طالبان والمرأة الأفغانية ..تاريخ أسود ومستقبل مجهول
مخاوف من عمليات قمع وإضطهاد تنفذها طالبان ضد المرأة
كان استيلاء حركة طالبان على السلطة سريعا ومباغتا ليس فقط للإدارة الأمريكية ووكالات الاستخبارات الأمريكية والغربية لكن كان أيضا مباغتا وسريعا للمرأة الأفغانية، لقد وصلت طالبان إلي كابول قبل أن تصل المرأة الأفغانية الي البرقع الذى كانت تفرضة عليها طالبان أبان حكمها فى أوخر التسعينيات من القرن الماضي لقد أغلقت المحال أبوابها وسارعت المرأة الأفغانية تفتش هنا وهناك علها تجد هذا البرقع اللعين بين جنبات وخزانة حفظ ثيابها دون جدوي، فقط طال الزمن وتباعد، وكادت الناس أن تنسى هذا الزى الغريب، الذى يغطى المرأة من مفرق شعرها وحتى أخمص القدمين لايترك لها منفذ حتى للرؤية. وكأنها مخلوق ما كان يجب أن يخلق أو يكون سارعت المرأة على وقع الصدمة تبحث عن هذا البرقع الذى تضاعف سعره بمجرد وصول طالبان للسلطة الى أضعاف مضاعفه لقد بات الحصول عليه شىء فى منتهى الصعوبة وسارعت بيوت الأزياء وصالونات التجميل الى نزع صور الدعاية التى كانت تزين بها واجهة محلاتها للنساء إيذانا بدخول عصر جديد، نزل على راس المرأة الافغانية كالصاعقة فلا أمل فى تعليم أو فن او ترفية أو عمل او حتى خروجا للمرأة من المنزل كل شىء توقف عند هذا اليوم الذى دخلت فيه طالبان العاصمة كابول وفر رئيس البلاد الى الخارج
ورغم حديث طالبان ورسائلها الجديدة التى حاولت أن تطمئن بها المرأة إلإ أن تاريخها الأسود مازال ماثلا فى الاذهان.
طالبان والمرأة تاريخ من الاضطهاد والإمتنهان لحقوقها
النساء فى أفغانستان كن يتعرضن لقمع وإضطهاد شديد ومعاملة وحشية أبان حقبة حكم طالبان الاولى فى أواخر التسعينيات كانت المرأة ممنوعه من التعليم والعمل ناهيك عن نظرة طالبان للمرأة بإعتبارها سلعة يذج بها الى الزواج فى سن مبكرة وتخضع لسطة قمع الاب أو الاخ او الزوج أو حتى الإبن لا صوت لها ولا راى لها هى مجرد متاع يفرض عليهن زى شديد الغرابة هو البرقع الذى يغطى المرأة بشكل كامل وتتعرض لموجات من التعنيف والعنف إذا ما خرجت عن أوامر الحركة .
الناشطة المدنية الأفغانية سهرداد مغلوب، عبرت عن المخاوف الشديدة لملايين النساء الأفغانية من مستقبلهن المنظور،وقالت “مهما كانت وعود قيادات الحركة، ففي المحصلة يعرف الجميع إن الحركة تستمد قوتها الداخلية والتصاق أعضاءها من طاقة الذكورة والعنف التي تحملها في جنباتها، وهي لا تستطيع أن تتخلى عن ذلك، خشية الانحلال وفقدان الجاذبية بالنسبة لأعضائها. النساء هُن المادة الأكثر يُسراً وسهولة لتطبيق ذلك، ويبدو أنه أمر محتوم”
قوائم للزواج القسرى
مع إستيلاء طالبان على السلطة فى أفغانستان تخشى المرأة الافغانية أن تفقد المكتسبات التى حققتها على مدار عقدين كاملين من الزمان من حرية فى التعليم والعمل والتنقل وحرية الاختيار فى الملبس والمأكل والزواج بعد أن تدخلت الولايات المتحدة وأشرفت على بناء مؤسسات ديمقراطية ووضع دستور يضمن الحقوق والحريات للجميع فى أفغانستان عقب سقوط طالبان عام 2001 لكن الأن الوضع تبدل عادت طالبان بعد عشرين عاما وعادت معها أفكارها و ايدلوجيتها المتطرفة ونظرتها المتسلطة للمرأة.
ومع سقوط كابول،يخشى أن يكون الأوان قد فات لإطلاق مناشدات والحصول على المساعدة. فقد أفادت تقارير عديدة بقيام طالبان بتفقد منازل المواطنين لإعداد قوائم للنساء والفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 12 و 45 عاما، بغرض تزويجهن قسرا من المقاتلين الإسلاميين. وفي نفس الوقت أخطرت الحركة النساء بوجوب عدم مغادرة المنزل إلا في حال رافقهن الرجال. وأنه لم يعد بإمكانهن العمل أو الدراسة أو اختيار الملابس التي يرغبن في ارتدائها بحرية. وأقفلت المدارس أيضا. لكن طالبان تنفي العودة لتلك الممارسات.
وبالنسبة لجيل كامل من الأفغانيات اللواتي نجحن في إقتحام الحياة العامة والعمل كمشرعات وصحافيات ومحافظات وطبيبات وممرضات ومعلمات وعاملات في الإدارات العامة، فإن خسارة كبيرة تنتظرهن.
وكان جيل كامل من النساء يعمل بجهد جنبا إلى جنب مع الرجال، في مجتمع محافظ من تلك المجتمعات حيث من غير المعتاد أن يتقلدن مناصب عليا، أو المساهمة في بناء مجتمع مدني تسوده الديمقراطية. وكل تلك الجهود من أجل إتاحة الأجيال القادمة من النساء التمتع بمكاسبهن.
هناك عمل واحد يزدهر. ففي الولايات الأفغانية، يُعاد فتح محلات بيع البرقع، وأصبحت الملابس الزرقاء السميكة التي تغطي جسد المرأة من الرأس إلى أخمص القدمين (الرمز القمعي لحكم طالبان السابق)، هي الملبس الحتمي الغالي الثمن. ولكن ليس للجميع. وتقول خورام، التي كانت ممثلة للشباب الأفغاني لدى الأمم المتحدة في عام 2019 “أرى الكثير من النساء اللواتي لم تعاصرن فترة طالبان السابقة تقلن لن نلتزم بهذا اللباس القمعي”. وتضيف “لا أعرف ماذا سيحدث للجيل الشاب من النساء الأفغانيات. لقد كنّ رائعات جدا لقد شكل هذا الجيل أفغانستان الحديثة”. وكل ما يمكن لمواطني أفغانستان القيام به هو الانتظار والقلق.والآن تجلسن جميعا في المنازل يتساءلن عما سيحدث.
القلق يتفاقم ويزداد خاصة مع التقارير التى تتحدث عن اجبار العديد من النساء خاصة الارامل منهم من التزوج بمجاهدى طالبان وهو الامر الذى تنفية الحركة وتعتبره دعاية سوداء ضدها لكن تاريخها الوحشى والمعاملة القسرية التى تعاملت بها المرأة أبان حكم طالبان الاول يعزز من واقعية تلك التقارير.
طالبان تتعهد بالحفاظ على حقوق المرأة فى التعليم والعمل لكن بشروط
قال المتحدث باسم حركة طالبان ذبيح الله مجاهد فى مؤتمر صحفى عقده منذ ايام هو الاول لحركة طالبان بعد استيلائها على الحكم فى افغانستان قال انه سيسمح للمرأة بالعمل والتعليم وسيكن فاعلات للغاية فى المجتمع لكن فى اطار من تعاليم الشرعية الاسلامية وبعد ساعات قليلة من هذا التصريح الذى راه العالم أجمع نقلت وكالة رويتر عن وحيد الله هاشمى الذى وصفته بأنه مطلع على صنع القرار فى الحركة قال أن علماؤنا سيحددون وسيقررون ما اذا كان سيسمج للبنات بالذهاب للمدارس أم لا
وأضاف أنهم أيضا “سيبتون فيما إذا كان يتعين على النساء وضع حجاب أو نقاب أو مجرد غطاء للرأس مع عباءة أو شيء ما أو لا” قائلا: “الأمر متروك لهم”.
هذا التصريح يعزز فكر الحركة ومكنونها تجاه المرأة الأفغانية التى باتت تحبس أنفاسها فى إنتظار البت فى مصيرها هل ستعود الى مدارسها وجامعاتها وأشغالها ونشاطها فى المجتمع الافغانى أم سيتوقف بها الزمن عند هذا التاريخ تاريخ سقوط كابول في الخامس عشر من أغسطس 2021 ومعه مكتسابات المرأة وحقوقها التى إنتزعتها على مدار عقدين من الزمان .
اهم المراجع
https://www.skynewsarabia.com/world
نشر فى 15 -8-2021
https://www.france24.com
نشر فى 16-8-2021
https://www.dw.com/ar/
نشر فى 16-8-2021
https://al-ain.com/article/taliban-kapul-women-photos
نشر فى 19 – 8-2021
https://arabic.rt.com/world/1263800
نشر فى 18-8-2021