشأن «إنشاء (لجنة الإسناد المجتمعي) معنية لإدارة شؤون قطاع غزة، والسعي لتحقيق الوحدة الفلسطينية، وعدم فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة.
والمقترح المطروح على الطاولة، منذ بداية محادثات الحركتين، مرتبط بتشكيل «هيئة إدارية» لقطاع غزة، يُطلق عليها اسم «اللجنة المجتمعية لمساندة أهالي قطاع غزة»، تتبع السلطة الفلسطينية، وتتضمّن شخصيات مستقلة، وتصدر بمرسوم رئاسي من الرئيس محمود عباس، وتتولّى مهمة إدارة الشؤون المدنية، وتوفير المساعدات الإنسانية للفلسطينيين، وتوزيعها في القطاع، وإعادة تشغيل معبر رفح الحدودي مع مصر، والشروع في إعادة إعمار ما دمّرته الحرب الإسرائيلية.

أما فيما يخص الأزمة السورية:
فيبدو أن التخطيط لإضفاء طابع الشرعية والنظامية على هيئة تحرير الشام – النصرة سابقاً- من خلال تحويلها لجيش شبه نظامي وإبعادها عن النزعة الجهادية وتسويقها على أنها قوة تهدف إلى إسقاط النظام دون وجود أية أهداف توسعية، قد نجح بالفعل، إلا أن هناك العديد من التساؤلات هل ستتمكن الحركة في التخلي عن أفكارها المتشددة وهل ستتمكن من توحيد صفوف السوريين وإقناع القوى الغربية بذلك حتى تتمكن من الحصول على وعودهم برفعها عن قوائم الإرهاب؟.
أما على الصعيد العربي، فشهدت مدينة العقبة الاردنية اجتماعا لوزراء خارجية لجنة الاتصال العربية الوزارية بشأن سوريا، ودعا البيان الختامي إلى تشكيل هيئة حكم انتقالية جامعة بتوافق سوري، وبدء العمل على إنشاء بعثة أممية لمساعدة سوريا لدعم العملية الانتقالية. وأعلن أطراف اجتماع العقبة البدء بتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 والخطوات التي حددها عبر انتخابات حرة ونزيهة تشرف عليها الأمم المتحدة استناداً إلى دستور جديد يقره السوريون وضمن توقيتات محددة. واتفق المجتمعون على بدء العمل على إنشاء بعثة للأمم المتحدة لمساعدة سوريا في المرحلة الانتقالية، وشددوا على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة وحماية البلاد من الانزلاق نحو الفوضى، كما أكدوا دعمهم للشعب السوري في عملية إعادة بناء دولة سورية آمنة لا مكان فيها للإرهاب. وأدان المجتمعون في العقبة التوغل الإسرائيلي داخل المنطقة العازلة مع سوريا والمواقع المجاورة لها في جبل الشيخ وأكدوا على أن أمن سوريا واستقرارها ركيزة للأمن والاستقرار في المنطقة، وطالبوا بضرورة الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية.
ومع ذلك ستكون الدول العربية ستكون أمام سيناريوهات تتعلق بدعم المؤسسات والمسار الانتقالي من جهة، والعمل على استعادة الحضور العربي والوقوف بجانب الدولة السورية وعدم ترك المشهد لتدخلات إقليمية ودولية، ودعم عملية سياسية كاملة وشاملة تؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلي واطلاق عملية سياسية وفقاً لقرار الامم المتحدة 2254 والعمل على عودة اللاجئين وإعادة إعمار سوريا.

القرار 2254:
صدر القرار رقم 2254 في ديسمبر من عام 2015، ومفاده أن: الشعب السوري هو المخول الوحيد في تقرير مصير بلاده. كما نص على ضرورة قيام جميع الأطراف في سوريا بتدابير بناء الثقة للمساهمة في جدوى العملية السياسية ووقف إطلاق النار الدائم. ودعا جميع الدول إلى استخدام نفوذها لدى الحكومة السورية والمعارضة للمضي قدماً في عملية السلام وتدابير بناء الثقة والخطوات نحو وقف إطلاق النار.
كذلك شدد على دعم عملية سياسية بقيادة سورية تيسرها الأمم المتحدة، وتقيم في غضون 6 شهور حكمًا ذا مصداقية يشمل الجميع ولا يقوم على الطائفية وتحدد جدولا زمنيا وعملية لصياغة دستور جديد. وناشد الأطراف إلى السماح الفوري للوكالات الإنسانية بالوصول السريع والآمن ودون عوائق إلى جميع أنحاء سوريا، والسماح للمساعدات الفورية والإنسانية بالوصول إلى جميع المحتاجين، لا سيما في كل المناطق المحاصرة التي يصعب الوصول إليها، وإطلاق سراح أي شخص محتجز بشكل تعسفي، وبخاصة النساء والأطفال.
كما أكد على الحاجة الماسة إلى بناء الظروف للعودة الآمنة والطوعية للاجئين والمشردين داخليا إلى ديارهم وإعادة التأهيل للمناطق المتضررة، وفقا للقانون الدولي، بما في ذلك الأحكام المعمول بها في الاتفاقية والبروتوكول المتعلق بمركز اللاجئين، والأخذ بعين الاعتبار مصالح البلدان التي تستضيف اللاجئين.

خاتمة:
بعد العرض السابق، يمكن القول أن أحد النتائج المترتبة على الصراعات الجارية في المنطقة هو اندلاع سباق تسلح اقليمي وانتشار المزيد من العنف والدمار وهذا الأمر يهدد بشكل خاص كلا من مصر والأردن.
فمصر تواجه التحديات على جبهات متعددة فما بين تهديد في الجنوب جراء الحرب الأهلية في السودان، وتصاعد التوترات للمدخل الجنوبي في البحر الأحمر مما يؤثر على الملاحة في قناة السويس،فضلا عن انشغالها بمواجهة إثيوبيا في منطقة القرن الافريقي والصراعات الأهلية المستمرة في ليبيا .
وعلى صعيد مماثل تواجه الأردن تهديدات من الشمال نتيجة لعمليات التهريب الواسعة النطاق من سوريا وتدهور الوضع الأمني خطراً كبيراً، ومن الشرق، حيث تستغل الميليشيات الشيعية الأراضي العراقية وسط تصعيد مستمر بين إسرائيل وإيران.
فيما تواجه الدول العربية وعلى رأسها العراق مخاطر من تجدد الحروب الأهلية في المنطقة وتسلل الجماعات المسلحة القادمة من سوريا اليها، وسط مخاطر من تقسيم سوريا إلى دويلات صغيرة.
وعليه فهذه التهديدات المتعددة قد تؤدي لسباق تسلح في المنطقة وهوماقد يؤدي لدورة من أعمال الإبادة لشعوب المنطقة.
وعلى الصعيد الاقتصادي فقد خفض صندوق النقد الدولي من توقعاته للنمو في منطقة الشرق الاوسط وشمال افريقيا إلى 2.1% للعام 2024 بسبب الحروب وانخفاض انتاج النفط مما يعني مزيدا من المعاناة لشعوب المنطقة.

 

المراجع:
*The Middle East’s New War of Attrition
Amr Hamzawy, Published on November 14, 2024
https://carnegieendowment.org/emissary/2024/11/middle-east-war-attrition-israel-gaza-egypt-jordan-role?lang=en
*لماذا لن يعود ترامب أبداً إلى سياساته السابقة في الشرق الأوسط؟
https://www.ajnet.me/opinions/2024/11/16
October 7: A Year That Changed the Middle East
https://www.ispionline.it/en/publication/october-7-a-year-that-changed-the-middle-east-185909
*عام من العدوان على غزة.. تدمير وتجويع وتهجير
https://www.ajnet.me/encyclopedia/2024/10/1/%B9
*ينذر بحرب شاملة.. أبرز محطات الصراع بين إيران وإسرائيل
https://www.alarabiya.net/arab-and-world/2024/10/02/%%84

*لأول مرة.. الجيش الإسرائيلي يعلن شن غارات على أهداف للحوثيين
https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2024/07/20/israel-confirms-it-struck-houthi-military-targets
*تفاصيل اتفاق وقف القتال بين إسرائيل وحزب الله بعد حرب 2024
https://www.ajnet.me/encyclopedia/2024/11/27%86
*الخط الأزرق فاصل دولي بين لبنان وإسرائيل
https://www.ajnet.me/encyclopedia/2024/7/28%86
*تكلفة الصراع بين تل أبيب وحزب الله على لبنان وإسرائيل
https://www.skynewsarabia.com/infographic/1758028-%%84

*الأحداث في سوريا تتسارع.. من المستفيد الأكبر؟
https://www.alarabiya.net/arab-and-world/syria/2024/12/01B1
*القصة الكاملة لسقوط نظام الأسد في 12 يوما
https://www.ajnet.me/politics/2024/12/8
*كيف تنظر إسرائيل إلى تطورات المشهد في سوريا؟
https://www.independentarabia.com/node/6132149F
*الفصائل المسلحة تسيطر على ريف حمص ومناطق في درعا، والجيش السوري يقصف حماة وينسحب من دير الزور
https://aawsat.com/%%A7
*عاد للواجهة مع تجدد القتال… ماذا نعرف عن مسار أستانا الخاص بسوريا
https://asharq.com/politics/108609A7
*الوجود العسكري الروسي بسوريا.. أسبابه وأهدافه وأماكنه
https://www.ajnet.me/encyclopedia/2024/6/25/%
*المقترح المصري في شأن غزة يشبه اتفاق الهدنة في لبنان
https://www.independentarabia.com/node/613039/%%86
*«فتح» و«حماس» في القاهرة… جولة جديدة بشأن مستقبل «إدارة غزة»
https://aawsat.com%A9

The post الشرق الأوسط على صفيح ساخن مابين حروب وإبادة..ومستقبل لاوضوح له appeared first on المنتدي الاستراتيجي للسياسات العامة و دراسات التنمية.

]]>
8335
صباح الخير يا وطن https://draya-eg.org/2024/12/09/%d8%b5%d8%a8%d8%a7%d8%ad-%d8%a7%d9%84%d8%ae%d9%8a%d8%b1-%d9%8a%d8%a7-%d9%88%d8%b7%d9%86/ Mon, 09 Dec 2024 13:53:17 +0000 https://draya-eg.org/?p=8332 في ٢٥ يناير عام ٢٠١١ فتحت نافذة على ميدان التحرير ..لأراقب عن كثب ما يدور في الميادين من محاولات لوضع مصر على صفيح ساخن، ووضع مستقبل أبنائها في موضعٍ حرج .. لم يتمكن المتأمرون حينها من النفاذ إلى نسيجها الداخلي، ولم يتمكن حلفاء الشر من تحقيق أحلامهم في تدمير ما تبقى من حلم التنمية ومحاولات …

The post صباح الخير يا وطن appeared first on المنتدي الاستراتيجي للسياسات العامة و دراسات التنمية.

]]>
في ٢٥ يناير عام ٢٠١١ فتحت نافذة على ميدان التحرير ..لأراقب عن كثب ما يدور في الميادين من محاولات لوضع مصر على صفيح ساخن، ووضع مستقبل أبنائها في موضعٍ حرج .. لم يتمكن المتأمرون حينها من النفاذ إلى نسيجها الداخلي، ولم يتمكن حلفاء الشر من تحقيق أحلامهم في تدمير ما تبقى من حلم التنمية ومحاولات الخروج من النفق المظلم؛ نتيجة السياسات والبرامج الفاشلة التي كرَّست الفقر، وزادت من الهوة بين الأقاليم المصرية من ناحية، وبين الطبقات الاجتماعية من ناحية ثانية ..
وذلك لأن مصر كانت واعية بالقدر الكافي، الذي جعلها تخرج من براثن الشر بسلام ..ولأنها كانت مؤمنة بالقدر الذي مكنها من محاصرة الشر وأهله، وارغامه على دفن أسلحته في الرمال .. ولأنها مؤمنة بتاريخها وجغرافيتها؛ فقد جعلت الارهاب يرفع رايته البيضاء في حضرة أجنادها البواسل ، ويرحل عن شوارعها الآمنة بلا عودة ..!
أدعي بأنني من خلال نافذتي الصغيرة التي كنت أطل منها على ميدان التحرير وكافة الميادين الثائرة؛ رأيت ما لم يراه أنصار تلك الميادين والمنابر الإعلامية المزيفة .. فقد كنتُ وما زلت مقتنعاً بأن التغيير بالكلمة أقوى من التغيير بالصِياح والهتاف ، وأن التغيير بالحوار أقوى بكثير من التغيير بالسلاح .. وأن الوعى الحق لا يُبنى بالأسلحة ولا بالتخريب ولا بالدمار، ولا يهدم أيضاً بالأسلحة. وإنما يُبنى الوعي بالدليل والاقتناع والمنطق والكلمة الشفافة المخلصة وبالحوكمة وإرساء قواعد عادلة للمحاسبة ..
وكذلك كنت وما زلت مقتنعاً بأن المثقف الحقيقي المؤمن بقضايا وطنه والمتعايش مع واقعه، والقارئ الجيد للمستقبل لا يثور أبداً على الأرض، وإنما يثور على الورق. وأن سلاحه الوحيد هو الكلمة وأداته الوحيدة هي القلم .. هو بعيد كل البعد عن التسفيه والتسخيف والتحريض والتنكيل .. هو فقط محرض قوي على الوعي والإصلاح والتنمية واستقرار الوطن الذي يعيش فيه ويعيش فيه .. !
فالمثقف الحقيقي كما عرفه الدكتور جمال حمدان.” هو الإنسان الذي يتجاوز دائرة ذاته، ليصل للمجتمع الأكبر كله.. هو الإنسان القادر على أن يجعل مشاكل الأخرين هموما شخصية له، وهو ضمير عصره سابق لعصره في أدراك الخطر المستقبلي والحلم بالمستقبل، هو برج مراقبة للعالم من حوله، يرصد، يحلل، يتوقع يتنبأ، يحذر، يخطط، لا يضيع في التفاصيل وإن تابعها بكل تفصيل.” !
أوقن أن الأوطان كائن لطيف جداره من صُلب، يصعب اختراقه من الخارج. مبطن بطبقة رقيقة جداً من الداخل. فكلما التحفت أطياف الشعب بالوعى الوطني كلما شكلت ذلك الجدار الصلب الذي يصعب اختراقه من أي قوى مناوئة. وكلما تعاملت جدرانه برفق من الداخل كلما نما الوطن وتحققت أمانيه ..
السر إّذاً يكمن دائماً في الوحدة والتماسك وليس في الصراع والتفكك والتشرذم.. فإذا كان الإنسان محباً لوطنه فكيف يهدم المحب حبيبه، وكيف يرفع في وجه من يحب السلاح..؟!
كانت هذه المقدمة لازمة لأعبر عن حزني العميق لما يحدث في سوريا ذلك البلد الشقيق والامتداد الأساسي للأمن القومي المصري ..وإيماني بأن هذه الفصائل المسلحة التي تهاجم الدولة السورية لا علاقة لها بالدين ولا بالوطنية ..فصائل بلا شك مأجورة موتورة ..نجح المتآمرون على سلامة سوريا في تجنيدها ضد بلادها مستغلين حالة الضعف السياسي والمادي الذي يعانيه السوريون.. فمن الخزي أن يقبل مواطن أن يكون خنجراً في ظهر بلاده وليس من الشرف أن يحمل المواطن سلاحاً في وجه الوطن ..فنحن ضد ما يحدث في سوريا وندين بشدة أفاعيل الفصائل المسلحة. وندعو الله أن يحفظ سوريا من كيد الكائدين وتعود سوريا لأبنائها أمنة ..
وعلى أية حال تظل البلدان العربية التي شهدت ما يسمى بالربيع العربي نموذجاً صارخاً على البلدان التي تأمر أبنائها على هدمها .. نموذجاً على غياب الوعي الوطني العام وعلى ضعف مشاعر الانتماء .. والناظر إلى سوريا واليمن وليبيا والسودان يتعلم الدرس جيداً . فإن لم يتعلم فسوف يحاسبه أبناءه والتاريخ جيداً .. وحين يتشرد هو وأحفاده في البلاد يبحث عن ملجأ ولسان حاله يقول كان لي هناك وطن هدمته بيدي، أو كنت ذراعاً فتياً لهدم بلادي..! وسوف تظل مصر التي شهدت ثورتين كبيرتين نموذجاً على الوعي وسرعة الاستفاقة وقوة الاصطفاف وأن الحضارة ليست شعاراً براقاً وإنما سلوكاً وطنياً قويماً يحفظ بلاده حتى من نفسه ..
فالأوطان في حضن أبنائها كالأطفال التي تنام في سلام .. لعن الله من هدد استقرارها .. ولعن الله من سلب أمنها ..فالأوطان بدون تماسك أبنائها تصبح هشة كقشةٍ في مهب الريح…حفظ الله مصر، حفظ الله أمتنا العربية من كل شر.

The post صباح الخير يا وطن appeared first on المنتدي الاستراتيجي للسياسات العامة و دراسات التنمية.

]]>
8332
صلاح هاشم.. مجاور في حب الوطن https://draya-eg.org/2024/11/30/%d8%b5%d9%84%d8%a7%d8%ad-%d9%87%d8%a7%d8%b4%d9%85-%d9%85%d8%ac%d8%a7%d9%88%d8%b1-%d9%81%d9%8a-%d8%ad%d8%a8-%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b7%d9%86/ Fri, 29 Nov 2024 23:28:24 +0000 https://draya-eg.org/?p=8323 لم يكن سقراط  فاقدًا للأهلية حين قرر بإرادته الحرة أن يتجرع السُم، ليضمن الخلود لقناعاته وأفكاره، رافضًا حياة بلا مبادئ بجسد سيفنى،  كان واعيًا تمامًا أن ثمن نجاته أن يسقط من عيون تلاميذه، قبل أن يسقط هو أمام ذاته، مستنكفا أن يخون نفسه وتابعيه بحياة تناقض ما علمهم إياه، كيف يستبشر بنجاة كانت ثمنها خيانة …

The post صلاح هاشم.. مجاور في حب الوطن appeared first on المنتدي الاستراتيجي للسياسات العامة و دراسات التنمية.

]]>

لم يكن سقراط  فاقدًا للأهلية حين قرر بإرادته الحرة أن يتجرع السُم، ليضمن الخلود لقناعاته وأفكاره، رافضًا حياة بلا مبادئ بجسد سيفنى،  كان واعيًا تمامًا أن ثمن نجاته أن يسقط من عيون تلاميذه، قبل أن يسقط هو أمام ذاته، مستنكفا أن يخون نفسه وتابعيه بحياة تناقض ما علمهم إياه، كيف يستبشر بنجاة كانت ثمنها خيانة الجنود، وهو الذي ينادي بحق الأوطان وواجبات من ينتمي إليها،  كان سقراط على حق، فلو استجاب لغريزة البقاء ما كنا لنذكره الآن بعد ثلاثة قرون من رحيله، ودون أدنى مجاملة أتذكر سقراط ومن على خطاه كلما قرأت خواطر الدكتور صلاح هاشم، فهو أذكى من أن ينادي بما لا يشبهه، شخصية عامة، منتشرة، لا يؤذن من مكان مرتفع، بل بين الناس، متلاحما مع تلاميذه بالجامعة، واتباعه ومساعديه في العمل العام، فلا يكتب إلا ما يتطابق مع صورته الذهنية عند من يؤذن بينهم.. كانت تلك مقدمة لابد منها، لتكون المسلمة  الملزمة لنظرتنا لما يطرحه من خواطر.

متصوف مختلف، ليس بالمعنى الشائع عن المتصوفة،  لم يختر الاعتكاف إلى جوار أضرحة الأولياء، هو اختار أن يجاور ضريح الوطن، نعم، الضريح بمعناه الشائع، جسد بلا حراك، أقامه هو ضريحا افتراضيا للوطن، اعتكف إلى جوار الضريح. وكل صباح ينتهي من صلواته ثم يقترب أكثر ليلقي تحية الصباح ليستنهض كراماته مؤمنا أن (تحت القبة شيخ) كيف لا يؤمن بذلك وهو يرى تلك الكنوز التي طفت فوق أرض وطنه ومثلها تحت ترابه.

 

 

حين أراد أن يقدم نفسه كخادم للضريح، قدم نفسه نافيًا توصيفات استغلها أهل الادعاء فانتقصوا من بهائها فقدم نفسه في خاطرة قال فيها (لستُ شاعرًا ولا حكاءً، لكنني إنسانٌ.. عاشَ في بطنِ مصر؛ فعاشت مصرُ كلها في خاطره!) هو لم يستخدم الرحم، بما يحتويه من حماية ومعايير نمو، إنما استخدم البطن بكل ما فيها من داء، إذن هو يعترف بأنه عاين الداء معاينة نافية للجهالة ولكونه بارًا، لم يتهرب من مصائبها، بل ظل وجعها يلاحقه حتى أدخلوا لأول مرة في مجال التنمية  مصطلح الحماية الاجتماعية ليداوي كافة المواجع، وقاتل من أجل نشر هذا المصطلح علما وتطبيقا وخاض معارك قام بتوثيقها  في خاطرة (أرقى المعارك التي يمكن أن يخوضها الإنسان هي المعارك التي يدافع فيها عن مبادئه.. فمهما كانت الخسائر فصاحبها منتصر!)  هذه الكلمات لا تخرج إلا من متصوف يرى الجمال في كل قبح، ويستيقظ من جديد ويلقي تحية الصباح على الضريح (بحكم مساحة النور التي في قلبك تستطيع أن ترى مالا يراه الآخرون.. ترى أكثر مما يجب.. المهم أن تتحمل وحدك تبعات الرؤية،  وأن تتقبل أن يكون على لسانك قيد من حديد! فليس كل ما تراه زيادة عن البشر  ينفعك.. فكثير ما تكون المعرفة كالجبل أعانك الله على حمله!) ويقر هنا أن معاناته جاءت بسبب معرفته وياليته ما سكن البطن، ياليته اكتفى بتلك الشهور بالرحم ثم ترك الجمل بما حمل وحلق في سماء اللامبالاه.. ثم يتجول في عبثية الوجود  (نحن موجودون هنا لا لشيئ سوى لأننا نحب الحياة وأن الحياة تريدنا أن نكون هنا في نفس المكان في ذات الوقت من عمر التاريخ.. وأن يبقى الخيار دائمًا بين أن نعيش أو لا نعيش.. وليس مطروحًا  أبدا خيار “أن نعيش في سلام” كخيار ثالث للحياة) وما كان لمتصوف أن يصبح أسيرًا للأفكار العبثية، ويشعر أن هناك من ساق إليه تلك الأفكار ولم يقاومها من فرط تجاربه التي أنتجت أعداء لم يكن يتوقعهم، فيستدعي همته يعود للضريح من جديد ليقدم مبرراته ويسوق ورد جديد (حين تمتلك القوة يجب أن تعامل المخالطين بك على أنهم “أعداء محتملين”!) يؤمن بنظريات المؤامرة، يحتاط ممن يجاوره، يعلم أن للوطن كنوزًا تمنحه القوة.. قوة يخشاها الأعداء فيقتربوا ويتقربوا، وسيكشفون أقنعتهم وقتما أرادوا، يشعر بالاستكانة وهو يجاور الضريح فيهب إلى عتبة الضريح ويؤذن (يظلُ الإنسان حيًا مادامَ ضميرهُ صحيحًا لا يقبلُ القسمةَ على اثنين.. فالضمائر كالشعوبِ قوتُها في تماسكِها) يعلم تمامًا أن الضمائر تخوض حربًا شرسة مع تلك الضغوط التي أسقطت الجميع في بئرها المظلم، وعلى وشك أن  تقدم استقالتها، ويتراجع صوتها، ولم يدع انشغاله بالضمير الذي يملآ حيزًا كبيرًا من خواطره فيقول (لا شك أن “الضمير” نعمة، لكنه نعمة مزعجة.. وأنه دليل كاف على بقاء الإنسان على قيد الحياة، وسبب كاف لتعاسته!) وبين الضمير والمعرفة تتأرجح عذاباته،  فيحاول إدراك الأمر قبل فوات الاوان، فيشعر بالمسافات البعيدة بينه وبين من يؤذن فيهم، فيصيبه اليأس، ولكن قبل أن يستسلم له يحقن نفسه بجرعة بصيرة (مساحة النور التي في قلبك لا تملأها المسافات.. إنما يملأها القرب واليقين والتجلي.. لا تشرد فتتقاسم الشياطين قلبك!) فيأخذ نفسا عميقا، ويضع قدمه على عتبة باب الضريح الخشبية ويهدد بأعلى صوته (حين تموت سيرحل معك كل شيئ الإ أعمالك.. سوف تظل باقية.. تتحدث عنك بصدق دون مواربة! تسلمت في البرزخ دفتر أحوالك اليومية وسوف يرحل معك إلى الله كتاب، كُنت قد سطرته بيدك. سوف يُقرأ عليك حرفًا حرفًا، أو تقرأه؛ فاختصر! ولا تكتب بيدك غير الذي ينفعك.. ولح على الله في طلب العافية والستر وحسن الخاتمة!) نعم فكافة الأنشطة التى يقوم بها ابن آدم يتم توثيقها في سطور، ستكون في كتابه الدائم، وفي حضنه الدائم، وعليك احتضان ما كتبت، ويتجلى المتصوف المستنير ويضع علاجا لكل داء، علاج واحد يكفي بإزاحة كافة الأمراض التي أحاطت بالنفوس ويوثقه في وصفة إنسانية  صغيرة بديعة (الحب وحدهُ يكفى! مهما كان شكلك أو نوعك أو جنسك أو سنك أو عقيدتك.. في كل القلوب التي حولك يوجد على الأقل قلب واحد أنت أجمل ما فيه فلا تخسره.. اسعى إليه بلا ملل.. فالطريق إليه موصول بالحب، والحب لا يحتاج إلى منطق لتبريره.. فالحب وحدهُ يكفي) نعم الحب وحده يكفي، إنها أفكار وقناعات المتصوف  المستنير  ورحم الله شيخي أحمد البسفي الذي إذا عبر عن نفسه قال (وما أنا إلا مؤذن يقول حي على العلم من أجل الادب وحي على السلام من أجل الحب، ألا أدلكم على شى إن فعلتموه تحاببتم، افشوا السلام بينكم) وهكذا يعاود الدكتور صلاح هاشم الآذان، وعينه على ضريح الوطن، وقلبه ممتلأ بالأمل.  ويحدث نفسه (لا بأس.. غدًا ستكون الأمور على ما يُرام.. أنت لست بحاجةٍ إلى مزيدٍ من الصبر.. لكنك بحاجة أكثر إلى الفهم.. كيف يدبر الله الأمر وكيف يدير شئون ملكهِ.. وتفهم الطريقة التي يحبُ بها عباده الطريقة التي يعبر بها عن محبته.. فإذا فهمت عرفت.. وإذا عرفت صبرت.. والصبرُ مفتاحُ الفرج) في ظاهر السطور دعوة إلى الفهم، ولكن المتامل لباطنها يجد اتهامًا صريحًا للبعض بغياب الفهم  وحضور الجهل الذي خلق هذه الاضطرابات في التلقي، وأحدث الدوامة التي إلتقمت أصحاب العقول النيرة، ولان تلك العقول ثقيلة بالنور استقرت بالعمق، وأصبح سفح الماء فريسة سهلة لأصحاب العقول الفارغة التافهة المظلمة. وكيف لا تطفو وهي كالعشب  لتشكل ظواهر إجتماعية تجذب الانتباه وترغم الأجيال للاحتفاء بها.. الدكتور صلاح هاشم تجربة إنسانية تستحق  الدراسة لنتعرف على تلك الأسباب التي ساقت إلينا هذا النموذج الفريد. فبالتأكيد  كانت نشأته هي المصدر الرئيسى لاندفاعه ناحية أوجاع الناس ثم تجربته الأكاديمية التي عمقت ملامسته لدموعهم، وتتوجت بمبادراته التنموية، التي مكنته أحيانًا من تحقيق أحلامهم، فوصل إليهم في كل رقعة بدءً من النجوع حتى أروقة الجامعة من خلال وحدات التضامن التي أسسها وأشرف عليها بالجامعات المصرية. والمدهش أنه لم يفكر في مخاطبتهم مباشرة في خواطره. يعلم أن لا وقت لديهم ليقرأوا. ولو قرأوا لتعمقت جراحهم. فكان دوما يخاطب المسؤل عنهم.  مهموم هو بالطبقات المهمشة عيال الله ويؤمن بأنهم ثروة بشرية لو نالت الاهتمام والرعاية والحماية لاهتز الضريح وظهرت كراماته.

The post صلاح هاشم.. مجاور في حب الوطن appeared first on المنتدي الاستراتيجي للسياسات العامة و دراسات التنمية.

]]>
8323