أرض مستشفى العباسية للصحة النفسية فى خطر
وزارة الصحة تنفى بيع المستشفى والبرلمان يتحرك
تجددت أزمة أرض مستشفى العباسية للصحة النفسية، مرة أخرى بعد سنوات من الهدوء، بسبب طلب محافظة القاهرة من مدير مستشفى العباسية للصحة النفسية معاينة أرض المستشفى مرة أخرى، وموافقة مساعد وزير الصحة على طلب المعاينة لاستغلال الأرض.
ليتحرك مجلس النواب المصري، حيث تقدمت النائبة إيناس عبد الحليم، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة، للمستشار حنفي الجبالي، رئيس البرلمان، بشأن الاستيلاء على ارض مستشفيي العباسية بالمخالفة للدستور والقوانين، مؤكده أن مستشفى الصحة النفسية بالعباسية تلعب دورا كبيرا في أداء خدمات الصحة النفسية وعلاج الإدمان لآلاف المرضى سنوياً ما يجعلها محط أنظار المجتمع دائماً.
وأضافت النائبة، “أن ما تقوم به إدارتي مستشفى العباسية للصحة النفسية والأمانة العامة للصحة النفسية بإجراءات تعد انتهاكا صريحا لحقوق المرضى والدستور المصري الذي الزم الدولة في المادة 18 منه «بالحفاظ على مرافق الخدمات الصحية العامة التي تقدم خدماتها للشعب والعمل على رفع كفاءتها وانتشارها الجغرافي العادل».
وطالبت البرلمانية الحكومة بسرعة التحرك لوقف هذه المحاولات للاستيلاء على أراضي المستشفى بالمخالفة للقانون واللوائح ، والقيام بتأجير أراضي المستشفى لجهات غير صحية واستغلالها في مشروعات تجارية، حيث أن ذلك انتهاك لحقوق المرضي ومخالفة للدستور والقانون.
من ناحيتها كشفت النائبة هالة أبو السعد، وكيل لجنة المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بمجلس النواب حكاية قطعة الأرض المجاورة لمستشفى العباسية، التي صدر قرار حكومي منذ سنوات بتخصيصها لإقامة مستشفى طب نفسي للأطفال والمراهقين، وتصل مساحتها لنحو 7500 متر مربع، وتقع على متداد رمسيس.
ولفتت النائبة إلى أن الهدف من إنشاء المستشفى هو متابعة حالة المرضى المصابين باضطرابات نفسية من الشباب والأطفال، لاسيما في ظل زيادة عدد المدمنين في الفترة الأخيرة سواء للألعاب الإلكترونية وانتهاء بتعاطى المواد المخدرة
وأوضحت وكيل لجنة المشروعات المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغر بمجلس النواب، أن إدارة المستشفى ضربت بهذا القرار عرض الحائط، وتقدمت بطلب إلى الأمانة العامة للصحة النفسية وعلاج الإدمان، لتأجير مساحة هذه الأرض لإقامة محلات وتوكيلات تجارية لمدة 20 عاما، وعززت موقفها بأن ذلك لتعظيم استفادة مستشفى العباسية من منشآته
وجاء رد فعل وزارة الصحة سريع حيث كشفت الدكتورة مني عبد المقصود أمين عام الصحة النفسية حقيقة الواقعة وقالت “إن المنشور المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي والذي يفيد ببيع أرض مستشفى العباسية للصحة النفسية. قديم وتم تعديله من كلمة تخصيص أرض كبديل لأرض الصحة النفسية بالعباسية إلى «تخصيص قطعة أرض بجانب الإبقاء على مستشفى العباسية كما هي”
وشددت أمين عام الصحة النفسية، على أن أرض الصحة النفسية بالعباسية ليست للبيع ولن تكون للبيع، موضحة أن تلك الشائعات تخرج من وقت لآخر ويتم التصدي لها بنشر الحقائق.
يذكر أن المستشفى تم انشائها عام 1883 م، ويبلغ مساحتها 68 فدانا، وتم ضمها لديوان عام وزارة الصحة 21 سبتمبر 1997 بناء على قرار جمهوري، ثم صدر القرار الوزاري باعتبار بعض مباني المستشفى أثر تاريخي ﻻ يجوز التعرض له.
تبلغ سعة المستشفى 1504 أسرة وبالمستشفى 46 قسما، وبها عيادة طب نفسي للمسنين. وقيمة تذكرة الكشف جنية واحد، العيادات الخارجية تعمل جميع أيام الأسبوع من 8 إلى 1.30 ظهرا. والاستقبال والطوارئ بالمستشفى تعمل على مدار 24 ساعة.
تعود أزمة حديقة مستشفى العباسية إلى عام 1993 عندما طلبت محافظة القاهرة من وزارة الصحة، استغلال أرض المستشفى للانتفاع العام، لبناء حديقة، وقامت بمخاطبة وزارة الصحة لتطوير المنطقة والحصول على قطعة أرض وتخصيصها كحديقة عامة تحمل اسم العروبة، وهو ما رفضه أطباء المستشفى والعاملين به وقتها، وتظاهروا منددين بموافقة وزير الصحة على اقتطاع جزء من الأرض وتخصيصها للمحافظة.
وهو ما دعا الأطباء لرفع قضية على محافظة القاهرة بالاستيلاء على قطعة الأرض بالمخالفة للقانون، ومازال النزاع عليها ساريًا حتى الآن في المحكمة.
وتجددت الأزمة في عام 2009 بعد طلب محافظ القاهرة وقتها الدكتور عبد العظيم وزير، لوزارة الصحة بالسماح باستغلال الأرض، وهو ما رفضه وزير الصحة وقتها وطلب استرداد الأرض بناء على خطاب موجه من وزير الصحة وقتها الدكتور حاتم الجبلي، إلى محافظ القاهرة حصلت صورت الأمة على نسخة منه، وذلك لتطوير المستشفى واستغلال
أعلنت جبهة الدفاع عن مستشفى العباسية للصحة النفسية، عن رصدها لمحاولة جديدة للاستيلاء على أرض المستشفى، مؤكدة أن إدارة المستشفى، وأمانة الصحة النفسية، المنوط بهما الحفاظ على المستشفى، وتطويرها، هما الضالعتين في إهدار أراضي المستشفى، بشروعهما في إجراءات تأجير مساحة 7500 متر مربع من أرض المستشفى لإقامة محلات وتوكيلات تجارية، تكون واجهتها شارع امتداد رمسيس بطول 300 متر.
يذكر أن جبهة الدفاع عن مستشفى العباسية للصحة النفسية، هي الجبهة التي دشنها مجموعة من الأطباء لمقاومة نقل المستشفى إلى مدينة بدر والذي أعلن عنه عام 2010، وظلت من حينها تراقب الأوضاع داخل المستشفى، ونظمت عدة وقفات احتجاجية اعتراضا على قرارت إدارة المستشفى ووزارة الصحة.
يناشد المنتدى الاستراتيجي للسياسات العامة ودراسات التنمية كافة الأطراف المعنية بتحري الحرص الشديد قبل نشر أي معلومات قد تؤدى الى إحداث إثارة وبلبلة للرأي العام.
يدعو المنتدى الاستراتيجي للسياسات العامة ودراسات التنمية إلى ضرورة البدء الفوري بفتح حوار مجتمعي بين الأطراف المختلفة من قطاع حكومي وقطاع خاص ومنظمات مجتمع مدني معنية بقضايا الرعاية الصحية حول الإمكانيات والفرص التي يمكن توفرها لدعم تطوير مستشفى العباسية للصحة النفسية وسبل الاستفادة من الاصول غير المستغاة بما لا يؤثر على رسالة المستشفى والحق فى الصحة .
يطالب المنتدى الاستراتيجي للسياسات العامة ودراسات التنمية بتفعيل نص (المادة 80) من الدستور المصري” لكل مواطن الحق في الصحة وفي الرعاية الصحية المتكاملة وفقاً لمعايير الجودة، وتكفل الدولة الحفاظ على مرافق الخدمات الصحية العامة التي تقدم خدماتها للشعب ودعمها والعمل على رفع كفاءتها وانتشارها الجغرافي العادل.
تلتزم الدولة بتخصيص نسبة من الإنفاق الحكومي للصحة لا تقل عن 3 % من الناتج القومي الإجمالي تتصاعد تدريجيًا حتى تتفق مع المعدلات العالمية….”
تخضع جميع المنشآت الصحية، والمنتجات والمواد، ووسائل الدعاية المتعلقة بالصحة لرقابة الدولة، وتشجع الدولة مشاركة القطاعين الخاص والأهلي في خدمات الرعاية الصحية وفقاً للقانون.
يؤكد المنتدى الاستراتيجي للسياسات العامة ودراسات التنمية على ضرورة الالتزام الكامل بنص المادة 12 من العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية ” تعترف الدول الأطراف في هذا العهد بحق كل إنسان في التمتع بأعلى مستوى ممكن من الصحة البدنية والعقلية”..