شبح الإرهاب يطل من جديد في أفغانستان
أدان المنتدى الاستراتيجي للسياسات العامة ودراسات التنمية الهجوم الإرهابي على محيط مطار كابول والذي راح ضحيته 13قتيلا و18 جريحا من جنود المارينز الأمريكيين، و170قتيلا على الأقل وأكثر من 200 مصابا في صفوف المدنيين من المواطنتين الأفغان.
وبرغم من التحذيرات التي أطلقتها عدد من الدول بوجود معلومات استخباراتية “موثوق بها للغاية” تفيد بأن “مسلحين يعتزمون شن هجوم وشيك على الأفراد المتجمعين في مطار كابل”، ممن يحاولون الفرار من أفغانستان، ونصحت من هم خارج المطار، بمغادرة المنطقة على الفور. وشددت على مواطنيها بعدم الذهاب إلى هناك. في ظل غياب أي ضمانات بحماية الاف الموجودين بمحيط وداخل المطار، جاءت تلك التطورات وسط حالة الفوضى السائدة في العاصمة الأفغانية ومطارها الذي يشهد عملية إجلاء جوي ضخمة لمواطنين أجانب وعائلاتهم وبعض الأفغان منذ سيطرة طالبان على المدينة في 15 أغسطس.
وفور وقوع الهجوم اتهمت الولايات المتحدة و حركة طالبان تنظيم فرع داعش الناشط في مناطق أواسط آسيا، الذي يسمى اختصارا داعش خرسان ISIS-K).) بالمسئولية عن الهجوم، وتأكدت تلك المعلومات بعد إعلان التنظيم مسئوليته عن الهجوم كما هو العادة، حيث يصارع التنظيم عن الإعلان عن مسئولية عن أي هجوم يستهدف القوات الأمريكية في المنظفة.
تنظيم داعش خرسان (داعش أفغانستان)
ولدا تنظيم الدولة الإسلامية من رحم التنظيمات السلفية الجهادية في أوائل التسعينيات، وبرز في عام 1994، في شمالي باكستان، عقب انسحاب قوات الاتحاد السوفيتي السابق من أفغانستان.
تعود نشـأة التنظيم بعد إعلان تنظيم داعش المركزي عن قيام دولة لخلافة في العراق وسوريا في عام 2014، الامر الذي دفع عناصر من منشقون عن حركة طالبان في باكستان الي أعلن ولاءهم لزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي، فعلى سبيل المثال القائد العام الأول لهذا لتنظيم (حافظ سعيد خان) كان مقاتلاً في تنظيم طالبان-باكستان، ونائبه عبد الرؤوف علي زادة ايضا مقاتلاً في تنظيم طالبان نفسها، اللذين قتلا في قصف بطائرات الامريكية العام 2016.
وفي أوائل عام 2015،
وفي عام 2017 ألقت طائرة شحن أمريكية قنبلة تزن 20 ألف رطل “أم القنابل ” على مجمع كهوف مرتبط بالتنظيم شرق أفغانستان، وكانت هذه أضخم قنبلة تقليدية في الترسانة الأمريكية.
اعترف تنظيم «داعش» بإنشاء ولاية له في «خراسان وهو الاسم القديم الذي يطلق على منطقة تضم أجزاء من أفغانستان الحالية وباكستان وإيران وآسيا الوسطى.
-تفيد أحدث التقديرات بحسب تقرير لمجلس الأمن الدولي صدر في شهر يوليو الماضي بأن أعداد مقاتليه تتراوح بين 500 1500 مقاتل، وأن التنظيم تمكن من تشكيل خلايا نائمة في أماكن أخرى في أفغانستان، خصوصاً في العاصمة، وفي باكستان.
وقد تبنى التنظيم عدة عمليات عسكرية في أفغانستان راح ضحيتها المئات حتى الآن ومن العملية التي نفذها التنظيم خلال الفترة الماضية منها:
- الهجوم على حفل زفاف للشيعة في كابل، أسفر عن مقتل 91 شخصاً وفي أغسطس 2019.
- استهدف مستشفى للتوليد في كابل، وأسفر هجوم عن مقتل 25 شخصاً؛ من بينهم 16 أماً ورضيعاً في مايو 2020. .
-كما يصف التنظيم تنظيم “داعش ولاية خراسان “حركة طالبان بالكفار، وبأنها عميلة للاستخبارات الباكستانية، وعمل التنظيم على محاربة جميع الحركات المسلحة في “ولاية خراسان” مثل طالبان والقاعدة، إلى جانب حكومات المنطقة.
– بعد تعرض عناصر التنظيم للقمع الشديد على يد الجيش الحكومي في أفغانستان، بدعم من الولايات المتحدة في عام 2019، في أحد ولايات شرق أفغانستان.
-كما انتقد تنظيم «داعش» بشدة الاتفاق الذي أبرم في فبراير 2020 في الدوحة بين واشنطن و«طالبان» والذي ينص على انسحاب القوات الأميركية والأجنبية من أفغانستان، متهماً الحركة بالتراجع عن القضية الجهادية.
وفي هذا الإطار يطلب ا المنتدى الاستراتيجي لسياسات العامة ودراسات التنمية بضرورة
– تفعيل بنود اتفاقية جنيف بشأن حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب لسنة 1949و البروتوكولين الإضافيين لسنة 1977 بضمان احترام هذه الاتفاقية، الذي يدين بشدة قتل المدنيين في النزاعات المسلحة والهجمات العشوائية التي يتوقع منها التسبب في خسائر في أرواح المدنيين، أو إصابة بهم؛
– تفعيل إعلان المبادئ الأساسية لتوفير العدالة لضحايا الجريمة وإساءة استعمال السلطة” الصادر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة لعام1985الذى ينص على ضرورة معاملة الضحايا برأفة واحترام لكرامتهم. ويحق لهم الوصول إلى آليات العدالة والحصول على الإنصاف الفوري وفقا لما تنص عليه التشريعات الوطنية فيما يتعلق بالضرر الذي أصابهم.
– تفعيل وثيقة المبادئ الأساسية والمبادئ التوجيهية بشأن الحق في الانتصاف والجبر لضحايا الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي لحقوق الإنسان والانتهاكات الخطيرة للقانون الإنساني الدولي و وضع نظام متكامل لحماية الضحايا وإنصافهم، وضرورة العمل على توفير طرق الإنصاف الفعالة للضحايا.